يخرجون من السجن ويعودون الى الارهاب

حجم الخط
0

تفي يوم الاحد القريب بعد شهرين من بادرة التحرير الاولى في الرابع والعشرين من تشرين الاول/اكتوبر يفترض أن تحرر دولة اسرائيل وجبة ثانية من السجناء الفلسطينيين.
التزمت اسرائيل ـ باعتبار ذلك جزءا من شروط بدء التفاوض السياسي ـ أن تفرج عن 104 سجناء كانوا قد سجنوا قبل اتفاقات اوسلو، حُكم عليهم جميعا أو على أكثرهم بالسجن المؤبد، ويعتبرون ناشطي ارهاب ‘ثقالا’ ملطخة أيديهم بالدماء. وفي 13 آب/اغسطس من هذا العام أُفرج عن 26 سجينا. وفي الوجبة الثانية بعد بضعة ايام سيفرج عن 32 سجينا آخر. ولم تُجز الحكومة الصفقة الى الآن، لكن يتوقع أن تُنفذ. وسيُفرج في هذه المرة ايضا عن سجناء ثقال الى قطاع غزة، رغم أن لاسرائيل تجربة مُرة مع السجناء الذين أُفرج عنهم عامة، والى قطاع غزة خاصة.
إن أحد أبطال الارهاب اليوم في قطاع غزة هو أيمن الشراونة، الذي حُكم عليه في الماضي بـ38 سنة سجن لمشاركته في عمليات قاتلة في بئر السبع، وقد أُفرج عنه في صفقة شاليط الى الضفة، واعتقل مرة اخرى في كانون الثاني/يناير 2012، بسبب الاخلال بشروط الافراج عنه.
واشتهر الشراونة في اسرائيل بعد أن بدأ اضرابا عن الطعام في السجن امتد 261 يوما، وخضعت الدولة آخر الامر، بضغط من الرأي العام، وخشية أن يشيع اضرابه عن الطعام ليصبح اضرابا عاما لسجناء فلسطينيين في السجن ويشعل المناطق. وكان يمكن أن يعكر كل ذلك الجو قُبيل زيارة الرئيس اوباما التاريخية لاسرائيل. أُفرج عن الشراونة في شهر آذار/مارس من هذا العام وطُرد الى غزة فترة عشر سنوات. واليوم تنظر الجهات الوقائية في اسرائيل، في خيبة أمل وغضب، في حالة الشراونة الذي أصبح أحد الاشخاص المركزيين في الوحدة الخاصة التي أُنشئت للذراع العسكرية لحماس لاستعمال الارهاب في الضفة.
إن جميع أناس هذه الوحدة أُفرج عنهم من السجون الاسرائيلية، وكان عدد منهم ضمن صفقة شاليط. وتشتغل هذه الوحدة بانشاء خلايا وتحويل اموال ووسائل قتالية ونقل توجيهات لتنفيذ عمليات ارهابية في الضفة. والشراونة مسؤول اليوم مع رفاقه في الوحدة عن عدد من البنى التحتية الأشد فتكا التي يطاردها الجيش الاسرائيلي و’الشاباك’ في يهودا والسامرة.
توجد في غزة جهات التنفيذ التي تستخدم ارهاب حماس في الضفة، لكن العقل والمال يأتيان من تركيا. ويقف في قمة هرم استعمال ارهاب حماس في الضفة سجين محرر آخر هو صلاح عاروري. إن عاروري هو ايضا منسق عمليات الوحدة الخاصة لحماس في غزة، وقد مكث عاروري، وهو من مؤسسي الذراع العسكرية لحماس في السجن الاسرائيلي عدة مرات، وأُفرج عنه في مارس 2010. وكان في تلك الفترة سجينا اداريا والتزم في صفقة الافراج أن يترك المنطقة ثلاث سنوات، فانتقل مع قيادة حماس التي تركت دمشق الى تركيا، وهو يعمل اليوم موجها عمله على اسرائيل في الضفة من تركيا برعاية السلطات التركية.
وبالاعتماد على هذه البنى التحتية لاستعمال الارهاب في الضفة التي تعمل من قطاع غزة وتركيا، التي يرأسها سجناء محررون، استطاع رئيس وزراء حماس اسماعيل هنية أن يدعو في هذا الاسبوع، في الذكرى السنوية لصفقة شاليط، الى انتفاضة جديدة في الضفة. وقد بذل صلاح عاروري وجماعة حماس الخاضعون له في غزة والضفة جهدا خاصا في الشهر الاخير لتثوير المنطقة، في محاولة لافشال التفاوض السياسي واضعاف أبو مازن والمس باسرائيل، وكان مركز الأحداث المسجد الاقصى الذي حدثت حوله في الشهر الاخير أكثر الاضطرابات ‘العفوية’.
إن حماس تقف وراء منظمة اسلامية ساذجة في ظاهر الامر مؤلفة في الأساس من سكان القدس، وهي ‘شباب الانتفاضة’، وأعلنت المنظمة بالاشتراك مع الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية، التي ترى أن هدفها حماية المقدسات الاسلامية في جبل الهيكل، أعلنت ‘ايام غضب’، وكانت النتيجة أحداث عنف أكثر في جبل الهيكل.
تقول جهات أمنية انه توجد زيادة على محاولة اشعال الشارع الفلسطيني زيادة حادة على أحداث اطلاق النار واستعمال الشحنات الناسفة على اسرائيليين في الضفة، كانت ذروتها العمليات الخمس القاسية التي قُتل فيها ثلاثة اسرائيليين في الشهر الاخير. إن الجهات الامنية لا تلاحظ في الحقيقة ‘يدا موجهة’، لكن الاحصاء لا يكذب، فهناك زيادة دائمة للنشاط الشعبي العنيف والنشاط الارهابي. ولنشاط السجناء المفرج عنهم أكثر من يد ورجل في هذا الاتجاه.
والآن واسرائيل توشك أن تفرج بعد اسبوع عن بضع عشرات من المخربين الثقال، يجب ان تأخذ في حسابها ان يعود فريق منهم، وإن لم يكونوا شبابا، الى الكفاح المسلح ولا سيما اولئك الذين سيصلون الى قطاع غزة. ويُفرج عن هؤلاء السجناء الى شارع أكثر تفجرا وثورانا مما كان في مطلع السنة.

يديعوت 21/10/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية