لندن-“القدس العربي”:
تناولت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية خطة الجيش الإسرائيلي، لمواجهة الفلسطينيين المنتفضين في ذكرى النكبة، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، يومي الاثنين والثلاثاء.
وكشف الكاتب اليكس فيشمان في مقال له بالصحيفة النقاب عن أن الجيش وضع ثلاثة قطاعات دفاعية، قناصة في كل ثغرة، وفرق محاصرة، وإمكانية لتجنيد الاحتياط.
ويقول الكاتب “: تستعد القيادة الجنوبية هذا الأسبوع لأسوأ سيناريو: العودة إلى مواجهة عسكرية واسعة مع حماس، إلى جانب الآلاف من الجنود والشرطة المنتشرين أمام سياج قطاع غزة، تم إعداد خطط لتكثيف القوات من المدارس العسكرية والوحدات القتالية في التدريب، وحتى إمكانية التعبئة، على الأقل جزئياً، للواجب الاحتياطي، وفي الوقت نفسه، استعدت القوات الجوية الإسرائيلية هي أيضاً، التي أعدت خططاً في حال التدهور في قطاع غزة، ضربة جوية قوية بشكل خاص.”
ويؤكد الكاتب، أن حماس تخلت عن عدد كبير من المواقع التي تسيطر عليها على الحدود في نهاية الأسبوع من أجل التنصل من المسؤولية عن المدنيين الذين سيتم إرسالهم لتدمير السياج، فمن من وجهة نظر حماس، فان يوم نقل السفارة الاثنين واحياء ذكر النكبة الثلاثاء، سيكون الاختبار الاكبر لها منذ سيطرتها على قطاع غزة لأن الفشل سيؤثر على أهميتها في الساحة الفلسطينية، ويمكن أن يعيد الجناح العسكري لحماس إلى الصراع مع إسرائيل.
ويضيف الكاتب: لا يمكن لأحد تقدير عدد المتظاهرين الذين ستنظمهم حماس، لكن الجيش لا يتحمل المخاطر: فلذا تم إنشاء ثلاثة شرائط دفاعية، والتي تعززها ثلاثة ألوية، أي ثلاثة أضعاف عدد الجنود المتواجدين الآن، وقد أضيفت صفوف من القناصة الذي تم نشرهم بالفعل من فيلق المشاة. ويقول “لم تتغير لوائح فتح النار، ولكن ما قد يتغير -من الغد -هي الحالات التي قد يواجهها الجنود. في حالات الخطر القاتل: الجنود لديهم إذن بإطلاق النار من أجل القتل. على سبيل المثال، إذا نجحت مجموعة كبيرة من الفلسطينيين في اختراق السياج ويجد الجنود أنفسهم في مواجهة حشود متدفقة نحوها، فإن لديهم إذنًا بإطلاق النار على أرجلهم في المرحلة الأولى، ثم يطلقون النار ليقتلوا، الجنود الذين يرون أصدقاءهم في محنة قد يفتحون النار أيضاً، وبالمناسبة: قصف النفق الليلة الماضية بالقرب من معبر إيريز كان يهدف أيضاً إلى إرسال رسالة إلى حركة حماس من أجل “مسيرة العودة” -والتي بموجبها الجيش الإسرائيلي سيجني ثمناً باهظاً من الفلسطينيين اثناء محاولة الاقتحام.”
ويشير الكاتب الى أن الخطر الأكبر الذي تخشاه اسرائيل ايضا هو دخول المتظاهرين مستوطنات بالقرب من السياج أو خطف جندي، ولذلك، سيتم تعزيز العديد من التجمعات الاستيطانية القريبة من السياج بالجنود. ولدى قادتهم أوامر واضحة: حتى مسافة معينة من محيط المستوطنة، إطلاق النار على الأرجل، ولمس السياج والدخول: إطلاق النار للقتل.
ويتوقع الكاتب أن حماس تخطط هذه المرة لاقتحام الجدار بشكل كامل: فبدلاً من خمس نقاط للاقتحام، تم توسيعها لتصل الى 13 موقعًا، من أجل إنشاء سلسلة من الأحداث التي تمنع الجيش من تعزيز القوات في نقاط حرجة. التخوف هو: أن السور بأكمله سيتعرض للهجوم. هذا التكتيك واضح. أولا، دخان الإطارات للتشويش على القناصة. بعد ذلك، سوف يهرع الآلاف من المتظاهرين إلى نقطة الاختراق، بينما يتم اشغال الجيش بالطائرات الورقية الحارقة. وعندما تعطى الإشارة: سيتم تفكيك السياج الأول -سياج الشبك الدائري الموجود داخل الأراضي الفلسطينية، الموجود على بعد عشرات الأمتار من السياج المحيط. بمجرد عبورهم السياج، سيواجهون القوات العسكرية التي من شأنها أن تعرقل الاختراق “الاجتياز”. وهنا أيضا، خطر كبير يتمثل في اختطاف جندي أو إيذاء القوة.
ويذهب الكاتب الى مسألة الحلول والانجازات قائلا “إسرائيل تريد عودة الوضع في غزة و تعزيز مشاريع البنية التحتية الإنسانية. وحماس تريد التحرر والتخلص، ولو جزئياً، من الحصار. فمفتاح الحل هنا كما يرى الكاتب في يد أبو مازن، الذي يرفض تحويل الأموال إلى قطاع غزة. .. المصريون يحاولون تخفيف الضغط لذلك قاموا بفتح معبر رفح لمدة أربعة أيام.”
ولكن هذه المرة يرى الكاتب ان التوفيق: بين مصالح إسرائيل وحماس تأخر و يمكن خلق جسور له ، ولكن فقط بعد موجة العنف التي لا مفر منها. ومع ذلك، هناك قلق من مواجهة عامة فالسلطة الفلسطينية تعد أيضا تجمعات حاشدة بمناسبة نقل السفارة والنكبة. إذا خرجت الأمور عن السيطرة، ستحترق غزة. وغزة و “ستسلم البضائع “باختراق الجدار وبثمن أكثر من 100 قتيل، وبالتالي ديناميكيات “النجاح” يمكن أن تشعل الضفة الغربية.
وفي ختام مقاله يتساءل الكاتب” كيف تم دفعنا إلى هذه الزاوية؟ كيف وجدنا أنفسنا في وضع يتم فيه تحقيق سيناريوهين سيئين -عشرات الآلاف من الفلسطينيين يسيرون الى السياج وفتح جبهة ثالثة في سوريا -تتحقق؟ شخص ما مسؤول عن هذا التدهور. تحاول قيادتنا السياسية إقناعنا بأن هذا هو القضاء والقدر، وهي عملية حتمية. ولكن هل حقاً أن كل خطأ دائماً يأتي من الجانب الآخر، أم أن الحكومة لها دور في التدهور، سواء عن طريق الفعل أم لا؟”
الشغب الفلسطيني يرفض ان يموت او ان يخضغ لارادة العدو الذي يريد ان يخنقه بالحصار والجوع دون ان يكلفه ذلك اي ثمن، اللهم العار الذي يطال كل معتد افاق. ان الشعب الفلسطيني قرر ان يكبد من اراد هدر دمه، ثمنا غاليا لا قبل له بتحمله، بشكل يجعله يفكر في ان المخرج يتمثل في الكف عن عدوانه وتسليم الحقوق لاهلها. هذا هو الخيار الانجع . اما الانبطاع والتذلل للعدو فقد راينا باعيننا مدي السفه والعار الذي جلبه لمن اختار هذا المنحي دون ان ينتج عنه طاءل. بارك الله في نضال اخواننا الفلسطينيين الشرفاء من اجل الانعتاق من البغي وللعدوان