يديعوت .. مشاكل لبنان أمام السؤال “الجريء”: ماذا ننتظر لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل كما الإمارات والبحرين؟

حجم الخط
0

لم يكن لبنان دولة قوية وفاعلة، فمنذ التحرر من الانتداب الفرنسي، في الأربعينيات، أصبح ملعباً لإيران، وسوريا، والفلسطينيين، وتركيا بعض الشيء. وحظي أيضاً بضربات غير بسيطة من الجيش الإسرائيلي. ورغم ذلك، نجحت مجموعة كبيرة من التجار المسيحيين والمسلمين في إقامة مدينة جميلة في بيروت في محيط المرفأ الكبير. سويسرا الشرق الأوسط، كما درج على تسميتها. باريس العالم العربي، الذي اندفع العرب بجموعهم للاستجمام في بيروت وقضاء إجازات منعشة، تاركين مئات آلاف الدولارات في محلات الموضة والمطاعم والكازينوهات.

الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي شعر بالتزام تجاه لبنان، خرج بخفي حنين بعد أن علقت خطته لتشكيل حكومة خبراء في خصومات لا نهاية لها في الساحة السياسية.

ولكن لم يتبقَ شيء من هذا. فحتى السعودية، الحليف الذي رعى الحريري الأب والابن كرئيسي وزراء، باتت تحافظ على مسافة. دول أخرى في العالم العربي وأوروبا تدير هي ظهرها أيضاً للبنان، وأعلنت إدارة ترامب بأن وزير المالية السابق علي خليل، ووزير المواصلات يوسف بنيانوس، مطلوبان بسبب أعمالهما في خدمة حزب الله. فكل من يمسك به متلبساً بعلاقات تجارية مع هذا الثنائي، كما حذر وزير الخارجية الأمريكي بومبيو، سيدخل إلى القوائم الأمريكية السوداء.

الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي شعر بالتزام تجاه لبنان، خرج بخفي حنين بعد أن علقت خطته لتشكيل حكومة خبراء في خصومات لا نهاية لها في الساحة السياسية. فرئيس الوزراء الجديد مصطفى أديب، الثالث الذي يتولى المناصب في غضون أربعة أشهر، لا ينجح في تشكيل حكومة، يقف على رأس حكومة انتقالية غير قائمة، وحياة سياسية مشلولة.

حزب الله – الحاكم الحقيقي في لبنان – يصر على تعيين وزير مالية من الطائفة الشيعية، يتحكم بالمال ويتلقى التعليمات المفصلة والمباشرة من نصر الله وعصبته.

ومع أن أديب قدم قائمتين محتملتين من الوزراء للرئيس ميشيل عون إلا أن حزب الله – الحاكم الحقيقي في لبنان – يصر على تعيين وزير مالية من الطائفة الشيعية، يتحكم بالمال ويتلقى التعليمات المفصلة والمباشرة من نصر الله وعصبته.

وهكذا فر حتى الآن 1.800 شاب متعلم في الأشهر الأخيرة من بيروت إلى الإمارات، حيث استقبلوا بورود بيضاء واستوعبوا على الفور في أماكن عمل. أما بيروت، في هذه الأثناء، فتبكي 200 من أمواتها في انفجار المرفأ، وتحاول مساعدة الـ 6 آلاف جريح ومشرد. وضع رهيب جداً لم يسبق أن مر على لبنان منذ الحرب الأهلية في القرن الماضي، ولكن العالم المتنور لا يبدي اكتراثاً.

في هذه النقطة يأتي الصحافي القديم نديم قطيش، ويضع مرآة أمام عيون إخوانه اللبنانيين: لماذا لا تصنعون السلام مع إسرائيل، مثل الإمارات والبحرين؟ ما الذي فعله الإسرائيليون لكم؟ هل هم مذنبون أو مسؤولون عن تفجير العبوات في مرفأ بيروت؟ وإذا كانت هناك حسابات مع إسرائيل، فلماذا لا تحلونها بالوسائل السلمية؟ هذه الأسئلة عرضت في مقال نشر بالعربية وبالإنجليزية، وكانت له أصداء هادئة في الشارع اللبناني. وقال الرئيس عون: “لنا مع إسرائيل مشاكل يجب حلها قبل التفكير بالسلام”، وكذا نصر الله رد بضحك شرير، لكن الشبكات الاجتماعية –وهذا هو الجديد– لا تكف عن البحث في اقتراح قطيش “المنطقي”. أخيراً، كما يكتب المتصفحون، جاء صحافي شجاع ووضع المشكلة على الطاولة.

سألت أصدقائي القدامى في بيروت إذا ما حان الوقت؟ كلنا نؤيد السلام مع إسرائيل- أجابوا، ولكن ليس بعد. تلقى حزب الله الآن ضربة غير بسيطة، وإلى أن تقلص قوتهم في لبنان فليس هناك ما يمكن الحديث فيه. يكفي ما تلقيناه من ضربات في الآونة الأخيرة، وإيران تدق الباب الآن.

بقلم: سمدار بيري
 يديعوت 24/9/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية