غزة – “القدس العربي”: استكملت جميع الترتيبات الإدارية واللوجستية الخاصة بعقد الاجتماع المقرر للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، والذي يترأسه الرئيس محمود عباس، ويعقد بطريقة الربط التلفزيوني ما بين رام الله وبيروت، ويناقش 3 ملفات رئيسية هي “صفقة القرن” ومخطط الضم الإسرائيلي لمساحات واسعة من الضفة، وعمليات التطبيع العربية مع الاحتلال.
وبدأ الأمناء العامون للفصائل الموجودون في الخارج بالوصول تباعا إلى العاصمة اللبنانية، للمشاركة في الاجتماع الهام، الذي يأتي بعد انقطاع دام منذ أكثر من 7 سنوات، حيث كان آخر تلك اللقاءات التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة، عندما كان الإطار القيادي المؤقت الذي يضم الأمناء العامين وأعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة مفعلا.
وعلى جدول أعمال الاجتماع، تتصدر ملفات التصدي لـ “صفقة القرن” ومخطط الضم الإسرائيلي لأجزاء واسعة من الضفة الغربية، واتفاق التطبيع الإماراتي الأخير، الذي قوبل بإجماع فلسطيني على رفضها، فيما يعمل الجميع حاليا في ظل حالة التوافق الفريدة بين حركتي فتح وحماس، على تطبيق تلك الحالة إلى واقع على الأرض، من خلال تطبيق اتفاق المصالحة، وإنهاء حالة الانقسام، وهو أمر لم يمانعه قادة الحركتين، الذين تحدثوا بلغة إيجابية خلال الفترة الماضية.
ومن المقرر أن يحضر إلى مقر المقاطعة بمدينة رام الله، من أجل حضور الاجتماع، الأمناء العامون للفصائل وكذلك أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، فيما سيحضر الأمناء العامون للفصائل المتواجدون في الخارج، إلى مقر السفارة الفلسطينية في بيروت لحضور الاجتماع، عبر تقنية الربط التلفزيوني “الفيديو كونفرنس”.
وأعلن أمين سر فصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العردات، أن الفصائل الوطنية والإسلامية كافة، ستشارك إما عبر الأمناء العامين أو نوابهم.
وفعليا وصل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى بيروت، وقالت الحركة إنه سيحضر اجتماع الأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية، وسيقوم كذلك بعدد من اللقاءات السياسية والفعاليات والأنشطة.
ومن المقرر أن يحضر الاجتماع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، فيما سيحضر أبو أحمد فؤاد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ويتردد أن فهد سليمان نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية سيحضر ممثلا لتنظيمه، فيما سيحضر أيضا نائب الأمين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة، وممثلون عن تنظيمات أخرى تتواجد قياداتها في الخارج.
من جهته وصف اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الاجتماع بالهام، لـ “تبحث كل الآليات والمخرجات التي من شأنها أن تشكل عاملا ضاغطا على الاحتلال ومن يتساوق معه، وفي الوقت ذاته الحفاظ على بقاء جسور التواصل مع المجتمع الدولي، وتعزيز القدرة على محاصرة من يسعى لنقض حالة الإجماع والوفاق العربي”.
وأكد الرجوب أن التوافق على آليات إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية، وتجسيد شراكة وطنية حقيقية، هي من أبرز الملفات التي سيناقشها اجتماع الأمناء العامين، إضافة لمناقشة وحدة الموقف السياسي والنضالي والتنظيمي في هذه المرحلة الصعبة، إلى جانب التمسك بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وشدد على أن محاصرة وتدمير كل المؤامرات التي تحاك للقضية الفلسطينية “مرهونة بوحدة وطنية فلسطينية وبموقف سياسي ونضالي وتنظيمي موحد، يرتكز على الشرعية الدولية كأساس للحل، إضافة لوجوب تحديد قواعد الاشتباك وفق منظور وطني موحد والحفاظ على استقلالية الورقة الفلسطينية”.
وحول لقاء الأمناء العامين للفصائل، قال خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إنه أمام الاستحقاقات القائمة ومحاولات شطب القضية الفلسطينية، وضم الأراضي، وتهويد القدس، كان لا بد من الدعوة لعقد لقاء الأمناء العامين، مطالبا الإطار القيادي بـ “تدشين مرحلة جديدة جامعة للشعب الفلسطيني”.
ولفت الحية إلى أن رئيس الحركة إسماعيل هنية وصل إلى بيروت “يحمل برنامجا للمشاركة في لقاء الأمناء العامين”، مؤكدا على أهمية أن يتوصل الاجتماع إلى شراكة حقيقية، وإصلاح منظمة التحرير لتكون بيتا للكل الفلسطيني، وقال: “المطلوب أن نقف أمام العالم موحدين، شعب له برنامج سياسي موحد، ومقاومته موحدة، لنقف صفا واحدا أمام كل مشاريع التصفية”.
وفي السياق قال أمين عام جبهة النضال الشعبي عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة أحمد مجدلاني، إن الاجتماع يسعى بالأساس للتوافق على برنامج وطني لمواجهة صفقة القرن ومشروع الضم وسياسة التطبيع، مؤكدا أهمية هذا الاجتماع على مستوى تحصين الجبهة الداخلية وفتح الطريق أمام إنهاء الانقسام.
إلى ذلك فقد أكد منسق الفصائل والقوى الوطنية وعضو اللجنة التنفيذية واصل أبو يوسف، على أهمية الاجتماع الذي سيعقد، لمعرفة مدى خطورة التحديات والمخاطر المتمثلة لخطة “ترمب نتينياهو” وخطة الضم والتطبيع، والإمعان في ذلك من خلال توجه طائرة احتلالية إلى الإمارات، إلى جانب مجموعة قضايا أخرى منها الأسرى.
وأكد منسق الفصائل والقوى الوطنية أن الموقف الفلسطيني موحد إزاء العناوين الثلاثة الرئيسية التي تشكل تحديات للقضية الفلسطينية، وهي (صفقة القرن وخطة الضم والتطبيع).
كذلك أكد الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي على أهمية الاجتماع، كونه يشكل رسالة لوحدة أطياف الشعب الفلسطيني في مواجهة صفقة القرن والتطبيع.
وأوضح البرغوثي في حديث لإذاعة صوت فلسطين، أن الاجتماع يمكن أن يشكل بداية يبنى عليها لإنهاء الانقسام بشكل كامل وتبني استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة كل المخاطر التي يعيشها الشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة “نزع البساط من تحت أقدام من يستغلون الانقسام خاصة وأننا على أعتاب مرحلة استراتيجية كبرى في قيادة النضال الوطني”.
من جهتها رحبت فصائل المقاومة الفلسطينية بانعقاد الاجتماع، معتبرةً أنه خطوة مهمة لاستعادة الوحدة وترتيب البيت الفلسطيني على أساس الشراكة التامة، وطالبت بخطوات عملية تعقب اللقاء للإسراع في تحقيق الوحدة، كما دعت لسحب الاعتراف بالاحتلال، و”التحلل من قيود أوسلو المجحفة، والتبرؤ من كل ملحقاتها وبروتوكولاتها”، مؤكدة على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل أشكال المقاومة وعلى رأسها المقاومة المسلحة.
كما دعت إلى توسيع الإطار القيادي ليضم فصائل المقاومة وصولا إلى انتخابات شاملة للمجلس الوطني يشارك فيها الكل الفلسطيني لـ “إعادة بناء وإصلاح المنظمة، والتوافق على استراتيجية وطنية فلسطينية قائمة على أساس الثوابت للمواجهة الشاملة مع الاحتلال”.