يوجد شيء كهذا ‘اسرائيلي’

حجم الخط
0

في تشرين الاول 2013 ردت المحكمة العليا طلبا من مجموعة من الاسرائيليين أن تعلن بقرار محكمة بأنهم أبناء قومية اسرائيلية، والقول انه سيكون ممكنا تغيير تفاصيل القومية في سجل السكان من ‘يهودي’ الى ‘اسرائيلي’. وكان التعليل لرفض الالتماس هو أنه لم يثبت وجود قومية اسرائيلية، واشار القاضي حنان ملتسار الى أنه ‘لم يثبت قضائيا وجود ‘قومية اسرائيلية’… ومن غير المناسب تشجيع نشوء ‘شظايا’ قومية جديدة’.
أمس، بعد نصف سنة من قرار العليا، شرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لماذا يحث تشريع القانون الاساس: الدولة القومية للشعب اليهودي: ‘ليس لكون دولة اسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي تعبير كافٍ في قوانيننا الاساس’. وبعد ذلك ادعى بان العناصر اليهودية للدولة ‘توجد تحت هجوم دائم متصاعد من الخارج بل ومن الداخل’.
ومع قرار محكمة العدل العليا والتجارب البرلمانية التي لا تتوقف لتشريع قانون القومية، تتشكل صورة ضيقة بشكل خاص لـ ‘الاسرائيلية’. هذه، التي تسعى منذ 66 سنة للحصول على الاعتراف ونيل الاستقلال، تردها المؤسسة المرة تلو الاخرى: فهي توصف كـ ‘شظايا قومية’ لم يثبت أمر وجودها، بينما في المقابل، لا يسعى أحد الى تشريع قانون أساس يعرفها ويحميها. والمرة تلو الاخرى تضطر الى الانحناء والالغاء أمام ‘شقيقتها الكبرى’، الدولة اليهودية.
ويمكن تفسير دفاع نتنياهو عن يهودية الدولة برغبته المهووسة في تهويد اسرائيل وعدم السماح للاقليات التي فيها ‘بان تشعر بأنها تعيش في الوطن’، من الصعب عدم العجب على ماذا بالضبط أسندت المحكمة الادعاء بانه لا توجد أدلة على وجود قومية اسرائيلية. ألا تكفي حقيقة أن مجموعة من الاشخاص تعيش معا على مدى عشرات السنين في دولة تسمى اسرائيل كي تسمى ‘اسرائيلية’؟ هل نشوء أدب اسرائيلي، وفن اسرائيلي، وموسيقى اسرائيلية، ومسرح اسرائيلي، ودعابة اسرائيلية، وسياسة اسرائيلية، ورياضة اسرائيلية، ولهجة اسرائيلية، وثكل اسرائيلي أليس في كل هذا ما يكفي للحديث عن ‘قومية اسرائيلية’؟.
ان الهوية الاسرائيلية لا تزال توجد في سياقات التبلور، وهي تتشكل من فسيفساء كاملة من المعتقدات، الآراء والاسباب؛ وهي ليست أحادية البعد ومنسجمة وهي تعيش في نزاع دائم يخيل أحيانا أنه غير قابل للحل؛ ولكن ليس في ذلك ما يمس بمجرد وجود هوية اسرائيلية، بل العكس: هذه هي مزاياها وهي بالضبط التعريفات الحديثة التي توجدها. عشية يوم الاستقلال هذا، يمكن لمواطني اسرائيل بل ويتعين عليهم أن يتباهوا بها.

أسرة التحرير
هآرتس ـ 5/5/2014

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية