يَدٌ مبللةٌ بالهايجين

أفتحُ الآنَ نوافذَ للقلبِ
أرى بلاداً تنامُ مطمئنةً على الخيباتِ
وأنا مثلُ غيري أرى
وأقرأُ معجمَ الحياةِ
أتجولُ بينَ أوراقٍ مرتشّةٍ بماءِ الخديعةِ الملوثِ
عامٌ مريضٌ مضى
وحدهمْ.. ذهبوا بعيداً
أصدقاءَ لنا
ملابسُهم أكثرُ بياضاً
ذهبوا تاركينَ خلفهمْ
كلَّ هذا البياضِ
وكماماتٍ بألوانِ قزحْ
أناسٌ يلهثونَ بين شتاءين
كمْ يلزمُنا للنجاةِ من حضارةِ الموتِ؟
كمْ يلزمُنا من ملحِ الذاكرةِ للسردِ؟
لا أذكرُ ورقَ الرواياتِ والأبطالَ في سراديبِ التعفّنِ
أعمالٌ كاملةٌ لسيرةِ التعقيمِ
والماءُ، التباعدُ، والحظرُ المبرمجُ للحياةِ
لا أذكرُ أقلامَ التحبيرِ التي أسندتُ قلبي عليها
لأخطَّ أسماءَ مَنْ اختنقوا
أذكرُ أصدقاءَ العزلةِ في ممراتِ التشظّي
وأفتحُ باباً للريحِ
نمرُّ قليلاً خارجَ النّصِّ المؤثّثِ باللقاحِ
ونتلوا وصايانا للغيمِ
نبقى مكمّمينَ في مختبرِ الحياةِ
أفتحُ باباً للريحِ
وأتلو ما تبقى من غيابٍ في جيوبِ المدنِ
لا شيءَ في البالِ يخطرُ لننجوَ
غيرَ رجفةٍ في القلبِ
أمامَ ليلٍ كثيرٍ في ثيابِ الخلقِ
ليلٌ استوطنَ كومةً منْ الجثثِ
كمْ يلزمُ الأرضَ منْ لهاثٍ
لتصعدَ أرواحُنا سدرةَ المنتهى
أرواحٌ أكثرُ هندسةً في لوحةِ المجازِ؟

شاعرفلسطيني/ أردني

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية