غزة – «القدس العربي»: طالب الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، لبنان بالعمل على تخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا مؤقتاً، وذلك خلال لقائه بمدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم في بيروت.
وأعلنت حركة حماس على موقعها أن أبو مرزوق الذي بدأ بزيارة إلى لبنان قبل بضعة أيام، استعرض خلال اللقاء مع اللواء إبراهيم، بحضور عدد من قادة حماس آخر مستجدات القضية الفلسطينية، وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتطورات انتفاضة القدس والحصار المفروض على قطاع غزة منذ عشر سنوات.
وأطلع أبو مرزوق اللواء إبراهيم على مجريات الحوار الفلسطيني الذي جرى في العاصمة القطرية الدوحة بين حركتي حماس وفتح.
وجرى بحث أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وعلى رأسها أزمة «الأونروا» بعد إجراءاتها الأخيرة بتقليص خدماتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
واعتبر أبو مرزوق أن هذه القضية «سياسية بامتياز»، لأنها تمس مستقبل اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى ديارهم. وطالب الدول العربية المضيفة بـ «التحرك العاجل من أجل المحافظة على استمرار أعمال وكالة الأونروا في إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لحين عودتهم.»
كذلك جرى بحث الأوضاع الأمنية في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وأكد الجانبان على ضرورة توسيع عمل القوى الأمنية الفلسطينية المشتركة لتشمل المخيمات الفلسطينية كافة من أجل المحافظة على أمن المخيمات والجوار.
وطالب نائب المكتب السياسي لحماس الدولة اللبنانية بـ «العمل على تخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا مؤقتاً إلى لبنان»، داعياً السلطات اللبنانية للإسراع في إنجاز وثائق السفر الجديدة الخاصة باللاجئين الفلسطينيين.
ووعد اللواء إبراهيم بالبدء في إصدار وثائق السفر اللبنانية الجديدة الخاصة باللاجئين الفلسطينيين ابتداء من الأول من شهر يونيو/ حزيران المقبل.
ونقل موقع حركة حماس عن اللواء إبراهيم تأكيده التمسك بوكالة «الأونروا» واستمرار أعمالها باعتبارها الجهة المكلفة دولياً بإغاثة اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم لحين العودة. كذلك أشاد بدور الحركة في إنجاز المصالحة الفلسطينية، مؤكداً على ضرورة تعزيز الوحدة الفلسطينية في الداخل والخارج لمواجهة التحديات التي تستهدف القضية الفلسطينية.
وكان وفد حركة حماس القيادي برئاسة أبو مرزوق قد وصل إلى لبنان يوم الخميس الماضي، والتقى عددا من القيادات اللبنانية في مقدمتهم رئيس الوزراء تمام سلام، وسبقه عقد لقاء مع رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي، والسفير الفلسطيني في بيروت أسرف دبور.
وبحثت اللقاءات ملف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وكذلك ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية ونتائج لقاءات الدوحة.
وفي سياق المصالحة، أكد الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في تصريحات صحافية، أنه لا يمكن الحكم على نتائج حوار الدوحة، قبل انعقاد جلسة الحوار المقبلة للنظر في مجمل الملاحظات. وقال إن بعض القضايا لا تزال عالقة، ومن أهمها قضية الموظفين، وبقية مشاكل غزة، مشيرا إلى مشكلة «الاعتقالات السياسية» في الضفة الغربية، إلى جانب العديد من القضايا الأخرى، التي تحتاج لعلاج في اللقاء المقبل.
جاء ذلك بعد انقضاء أسبوع على حوارات المصالحة الجديدة بين فتح وحماس، التي رعتها قطر يومي الأحد والاثنين الماضيين، وتم خلالها التوصل إلى «تصور عملي محدد»، لتطبيق المصالحة ومعالجة العقبات التي حالت دون تحقيقها.
واتفق وفدا الحركتين على أن تتم عملية مناقشة هذا التصور في أطرهما القيادية، ومن ثم مع الفصائل الفلسطينية، قبل الرد عليها.
يشار إلى أن أيا من قادة حركتي فتح وحماس لم يذكر أي تفصيل عن مجريات ما تم بحثه في حوارات المصالحة التي جاءت بعد غياب طويل في العاصمة القطرية الدوحة.
وكان الدكتور صلاح البردويل القيادي في حماس، قد أكد أن «التصور العملي المحدد» الذي جرى التوصل إليه «قيد الدراسة»، مشيرا إلى أن ما جرى كان «اتفاقا عاما»، وأنه يجري حاليا «وضع النقاط على الحروف».
وترافق ذلك مع وصف الدكتور فيصل أبو شهلا، القيادي في فتح حوارات الدوحة بـ»الإيجابية».
وقال في تصريحات سابقة لـ «القدس العربي» إن البيان الذي تلى المباحثات يشير إلى أنه جرى مناقشة كل الملفات التي تعترض تطبيق بنود المصالحة، وأكد على الحاجة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على كل الملفات خاصة في غزة. وعبر عن أمله في أن يتم إنهاء حقبة الانقسام، وتوحيد الموقف السياسي الفلسطيني والجغرافي بين غزة والضفة.
أشرف الهور