■ تراجعت اللغة الفرنسية إلى المرتبة العاشرة من حيث عدد المتكلمين بها، وتقدمت اللغة العربية عنها بأربع مراتب، إذ شغلت المرتبة السادسة بين ترتيب اللغات في العالم.
أما اللغة الإنكليزية التي أحرزت المرتبة الثانية منذ عشرات السنين، فإنها تبقى محاصرة بين اللغة الصينية (المندرينية) التي تتربع على عرش اللغات، واللغة الهندية التي تقف حجر عثرة بين لغات مثل الإسبانية والروسية والعربية لتزاحم الإنكليزية على مرتبتها.
حقائق الأرقام تجعلنا نكتشف أن ما يجعل اللغة تهيمن على جغرافيا سكانية معينة لا علاقة له بالعلم، بل بأسباب أخرى، قليلا ما نتطرق إليها. وإن دققنا في ظروف كل لغة على حدة، ستتغير الأرقام حتما ، فاللغة الإنكليزية أكثر حضورا على شبكات التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت بنسبة 35٪ ، تليها لغة المندرين المستعملة في الصين وتايوان وسنغافورة، بنسبة 13.5٪. ثم تأتي الإسبانية في المرتبة الثالثة والفرنسية في السادسة، أما العربية فستشغل مرتبة بعيدة جدا بنسبة 1.7٪ وطبعا أغلبها، إن تمعن المتتبع لأهداف استعمالها فهي شتائم وتراشق بالكلام البذيء بين الطوائف والبلدان المتجاورة والذكور والإناث، سواء من أبناء البلد الواحد، أو غيرهم، وأشياء أخرى لا داعي لذكرها، لكنّها ما أسميه إهدارا مبالغا فيه للغة.
ترتيب اللغات من خلال جنسيات الذين نالوا جائزة نوبل للآداب يكشف أن الإنكليزية تتربع على عرش من نالوها، تليها فرنسا ثم إسبانيا، ثم ألمانيا فروسيا… وهذا يعني أن الإقبال على قراءة الأدب مرتبط بالإنكليزية أولا، وأن حركة الترجمة من الإنكليزية إلى لغات الشعوب التي تقرأ هي الأقوى، وهذا عامل آخر من العوامل التي تجعل اللغة حية وتتجدد من تلقاء نفسها. وهنا تتراجع اللغة العربية والمندرينية والعبرية ولغات كثيرة إلى القوائم الأخيرة، ويبدو أن اللغة تتراجع للخلف كلما كانت صعبة الفهم، وكلما كانت فنونها بعيدة عن الملتقي تعقد خطابها بالنسبة للعالم.
لهذا نجد لغات قد ماتت، وأخرى تحتضر أو في طور الموت، وأخرى تتسارع في نموها وازدهارها، وأخرى تستحوذ على تفكير الشخص بكل ما تحمله من أثقال ثقافية ودينية واجتماعية وسياسية وحتى اقتصادية. تفتح اللغة آفاقا لا حدود لها لمستعملها، شرط أن يتعاطاها الفرد كوسيلة تواصل بينه وبين الآخر، لهذا فهي في بلدان كثيرة تفقد معناها لأنها غير مرتبطة بما يفيد الفرد، بل بما يجعله قذيفة في وجه عدوّه. فهناك شعوب تمارس إنسانيتها حتى من خلال التخاطب، وهناك أخرى لا يعنيها سوى رفع راية انتسابها للغة، بدون معرفة أدنى أصولها، وهي للأسف كائنات تشبه متاريس حربية لا أكثر.
تموت اللغة شيئا فشيئا حين ترتدي العباءة السياسية، وتعود للحياة حين تكتفي بكونها وجها ثقافيا للفرد لا يخجل به أمام المنتصرين عليه، وتبدأ بالانتشار والتحليق متجاوزة حدود أراضيها وأبنائها حين تصبح مرتبطة بالعلم وأبحاثه وتسويق منتوجه. تموت اللغة حين تعيش في قلوب منكسرة وعقول ميتة لا تعطي أي إشارات للحياة. تموت حين تخرج من زمنها وتلتصق بأزمان غابرة خالية من أي محتوى يعاصر الزمن الرّقمي الذي نعيش فيه.
إذ كأننا حسب الساعة الزمنية للتطور العالمي شعوب فقدت حتى هويتها «الزراعية» ما دمنا لم نخطُ خطوة واحدة تجاه الزمن الصناعي، فما بالك بالزمن الرّقمي الذي أصبحنا نعيشه كمن يشم غبار عاصفة مرت بقربه.
من جهة، لا شك أن المشتغلين على مستقبل اللغات يزدادون أهمية، لأن اللغة مقياس ممتاز لبقاء الشعوب، فمتى ما تنازل الواحد عن لغته واستبدلها بأخرى فإنّ تبعيته للآخر أصبحت إجبارية، ليس فقط على الصعيد الثقافي، بل على الأصعدة كلها، وهنا يصبح الشك قائما بشأن استقلال شعوب كثيرة رسمت حدودها الجغرافية بشكل واضح، فيما امتداد مستعمريها يبلغ اللقمة التي تبقيهم على قيد الحياة، وربما تبلغ الهواء الذي تتنفسه أيضا.
بالنسبة لواقع لغتنا العربية، فإن فناءها يبدو في الأفق القريب منتصبا ومقبلا حثيث الخطى، وذلك حسبما توصلت إليه آخر الدراسات التي أثبتت أن تراجع الفنون في العالم العربي مع صقل اللغة العربية في قوالب التطرف والكراهية عاملان كافيان لجعل الأدمغة العربية تبحث عما يستهويها من فنون في لغات أخرى، وعن لغة بديلة للتواصل، بدون الشعور بثقل اللغة بكل محمولاتها السياسية والدينية… غير تمرد الأجيال الشابة على ما هو مألوف وخلق لغة تناسب متطلباتهم الخاصة للتواصل، وأعتقد أننا نعيش هذه المرحلة الآن.
طبعا عاطفيا، أرفض الفكرة تماما، لأني متصالحة مع مكمونات هذه اللغة، ولأني أتعامل مع جمالياتها أكثر مما أتعامل معها كورقة سياسية أو درع حربي، ولأنها تمثل هويتي وميولاتي وتعبّر عني أكثر من غيرها، ولكن هذا لا يعني أن خلاص اللغة من شباك الموت ممكن بمجرد تعاطفنا معها. ثمة عاطفة لا تتجاوز جدران القلب، تحث الراغبين في الحفاظ على اللغة العربية للقيام بمحاولات محتشمة تجاهها، من خلال اعتبارها عاملا موحدا للشعوب العربية، ولكن هل هذا العامل محفز فعلا في هذه الآونة بالذات؟
إن التفكك الذي يشهده العالم العربي ينعكس اليوم سلبا على الوضع الصحي للغة، لتزداد تمزقا وتشتتا، وغير ذلك أرى مليا أن اللغويين العرب بالغوا في تحصين لغتنا بالمقدسات، حتى جردوها من مفهومها الحقيقي، وحولوها إلى «تعويذة سحرية» ثابتة، لا تقبل أي نوع من الإضافات والتجديدات، لدرجة أن قواميسنا العربية أحيانا لا تلبي طلباتنا لإيجاد كلمات يبتكرها الحراك اليومي للغة، وتلاقحها مع لغات مختلفة في المجالات العلمية وما تنتجه من مصطلحات جديدة.
وإن كانت اللغة طليقة على مدى عصور، فإنها أخذت تشكُّلها النهائي في حقبة جد حساسة، حين ظهر القرآن، الذي اتخذه شيوخ اللغة مقياسا لضبط العربية، واستخلاص قواعدها، ثم وضعوا حاجزا متينا حولها لئلا يذهب الدارسون والمتأملون والباحثون إلى أبعد من المعاني التي حددوها، والقواعد التي أوجدوها، بل إن قمة الغرابة أن يتحوّل تعاطي الدارس للغة العربية من خلال النص القرآني مرتبطا بما وضعه السابقون من شروحات وتفاسير، والأغرب منها أن تُربط اللغة في حد ذاتها بالمقدس، فتُحذَف تعابير معينة من أغلب النصوص الشعرية والنثرية لأنها تخدش الحياء، وإن استعملت لأنه بذكرها يكتمل قول الحقائق فإنّها تتحوّل إلى نقمة على صاحبها. أما البعد الذي اتخذه تحريم واستنكار هذه الكلمات فقد طال المجال العلمي، كالطب الذي تعثرت دراسته باللغة العربية في بلدان كثيرة جربته، لأن أسماء بعض الأعضاء في جسد الإنسان «مخلّة بالحياء» ومحمولاتها شهوانية، وبعض سلوكاته الجنسية تصب في حقل البذاءات، وهلمّ جرّا من تلك المتاهات التي اثقلت اللغة بموروث شذ عن المسار العلمي، وأخرج أمة بأكملها كانت قد بلغت مآرب كبرى على الصعيد الحضاري، لتدخل على مدى قرون دوّامة التحريم والتكفير وتعطيل العقل.
هل من أمل لترتدي لغتنا بدلتها الرسمية وتعود إلى الصفوف الأولى التي تشغلها لغات الواجهة العالمية؟ لا أدري، فقد كثرت على كاهلها أسمال الدراويش وأرباب الشعوذة، وما زاد الطين بلة قلة حيلة الأكاديميين المشتغلين باللغة، وعجزهم عن الخروج بمشروع جاد وواضح لإنقاذ ما يمكن إنقاذه!
٭ شاعرة وإعلامية من البحرين
بروين حبيب
تحياتي للكاتبة الدكتورة بروين حبيب…مقالك فيه سموالذات والموضوع ؛ لكن من جانب آخر( أرجوك اقبلي قولي ) على قولك : { وما زاد الطين بلة قلة حيلة الأكاديميين المشتغلين باللغة، وعجزهم عن الخروج بمشروع جاد وواضح لإنقاذ ما يمكن إنقاذه! }.ألستِ ياسيدتي الآن أنت في الموقع الأكاديمي لكونك دكتوراه باللغة العربية وإعلامية لديك برنامج نافذ وعلاقات تمتد من القاع إلى القمة ؛ ولك ( صوت مسموع ) وصورة ؛ وعضوفي لجان عدّة ؛ وقريبة من مراكز القراروالعلاقات ؛ فلماذا لا تبادري إلى دعم ما ورد في مقالك المهم ؟ والألف ميل تبدأ بخطوة صحيحة حتى تبدأ المسيرة ؛ ولتسجلي لتاريخك موقفًا عمليًا في هذا الاتجاه الكبير.وقل اعملوا فسيرى الله عملكم.مع الودّ.
قال رحمه الله وبارك ثراه شاعرنا الكبير المتنبي
أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم
ويقصد بالطبع اللغة العربية، أي في زمنه كان هناك جدال محتدم في اللغة وسهر عليها وخصام، وهناك من كان عليلا بها وقال اموت وفي قلبي شيء من حتى، وهذه اللغة العظيمة، التي لا تشبهها لغة في العالم من حيث عمق تعابيرها، وجمالية بلاغتها وأقولها بمعرفة عميقة باللغات الاخرى ( ليس فخرا فأنا أتقن اللغة الفرنسية والانكليزية كوني درست في السوربون وعشت في بريطانيا ودرست لغتها) يتم تدميرها من قبلنا نحن العرب فما اطلعت يوما على صفحة من صفحات التواصل الرقمي إلى وأرى الجميع تخاطبون بعامية ركيكة، وكما قال كاتبنا امير تاج السر في مقاله اليوم ان لا احد يقرأ إبداعات كتابنا، أما من ناحية التحديث في اللغة وإغنائها فأنا أشد على أياديك كما قال الدكتور جمال البدري أن تشعلي لنا شمعة في هذا الظلام
العولمة أعطت أهمية لفهم لغة الـ آخر بطريقة صحيحة، لترجمة ما فهمه في منتج، حسب حاجة الـ آخر في زمن أسرع من غيره، لتقليل تكاليف الإنتاج بجودة وبدون أخطاء، لتكون هي معيار المنافسة للحصول على عقد أي وظيفة، ولذلك في أجواء العولمة عنوان (أثقال اللغة) على موظف النظام البيروقراطي في دولة الحداثة، حيث العرف في هذا النظام، كل شيء ممنوع ما لم يكن هناك نص يسمح به، وهو ما يتعارض ويتناقض مع لغة القرآن، التي تتعامل كل شيء مسموح ما لم يكن هناك نص يمنعه، يكون منطقي وموضوعي، لأنني لاحظت العند والدلع الناتج عن الاختلاط بين الرجل والمرأة، لإثبات الاختلاف لأجل الاختلاف دون أن يكون هناك ضرورة تكون ذات عوائد اقتصادية للجميع، هو أساس تضييع وهدر أي موارد اقتصادية لدى أي مؤسسة، كما حصل ونشرته (بروين حبيب) بخصوص لقاء (سعيد عقل) المكلف ماليا في احدى مقالاتها في جريدة القدس العربي، الذي هو من أنصار دعم لسان لبنان، لأنه عدو لغة القرآن ممثلة في موقفه من فلسطين والمسجد الأقصى على الأقل، فالرأي لا يمثل حقيقة، يمثل وجهة نظر وتأويل خاص، الإشكالية عندما يتم تعميمه على أن له علاقة بالحقيقة هنا هي مأساة الجاهل من أهل الفلسفة، عندما يقوم بتدوين وجهة نظر، أثناء مواقيت الدوام الرسمي، لتبيين كم هو عالة على النظام البيروقراطي، كموظف لا ينتج شيء له أي عائد اقتصادي، يمكن أن يكون له ثمن في أجواء العولمة واقتصادها الإليكتروني، التي جعلت الآلة كوسيط بين ثقافة الـ أنا وثقافة الـ آخر، فأعطت لمفهوم اللغة بُعد جديد، ولمفهوم التدوين بُعد جديد، وأوضحت إشكالية تعدّد المفاهيم والتأويلات، والناتجة من تعدّد الخلفيات التي نشأ فيها كل منّا، فالعولمة كانت حل لمشاكل ثقافة الـ أنا التي أشعلت الحرب العالمية الأولى والثانية، بسبب رفضها التعايش والتكامل مع ثقافة الـ آخر، واقتصادها الإليكتروني كانت حل حتى لا تنهار دولة الحداثة والنظام البيروقراطي للأمم المتحدة، بعد إفلاس الاتحاد السوفييتي عام 1992، لقد انهار في عام 2008 نظام اقتصاد الفرد (الرأسمالي/الشيوعي والمختلط كالصين) عند تدوين لغة الحذاء، على ممثلي الموظف المقصّر في أداء واجبه تجاه الإنسان والأسرة والشركة في أي دولة، ومن هنا أهمية اقتصاد الأسرة (مشروع صالح التايواني) لمن يبحث عن حلول لتطوير الذات كي يستطيع الإنسان التغلب على الآلة (الروبوت) في إنتاج جودة أفضل كموظف للحكومة.
*كلام أخونا الفاضل(د.جمال ) منطقي
وفي محله بارك الله فيه.
*لتبدأ الأخت(بروين) بالخطوة الأولى
وتعممه من خلال برامجها التلفازية
وعلاقاتها الواسعة مع أهل الحل والربط
في مجال الإعلام وفقها الله.
سلام
[أن اللغويين العرب بالغوا في تحصين لغتنا بالمقدسات، حتى جردوها من مفهومها الحقيقي، وحولوها إلى «تعويذة سحرية» ثابتة] هذه اولى المصائب ويليها جهلنا وتدريس الطب والعلوم بالعربيه كان رائعا في سورية واطباؤها من افضل الاطباء لانهم فهموا معنى المصطلح العلمي ولم يحفظوه بصما دون فهم.
يسمونها لغى الضاد وكم من العرب يلفظها في لهجته. ألسنا مصابين بانفصام الشخصيه ليس بامتداح الحاكم من الخوف ولكن مع اللغه كذلك؟
ان اللغة هي الوعاء الفكري للاي علم. ومن ناحية فسيولوجية ونفسية يصل الانسان قمة الابداع العلمي عندما يدرس العلوم بلغته الأم او بلغة وصل الى اتقانها مرحلة متقدمة جدا يتساوى فيها مع المنتسبين اليها من ابنائها. السؤال الذي يطرح نفسه، هل اللغة العربية قادرة على استيعاب العلوم حتى الحديثة منها؟ الجواب نعم. اللغة العربية لديها بنيويا قدرة هائلة على استيعاب اكثر العلوم تعقيدا ، ولكن المشكلة تكمن في تأخر دور العرب وتراجع وزنهم الحضاري مما اعطى الانطباع ان المشكلة كامنة في اللغة، مع ان اللغة العربية هي احدى ضحايا العرب. فهي ليست فقيرة بالمصطلحات ولا تفتقر للدقة المتناهية ولا البلاغة ولا اي شيء. هي بحاجة الى سواعد وعقول نيرة تنقلها مرة اخرى لتصبح لغة العالم الاولى، لغة العلوم التي نقلت بها واحدثت هذه الثورة العلمية التي نراها. هذه الكليمات التي اطبعها على عجالة، ، لم تكن لتصل اليكم، لولا فضل اللغة العربية على العالم ، كيف لا وبها كتب وبحث ودرس علم الجبر؟ نقد الذات شيء جميل ومطلوب ، اما جلدها الى درجة التشنج والتخشب فهو لا يزيد الحال الا سوء، خاصة اذا كان الموضوع المتداول بين ( المثقفين) هو توصيف الحال فق، وكفى، دون حتى محاولة ايجاد حلول لها. هناك للاسف ايضا بعض المغالطات التي وردت في المقال، لا يتسع الوقت للحديث عنها باسهاب. القران الكريم كان ومازال وسيظل هو سبب بقاء اللغة العربية على قيد الحياة، كيف لا وهو تلك المعجزة الخالدة. كذلك الشعر الجاهلي وفي العصور الاسلامية المختلفة. اخير اقول ان ما تعانيه العربية هو بسبب التراجع الحضاري للعرب اضافة الى امور اخرى، منها التعمد في ابعاد العربي عن البيان حتى لا يعي لغة القران. نحن بصدد حملة شعواء لابعاد هذا الكتاب العظيم المعجز، الذي هو منهاج حياة متكامل، عن حياة المسلمين، وللاسف استطاع المستشرقون تجنيد بعض ابناء جلدتنا للقيام بهذا الدور المرسوم. اللغة العربية باقية شئنا ام ابينا وعائدة الى الصدارة شئنا ام ابينا، ولكن السؤال هل ستعود بنا، ام بغيرنا؟لعل الله ان بقينا على ما نحن عليه، يستبدلنا باقوام اخرين لا يضيعون الامانة، كما أضعناها. تحية للدكتور جمال البكري وأؤيد ما ورد في تعليقه الرائع وكذلك الاخ سامح وللجميع ودمتم بخير.
تصحيح: الدكتور جمال البدري.
*حياك الله أخي رياض وبارك الله في همتك
العالية وصحتك وقلمك النبيل الراقي.
سلام
حيا الله جميع المعلقين الأفاضل والقراء الأكارم وبعد :
1- اللغة الرئيسية الأولى بالهند هي الإنجليزية
2- صحيح أن إستخدام اللغة العبرية كاللغة العربية في جوائز نوبل, ولكن هناك العشرات من العلماء الصهاينة من فازوا فيها ولكن باللغة الإنجليزية
3- بصراحة فإن اللغة الإنجليزية تعتبر لغة العلم في الوقت الراهن كما كانت اللغة العربية قبل ألف سنة
4- لازالت لغتنا العربية هي الأولى بالنسبة للثقافة الإسلامية
ولا حول ولا قوة الا بالله
أشكرك أخي الدكتورالفاضل رياض ؛ وأدامك للخيرفي كلّ ( الأرض ).نهدف من وراء ( المقترحات ) تحويل النظريّة إلى تطبيق ؛ وهذا أضعف الإيمان.ونجد في الدكتورة بروين حبيب ؛ محبوبة القراء ؛ الخيروالبركة.عليها دين مشروع ألف ليلة وليلة السابق ؛ وهذا دين آخر لاحق.مودتي
للجميع.
أريد أن ألفت عناية الكاتبة إلى مبدأ يرقى إلى القانون وهو: “أن اللغة تقوى بقوة أهلها وتضعف بضعف أهلها”. فحال لغتنا العربية يحكي حال أمتنا العربية.
فإذا ما قدر الله لهذه الأمة أن تفيق من نومها، وأن تستيقظ من كبوتها التي طالت فسيكون للغتها الشأن الذي كانت عليه عندما كان المسلمون هم أصحاب الريادة في العالم في كل العلوم، ومن يقرأ تاريخ الأمة سيجد أن اللغة العربية كانت هي لغة كل العلوم، وهذا هو سر إبداعهم الذي علم أوربا الإبداع.
كما أريد أن ألفت السادة القراء إلى مبدأ آخر يرقى إلى درجة القانون وهو “أن التعليم باللغة الأم هو الأقرب إلى الإبداع ويسرع عجلة التقدم” وليست هناك لغة معينة هي لغة العلم بطبيعتها بل إن أهل اللغة هم القادرون على جعل لغتهم لغة العلم: ثم إن الباحثين العرب الآن يقدمون أبحاثهم في شتى مجالات العلوم يقدمونها باللغة الإنجليزية أو غيرها من اللغات الأوروبية، فما ظنكم إذا قدموها بلغتنا العربية، أليس هذا يدعو العالم إلى احترامنا وإلى تقدير لغتنا، وسوف يترجمون عنا كما نترجم عنهم، وهنا سؤال أعرضه عليكم هل توقفت الدول المتقدمة جميعًا عن الترجمة؟ لا بل كلها تنفق على الترجمة الملايين من أجل ألا يفوتها شيئ جديد في علم من العلوم.
الآن ألم ندرك أن العيب فينا وليس في لغتنا. هناك مؤسسات مجمعية ضخمة مهمتها السهر على سلامة اللغة وتقويتها ولكن قراراتها ليست ملزمة لأحد. وأعمالها لا تلاحق التطور الكبير في كل العلوم، وينقصنا مؤسسة عربية قوية للترجمة كي تتكون عندنا مكتبة لا يغيب عنا كتاب أو بحث نشر بلغة أخرى إلا ونقل إلى اللغة العربية في نفس الشهر أو العام الذي نشر فيه . هكذا بدأت النهضة العربية بالترجمة ثم التأليف ثم الإبداع، وكذا بدأت نهضة أوربا بعد عصور الظلام بالترجمة ثم التأليف ثم الإبداع، وكلتا الحضارتين قدت العلوم لأبنائها بلغتهم الأم هذا هو الطريق، وهو درس من التاريخ فعلينا به إذا أردنا أن نتقدم، وهذا العبء لا يتحمله فرد واحد ولا مجموعة ولا فريق بل يحتاج إلى مجموع العلماء (كل في اختصاصه) في أمتنا العربية تساندهم الدول العربية وتمدهم بالإمكانات التقنية المادية.