أزمة النظام مع الإيطاليين تشتد… الداخلية تبحث عن مخرج وروما «لن تنتظر طويلا»

حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: في الذكرى الخامسة لخلع الديكتاتور، الذي لازالت مصر تعيش في جلبابه، يحيا المصريون في ظل حالة غير مسبوقة من الأزمات، أبرزها على الإطلاق الوضع الاقتصادي البائس، الذي لم يسبق أن شهدته على مدار تاريخها الحديث، فقد بات الحل المريح للنظام هو رفع الأسعار.
وقد شهدت الأيام الماضية رفع أسعار مجموعة من السلع بينها الماء، ويراهن الرئيس السيسي على «جدعنة المصريين»، بحسب رأيه، في تحمل المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد.. لكن الرجل الذي راهنت عليه الجماهير على أن يخرجها من ضنك المعيشة وهاجس الفقر، اكتفى بتحميل الأغلبية وطأة الأزمات الطاحنة، فيما استمر نهجه نحو الأغنياء على خطى مبارك الذي ترك البلاد تحت وطأة بركان هادر وسخط دفع الملايين لصب اللعنات فوق رأسه، وهو الأمر ذاته، الذي باتت الأغلبية تستشعره الآن، حسب رأي الكثير من المراقبين. كما كان الديكتاتور المخلوع يدلل «كريمة المجتمع» من الأثرياء، يبقى الوضع على ما هو عليه في ظل النظام الراهن الذي يطبق سياسة تتيح للأغنياء مزيدا من الثراء والفقراء مزيدا من الفاقة والجوع..
وجنباً إلى جنب مع الفقر تشهد مصر حالة من القمع الأمني، عبّر عنه الكثير من الثوار والحقوقيين، منهم المحامي والناشط الحقوقي نجاد البرعي حول إخلاء سبيل أمناء الشرطة المعتدين على الأطباء في مستشفى المطرية قائلاً: «كل واحد يحفظ مقامه»، وكتب في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»:»إن الحبس الاحتياطي طلع للرعايا بس المواطنين ما يتحبسوش أبدا. كل واحد يحفظ مقامه»، ولعل الانتقاد البالغ للنظام وآلته الأمنية بسبب حادث مقتل الشاب الإيطالي، الذي وضع السلطة في موقف لا تحسد عليه، يشير بجلاء إلى أن البلاد على موعد مع المزيد من الأزمات، ولازالت تلك القضية تحظى باهتمام واسع من قبل الصحف المستقلة، فيما غضت الصحف الحكومية الطرف عن الاتهامات التي أطلقتها الحكومة الإيطالية، التي احتدت على الجانب المصري بسبب غموض الحادث، وهو الذي دفع أحد أبرز المسؤولين الإيطاليين لاتهام السلطات المصرية بأنها مسؤولة عما جرى، وعليها أن تكشف حقيقة ما حدث.. ومن أبرز موضوعات الأمس التي وردت في الصحف المصرية، تزايد الهجوم على المعارضة، الذي جسده الإعلامي عزمي مجاهد، مطالباً الأجهزة الأمنية، بمحاسبة مهاجمي الرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلاً: «لا تتركوهم يهاجمون الرئيس». وأضاف مجاهد، خلال تقديمه برنامج «الملف»، عبر فضائية «العاصمة»: «اللي يتكلم عن رئيس الدولة المفروض تتقطع رقبته، واللي بيهاجم الرئيس أجندات».
كما اهتمت الصحف بأنباء الحرب في سوريا وقرار السعودية والإمارات التدخل البري، وقد حظي إنشاء وزارة للسعاده في الإمارات بكثير من الاهتمام، فيما بقيت معارك البرلمان متواصلة. أما الحروب الصحافية فقد حظيت باهتمام من قبل أنصار النظام وخصومه، على حد سواء. وإلى التفاصيل:

المشنقة تلتف حول عنق النظام

ما الذي حمل الإيطاليين على أن يتهموا مباشرة الشرطة المصرية باختطاف وقتل طالب الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني؟! حتى الآن لم يثبت يقينًا وفقاً لجمال سلطان في «المصريون» ما إذا كان ريجيني قتل على خلفية سياسية أو جنائية، والشرطة بريئة إلى أن تثبت إدانتها.. ولكن الكل ـ في الغرب وفي مصر ـ توقع على الفور، بأن الشرطة المصرية ضالعة في تعذيبه ومقتله! «وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار، عقد مؤتمرًا صحافيًا منذ أربعة أيام 8/2/2016، في مقر الأمن الوطني في مدينة نصر، تحدث فيه عن قضية ريجيني، وقال إن كل ما يتردد بشأن تورط الشرطة هو مجرد «تكهنات»! ولا ندري لم اختار الوزير مقر أمن الدولة الرئيسي في قلعته المرعبة في وسط مدينة نصر؟ ولماذا لم يعقد المؤتمر في مقر الوزارة بـ«لاظوغلي»؟ الاختيار.. بالتأكيد يأتي في سياق رغبة الوزير بأن يتضامن مع «الأمن الوطني»، الجهاز الأكثر عرضة للنقد واتهامه بممارسة القمع والتعذيب على نطاق واسع ضد المعارضين السياسيين.. وفي اليوم التالي 9/2/2016، عقد مؤتمرًا آخر في أكاديمية الشرطة، في واحدة من أكثر ردود الفعل الأمنية الرسمية، التي تعكس إحساسًا في أن الأمر يتسع ويتخذ أبعادًا دولية بالغة الخطورة. ربما الوزير ـ وهو الأغلب ـ شاء مساندة جهاز الأمن الوطني، معتقدًا بأنه يشير في رمزيته إلى «تبرئة» الجهاز من الاتهامات التي تلاحقه. ويرى الكاتب أن اختيار الوزير لمقر الأمن الوطني، هو بالتأكيد لمساندة الجهاز في واحدة من أسوأ المحن التي يتعرض لها الآن: فالقتيل إيطالي وروما والعواصم الغربية كلها تقريبًا غاضبة، ووضعت الرئيس عبد الفتاح السيسي تحت ضغوط دولية، وأعاقت حلمه بتوسيع دائرة تطبيع علاقاته مع عواصم ما زالت مترددة..».

تمهلوا حتى لا تندموا

ونبقى مع القضية التي أحرجت النظام إذا يقدم عماد الدين حسين في «الشروق» بعض النصائح للداخلية: «أن تفكر وتتريث طويلا قبل أن تصدر أي بيان في شأن أي مشكلة خصوصا إذا كانت جماهيرية. أول تسريبة على لسان مصدر أمني صباح الخميس قبل الماضي بعد العثور على جثة الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، أنه حادث سير، وبعد دقائق كان مصدر في النيابة يكشف عن وجود آثار تعذيب على جسد الشاب، تتمثل في قطع في الأذن والأنف، ويصعب أن يؤدي حادث سير إلى ذلك، كما يصعب أن يتم العثور على الجثة وهى عارية من الأسفل تماما، وموجودة في ما يشبه الحفرة!
هذه الطريقة في التصرف ليست جديدة، كما يؤكد الكاتب، وهناك سوابق كثيرة في هذا الشأن خلال السنوات الثلاث الماضية، ومنها في حادث سيارة ترحيلات أبوزعبل في 18 أغسطس/آب 2013 الذي راح ضحيته أكثر من 37 متهما، كان أول بيان من الشرطة أنه جرى تبادل إطلاق نار بين الشرطة ومسجلين خرجوا من الزراعات، ثم تبين بعد دقائق أن الأمر كله تم داخل مجمع سجون أبوزعبل. الذي اخترع البيان لم يكلف نفسه حتى «الكذب المنظم والمنطقي»، وهو أن أي تبادل لإطلاق النار قد يخلف قتلى أو مصابين من الشرطة، وهو ما لم يحدث بالطبع. وفي حادث مقتل الناشطة في حزب التحالف الشعبي شيماء الصباغ يوم 24 يناير/كانون الثاني 2015 خرج العديد من القصص الخيالية من الشرطة. مسارعة وزارة الداخلية أو بعض المصادر داخلها إلى إصدار بيانات غير صحيحة يكلفها الكثير لاحقا. والمطلوب من الشرطة، كما يشير عماد، أن تتريث وتتمهل في ما تصدره من بيانات».

الإخوان يعشقون الأحلام

عن المجلس الثوري والمستقيلين منه الذين بحسب طه خليفة في «المصريون» يعيشون خارج الواقع السياسي والشعبي المصري، وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة، فـ»الطرف الأول يصر على أن مرسي هو الرئيس الشرعي، وأنه لا بد من عودته أولا، وكذلك عودة البرلمان والدستور وهما صارا من الماضي، ثم يكون الحل والمصالحة بعد ذلك، والطرف الثاني مستعد للتغاضي عن مسألة مرسي، لكنه مع إزالة الاستبداد وإخراج الجيش من الحكم، كما يقول، وكلاهما، يبني عالمه الخاص المنفصل عن حقائق جديدة فرضت نفسها وتتكرس في مفاصل الحياة اليومية في البلاد، من خلال بناء نظام سياسي جديد يعترف به العالم ويتعامل معه. أتصور أن الزمن والأوضاع قد تجاوزا شروط الطرفين، ولا أعلم لمن يوجهون تلك الشروط، فمن يعرض المطالب والشروط لا بد أن يكون في يديه ما يجعل الطرف المُخاطب بها يفكر فيها ويتفاوض حولها، ومن سيقول إن هناك تيارا واسعا في الشارع معهم – اعتبرته رئيسة المجلس الثوري الدكتورة مها عزام بأنه يمثل أغلبية الشعب المصري – هو كلام يحلق في فضاء واسع من الرؤية غير الدقيقة، الأغلبية في اتجاه آخر، وحتى لو كان هناك تململ شعبي من مصاعب الحياة، ونفور من شخصيات تحالفت مع السلطة ثم انفضت من حولها، فلا يعني ذلك أن هناك تيار معارضة سياسية أو شعبية منظمة مستعدة لمواجهة السلطة بآليات سلمية وتهديدها وجوديا، السلطة تعمل جاهدة على عدم بروز معارضة لها، مازالت تمطر المواطنين بالوعود. ويؤكد خليفة: عندما تعارض من الخارج، فإنك لن تكون في وضع مريح أبدا عما لو كنت تمارس المعارضة من الداخل، وفي أوضاع طبيعية مقبولة ولست مهددا، وهذا ما لا يريد إدراكه من هم في الخارج الذين يريدون التضحية بأتباعهم في الداخل، حتى آخر شاب وفتاة لأجل أهداف تبتعد كل يوم عن طريق الواقعية».
السيسي
يعشق الميكروفون

في كلماته التي قاطع بها وزير الإسكان السبت الماضي، وهي كلمات مُعدٌّ لها بإحكام بالطبع، لاحظ محمد ثابت في «الشعب»: «أن الرئيس مُدمنٌ لعادة صارت طبعاً لديه.. خاصة في الكلمات التي يحاول بها تغيير سياقات الخطب المعروفة، بل البعد عما هو مكتوب، ومن تفاصيل ذلك البعد اختطاف الميكرفون والتحدث وهو جالس على مقعده..لا أعتقد أن رئيساً فعلها من قبله، فضلاً عن رؤوساء مصر السابقين، خاصة من العسكر، أيّاً ما كان رأينا فيهم، فكلهم كان حريصاً على مواجهة كاميرا التلفزيون، منذ إنشائه، تلك التي تنقل صورته إلى الناس، وراجع حماسات الراحل جمال عبد الناصر، رغم حدة ورفع صوته. وراقب أسلوب السادات المتفرد في الكلام، وتصنع مبارك له، كلهم كانوا يواجهون هذا الشعب ويبالغون في «خداعه»! أما السيسي فإنه سنّ سنّة تُخبر هذا الشعب المسكين بها حركاته وسكناته، فها هو يبالغ في خداعهم.. ويعطيهم ظهره وهو يفعل، وإلا فشاهده وهو يتحرك في سيارات موكبه الفارهة على بساط أحمر لعدة كيلومترات، يتحرك والموكب على البساط، دع عنك إنه يقول للشعب من بعد أن «تقشف»، ولكن أسلوب «إخراج اللسان» من قبل السيسي.. يتمادى لما تراه للمرة التي لا تُعدُّ، لا يعطي المصريين وجهه، وهو يحدثهم، في افتتاح مشروعات مدينة 6 أكتوبر السبت الماضي، التي قال عنها هو بنفسه إنها «ولا حاجة» أمس، مقابل ما تحتاجه مصر، وهي المشروعات التي ما كانت لتحتاج رئيس وزراء لافتتاحها لولا محاولة السيسي إيهام المصريين البسطاء ثم المُغرضين إنه يفعل شيئاً. لا يكلف نفسه مجرد الالتفات للمصريين الذين يحدثهم.. كما منذ أيام، وكما في مناسبات عدة، حتى يوم 6 من أكتوبر/تشرين الأول 2013م يوم المواجهة الدامية التي ذهب ضحيتها أكثر من 60 من خيّرة شباب مصر.. يومها قال وهو يواجه المغنين أن يديّه تنقطع لو مدها على المصريين».

يا ليته يقضي على الفساد

ونتحول للرئيس وما ينبغي أن يقوم به ويتولى المهمة حجاج الحسيني في «الاهرام» : «اختار الرجل أن ينحاز إلى أصوات الملايين في ميادين وشوارع مصر في 30 يونيو/حزيران ويتولى مسؤولية البلاد، في فترة هي الأصعب في تاريخها، ولا أبالغ إن قلت إن فاتورة إصلاح البلاد بعد ثورتي 25/30 تضخمت بسبب انتهازية العامة والنخبة، وفساد إعلام وفضائيات رجال الأعمال، وأصبحنا أمام ملايين التجاوزات في التعدي على الأراضي الزراعية والبناء العشوائي والأبراج المخالفة في شوارع لا تتجاوز بضعة أمتار، ورغم المشاكل المزمنة
قبل الثورتين – والعرضية
بعد الثورتين – في جسد البلاد، إلا أن التحدي الأكبر الذي يواجه الرئيس يتمثل في مواجهة الإرهاب والفساد معا… أما معركة الفساد فلا تقل خطورة عن الإرهاب فإذا كان الإرهاب يزهق الأرواح البريئة ويدمر ويحرق فالفساد يقتل الإحساس بالانتماء للوطن ويأكل الاخضر واليابس ولا يعيش الفساد إلا في ظل منظومة إدارية تخشى المواجهة. ويؤكد الكاتب على أنه لو لم يكن هناك في عام 2016 سوى مشروع مواجهة الفساد فقط لكفى. هذا الكلام لا يقلل من المشروعات الكبيرة التي أنجزها الرئيس منذ توليه المسؤولية، التي كان آخرها افتتاح 34 مشروعاً منذ أيام، ولكن كلامي يعني مواصلة الرئيس حربه على الفساد والإرهاب بالقدر نفسه الذي يسعى فيه لإنشاء مشروعات جديدة..».

خائف
من الفاسدين

ونترك عمار علي حسن أحد أبرز أنصار معسكر النظام في «المصري اليوم» ليرد على حجاج الحسيني: «لماذا يصر الرئيس عبدالفتاح السيسي، رغم قلة زاده وطول سفره، أن يمضي مركبه القديم في هذا الموج العاتي بمجدافين فقط بينما يحتاج إلى أربعة؟ قد تلخص الإجابة على هذا السؤال الأزمة التي تمر بها السلطة حاليا، والحيرة التي تنتابها، والشعبية التي تتساقط منها، فالرئيس يبدو مقتنعا بأن الخلاص في الاهتمام بالاقتصاد والأمن، بينما هو في غنى عن السياسة ومكافحة الفساد، الأولى لا تحظى لديه بأى أهمية، والثاني يتصور أننا لسنا في عجلة من أمرنا حياله. ورغم أن كلفة الاقتصاد والأمن كبيرة جدا، وليس بوسعه أن يحقق اختراقا كبيرا فيهما خلال زمن وجيز، فإنه يتمسك بهما، ويقف عندها فحسب، ويدير ظهره للمجالين الآخرين رغم أن كلفتهما مختلفة، فهى معدومة في السياسة، أو تكاد، وقليلة في مكافحة الفساد، أو أن بمكنة السلطة أن تشرع فيها من دون إبطاء، ووقتها ستجد الناس معها. ولأن المركب يسير بمجدافين فقط، أحدهما مكسور من منتصفه ومربوط بحبل غير متين، إذ أن الأمن ينتهك القانون في كثير من المواقف، والآخر لا يتفق الراكبون عليه، فإن المركب يهتز، ونسمع أزاته وكأنها هزيم رعد، في كل مكان. وكل ما هو مطلوب كى يثبت في وجه الريح العاتية والموج الهادر أن يؤمن من يقوده، بأن الوقت قد حان ليزرع المجدافين الناقصين.. هذان المجدافان غائبان لأن الرئيس لا يراهما، إذ يخشى فتح معركة مع الفاسدين خوفا من أن يضغطوا عليه، بعد أن ضيع اللحظة التاريخية من يده، حين هدد بعض الذين أثروا من دون وجه حق قائلا لهم: «سأترككم للشعب»، وقتها كانت شعبيته جارفة وكان الصدق لديه عاليا، والثقة فيه قوية، وكان بوسعه أن يستغلها».
الملك سلمان
«هيجيبه من قفاه»

الدجل جزء من حياة البشر عموماً، لكن يبقى أن له نصيباً وحظاً أكبر في حياة المصريين، هذا ما يؤكده محمود خليل في «الوطن»: «وتطفو أمارات هذه الحالة الثقافية والعقلية في مصر في أوقات الأزمات أكثر من غيرها. خرجت علينا مجموعة من النكرات خلال الأسابيع الأخيرة بـ«افتكاسات دجلية» من النوع العالي. شخص ادعى النبوة، وبدأ يبشر برسالته الجديدة، ويزعم أنه مسؤول عن صياغة الكثير من الأحداث في مصر. من بعده خرج شخص يدعي الألوهية، ويؤكد أنه سيهدم الكعبة المشرفة نهاية 2016، ورد عليه أحد معارضيه: «ابقى فكر كده تيجي جنب الكعبة والملك سلمان هيجيبك من قفاك»!. وإعمالاً لمبدأ المساواة ما بين الرجل والمرأة خرجت علينا إحداهن بما هو أكثر افتكاساً، فادعت أنها «دابة الأرض» وقالت: «أنا على حق وبتكلم حق وبأمر الله، أنا الدابة، وفيه آية تؤكد أن المُلك لي، والله أوحى إليّ».
وفي ظل حالة الانحطاط التي تسيطر على بعض القنوات والبرامج التلفزيونية، هرول مهرجو الاستديوهات إلى استضافة هذه الشخصيات، جرياً وراء رفع نسب المشاهدة. حقيقة الأمر، كما يشير إليه الكاتب، أن الناس تهتم بالفعل بمشاهدة هذا العبث، وليس عليهم لوم في ذلك، فأغلبهم ينتمى إلى ثقافة تأسست على الدجل. كم من لسان خرج يصف الرئيس بأنه «المخلص»، وكم من لسان رفع الرئيس والوزراء إلى مراتب الأنبياء، أحدهم وصف وزير الدفاع ووزير الداخلية في يوم بأنهما مثل موسى وهارون».

إسرائيل
التي نسيناها

منذ اندلاع حركات «الربيع العربي» وإسرائيل في حالة انكفاء على داخلها لدعم أولويات هي بحسب عماد أديب في «الوطن»: «استكمال المشروع الاستيطاني بأقصى قوة وتحسين الوضع الاقتصادي ورفع دخول الصادرات، وتدعيم الأمن الداخلي واتخاذ إجراءات صارمة ضد مناطق السلطة وضد عرب 1948.
ويرجع ذلك إلى شعور إسرائيل بقدر هائل من الطمأنينة، كما يشير الكاتب، لأن مشروعها القديم الجديد القائم على تشجيع الانقسام الرأسي والأفقـــي في العالم العـــربي يسير بقوة وبنجاح بفضل «جنون الأطراف العربية»! ليست إسرائيل بحاجة إلى تشجيع مؤامرات ضد العرب، لأن العرب أنفسهم خير من يتآمر بقوة على نفسه.
وكما يشير عماد فالقاتل والقتيل والرصاصة مصدرهم واحد هو المصدر العربي. تستغل إسرائيل خلافات العالم العربي مع النفوذ الإيراني تارة، والنفوذ التركي تارة أخرى، بما يخدم مصالحها بخلق «عدو بديل» ينشغل به العالم العربي.
هذا كله لا يعني انصراف إسرائيل عن المتابعة اليومية الدقيقة لما يحدث في العالم العربي، ولا يعني توقف النشاط الاستخباري «للموساد» القائم على رصد ومتابعة وتحريك العديد من التوترات في المنطقة. وتدرك «المخابرات العسكرية» الإسرائيلية أن هناك تحركات كثيرة على المستويين الدولي والإقليمي الآن لعمليات عسكرية كبرى على جبهة سوريا.
وتدرك إسرائيل أن الحديث عن تحرك قوات برية عربية إسلامية تقودها أمريكا وحلف الأطلنطي قد يكون حقيقة واقعة، أو قد يكون تطبيق سياسة حافة الهاوية للضغط على الحلف الإيراني الروسي الداعم لنظام بشار الأسد عقب فشل مفاوضات جنيف الأخيرة. وسط ذلك كله لا تترك إسرائيل مجالات للصدفة أو لأي احتمال من الاحتمالات، لذلك أجرت القوات الإسرائيلية 3 مناورات عسكرية خلال الشهر الأخير».

مبارك خائن

ونتحول نحو الحرب على مبارك إذ غضب صلاح الغزالي حرب من إشادة عبد الناصر سلامة به في صحيفة «المصري اليوم» ذاتها: «بعيداً عن مضمون مقاله الذي يدور حول عظمة ونزاهة ووطنية مبارك- هذا رأيه- فإنني سوف أركز فقط على الفقرة الأخيرة من مقاله عن ثورة ٢٥ يناير/كانون الثاني، حيث قال بالحرف: « يجب ألا ننسى أننا نتحدث عن حسني مبارك، كبير الدار، وسيظل كبيرها في أعين الأصلاء والأدنياء، ما ظل على قيد الحياة، ويهاجم الكاتب نصير الديكتاتور لأنه قد اختزل الثورة في بعض الممولين والمدربين في بلاد العم سام، وهو أمر غير مقبول، بل مرفوض. ألا يعلم السيد سلامة أن العالم كله وقف مبهوراً أمام ثورة شعب أعزل بكل طوائفه، أمام جبروت نظام حكم شاخ. يضيف الكاتب: نعلم جميعاً أن هناك أطرافاً داخلية وخارجية استطاعت أن تتسلل ثم تنقض بعد تأكدها من نجاح الثورة.. وكان ما كان من حقبة سوداء في تاريخ مصر تحت حكم عصابة الإخوان حتى هب الشعب مرة أخرى في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ الشعوب، ونادى على جيشه العظيم لإنقاذ البلاد من مصير أسود.. وعادت مصر إلى المصريين. أما عن الرئيس الأسبق مبارك، فإننى كنت أتمنى أن يحاكم سياسياً، وليس جنائياً.. كما أننى لست على الإطلاق مع محاولات إذلاله وتحقيره، فهو في النهاية بشر يصيب ويخطئ.. وقد كان له دور كبير في نصر أكتوبر/تشرين الأول العظيم، ولكنه من ناحية أخرى فتح أبواب الفساد على مصراعيها، واستسلم لمجموعة من المنافقين والمفسدين واللصوص، فكان مصيره الذي لم نكن نتمناه».
عار أن تكون الحرب بيزنس

وإلى توابع الحرب في المنطقة، حيث يرى محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير «الأهرام»: «أن التلويح بالتدخل العسكري في سوريا وليبيا لن يجدي نفعا في هذه المرحلة، ولن يمنح فرصة للسلام مثلما يزعم البعض، ولكنه سيؤدي إلى تأجيج الحروب والصراعات الداخلية وارتفاع لهيب النيران في دمشق وحمص وحلب وطرابلس وبنغازي وغيرها من المدن المنكوبة بجرائم الميلشيات المسلحة المدعومة من دول في الإقليم، وقوى كبرى، ستجد في أي تدخل خارجي فرصة سانحة للتمدد وفرض سطوتها وانتزاع أراض جديدة من قبضة الحكومات الشرعية في البلدين، وتقويض كل فرص قيام سلطة توافقية، لأن الحرب والتدمير لا يمكن أن يأتيا بمثل تلك السلطة، التي تتخيل أطراف عربية ودولية أن بإمكانهم فرضها بعد زوال… الحل الوحيد المقنع في سوريا هو تسليم كل الأطراف بضرورة الجلوس حول طاولة التفاوض من دون شروط تعجيزية فلم التعنت؟ ولم الإصرار على مسلسل القتل وتدمير قدرات الشعب السوري؟ وماذا بعد التدخل؟ ويتساءل الكاتب هل فكرت «الجماعة» العربية في هذا؟… وهل طرحت إجابات؟… وهل الضمير العربي بلغ حد التعامل مع دول عربية كليبيا وسوريا باعتبارها مشروعا تجاريا؟».

الأزهر ضعيف

الحرب على الأزهر مستمرة وهذا ما دفع نادر بكار في «الشروق» إلى أن يعرض للأمر: «المشكلة ليست في التجديد ولا في التسليم بما شاب التراث من غرائب تحتاج إلى تصفية، وإنما في المنهج الذي يُتبع لتؤتي هذه العملية ثمارها.. وقبل ذلك نتفق على شكل هذه الثمار المرجوة! حسن النية، قد يتصور أن الناقمين على الأزهر وعلى التراث من ناحية ثانية مع اختلاف درجات هجومهم وتنوع الأدوار التي يتناوبون عليها، ما انتفضوا هكذا إلا غيرة على (منهج) إسلامي اقتنعوا به مثلا ووجدوه قد انهار على يد مخالفيهم؛ لكن المتابع لبرامج هؤلاء التلفزيونية ومقالاتهم الصحافية يعلم يقينا أنهم لا يريدون منهجا مطّردا.. هم لا يريدون منهجا من الأساس!
يضيف بكار في «الشروق»: كانوا قبل ذلك يفرحون بمن يقتبس لهم الشاذ الغريب من كل مذهب ويهللون لتلفيقه من أقوال الأئمة المطروحة الضعيفة منهجا متكاملا لإسلام ممسوخ مهترئ لا يُعرف منه اسم ولا صفة.. كثيرون لعبوا هذا الدور تطوعا، وربما من أبرزهم خلال العقد الأخير د.سعد الدين الهلالي الذي يسمي تلفيقه للأقوال الشاذة فقها، ويصطلح كل عاقل على تسميته «تدليسا»؛ فتارة يُحلل خمرا وتارة زواجا عرفيا، وفي كل مرة ينسب القول إلى مذهب أو عالم بغض النظر عن صحة الدليل من عدمه، وكأن مذهبه المعتبر «كل ما ذُكر صحيح، وكل مجتهد مصيب، وكل رأي مقبول، ولا شذوذ في الفتوى!». أما اليوم فالبعض يسفر عن وجوه أشد قبحا وأعظم صفاقة لا تريد منهجا من الأساس ولا تسلم حتى للمُلفقين أو المدلسين.. لا تريد إسلاما منزوع الدسم فحسب، بل اجترأت أكثر وأكثر لتطلب إسلاما شهوانيا عابثا ضعيفا خانعا… إنهم في الحقيقة يروجون لإسلام بلا إسلام!».

تركيا أنقذت مصر من الهلاك

تتغير الوجوه والوسائل، لكن لا تتغير الأهداف والمطامع، فعلى مدى قرون طويلة والمستعمرون يفكرون ويتدبرون ويتآمرون، بينما نحن في عسل الخذلان نائمون، نبكي على نيلنا الذي لطالما تفاخرنا به أمام الأمم والعالم، وفق ما يرى رضا مودة في «الشعب»: «حتى قال عنا المؤرخ الإغريقي الشهير «هيرودوت» (مصر هبة النيل) ، ليصبح الواقع العملي أن (إثيوبيا هبة النيل ومصر معاً). ومن إثيوبيا إلى تركيا التي نناصبها العداء الآن بكل ما نملك من خسة وعلى أعلى مستوى، ندين لها بحياتنا شئنا أم أبينا، بحقائق التاريخ التي لا تعرف الكذب، لأنها أنقذتنا وأنقذت أجيالاً من العطش والجوع، بل والزوال من على خريطة العالم والوجود لخمسمئة عام مضت بالفتح العثماني، الذي يراه نخبة الأراجوزات العسكرية العلمانية وبالاً على مصر «الفرعونية»، ولم ينتج عنه إلا كل تخلف ورجعية وانحطاط، لمجرد كراهيتهم في الإسلام ذاته بكل وضوح، وليس نظام الخلافة الإسلامية كما يدّعون، لأن أردوغان الإسلامي لم يعترف إلا بإرادة الشعب المصري وشرعيته المُغتصبة منذ 3 يوليو/تموز 2013. ويبقى السؤال الملح، بحسب الكاتب «هل كانت إثيوبيا وحلفاؤها في الغرب والصهاينة مع بعض العرب المتآمرين ستمضي بهذه الوتيرة المتسارعة لإكمال السد الكارثي، في وجود تقارب في الرؤى وتنسيق سياسي واقتصادي مصري تركي على أعلى مستوى من منطلق شرعية شعبية ودستورية، معترف بها داخلياً وخارجياً، المؤكد أن دولة 3 يوليو استعدت الشقيق بحكم الدين والتاريخ، وتصالحت وتماهت مع العدو، الذي يتآمر علينا ليل نهار إلى حد الهلاك».

«الكاتشب والمايونيز» سم قاتل

حذر الدكتور هشام الخياط أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد، من الأضرار الناتجة من الكاتشب والمايونيز، التي تؤدي بعد تناولها بكثرة إلى تراكمات تنتج عنها أمراض في ما بعد من ضمنها السرطان، مؤكدًا على أن منظمة FDA للأدوية والأغذية الأمريكية حذرت منهما قبل ذلك عدة مرات لكونهما يؤديان لعدد من الأمراض. وقال الخياط، في تصريح لـ«الوطن»: «إن الكاتشب مكون من ثوم وبصل وخل وصلصة طماطم وصمغ ونشا وسكر فركتوز عالي التركيز مأخوذ من «الذرة». وأضاف، أن الكاتشب فيه العديد من المشاكل، أولها سكر الفركتوز الموجود فيه ليعطي حلاوة له فهو 100 ضعف الموجود في الفاكهة، وهو سم يتحول لدهون على الكبد ويعلي السكر فيؤدي إلى أمراض السكر والسمنة. وأضاف هناك مادة تحمل اسم فانيلين الموجودة في الصمغ والنشا للحفاظ على الكاتشب، «كارثة»، لكونها مادة مسرطنة، حيث أن لها تأثيرا ضارا جدًا ويسبب الأكسدة التي تؤدي إلى السرطان. وقال الخياط إن الخل المعدل وراثيًا لا يصلح ويشمل مواد كيميائية ومبيدات سامة، مع المواد الأخرى يؤدي إلى ارتجاع في المريء وزيادة الحموضة وقرحة المعدة والإثني عشري.
وأشار إلى أن الملح الذي له أثره في حدوث ضغط إنه ثبت بالدليل القاطع أن الأطفال الذين يضعون ملحًا زائدا على الأكل معرضون للضغط عند بلوغ الثلاثين. وأوضح الخياط، أن المادة الوحيدة الجيدة في «الكاتشب» تحمل اسم الليكوبين، وهي مضادة للأكسدة، ولكن عندما تتعرض هذه المادة للحرارة تصبح سامة، مضيفًا «كل الحاجات دي ضارة جدا على الجسم والكبد والبنكرياس والجهاز العصبي».

المأكَل والمَلْبَس والمَسْجَن

وننهي مع صباحك عسل والكاتب محمد حلمي في «المصريون» الذي يترحم على «الصاغ» قائلا: «انتقل إلى رحمة الله تعالى المرحوم بإذن الله حمودة القرش الشهير بـ«الصاغ» عميد عائلة الجنيه الكحيان.. القرش سليل المغفور له الأسطى نص فرَنْك، وشقيق الأستاذ شلن، والمهندس ربع جنيه، والحاجة نِكْلَة، وأبلة بريزة الخياطة.. وابن عم الأسطى مليم المكوجي.. العزاء قاصر على المحفظة، اقصد المقبرة..العنوان مقابر الفَكَّة ــ ميدان البنك المركزي.
• مع التوسع في بناء السجـــون، وبناء سجن ضخم على مساحة 100فدان.. اَشْكُرُ الدولة التي التزمت بثلاثية العقد الاجتماعي مع المواطنين، بتوفير المأكَل والمَلْبَس والمَسْجَن».

حسام عبد البصير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية