ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: روان درويش الفتاة «العلوية» من قرى جبل الأكراد حصلت على حريتها مؤخرا مع باقي النسوة البالغ عددهن 20 بالإضافة إلى 34 طفلا كانوا قد أسروا في أيلول/سبتمبر 2013 بعد قيام فصائل المعارضة بشن عملية عسكرية على قرى جبل الأكراد والأمر اللافت هو أن العملية تمت حينها بقيادة تنظيم «الدولة» وتحت أمرة «أبو أيمن العراقي» وأسفرت عن أسر 100 امرأة وطفل بعد سيطرة المعارضة على 14 قرية علوية وباتت على مقربة من مدينة القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد.
وبقيت الأسيرات في معتقلات التنظيم حتى شهر شباط/فبراير من العام 2014 حيث خرج التنظيم من الساحل وسلمهم إلى «جبهة النصرة» وطيلة الفترة السابقة بقيت الأسيرات في مدينة سلمى، وكانت التكلفة اليومية لطعام هؤلاء الأسيرات أكثر من عالية مما اضطر «النصرة» آنذاك إلى التخلي عنهن لصالح كتيبة «الشهيد مصطفى ميرزا» التي كان يقودها أكرم شماط الملقب «أبو كامل» وتولت الكتيبة الإشراف على المعتقل أيضا ضمن مدينة سلمى.
وانضوت الكتيبة تحت راية «أحرار الشام» الوحيدة التي كانت قادرة على تحمل مصاريف هؤلاء النسوة والأطفال، في أواخر العام 2015 بعيد التدخل الروسي، نقلن إلى مكان للسكن في قرية «شير قبوع» بسبب كثافة القصف الذي شنه الطيران الروسي حينها، في هذه الفترة أعلنت الكتيبة نفسها انضمامها إلى صفوف «الجيش الحر» في الساحل بسبب ضعف حصص الغذاء التي كانت تتلقاها النسوة من «أحرار الشام» حيث كان معظم الدعم يتوجه إلى جبهات القتال المحتدمة.
في منتصف العام 2014 اشرفت الأمم المتحدة على إبرام صفقة تبادل بين «الجبهة الإسلامية» والنظام السوري أفرجت بموجبها المعارضة عن 40 امرأة وطفلا ليبقى 54 آخرون قيد الاحتجاز لثلاث سنوات.
ووجهت النسوة اللاتي بقين محتجزات العديد من الرسائل عبر «القدس العربي» وقناة «الجزيرة» إلى أهاليهن كي يتم الضغط على النظام للبدء بعملية تفاوضية أخرى مشابهة تفضى في نهاية الأمر إلى إطلاق سراحهن إلا أن جميع للمحاولات باءت بالفشل بسبب تعنت النظام على الرغم من تدخل العديد من الشخصيات المسيحية المحسوبة على النظام بالإضافة إلى آخرين بينهم محمد الشيخ مساعد أيمن جابر قائد «ميليشيا صقور الصحراء»، وكانت «الجبهة الإسلامية» أطلقت سراح 3 نساء عجائز كبادرة حسن نية ومحاولة لتحسين شروط التفاوض إلا أن ذلك أيضا لم ينجح.
تم نقل الأسيرات إلى مدجنة صغيرة في قرية «الصفيات» بعد أن تم تأهليها لتصبح صالحة للسكن بعيد سيطرة النظام على معظم أجزاء جبل الأكراد لم تدم إقامتهم طويلا في تلك القرية بسبب اشتداد وتيرة قصف النظام لتلك القرية نتيجة علمه بمكان تواجدهن حسب ما أكده قادة المعارضة، وانتهى بهن المطاف في قرية «الغسانية» التابعة لريف ادلب حيث تم وضعهن في كنيسة القرية للحد من استهداف النظام لهن باعتباره مكانا مقدسا وأشرفت عليهن الكتيبة المذكورة نفسها.
وأكد قادة المعارضة الذين أشرفوا على ملف التفاوض أن النظام السوري تهرب من إبرام صفقة برعاية أممية كي لا يتم اتهامه باحتجاز نساء وأطفال بينما المعارضة لم تنكر ذلك. وأشار القيادي أبو طه في وقت سابق إلى قيام النظام بقصف أماكن تواجد الأسيرات طيلة فترة الاعتقال، وأكد أن المعارضة تريد مبادلتهن بنساء وأطفال آخرين بينهم الدكتورة رانيا العباسي. ولفت قادة المعارضة إلى الصحة الجيدة التي كن يتمتعن بها طيلة فترة الاعتقال إلى حين الإفراج عنهن بموجب الصفقة الأخيرة التي تمت بإشراف «هيئة تحرير الشام».
أحمد، حيدر، لقمان، غيدق ويزن خمسة أطفال أصبحوا ذكورا بالغين خلال فترة اعتقالهم تم فصلهم عن النساء الباقيات كما أن سالي وزهراء ودلع بلغن أيضا، بينما روان كبرت خلال الفترة الأخيرة لتصبح فتاة يافعة.
طيلة ثلاث سنوات لم يتدخل أي من المعارضين في إدارة شؤونهن الداخلية حيث تناوبت كل من وصال ولينا على منصب المدير الذي ينظم أوقات الطعام ويتولى مسؤولية مخاطبة حراسهن، كما أكد قادة المعارضة حصولهن على الاهتمام الطبي بشكل شهري عدا عن التدفئة في فصل الشتاء بشكل متواصل.
سليم العمر