القاهرة – مارينا ميلاد: في لعبة «الصراحة» المعروفة، استمعت لآراء أصدقاء في موضوعات مختلفة، لكن استوقفتني كلمة اعتدت على عدم تجاهلها وهي أن أحدهم وصف الفتاة المرتبط بها بـ «صاحبتي»، لأجد نفسي أرد عليه تلقائياً: «اسمها البنت المرتبط بها لأن صاحبتي تعني أنكم أصحاب فقط».
ما أعرفه أن وراء هذا الوصف – في أغلب الأوقات- قصتين، الأولى هي أن الرجل يتعامل مع الطرف الآخر في إطار الارتباط تمامًا بكل ما تحمل تفاصيل هذه الكلمة من معنى، حيث الاهتمام الزائد، الغيرة، الخوف، الرغبة في رؤيتها، التلميحات المستمرة، الغزل، وغيره، ولكن تحت مسمى «أصدقاء» دون التصريح المباشر بحبه أو الرغبة في الارتباط بها. والثانية هي أن يكون قد اعترف بحبه، وهناك ارتباط بينهما، لكنه لا يريد أن يتطور الأمر إلى مرحلة الارتباط الرسمي سواء خِطبة أو زواج. في كلتا الحالتين يظل مصير العلاقة مجهولا.
موضوع «التخوف من الارتباط» سواء بشكله في القصة الأولى أو الثانية أو بشكل آخر لا أعرفه، كان محل نقاش مع الأصدقاء في اللعبة وخارجها. أغلبهم يرى أن السبب في الحالتين هو الخوف من المسؤولية خاصة في ظل الظروف المادية الصعبة لأغلب الشباب، التي ازدادت تعقيدًا بالتغيُر الذي طرأ على الأوضاع الاقتصادية في مصر. وجزء منهم اعتبر أن هناك شبابا لا يريدون سوى «التسلية».
ورأيت أنا وغيري أن البعض لديه «فوبيا» من الفشل في مشروع الارتباط بسبب تجارب سابقة. وهو ما يشبه الدور الذي لعبه الفنان شريف منير في فيلم سهر الليالي (فيلم مصري أنتج عام 2002)، وهو الشاب الذي يخشى الزواج من حبيبته خوفًا من الفشل، في حين ظلت هي تشجعه على التجربة.
وصديق آخر برر أن فكرة عدم الاعتراف من البداية سببها أن علاقة الصداقة أفضل من علاقة الارتباط لأنها «أسهل ولا تحتاج لحسابات مثل الأخيرة». وآخر قال إن الخوف من المصارحة ربما يكون حفاظًا على الصداقة مع الطرف الأخر في حالة عدم التأكد من وجود المشاعر نفسها لديه. لكن، وإن اختلفت أسباب غموض القصة، فالمؤكد أن العلاقة حينها تكون «مُرهِقة»، «مائعة»، ويمكن أن نشبهها بحالة «اللاسلم واللاحرب» في السياسة.
عندما سألت صديقات عن الموضوع نفسه، اتفقن على أن «الكرة في ملعب الفتاة»، فإذا كانت تحبه وهو لم يصارحها فتشجعه، وإن لم تكن كذلك تغلق الأبواب من البداية. أما إذا تخطو مرحلة الاعتراف، لكنه يخشى الزواج بسبب الفشل أو غيره، فعليها طمأنته، وإن كان السبب ظروفا مادية فعليهم رسم الخطة معًا، لكن لو غير ذلك والأمر مجرد «تسلية» فوقتها لا يمكنها أن تستمر أو حتى تحاول تغيير ذلك.
في الأخير كان موضوعًا جدليًا بيننا لأنه يختلف حسب تفاصيل كل حكاية وحسب أشخاصها.. لم أرد أن أكون مُنحازة في هذا الجدال إلا لفكرة «العلاقة الواضحة» من البداية للنهاية، أيًا كانت ظروفها، ومهما ستكون مسؤوليتها بعد ذلك.