أنطاكيا ـ «القدس العربي»: قال عضو المجلس الوطني الكردي بشار عبد الحكيم إنّ حزب الاتحاد الديمقراطي «بي واي دي» الذي يترأسه صالح مسلم هو جزء من المنظومة الأمنية للنظام السوري، ويهدف إلى خلق صراع عربي ـ كردي، ويسعى لمنع الكرد عن المشاركة في الثورة السورية، حيث يعمل هذا الحزب على التجنيد الإجباري للشباب الأكراد في مناطق نفوذه، وهم مغرر بهم من قبل الحزب، على حد قوله.
وأضاف عضو الائتلاف السوري لقوى المعارضة عبد الحكيم بشار في تصريح لـ «القدس العربي»، «منذ بداية الثورة والاتحاد الديمقراطي يمارس العنف كوسيلة رئيسية للتعامل مع المجلس الوطني الكردي، فاغتال العديد من القادة الكرد أمثال مشعل التمو، ونصر الدين برهك، وكذلك العشرات من النشطاء، واختطف قادة آخرين مثل بهزاد دورسن، ويعتقل يومياً المناضلين من الأحزاب والنشطاء والفعاليات السياسية والثقافية والشبابية كافة التي تتميز بنشاط وفعالية تقلق الاتحاد الديمقراطي».
وحول العمليات العسكرية لوحدات حماية الشعب الكردية قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري لقوى المعارضة وعضو اللجنة السياسية في حزب يكيتي الكردي في سوريا فؤاد عليكو «لم تأت هذه التحركات من فراغ، فمن الواضح أنّ هناك تنسيقاً بينهم وبين روسيا بشأن العمليات العسكرية واستثمار القصف الروسي للتمدد في مناطق الجيش الحر خاصة، والنظام لا يملك القوة العسكرية الكافية للوصول إلى هذه المناطق البعيدة عن مناطق تمركز قواته».
وتابع في تصريح لـ «القدس العربي»: لم يعد سراً التنسيق الحاصل بين قوات حزب الاتحاد الديمقراطي وروسيا والنظام، وقد عبّر عن هذا التنسيق قيادة النظام وعلى أرفع المستويات بمن فيهم بشار الأسد، ومن المؤسف القول إنّ هذا التعاون لا يصب في المصلحة بقدر خلقه العداوة بين الكرد ومكونات الثورة السورية من العرب والتركمان والمتاخم للجغرافية الكردية.
وأشار عليكو إلى أنّ امتداد هذه العمليات العسكرية يجعل الأكراد في مدينة حلب في وضع حرج جداً نتيجة تمدد الصراع إلى تلك الأحياء ذات الأغلبية الكردية مثل الشيخ مقصود، والمستفيد الأول من هذا الصراع هو النظام وأعوانه فقط.
وعن وقف الإعمال العدائية المزمع تطبيقها في سوريا قال عبد الحكيم بشار باعتباره عضواً في الهيئة العليا للمفاوضات أن هذه الهدنة لن يلتزم بها النظام السوري لسببين، الأول أنّ الهدنة قد تمهد لمفاوضات جادة للحل السياسي، وهذا ما يرفضه النظام لأن نظام حكمه قائم على العنف، والسبب الثاني انّ النظام لا يملك السيادة والقيادة على المليشيات الشيعية في سوريا، والتي تقاتل الثوار والثورة وهي تتحرك بمعزل عن النظام إضافة إلى أنها جاءت إلى سوريا لتبقى فيها لذلك لن تلتـزم بالـهدنة.
وأضاف «الانتقال السياسي في النهاية سيحصل، لأن حتى حلفاء الأسد سيصلون لقناعة تامة بأنّه من المستحيل بقاء الأسد لفترة طويلة ، ولذلك فإن حلفاءه أنفسهم سيبحثون عن حل سياسي بدون الأسد بشرط أن يضمن مصالحهم، ولكن متى ستتشكل هذه القناعة؟ أعتقد انها لم تعد بعيدة وسيتخلى حلفاء الأسد عنه».
يذكر أنّ المجلس الوطني الكردي هو أحد مكونات الائتلاف السوري لقوى المعارضة، وقد أعلن مؤخراً عن اعتقال مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي أحد أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني وذلك على خلفية مشاركته في لجان جمع التواقيع لإدراج القضية الكوردية في مباحثات جنيف 3.
كما أعلن المجلس أنّ لواء شهداء بدر ـ وهو فصيل من قوى المعارضة في حي الأشرفية بمدينة حلب ـ قام باعتقال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ سوريا وممثل المجلس الوطني الكردي في المجلس المحلي في حلب.
ياسين رائد الحلبي