أكثر سيناريوهات الأردن رعبا: «داعش» بالقرب من سد الوحدة… فوضى «أجندات» في عمق درعا وبادية الشام

عمان ـ «القدس العربي»: لا يريد الأردن لأسباب سياسية وأخرى إعلامية قد تكون مفهومة التحدث في تفاصيل تلك الاجتماعات التي يتردد أنها تجري في العاصمة عمان بين روسيا والولايات المتحدة وبحضور الأردنيين للبحث في سيناريو المناطق العازلة على الحدود مع سوريا. الأردن لم يعلق رسميا على مسار الاحداث.
الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني لا ينفي ولا يؤكد ووزير الخارجية ايمن الصفدي يغادر في زيارة إلى محطتين هما ابو ظبي والمنامة تاركاً خلفه انطباعات عدة وليس من بينها النقاش حول سيناريو المناطق العازلة.
نخب الإدارة الأردنية تتجاهل التعليق على مسار هذه النقاشات بين موسكو وواشنطن تجنباً اولاً لرفع سقف التوقعات، وثانياً لعدم استباق النتائج.
الانطباع في مركز القرار في عمان يؤشر على ان الأردن يريد ان يدير هذا الموضوع بصمت قدر الامكان بسبب حساسيته وتعقيداته وحتى تنضج الطبخة بظروف مواتية قبل رفع سقف التوقعات تجنباً للإحراج. الأردن طوال الوقت يبحث خلف الستارة والكواليس عن ممرات آمنة تمكنه من الخروج من المولد السوري ولو بقدر قليل من «الحمص».
سيناريو المنطقة الآمنة بالنسبة للأردنيين بهذا المعنى ليس خياراً امنياً فحسب او ملفاً يتعلق باللاجئين والعمل على اعادة توطين ولو جزء منهم بقدر ما هو ايضاً موضوع اقتصادي بحت وتجاري له علاقة اولا بإعادة الاعمار، وثانيا بالعمل على تنشيط محاولات اعادة فتح معبر نصيب الحدودي وتشغيل الطريق الدولي بين عمان ودمشق بناء على التزام روسي.
بوضوح شديد يتصور الأردنيون بأن الحصة الوحيدة المتاحة لهم ضمن كعكة إعادة إعمار سوريا العملاقة لا يمكن توفيرها إلا عبر حزام المنطقة الآمنة في حضن الحدود مع درعا تحديداً باتجاه البادية الشمالية للمملكة والشرقية والجنوبية لسورية.
الطرف الاساسي الذي يعمل الآن ضد المصالح الأردنية ويضع «إصبعه» الميليشياتي هو الجانب الإيراني الذي تخفق موسكو بضمان حركته في المنطقة حيث يسعى نحو 7 آلاف مقاتل عراقي وايراني إلى الزحف وايجاد موطئ قدم لهم في اقرب مسافة ممكنة للحدود مع الأردن تحت شعار الاستثمار في محاربة وملاحقة الإرهاب «الداعشي».
يركز الوزير الصفدي كثيراً في اتصالاته على ان بلاده لا تريد قرب حدودها ميليشيات طائفية بالقدر الذي لا تريد فيه عصابات إرهابية.
وقد أبلغ ذلك لنظيره الروسي سيرغي لافروف لكن ماكينة الاستشعار الأردنية ترصد تلك اللغة الروسية المزدوجة والتي لا تبذل الجهد الكافي في الالتزام بمنع ميليشيات الحشد الشيعي العراقي والحرس الثوري الإيراني من الاقتراب.
يعتقد الأردنيون في غرفة القرار المغلقة أن روسيا تلاعبهم بالمزيد من الابر المخدرة بشأن هواجسهم الأمنية فهي تعد بالتدخل للسيطرة على ايقاع تحرك الميليشيات المحسوبة على إيران باتجاه جنوب سوريا لكنها لا تقدم خطوات عملية مباشرة على الأرض وفي الميدان في السياق.
عمان أقنعت وزارة الدفاع الأمريكية بالمقابل بأن هواجسها الأمنية في لعبة الحدود مع سوريا ينبغي ان تحظى بالأولوية وفي مرات عدة زجرت واشنطن عمان لأنها تبالغ في التعاون مع موسكو امنياً وتوصل الأطراف الثلاثة إلى تسوية لها علاقة بلقاء ثلاثي تنسيقي في عمان يبحث الجزء الفني في المعايير التي يوافق عليها الطرفان لضمان هواجس الحدود الأردنية.
من هنا وفقاً لمعلومات «القدس العربي» ولدت لقاءات البحث في سيناريو المناطق الآمنة على الحدود الأردنية السورية خصوصاً بعدما لعب الأردنيون بالورقة التي اشركت إسرائيل في المسألة وجندتها لصالح الضغط الخلفي والاشتراك بنقاشات المناطق العازلة حيث الجزء الجنوبي من هضبة الجولان.
لعب الأردنيون بورقة أخرى كانت طوال الوقت خلف الكواليس وهي الامن الخاص بسد الوحدة المائي وصعوبة تخيل او توقع مسار الاحداث اذا ما سمحت الأطراف الدولية لتنظيمات «داعش» الإرهابية بالاقتراب أكثر من السد ونهر اليرموك في واحد من مؤشرات الرعب الأمني الأكبر.
هذه المعطيات قد تكون هي التي انتجت اللقاءات الأمريكية الروسية التي تبحث في سيناريو المناطق العازلة بعدما تطورت الفكرة لتشمل ايضاً طول الحدود مع البادية الشمالية الأردنية والمنطقة الثلاثية التي تستقطب طموح جميع الأطراف عسكرياً الآن في رأس التنف وفي المثلث الصحراوي القاحل الرابط بين حدود العراق مع سوريا والأردن.
التوقعات الأولية لنتائج هذه الاتصالات لازال يؤشر على ان الأردن يراقب المشهد فيما يغرق الأمريكيون والروس بالتفاصيل ضمن سلسلة من المقايضات التي تعتقد عمان انها في مجمل المشهد وفي النهاية مرتبطة بتقاسم كعكة مشاريع اعادة الاعمار.
موسكو تتحدث مبكراً عن مناطق منخفضة التوتر وتتوسع فيها اتفاقيات وقف اطلاق النار، في المقابل واشنطن تتحدث عن مناطق معزولة أمنياً.
عمان بدورها لا يكفيها انخفاض التوتر لكنها ستقبل به بكل الأحوال وتسعى إلى توافق اقليمي ودولي على مناطق عازلة تماماً وعلى طول الحدود وبعمق لا يقل عن 40 كيلومتراً وضمن رؤية اقتصادية وتجارية وعلى اساس اقامة مرافق يمكن عودة ولو جزء من اللاجئين لها.
هذا ما تطمح إليه العاصمة الأردنية وليس شرطاً ان تحصل عليه فالمسائل قيد التفاوض الآن والجميع بما في ذلك الحرس الثوري وإسرائيل وحزب الله وحتى السعودية وغرفة العمليات الجديدة التي اقيمت فيها يركز النظر وبقوة على حوض نهر اليرموك والمثلث الصحراوي بين العراق وسوريا والأردن وبادية الشمال وجنوب هضبة الجولان.
المفاوضات هنا تفصيلية ومعقدة والجميع يحاول خداع الجميع وعمان وسط هذه المعمعة ترغب في بقاء الدور وتحصيل ولو الحد الأدنى من المكاسب.

أكثر سيناريوهات الأردن رعبا: «داعش» بالقرب من سد الوحدة… فوضى «أجندات» في عمق درعا وبادية الشام
«موقف» إيراني يخلط الأوراق وإسرائيل أصبحت طرفاً في ترتيبات «العزل والحدود»
بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سوري:

    الكل يريد تحقيق المكاسب على حساب السوريين،

  2. يقول يوسف بن علي:

    معليش .لو يسمح لي البعض وخاصة من الأخوة الأردنيين . إن الأردن خسر المعركة قبل أن تبدأ .كان فخا و مصيدة تنتظر الاردن .تخطيه.الحدود الأردنية كان أشبه بعملية انتحارية .وفكرة جهنمية هي التحالف مع أميركا وبعض العرب .الذين وقت الضيق يتخلون عن الصديق. المملكة الشقيقة. عليها أن تحاور .من يحكم على الأرض في سوريا عامة .أقصد روسيا وإيران .حوار المقصود منه حماية الاردن … إيران وحزب الله مستعدان. لدفع عشرات الآلاف من المقاتلين إلى الجبهة الأردنية .هذا ليس تضخيم أو تهويل .لكن هذه معلومات أكثر من أكيدة. .فهي فرصة ذهبية لهما. للاقتراب من فلسطين الطبيعية ..واقتراب.إيران والميليشيات.العراقية من لبنان..حرب لا سمح الله .قد تكون في مصلحة داعش وأخواتها .لكن .أن تخسر معركة خيرا من أن تخسر حربا .كان قرارا حكيما من عمان.

  3. يقول سامح //الأردن:

    *للأخ (يوسف بن علي) حياك الله.
    كلامك يا طيب فيه تناقض عجيب..!!!؟
    * كيف (حزب الله) يقترب من حدود الأردن
    (ليقترب من فلسطين)..؟؟؟!!!
    *يا شاطر جنوب (لبنان) ملاصق لشمال
    فلسطين وعلى بعد رمية حجر
    وحزب الله سحب معظم قواته من جنوب
    لبنان وزج بها في المحرقة السورية داعما
    الطاغية الاسد بأوامر مباشرة من (طهران)؟!
    *لا تخدعك الشعارات الرنانة الجوفاء
    * لا ايران ولا الاسد ولا حزب الله
    يفكرون في تحرير متر من فلسطين
    وتحرير (الجولان) اقرب لو كانوا صادقين..؟؟؟
    * كلهم دجالين طائفيين عنصريين.
    * (الأردن) قادر على حماية حدوده.
    حمى الله الأردن من الأشرار والفاسدين.
    سلام

  4. يقول سليم الاردن:

    صواريخ HIMARS بالمرصاد لكل من يهدد الحدود! إن كان حزب الله أو الجيش السوري أو داعش أو غيرهم!

  5. يقول سالم - الاردن:

    في الاردن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا , من يقترب من الاردن لا يلومن الا نفسه فنحن جاهزون لكل السيناريوهات قياده وجيشا عربيا مصطفويا وخلفهم شعبا متامسكا .

إشترك في قائمتنا البريدية