أكراد العراق يريدون عرض أراضي تنظيم «الدولة» السابقة على بغداد وإعلان دولتهم المستقلة وفرحة يشوبها الخوف شرق الموصل… نقاط تفتيش في كل مكان يحرسها مسلحون ملثمون

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: يرى القادة الأكراد في شمال العراق أن المحادثات مع بغداد قد فشلت ويفكرون في الحالة هذه بالانسحاب من الأراضي التي سيطرت عليها قوات البيشمركه بعد طرد مقاتلي تنظيم «الدولة» كورقة مقايضة للحصول على استقلالهم.
ونقل مراسل صحيفة «أوبزيرفر» مارك تاونسند عن وزراء في حكومة إقليم كردستان قولهم إن الخيار الذي بين أيديهم الآن هو منح الأراضي التي سيطروا عليها في الحرب ضد تنظيم «الدولة» مقابل حصولهم على الحكم الذاتي الذي يطمحون لتحقيقه منذ عقود.
ونقلت الصحيفة عن وزير الشؤون الخارجية في حكومة كردستان، فلاح مصطفى قوله إن تحالف القوات العراقية مع البيشمركه سيخرج قريباً المقاتلين الجهاديين من غربي الموصل وحان الوقت كي يتقدم الأكراد أنفسهم. وقال «من المهم وضع حق تقرير المصير على الطاولة، ونريد إنهاء هذه العلاقة غير الصحية (مع بغداد)، فلم نندمج كلياً مع العراق ولا نتمتع بالإستقلال الكامل والسيادة».
وأضاف «نريد الجلوس معا والتشاور حول مستقبل إربيل وبغداد بما في ذلك الإستقلال. وقد حان الوقت الآن لمناقشة صيغة جديدة لهذه العلاقة التي فشلت».
ويشعر الأكراد بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تدعم الزخم باتجاه الاستقلال الكردي. وناقش مسعود بارزاني، حاكم كردستان فكرة الاستقلال مع نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينس.
ويقول مصطفى إن «الاتصالات الأولية أثناء الحملات الانتخابية كانت مشجعة. ونؤمن بأن هناك فرصة لتطوير الصلات في المستقبل. ولهذا ستكون هناك اتصالات بين قيادتنا والقيادة الأمريكية، ومشجعة ونحن متفائلون».

انفصال

وتأتي المبادرة في وقت تتزايد فيه دعوات الحكم الذاتي في سنجار التي يقطنها الأيزيديون وسهول نينوى التي يسكنها المسيحيون جنباً إلى جنباً مع حكومة إقليم كردستان. وبالنسبة للأكراد فإن ورقة الرهان التي بيدهم هي المناطق التي سيطروا عليها وتضم بلدة بعشيقة وعدداً من القرى وآلاف الدونمات بما فيها منطقة كركوك الغنية بالنفط.
وزاد الأكراد بسبب تنظيم «الدولة» المساحة الواقعة تحت سيطرتهم بنسبة 40%. ويناقش الأكراد أن استعادة السيطرة على المناطق من الجهاديين جاء بثمن وخسائر مادية وبشرية. ففي واحدة من المعارك قتل 31 من عناصر البيشمركه.
وحتى الأسبوع الماضي بلغ قتلى البيشمركه 1.682 مقاتلاً و 9.787 جريحاً في الحرب المستعرة منذ 30 شهراً والتي تركت أثرها على الاقتصاد الهش بمنطقة كردستان. ويقول كريم سنجاري، وزير الداخلية والقائم بأعمال البيشمركه «لقد كلفت الحرب الكثير ويجب علينا أن نعتني بعائلات الشهداء ومعالجة الجرحى».

الموصل جزء من المقايضة

وستكون الموصل جزءاً من المقايضة فمع موافقة البيشمركه على عدم دخولها إلا انها استطاعت تأمين مساحات واسعة في الريف. وعندما سألت الصحيفة الوزير مصطفى عن الأوراق التي ستستخدمها حكومة الإقليم أجاب أن الأراضي وإدارة المناطق والنفط ستكون جزءاً من المقايضة مضيفاً «نريد أن نتحاور مع بغداد بسلام مع اعترافنا بأهمية العلاقة الإستراتيجية معها».
وهناك شعور بين أكراد شمال العراق 5.5 مليون نسمة بأن قطع العلاقة مع العراق لن تحدث سريعاً. ويعتقدون أن الحكومة المركزية في بغداد لا تهتم بهم. ويقول مصطفى «تريدنا بغداد أن نكون تابعين ومستعبدين وهو ما نرفضه، فقد فشلت الصفقة مع العراق». وأضاف أن بغداد رفضت الاستماع إلى ما تقوله أربيل وقد يقومون بتنظيم استفتاء لشرعنة الحملة للحكم الذاتي. ففي استفتاء غير حكومي عام 1995 قالت نسبة 99% من سكان الإقليم إنها تريد الإنفصال عن العراق.
ويأمل المسؤولون في الإقليم أن يمنح النصر ضد تنظيم «الدولة» زخماً لحملة بناء دولة كردية مستقلة. ويأملون أن يستمع ترامب لمطالبهم خاصة أنه تعهد بسحق الجهاديين. ويقول المسؤولون إن البيشمركه هي التي أوقفت زحف الجهاديين عام 2014 وحققت ما حققته بالاعتماد على نفسها وليس بسبب دعم بغداد لهم. ويقول سنجاري «نقاتل داعش منذ عامين وكل ما حصلنا عليه من بغداد هو بعض الذخيرة، ولم تقدم للبيشمركة أي شيء، لا رواتبهم أو التكاليف ولا شيء».
وحذر من تداعيات ما بعد الحرب على تنظيم «الدولة» مشيراً إلى أن الأسباب التي جعلت بعض السنة يرحبون به لن تختفي بسهولة «لن يختفي داعش سريعاً، ستتم هزيمته في مناطقه ولكنهم سيبقون. ويجب علينا حل الأسباب التي أدت لبروز داعش. وإن لم نفعل فسيحضر غيره. انتهت القاعدة ثم جاء داعش، وسينتهي الأخير ليحضر غيره».
ورغم التقدم الذي حققته القوات العراقية في غرب العراق إلا أن سنجاري يحذر من بطء التقدم عندما تدخل القوات الأحياء الضيقة في المدينة «ففي البلدة القديمة لا تستطيع استخدام المصفحات ولا الدبابات، وستقاتل من بيت إلى بيت. ولكن داعش خسر الكثير من مقاتليه في الجزء الشرقي، آلاف منهم. وتم قتل معظم المقاتلين الاشداء خاصة الأجانب». وحذر المسؤول من الحيل القذرة التي يستخدمها التنظيم ضد المدنيين الذين بقوا في داخل المدينة ويقدر عددهم بحوالي 750.000 نسمة.
وبعد شهر من إعلان الحكومة العراقية عن انتهاء العمليات في الجزء الشرقي من الموصل بدأ السكان يعودون وبأعداد قليلة فيما لا يزال في منطقة الحكم الذاتي أكثر من 1.8 مليون لاجئ هربوا من مناطق الحرب في العراق وسوريا.

الخوف ينتشر

ولم يختف الخوف في داخل الجزء الشرقي من المدينة فلا يزال تنظيم «الدولة» يواصل عملياته ضد المدنيين ويستهدف عبر خلاياه النائمة الجنود والمحلات التجارية والسكان بشكل عام. وأشارت مراسلة صحيفة «صنداي تايمز» لويزا غلاغان أن الضفة الشرقية من نهر دجلة وتحديداً فندق نينوى الذي كان يقصده رجال الأعمال في الأوقات العادية تحول إلى نقطة حرب حيث يتمركز فيه الجنود والقناصة لمواجهة النار التي يطلقها التنظيم من الجزء الغربي حيث يرسل قناصته النار وقنابل الهاون والطائرات المسيرة.
ونقلت عن الكابتن سعيد من الفرقة الحادية عشرة قوله «هم حيوانات وسندمرهم» في وصف لمقاتلي تنظيم «الدولة». وقال «يطلقون الهاون والأسلحة الخفيفة ونرد بالنار الثقيلة». وتقول الصحافية إن قنبلة هاون سقطت بعيداً عن الفندق 100 ياردة بعد وصول الفريق الصحافي بدقائق. وأشارت إلى وجود قناصة من القوات الخاصة الأمريكيين تميزوا بلحاهم حيث مروا بدون أن ينظروا للصحافية.
وتقول إن نهر دجلة أصبح النقطة التي تفصل الجزء الشرقي عن الغربي الذي لا يزال تحت سيطرة المقاتلين من تنظيم «الدولة». وترى الصحافية أن الحملة الأخيرة لإنهاء وجود التنظيم يبدو أنها ستكون طويلة وصعبة.
ويعتقد أن هناك حوالي 2.000 من تنظيم «الدولة» لا يزالون في الجزء الغربي. وتقول إن تنظيف الجزء الشرقي من الجهاديين يعتبر انتصاراً للجيش العراقي وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين إلا أن الاحتفال بالنصر يظل مبكراً لسكان الضفة الشرقية من دجلة.
فهي لا تزال عرضة للدرون المحملة بقنابل صغيرة يطلقها الجهاديون على السكان ويعتقد أن التنظيم يقوم بتجريب أشكال أكبر يطلقها من قاذفات الصواريخ. وتشير غلاغان إلى أن المناطق الغنية من شرق المدينة تعيش فرحة مشوبة بالخوف ويخشى السكان مما هو آتٍ.
فالحياة تعود إلى مسارها العادي إلا أن الانتحاريين وهجمات الدرون أصبحت عادية بالإضافة إلى المسلحين التابعين للميليشيات ونقاط التفتيش التي أقيمت في الشوارع التي يديرها أشخاص غطوا وجوههم باللثام. ويتعامل سكان المدينة ذات الغالبية السنية مع «محرريهم» كـ «غزاة» متعاونين مع الحكومة الشيعية في بغداد.
وهو السخط نفسه الذي أسهم ببروز تنظيم «الدولة» وسيطرته على المدينة قبل عامين ونصف عام. ويقول حاكم زراري/ 27 عاماً إن «الوضع يشبه ما كان قبل مجيء تنظيم الدولة».
وأضاف «نقاط التفتيش والقصف، فقط التدمير مختلف، ولو لم يتغير شيء فسيعود تنظيم الدولة مرة أخرى وبوجه جديد».
ونجا زراري وبيته أثناء حكم تنظيم «الدولة» حيث اهتم وعائلته بالبستان حول البيت وزرعوه بالزهور واعتنوا بالببغاوات وأمضوا الوقت بقراءة الكتب الفيزيائية المسموح بها في ظل التنظيم.
وقام والد زراري، المحامي بحرق معظم مكتبته واحتفظ بالكتب الثمينة منها حيث دفنها في الحديقة، وقبل اسبوع حفر وأخرجها. وعلق ضاحكاً «كانوا سيقطعون رأسي لو عثروا عليها»، حيث رفع كتاباً في الفلسفة وعلق «هذه الكتب هي حياتي».

قوات خاصة

وذكرت «صنداي تايمز» أيضاً أن الولايات المتحدة ستزيد من عدد قواتها البرية في سوريا لتسريع القضاء على تنظيم «الدولة» وإخراجه من معقله في مدينة الرقة.
وقالت الصحيفة إن الهدف من رفد الـ 500 من عناصر القوات الخاصة الموجودة هناك بعناصر إضافية هو التسريع بالقضاء على التنظيم وطرده تماماً من جميع المناطق السورية. وقالت إن طلب زيادة القوات جاء في المراجعة الجديدة التي طلبها الرئيس دونالد ترامب في 28 كانون الثاني/يناير للحرب على التنظيم.
وكان قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل قد أخبر الصحافيين المسافرين معه إن الولايات المتحدة تحتاج لزيادة قواتها في سوريا من أجل مكافحة التنظيم في الرقة. وقال «ربما تحملنا أنفسنا عبئًا إضافيًا، وهذا خيار».
ومن المقرر أن يقدم جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي الاستراتيجية الجديدة رسمياً لترامب الإسبوع المقبل، وهناك نسخة منها يتم تداولها حالياً في البيت الأبيض، وتتوقع أن يستخدم ترامب خطاباً له غدا الثلاثاء أمام الكونغرس للكشف عنها. ويعتقد أن مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد الجنرال هربرت رايموند ماكماستر من المؤيدين لاستراتيجية أكثر عنفاً في سوريا. كما دعم ماتيس أثناء جلسة تأكيد تعيينه في الكونغرس «تصعيد الحملة» ضد تنظيم «الدولة».
وعلقت الصحيفة أن زيادة كبيرة في عدد القوات سيفتح الباب أمام زيادة بالانخراط الأمريكي في الجهود لمحاربة الجهاديين. وأرسلت واشنطن إلى العراق ما يقرب من5000 جندي ومستشار إلى العراق، ويقاتل مئات منهم إلى جانب القوات الأمريكية في الحملة على غربي الموصل.

تجنب الراديكالية الإسلامية

وفي تحول آخر قالت صحيفة «الغارديان» في تقرير لسبنسر إكرمان أن ماكماستر يرغب بتجنب استخدام مصطلح «الإسلام الراديكالي» المحبب الآن لدى إدارة ترامب. وقالت إن مستشار الأمن القومي الجديد اخبر الموظفين في البيت الأبيض أنه لا يرغب باستخدام «الإرهاب الراديكالي الإسلامي» لوصف التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة.
وتعلق إن ماكماستر، الجنرال الذي يتمتع بسجل عسكري ناجح يريد الإلتزام بطريقة مكافحة الإرهاب التقليدية ويؤمن بالإجماع فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. وذكرت مصادر عدة أن الموقف الجديد لماكماستر برز اثناء اجتماعه مع موظفي مجلس الأمن القومي يوم الخميس. وخرج عدد من الذين حضروا الاجتماع بأسئلة تتعلق بخلاف الجنرال لترامب الذي يصر على استخدام المصطلح مع عدد من مستشاريه البارزين من الذين يمثلون اليمين المتطرف.
وفي مقابلات مع عدد من الذين حضروا اللقاء قالوا إنهم اندهشوا من رؤية الجنرال وفهمه للعالم مقارنة مع الرؤية التي يتعامل فيها ترامب وجماعته مع المسلمين الذين يشعرون أنهم تهديد يجب مواجهته.
وقال مشارك في اللقاء إن ماكماستر عبر عن رغبة بعدم استخدام «الإسلام الراديكالي» لأن الإرهاب «غير إسلامي» أو لا علاقة له بالإسلام. وقال إن المصطلح «يشوه ديناً بكامله» وهو «لا يدعم هذه الفكرة». وقال بعض من حضروا اللقاء إن كلام الجنرال لم يلق ارتياحاً من الذين يمثلون وجهة نظر ترامب.
وفي الوقت نفسه حدد ماكماستر أهمية النظام الليبرالي الذي نشأ في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية واعتبره ضامنا للسلام والإزدهار الإقتصادي. واستنبط الحاضرون من كلام الجنرال موقف الداعم لأهداف السياسة الخارجية الأمريكية والتي هاجمها ترامب واعتبرها مصدراً للفوضى. وقال أحد الحضور إن ماكماستر كان واضحاً في تأكيده على أن روسيا تعتبر «عدواً» على خلاف موقف ترامب الذي يرغب بعلاقة معها.
وحسب التقرير فالإدارة الحالية التي يعمل فيها متطرفون مثل مدير الاستراتيجيات ستيفن بانون والمساعد سبتستيان غوركا تقوم بإعادة النظر في مبادرة إدارة باراك أوباما «مواجهة العنف المتطرف» والتركيز بشكل كامل على الإسلام.
وكتب الباحث في شؤون الجهاديين ويليام ماكنتس في مجلة «بوليتكو» يوم الخميس أن تعيين ماكماستر «أثناء مخاوف الإسلاموفوبيين» بمن فيهم الناشطون الذين كانوا وراء الجدل الذي أثير حول خطة لبناء مسجد في مكان برجي التجارة العالمي «أرض صفر». وأدت مواقف ترامب من الإسلام لاستقالة موظفة في مجلس الامن القومي رومانا أحمد التي عملت في مجال الاتصالات الاستراتيجية.

كنت المسلمة الوحيدة

وكتبت في مجلة «ذا أتلانتك» يوم الخميس انها استقالت بعدما قرر ترامب منع رعايا سبع دول مسلمة من دخول الولايات المتحدة. وقالت إن خطابه المتعلق بالإسلام الراديكالي يعكس خطاب تنظيم «الدولة». وقالت إنها بدأت بالعمل في المجلس عندما تم تعيينها مباشرة بعد تخرجها من الجامعة في البيت الأبيض وبعد ذلك في مجلس الأمن القومي «وكانت وظيفتي هي تقديم أحسن ما يمكن لبلدي تقديمه، أنا إمرأة مسلمة محجبة، وكنت المحجبة الوحيدة في الويست وينغ، ودائما ما أشعرتني إدارة أوباما بالترحاب وأنني جزء منها».
وتقول إنها كبقية المسلمين الأمريكيين راقبت بذعر ترامب عام 2016 وهو يقوم بذم «مجتمعنا» المسلم ورغم هذا فكرت بالبقاء في مجلس الأمن القومي في ظل إدارة ترامب حتى أقدم للرئيس الجديد ومساعديه رؤية دقيقة عن الإسلام والمواطنين الأمريكيين المسلمين، ولم استطع البقاء سوى 8 أيام».
فعندما أصدر ترامب أمره التنفيذي بمنع المسلمين والمهاجرين السوريين «عرفت انني لا أستطيع البقاء طويلاً والعمل في إدارة تنطر لأهلي كتهديد لا كمواطنين». وتقول إنها أخبرت مستشار الاتصالات مايكل أنطون باستقالتها الذي عبر في البداية عن دهشته وسأل إن كانت ستترك الحكومة بشكل كامل «وقلت له كان علي المغادرة لأن المشي هو إهانة في هذه البناية التاريخية والعمل مع إدارة تعمل ضد وتذم كل شيء أدافع عنه كأمريكية مسلمة. وقلت له إن الإدارة تهاجم مبادئ الديمقراطية، وعبرت عن أملي في أن يكونوا هم والكونغرس مستعدين لتحمل مسؤولية قراراتهم.
ونظر إلي ولم يقل شيئا». واكتشفت احمد لاحقاً أن انطون كتب مقالاً باسم مستعار يمدح فيه الديكتاتورية ويهاجم التنوع «كضعف» وأن الإسلام «يتناقض مع الغرب الحديث». وتقول إن حياتها وكل شيء يثبت خطل ما قاله.

الحلم الأمريكي

فعائلتها التي هاجرت من بنغلاديش عام 1978 إلى الولايات المتحدة حاولت أن تخلق فرصاً لأبنائها. وعملت والدتها بائعة في محل قبل أن تنشئ مركز عناية خاصاً بها أما والدها فظل يعمل ولليال طويلة في «بنك أمريكا» ووصل إلى مركز المساعد للمدير التنفيذي. وعاشت هي وعائلتها الحلم الأمريكي بكل ما فيه. وفي عام 1995 بدأ والدها بمتابعة دراساته العليا إلا أنه مات في حادث سيارة. وتحكي أحمد قصتها مع الحجاب الذي بدأت ترتديه وهي في سن 12 عاما بتشجيع من العائلة ولكن كان خيارا شخصيا. وبعد 9/11 تغير كل شيء حيث عانت من التحرش والبصاق عليها والصراخ «إرهابية» و «عودي إلى وطنك».
وتقول إن والدها ذكر لها مثلاً بنغالياً يقول «عندما يركلك شخص، قفي ومدي يدك إليه واعتبريه أخاك»، فقد علمها والدها ودينها بالضرورة: الصبر والسلام والإصرار والإحترام والعفو والكرامة. وتضيف إنها لم تفكر أبداً بالعمل مع الحكومة التي اعتبرتها فاسدة وغير فاعلة. ولكن العمل مع إدارة أوباما اثبت خطأ ما كانت تفكر به.
وبعد تخرجها من جامعة جورج تاون عام 2011 عملت في البيت الأبيض لعام كمتدربة «ها أنا بنت أمريكية مسلمة في سن الـ 22 عاماً، تعرضت للشتيمة بسبب حجابي أعمل مع رئيس الولايات المتحدة». وتشير لعملها داخل البيت الأبيض ثم مجلس الأمن القومي وتغير المزاج عام 2015 بعد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها أمريكا وما تبعه في الحملة الإنتخابية من الكراهية ضد المسلمين.
والصدمة التي حدثت في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 وانتخاب ترامب. ورغم ترددها بالاستقالة وتغير المزاج في البيت الأبيض إلا أنها لم تستطع البقاء طويلاً في ظل إدارة تكره دينها وتعتبر «كراهية الإسلام أمراً مقبولاً» كما قال مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين.

أكراد العراق يريدون عرض أراضي تنظيم «الدولة» السابقة على بغداد وإعلان دولتهم المستقلة وفرحة يشوبها الخوف شرق الموصل… نقاط تفتيش في كل مكان يحرسها مسلحون ملثمون

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية