أن تصل العنصرية إلى الرياضة لتمس أكبر لعبة شعبية، هذا يعني أن فرنسا ليست بخير. طبعا، الأمر ليس جديدا على الوسط الكروي عموما. فقد تعرض، ويتعرض يوميا، الكثير من اللاعبين، ذوي الأصول الإفريقية أو العربية أو غيرها، إلى الاعتداءات العنصرية اللفظية. الظاهرة قديمة قدم أفكار اليمين المتطرف المعادي للأجنبي العربي تحديدا والمسلم. فقد أعلن في وقت سابق لوبين، الرئيس السابق «للجبهة الوطنية» المتطرفة، عندما فازت فرنسا بكأس العالم، عن تعجبه من فريق وطني أغلبية لاعبيه من السود والعرب.
والشيء الخطير هو أن العنصرية ابتذلت حتى أصبحت أمرا عاديا. وجاء فوز اليمين المتطرف بالانتخابات الاقليمية جزئيا، ليجعل ما كان ممنوعا مباحا، فأصبح عربي مسلم متهما حتى يثبت براءته. فقد وجد اليمين المتطرف، وجزء من اليمين التقليدي الذي يلعب اللعبة الانتخابية بالتخويف، الأرضية الخصبة لابتذال الممارسات العنصرية بلا رادع قانوني، الأمر الذي أزاح موانع العنصرية أكثر لتصبح يومية ومتداولة وبلا رادع، على الرغم من توفر مواد القانون التي تعاقب بصرامة بنفس الدرجة لتجريمها لمعاداة السامية.
وما يحدث أيضا على صعيد شعبي لا يخرج عن هذه المعطيات العنصرية التي تقف أحيانا حتى في وجه القانون وتحاول أن تجبره على اعتناق تصوراتها. فقد وجدت هذه الممارسات، في فضاءت التواصل الاجتماعي، وسيلتها الحرة لبث اعتداءاتها. منذ فترة الرئيس السابق ساركوزي، على وجه الخصوص، أصبحت الكثير من التصريحات العنصرية كلاما يكاد يكون عاديا، وبلا عقاب يذكر. هذه المرة الأمر أكثر خطورة لأنه يمس واحدة من أكبر المؤسسات الكروية في أوروبا: الاتحاد الفرنسي لكرة القدم. لم تمر تصريحات رئيسها، نويل لوغرايت، التي أدلى بها إلى قناة «ليكيب» l’Equipe 21 الفرنسية، حيث رد فيها على الحملة الإعلامية الموجهة ضد هداف الفريق الفرنسي و»ريال مدريد»، كريم بن زيما، وإصرار هذا الإعلام على ضرورة الإبعاد النهائي من الفريق الوطني الفرنسي لهذا اللاعب الاستثنائي. قال رئيس الاتحادية: «ولأنني جد معجب بكريم بن زيما، أصبحت غير شريف؟ هل مفروض عليّ أن أقول الموت للعربي حتى يرضوا عني؟ بأي حق يطلبون مني طرد بن زيما من الفريق الوطني؟ بكل تأكيد لن أفعل. أنا اتعامل مع هذه القضية بالشكل الذي أراه مناسبا». يحدث هذا قبل شهور قليلة من الدخول إلى نهائيات سباق الكأس الأوروبية التي ستجرى بفرنسا. تصريح نويل لوغرايت يعيد إلى الواجهة مشكلة كبيرة تخترق الكرة الفرنسية منذ مدة طويلة، وتعطلها عن أداء مهامها الرياضية ومكاسبها الوطنية. هذا التصريح القوي والمباشر، يفضح باطنا غير سليم ينخر المجتمع الفرنسي أيضا وليس فقط الكرة، بالخصوص في السنوات الأخيرة.
وحش العنصرية يكبر ويتسع كل يوم أكثر، ويفرض قانونه أيضا بسبب تهاون السلطات العمومية في تطبيق القانون بصرامة، فأيقظ في النهاية كل الأمراض الدفينة لدرجة أن قال بعضهم، على خلفية تصريح رئيس فدرالية كرة القدم الفرنسية في شبكات التواصل الأجتماعي: «سنكون تعساء لو فازت فرنسا بالكأس الأوروبية بقدم بن زيما».. او ذلك الذي صرح على الياهو معلنا عن سعادته بإصابة اللاعب فقير، ذي الأصول الجزائرية الذي اختار اللعب للفريق الفرنسي: «كرم من الرب هذه النعمة، وإلا لكانت اللعنة قد نزلت علينا». أو الاعتداء الصارخ الذي مارسه أحد رواد الفيسبوك حينما طلب من كريم بن زيما بالاعتذار العلني بسبب بصقه لحظة سماعه النشيد الوطني الفرنسي، ثم عليه أن يحفظه ويقص لحيته. على الرغم من أن ابن زيما صرح، العديد من المرات من خلال محاميه، أن البصقة كانت طبيعية ولا علاقة لها بعزف النشيد الفرنسي وأنه يحفظه وقرأه بصوت عال قبل بدء كل مبارة. هذه العدوانية المجانية جعلت لاعبي الفريق الفرنسي الأساسيين هما فرانك ريبري وسمير ناصري بدعوة ابن زيما إلى اتخاذ قرار بإيقاف مساره مع الفريق الفرنسي لأنه لا جدوى من الانتظار، بيما رافع زيدان، صانع الأفرح في فرنسا يوم قادها بمهارة إلى الفوز بكأس العالم الوحيدة في تاريخها حتى اليوم، وكاد أن يكررها في السنة التي تلت اذ أوصل فرنسا الى النهائي مع إيطاليا لولا الاعتداء اللفظي الذي مارسه ضده ماتيرازي وردة فعله غير الرياضية التي تسببت في اقصائه من المقابلة ونهائي كأس العالم يومها. قد لا تكون، لتصريحات بعض رواد وسائل الاتصال الاجتماعي، أية قيمة، فهي ناتجة عن جهات فردية غير مسؤولة. لكن المناخ العام في فرنسا وإعادة النظر في مكاسب المواطنة، ووضعية مزدوجي الجنسية الذين أصبحوا مصدر شبهة، كل هذا يؤكد على أن الوضعية ليست بريئة مطلقا، وانها تنشأ داخل مناخ غير صحي. السؤال الكبير هو: هل تجب الاستفادة من أهم مهاجم فرنسي اليوم الذي ألهب مدرجات الملاعب الاسبانية بحصوله مؤخرا، على رتبة ثاني هداف في الدوري الاسباني الذي بعتبر اليوم أهم دوري في العالم، أم يجب التخلص منه نهائيا؟ سؤال كبير للإجابة عنه يحتاج الامر إلى براغماتية حقيقية. طبعا ابن زيما متهم بتهمة خطيرة هي المساومة ضد صديقه في الفريق الوطني بالبوينا، ويخضع للقانون مثله مثل أي شخص آخر، وعليه أن يجد وسائل الدفاع عن نفسه وأن يثبت ضحالة الحجج والتهم الموجهة ضده، ومنها المكالمة التليفونية المسجلة التي بنيت عليها الإدانة. وعلى محاميه أن يخرجوه من هذه الورطة ليعود إلى الفريق الذي دافع عن ألوانه باستماتة كبيرة ليقوده نحو انتصارات كثيرة.
المسألة في النهاية قانونية لا أكثر وربما كانت هذه أهم خاصية فرنسية إذ لا يستثني القانون أحدا، رئيسا كان أو وزيرا أو موظفا ساميا أو إنسانا عاديا، مثلما حدث في السنوات الأخيرة لشيراك وساركوزي وستروشكان وبرنار طابي وغيرهم. لهذا تجاوز رئيس الفدرالية الفرنسية لكرة القدم الضغوطات والاتهامات المعلنة والمبطنة وترك الباب مفتوحا أمام كريم بن زيما ليثبت براءته والعودة للفريق الوطني للمساهمة في انتصاراته، وهو ما جعل الكثير من العنصريين يقفون ضد رئيس الفيديرالية وينصبون له المشانق مما جعل ردة فعله في قناة «ليكيب21» أكثر من ضرورية، لكنها ثقيلة النتائج جدا لأن المترصدين له والعنصريين الجدد الذين مزجوا العداء للعربي والمسلم بشكل كلي، لن يستسلموا في مناخ ما يحدث اليوم من أعمال إرهابية، للعب على مآسي الناس الصادقة والتي لها ما يبررها للأسف.
واسيني الأعرج
منذ ان كنت في الملاعب استاذ واسيني وانا اتظر باعجاب كبير الى اللاعبين المغاربة انظر في وجوههم جميعا من العاب القوى وحتى كرة القدم نظرة واحدة في عيني لاعب مغاربي تعني انه لا يهزم !! انهم يذكرونني كلما رايتهم بالبطل ماراثون ! الذي مات ليبلغ خبر انتصار اابلاد فركض بذمة حتى مات لكن بعد ان وصل مش عارفة حضرتك استاذ واسيني عم تكتب ضد العنصرية التي بدات تنمو بتوحش في فرنسا
بس بدي خبرك شي انا عنصرية للاسف واشعر ان اللاعبين السمر خاااااارقون محببون الى روحي الرياضية وخليهون يضلوا يتحركشوا بالاخوة المغاربة سيخسرون قيادات رياضية وقامات سااااامقة لا اتخيل ملعبا للقدم او لالعاب القوى بلا لاعب اسمر مغاربي يملا وجهه العرق يمسك الكاس يقبله يبكي روح الوطن تسكن الرياضي كالمقاتل انا واثقة شكرا لما كتبت لكن ان كانوا يدعون الى الاندماج فانا اقول انها مسالة قيم وليس قانون فيبدو ان قيم المساواة والعدالة عي شعارات ملزمة لكنها ابدا ابدا ليس غاءرة في النفوس
#الفريق الذي يخسر المغااربة شمسه غااربة !
لا أعرف عن قانون يمكنه مكافحة العنصرية … و لا عن شكاوي أو إعلام “مضاد” يمكنه إيقاف العنضرية .. المزاج الشعبي يتحول و ليس فقط بسبب إعلام أبيض عنصري .. “البيض غاضبون” .. هل يمكننا فهم لماذا
استاذ واسيني أليس من الافضل أن يختار اللاعب الفريق الوطني المغربي بدلا من اللعب لصالح بلد تعامله بدونية
و لكن ما الذي يمكننا فعله هنا. حكوماتنا اساسا هي اكبر سبب في هجرة النخب في كل المجالات. اما الشباب الذين لم يصلوا الى البر لآخر بعد فما زالت مستعدة حتى لالقاء نفسها في البحر للخلاص مما هي فيه. خليها على الله يا شقيق