لم تجد الحكومة العراقية غضاضة في ان تعلن انها سمعت من وسائل الاعلام فقط عن عملية الكوماندوز الامريكية التي استهدفت انقاذ 69 رهينة كرديا في شمال العراق قبل يومين، واكتفت بالقول انها ستجتمع مع ممثلين للتحالف الدولي للحصول على المعلومات الخاصة بالهجوم(..).
ومن المفهوم ان رئيس الوزراء حيدر العبادي لا يريد ان يوتر العلاقات مع واشنطن التي تقود تحالفا ستينيا مفترضا ضد تنظيم «الدولة» في العراق، لكن هل يكفي هذا حقا لتبرير التغاضي عن هكذا انتهاك فاضح لسيادة العراق واراضيه دون تشاور او مجرد بلاغ شكلي لحكومته؟
الواقع ان هذه العملية التي مازال يكتنفها الغموض حتى كتابة هذه السطور، وخاصة من حيث هوية اولئك «الرهائن المحظوظين» الذين سارعت الولايات المتحدة للمخاطرة بارسال جنوها على الارض لانقاذهم، والمقاييس التي تحكم التدخل البري الامريكي.
وقد رفضت الادارة الامريكية الاجابة عن اسئلة بشأن طبيعة العلاقات التي تربطها باولئك الرهائن، ما يشير إلى احتمال ان يكونوا من العملاء المهمين للتحالف الدولي على الارض. ولكن هذا لا يمنحها الحق في تجاهل حقيقية انهم مواطنون عراقيون محتجزون داخل دولة يفترض انها ذات سيادة.
وبينما تشير تصريحات الادارة الامريكية دائما إلى انها تعمل على دعم حكومة العبادي، إلا ان سياستها الواقعية على الأرض تؤدي إلى تقويض مصداقيتها واضعافها، بدءا من التقاعس عن تنفيذ صفقات الاسلحة، بما فيها التي سدد العراق ثمنها بالكامل، إلى غياب الدعم الجوي الفاعل لتسريع استعادة الأنبار من تنظيم «الدولة»، ثم هكذا عمليات عسكرية تفتقر إلى أي حس سياسي.
ولا يمكن فصل هذه العملية عن منهاج واشنطن الذي يتسم بالغطرسة والانفرادية، ما اسهم بشكل واسع في فشل المهمة المعلنة للتحالف في العراق على مدى اكثر من عام. ومثال ذلك ان القوات الامريكية ترفض ان تزود اي طرف آخر في التحالف، بما في ذلك حكومة بغداد، بما لديها من معلومات استخباراتية تخص مواقع تنظيم «الدولة»، ما خلق نوعا من الانسحاب العملي لأغلب اطرافه من شن الغارات.
وفي المحصلة يبقى الوضع العسكري في العراق يراوح مكانه أو يكاد، فيما تكرس الميليشيات نفوذها على الارض بما في ذلك داخل الجيش العراقي نفسه، ما يجعل الحكومة عاجزة عن الامساك بزمام المبادرة بينما ترى مصداقيتها تنهار امام اعينها.
اما الولايات المتحدة التي لم تجد داعيا للتدخل عندما كان تنظيم «الدولة» يحتجز مئات الرهائن من كافة مكونات المجتمع العراقي، او يعدمهم بدم بارد، سواء كانوا من السنة او الشيعة او المسيحيين او الايزيديين، فقد اثبتت انها غير معنية إلا بحماية مصالحها و«اصدقائها» الذين يساعدونها على الارض. وبالطبع فانها لن تكترث لما يمكن ان يسببه تدخلها الانتقائي من هواجس سياسية او امعان في «مذهبة» الاوضاع المحتقنة بالفعل على الارض.
ومن دون شك فان هكذا سلوكا امريكيا يقف ضمن اسباب اخرى، إلى إعلان العبادي اكثر من مرة رغبته في ان توسع روسيا غاراتها إلى العراق. بل انه كاد ان يطلب ذلك رسميا لولا ان جاءته الرسالة واضحة من موسكو انها غير مستعدة لاتخاذ هكذا قرار في الوقت الحالي.
اما الصورة الكلية التي تكرسها العملية الامريكية المنفردة، فيظهر فيها العراق، او يكاد أرضا بلا دولة، بين غارات تركية في الشمال ضد الاكراد، لم ينفع الاحتجاج الرسمي في وقفها، وأخرى امريكية تتجاهل حكومته المركزية، إلى جانب هيمنة عسكرية إيرانية تخوض حربا فعلية ضد نفوذ واشنطن، ناهيك عن استمرار تنظيم «الدولة» في الكر والفر هنا وهناك.
اما الاصلاحات السياسية التي بدت لوهلة مثل نقطة ضوء طال انتظاره في نهاية النفق، فلم تثمر سوى اجراءات رسمية محدودة، وفشلت في تلبية طموح مئات آلاف المتظاهرين، في اعادة هيكلة النظام السياسي الموبوء بالفساد والطائفية والفشل.
فأي مستقبل ينتظر العراق حقا في ظل هكذا واقع ملتبس؟
رأي القدس
تصحيح الفقرة الاخيرة المقصود لم نسمع احتجاجا رسميا …عذرا
تحاول أمريكا تبرير تعاونها مع داعش بعرض مسرحي ليس من أجل شعوبنا ولكن إظهار أفلام هولويودية للشعب الأمريكي لتبرير وجودهم في العراق وصرف أموال الضرائب على نشر الفوضى الخلاقة في عالمنا
١-الأكراد يشعرون بالإحباط لأن السجناء لم يكونوا
من الميليشيات الكردية كما كان يبدوا من المعلومات
الغير دقيقة للأمن الكردي العائدة لمسرور برزاني
ولذلك فان العملية فاشلة وان تم تحرير بعض السجناء.
٢-الأمريكان اعتمدوا على هذه المعلومات الغير دقيقة
وهم في حالة “إحراج“ امام حكومة بغداد لأنه تم تخطي
الحكومة العراقية مما يعني ان الإتفاقية الامنية مع اميركا
فاقدة لكل معنى.