بيروت – «القدس العربي»: زار بيروت، أمس الأربعاء، وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، وسلّم رئيس الجمهورية ميشال عون، رسالة خطية من أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تتضمن دعوة رسمية لزيارة قطر.
وينتظر أن يلبي عون هذه الدعوة، بعد الزيارة الأولى التي سيبدأها بالمملكة العربية السعودية بعد تأليف الحكومة. وتعد الزيارة الثانية لمسؤول خليجي رفيع المستوى بعد زيارة الأمير السعودي خالد الفيصل.
وهنأ الوزير القطري، بعد اللقاء قائلاً «الشعب اللبناني الشقيق على تجاوزه محنة الفراغ الرئاسي ونأمل أن يتجاوز محنة تأليف الحكومة»، وقال: «نتمنى ان تكون القرارات الشجاعة انطلاقة لإعادة إحياء المؤسسات ونتمنى أن تتكلّل بتشكيل الحكومة اللبنانية لكي تعود الأمور إلى مجاريها».
وأكد أن «دعم قطر للبنان مستمر وسيستمر، ونتمنى أن تكون الزيارة انطلاقة لفصل جديد في العلاقة بين البلدين»، معتبراً أن «موقف قطر تجاه لبنان معروف ومنطلق من مبادئ وهي التي دفعت قطر للوقوف إلى جانب لبنان في إعادة الإعمار إبان حرب تموز 2006 وفي الأزمة السياسية عام 2008 حيث تكللت باتفاق الدوحة». وبيّن أن «العلاقات القطرية – اللبنانية مستمرة وقطر داعمة للبنان ولن تتوقف».
وعقب زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، قال الموفد القطري «نقلت تحيات أمير قطر لدولة الرئيس بري ولكل الشعب اللبناني. وهنأت الشعب اللبناني بانتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون وانجاز الاستحقاق الرئاسي بعد فراغ سنتين كان مشابهاً للأزمة السابقة التي كلّلت باتفاق الدوحة»، مؤكداً «دعمنا للشعب اللبناني فالمبادئ التي انطلقت منها قطر لمساندة لبنان ثابتة ولن تتغير». وواصل وزير الخارجية القطري جولته التي شملت رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام ثم وزير الخارجية جبران باسيل، فالرئيس المكلف سعد الحريري الذي أقام مأدبة عشاء تكريماً له.
وكان الوزير القطري وصل بعد ظهر أمس إلى مطار بيروت، وكان في استقباله الأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين بالوكالة السفير شربل وهبي، ونائب مدير المراسم في الوزارة زياد طعان، وسفير قطر في لبنان علي بن حمد المري، وسفير الكويت في لبنان عبد العال القناعي، وسفير دولة الامارات حمد سعيد الشامسي والقائم بأعمال السفارة السعودية وليد بخاري وعدد من المستقبلين.
وعلى صعيد مساعي تشكيلة الحكومة الجديدة، أوضح رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن «الاجواء إيجابية بين الرؤساء، ونأمل تفكيك العقد الصغيرة كي يتم تشكيل الحكومة في اقرب وقت ممكن».
أما رئيس التيار «الوطني الحر الوزير جبران باسيل، فأكد أن «الاتفاق تم على الأجزاء الأساسية والكبيرة ولا سبب فعلياً لتأخر اعلان الحكومة، ما عدا بعض التفاصيل التي يمكن أن تكون مهمة لدى البعض وأقل أهمية للبعض الآخر».
وأضاف أن «الحكومة تتمتع باحترام الأصول وتمثيل الجميع»، مشيراً إلى أن «مطلبنا أن تكون الحكومة حكومة وحدة وطنية تشمل الجميع، وبالحد الادنى القوى الممثلة في المجلس النيابي، لذلك ليس هناك أي رفض لأي مكون ويمكن أن تتسع للجميع، وإن كانت حكومة 24 وزيراً»، لافتاً إلى أن «الحكومة يجب أن تكون ميثاقية وبالتالي الخلل بالتمثيل يراد له أن يتصحح في هذه الحكومة وتحديداً التمثيل المسيحي وهو يعالج بقناعة من قبل الجميع».
واعتبر أن «في هذه الحكومة لا أعراف ولا حجز وزارات لا لطوائف ولا لأحزاب لأنها حكومة انتقالية وليست معياراً»، مضيفاً «نرفض الفيتو على أحد ان كان على مستوى التمثيل او نوع الحقيبة الا ان هناك اعتبارات معينة ضمن ظرف سياسي معين لإراحة الجو العام».
وأوضح باسيل أن «الحكومة محددة بالوقت وبالمهمة وهي إجراء انتخابات نيابية في موعدها لذلك مسؤوليتنا جميعاً هي إقرار قانون انتخابات جديد وسيكون ذلك انجازاً كبيراً للبنانيين، لذلك نريدها أن تتألف بسرعة ضمن المنطق المقبول للتأليف كي ننكب على انجاز قانون انتخاب جديد ولنبدأ من الصفر في هذا الملف»، مضيفاً أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري لديه دور كبير لان القانون لا ينتجه اتفاق ثنائي أو رباعي».
تحیا لبنان ارضا وشعبا وعونا