غزة – «القدس العربي»: هاجم أنصار الجبهة الشعبية الذين خرجوا بمسيرة في مدينة غزة، السلطة الفلسطينية، ووجهوا انتقادات للرئيس محمود عباس، تنديدا باغتيال عمر النايف، أحد ناشطي الجبهة، بينما كا يحتمي داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا، وذلك خلال مسيرة نظمتها الفصائل الفلسطينية تنديدا بالحادثة.
وحمل نشطاء الجبهة «نعشا أسود»، ورايات التنظيم الحمر، خلال المسيرة التي توجهت إلى مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في تعبير رمزي على جنازة مفترضة للشهيد النايف. ووضعت في مقدمة النعش الرمزي صورة وعلى جانبيه كتبت عبارة «أخشى ما أخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر».
وخلال انطلاق المسيرة من ميدان الجندي المجهول إلى مقر الصليب الأحمر، ردد المشاركون هتافات ضد السلطة والرئيس عباس، في مشهد غير معتاد، خاصة وأن الجبهة تعد أحد العناصر المكونة لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تشترك فيها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس.
وشارك في الوقفة أمام الصليب الأحمر الفصائل الوطنية والإسلامية، وتلا ممثل الجبهة الشعبية – القيادة العامة، كلمة باسم الفصائل حمل فيها جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي «الموساد» مسؤولية اغتيال النايف. وقال إن إسرائيل تمارس «إرهابا دوليا منظما ومخالفا للقانون الدولي وانتهاكا لحقوق الإنسان.»
كذلك حملت الفصائل في بيانها بلغاريا «المسؤولية المشتركة مع العدو الصهيوني في تسهيلها لعملية الاغتيال وعدم توفير الحماية للشهيد».
وطالبت السلطة الفلسطينية بسرعة تشكيل لجنة تحقيق وطنية لـ «الكشف عن ملابسات اغتيال المناضل عمر النايف داخل سفارة دولة فلسطين».
وكان الرئيس عباس قد شكل لجنة تحقيق، ووصلت هذه اللجنة إلى بلغاريا لمتابعة عملها هناك.
وحذرت الفصائل إسرائيل من التمادي في جرائمها المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. وطالبت أيضا السلطة الفلسطينية بتنفيذ الإجماع الوطني والشعبي و»وقف التنسيق الأمني» بكل أشكاله. ودعت إلى الإسراع في التحرك وتقديم ملفات جرائم الاحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية.
وطالبت فصائل المقاومة بـ «الرد السريع» على جريمة اغتيال النايف التي وصفتها بـ «البشعة»، وكذلك على جميع جرائم العدو.
كما طالبت بدعم وإسناد «انتفاضة القدس» التي دخلت شهرها السادس وهي لا تزال «بكامل قوتها وعنفوانها وتطورها»، من خلال دعمها بجميع السبل والإمكانيات لتحقيق أهدافها التي انطلقت من أجلها.
ودعت الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وجميع المؤسسات الدولية والحقوقية إلى «تحمل مسؤولياتها عن هذه الجريمة البشعة وبذل كل الجهود لحماية الفلسطينيين ومحاكمة الاحتلال الصهيوني على جرائمه المتواصلة بحق شعبنا.»
والشهيد النايف كان قد اعتقلته إسرائيل في عام 1986، بتهمة المشاركة في قتل أحد الإسرائيليين، لكنه فر من سجنه بعد إيداعه في أحد المشافي لتلقى العلاج جراء إضرابه عن الطعام، ووصل إلى بلغاريا بعد رحلة في عدة دول عربية، وهناك تزوج من امرأة بلغارية وأنجب منها 3 أولاد، ومؤخرا طالبت إسرائيل تسلمه من بلغاريا عبر الإنتربول، وتفاديا للتسليم لجأ النايف إلى السفارة الفلسطينية في بلغاريا.
وعثر على النايف قبل عدة أيام مقتولا في باحة السفارة، وقوبل الخبر بانتقادات حادة من قبل الجبهة الشعبية التي ينتمي لها النايف ضد السلطة وسفيرها في بلغاريا الذي حملته المسؤولية. وشككت زوجته البلغارية في رواية السلطات هناك، كما واصلت عائلته انتقاد دور السلطة والسفارة الفلسطينية، وحملتها مسؤولية اغتيال نجلها.
ونفت زوجته الرواية البلغارية بأنه توفي خلال نقله إلى المشفى في عربة الإسعاف، وقالت إنه فارق الحياة قبل ذلك وخلال وجوده في السفارة. وذكرت أنها شاهدته موضوعا في غطاء عند زيارتها له في اليوم الذي شهد الحادثة وقد فارق الحياة.
وأوضحت صورة مسربة للشهيد النايف أثار دماء على وجهه، أظهرت تعرضه للضرب بآلة حادة.
ورفضت بلغاريا السماح لشقيق الشهيد كاشف النايف، بمعاينة جثمانه في مشرحة مستشفى الأكاديمية الطبية في العاصمة البلغارية صوفيا.
وكانت السلطات هناك أيضا قد رفضت مشاركة أي طرف فلسطيني في تشريح جثته، حيث وصلت إلى هناك لجنة التحقيق الفلسطينية.
وفور الإعلان عن خبر استشهاده توعدت الجبهة الشعبية إسرائيل بالرد، بعد أن حملتها المسؤولية، كما انتقدت أداء السلطة الفلسطينية. وأكدت في بيانها أن العملية «تفتح الباب على مصراعيه في المواجهة مع كل المتخاذلين وتضع ملف السفارات وفسادها على الطاولة».
وجاء في البيان «لا مزيد من الصمت ولن ننتظر أن يكون هناك عمر النايف آخر وآخر ولتصمت كل الأبواق التي هاجمتنا عندما حملنا شخص السفير الفلسطيني في بلغاريا المسؤولية المباشرة عن مصير عمر النايف».
يشار إلى أن حركة حماس كانت قد حملت إسرائيل المسؤولية عن الاغتيال، ودعت إلى استقالة وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي وإلى إقالة السفير وتقديمه للمحاكمة، كون أن الجريمة ارتكبت داخل مقر السفارة «وهو ما يعكس حالة الفساد الذي ينخر في السفارات الفلسطينية في الخارج.»
أشرف الهور