أنقذوا مصر يا أبناء مصر

حجم الخط
11

يشهد عضو من إدارة فريق الزمالك بأنه توجه إلى زملائه، وقال لهم عند انتهاء الشوط الأول من مباراة (الزمالك وإنبي) في ملعب الدفاع الجوي قبل أيام بأن هناك قتلى، ورغم ذلك استمرت المباراة بشكل طبيعي، استمرار المباراة رغم وجود قتلى خارج الملعب يعبر عن استهتار كبير بدماء الإنسان المصري، ليس فقط من قبل الأمن، بل من قبل أناس مدنيين ورياضيين، أي من قبل المواطن المصري نفسه، وهذا مؤشر شديد الخطورة.
الأخطر من هذا، أنه بدلا من التحقيق في الكارثة بشكل موضوعي للوصول إلى المسؤولين حقا عن الإهمال وسوء الإدارة والاستعداد، قالت جهات أمنية إنها حصلت على اعترافات من ثلاثة شبان بأنهم تلقوا مالا من شخصيات كبيرة (في إشارة للإخوان) بهدف افتعال شغب وفوضى وإرباك الأمن، و «لم تنشر أسماء هؤلاء المسؤولين حفظا لسير التحقيق» وما زالت التحقيقات مستمرة.
مرة أخرى تفوح رائحة التنصل من المسؤولية ورميها على «المؤامرة» الإخوانية.
مخيف جدا أن الأمر لم ولن يتوقف عند تدافع جمهور وإفراط باستخدام الغازات في مكان حشر فيه المئات أو الآلاف من الناس الذين منعوا من دخول الملعب!
الخطر هو في محاولة التخلص من المسؤولية في قضية بمثل هذه الخطورة بواسطة إلقائها على مشجب التآمر الذي أصبح الحل الأمثل لحل مشاكل العالم العربي الداخلية، وهذا يشمل كل مجالات الحياة.
تهمة المؤامرة حظي بها الرئيس المعزول محمد مرسي «التخابر مع حماس»، وذلك لتبرير سجنه وتشديد وتبرير الحكم ضده. كذلك صدر مؤخرا حكم آخر بتصنيف الذراع العسكرية لحركة حماس (القسام) بأنها منظمة إرهابية، وأتى هذا بعد يوم أو يومين من الهجوم الإرهابي الذي أدى لاستشهاد عشرات الجنود المصريين، في تضمين بأن للقسام يدا في هذه العملية الإرهابية، ومرة أخرى لتبرير كل قمع يمارس ضد القوى السياسية الإسلامية، وللتهرب من مواجهة المشاكل الحقيقية الداخلية وخصوصا الأمنية وأسبابها.
مما لا شك فيه أن هناك أيدي تحيك في الظلام ثوب الخراب والدمار لمصر، بغض النظر عمن يحكمها، السيسي أو مرسي، ناصري أو شيوعي، رأسمالي أو اشتراكي أو إسلامي، فليس هذا هو المقياس الذي تقاس فيه مصر.
هناك قوى لن يهدأ لها بال حتى ترى العالم العربي وظهيره الإسلامي كله قاعا صفصفا، هذه القوى تعرف أن مصر ومناعتها هي قوة لكل الأمة العربية وخصوصا لشعب فلسطين، ومصر لن تستطيع القيام بدورها الطبيعي إذا ما تخلخلت وضعفت وخربت مثل سوريا.
هذه القوى تخشى استقرار مصر، فتأخذ دورها كقوة عربية وإقليمية أولى، سواء في الحرب أو السلم، ولهذا لا تنظر إلى اللحظة الزمنية إذا ما كان هذا الرئيس معها أو ضدها، إذا كان يصدر لها الغاز أو لا يصدر، إذا كان ينسق معها أمنيا أو لا ينسق، إنما هي تنظر إلى المستقبل، إلى الغيب، فإضعاف مصر هدف استراتيجي وليس تكتيكا مؤقتا، ومن لا يقتنع فلينظر إلى وضع المنسقين الفلسطينيين أمنيا مع إسرائيل كيف يتم التعامل معهم كأعداء يجب إضعافهم وتبديدهم وحتى التخلص منهم.
المخيف أن بوادر ما حدث في سوريا بدأت تظهر في مصر، فقد أعلن فرع داعش في «ولاية سيناء» إعدامه لعشرة مصريين ذبحا، بحجة تعاملهم مع الجيش المصري وإرشاده إلى مخابئهم، وأضافوا لهم تهمة (التخابر مع إسرائيل) لتحليل الذبح أكثر على الطريقة الداعشية، وكان قد سبق هذا عمليات مشابهة إضافة للعملية الإرهابية الكبيرة قبل أسابيع قليلة.
هذه الأعمال الهمجية والاتهامات، ثم الاتهامات المضادة والفبركات، والفبركات المضادة وحرب أفلام الفيديو، تذكر ببداية الحرب الأهلية في سوريا، والنتيجة التي كانت دمارا للجميع.
هذا القلق يجب أن يزداد بعد زيارة الرئيس الروسي لمصر، الذي قدم ضمن هداياه للمشير السيسي قطعة كلاشنيكوف، هدية رمزية تقول إن البندقية هي الطريقة المثلى لحل المشاكل مهما كان نوعها.
وقد تبع إهداءه الكلاشنيكوف بيان مشترك حول «ضرورة محاربة الإرهاب»، هذا المصطلح الفضفاض والمبتذل والمثير للاشمئزاز خصوصا والعالم يعرف أن بوتين شد على يد بشار الأسد منذ بداية تدمير بلده بحجة مكافحة الإرهاب.
روسيا لا تختلف عن أمريكا في سياستها تجاه العرب والعالم، فمصالح روسيا أولا، وخصوصا بيع السلاح وهو أهم مصادر دخلها، وتحتل المكان الثاني في العالم بعد أمريكا في تصديره، أما العرب فهم أهم مستورد للسلاح في العالم من كلا الجانبين المتنافسين على هذه السوق الهائلة.
الخوف كل الخوف هو أن تتدهور الأوضاع في مصر من خلال الحلول الأمنية غير المجدية، وأن تدفع مصر أكثر بكثير مما دفعت حتى الآن.
لهذا ليس أمام الأخوة المصريين سوى الحوار وإبداع الحلول السلمية لمشاكلهم الداخلية،
فالقوة مهما كانت كبيرة وساحقة لن تحل القضايا المعقدة وخصوصا مشكلة الأمن والإرهاب، كذلك لا تحل مشكلة فساد الحكم والاستئثار بالسلطة، الحل الأمني والكلاشنيكوف ليس اللغة التي يجب التعامل بها مع شعب مصر العريق، الانفراج في العلاقة الداخلية بين المركبات السياسية للمجتمع المصري سيوفر الكثير من الدماء والدموع والآلام على المصريين والعرب.
تقول أغنية قديمة لنجاح سلام من الزمن الجميل «أخونا في العراق أخونا في اليمن، أخونا في عمان أخونا في عدن، أخونا في الجزاير أخونا في قطر أخونا بكل دار وطننا في خطر». الأمة كلها كانت وما زالت في خطر، هذا الخطر محدق الآن بمصر، ولن ينقذها سوى أبنائها بحكمتهم ومسؤوليتهم تجاه بلدهم وأنفسهم وأبنائهم.

سهيل كيوان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    لا حوار مع بندقية يا أستاذ سهيل
    ولا حوار مع دكتاتور انقلب على العملية الديمقراطية
    ولا حوار حتى مع فاسدين باعوا أنفسهم ووطنهم للمتربصين من أعداء

    الثورة والثورة فقط من تملك التغيير الذي يجب أن يكون جذريا وعميقا للغاية

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول عاطف - فلسطين 1948:

    ليتحلى كل اعلامي مصري بالمسؤاليه وليعالجوا مسائل البلد بكل موضوعيه. هكذا تحل المشاكل.
    اجمالا الارهاب في مصر سببه غياب الجيش المصري بسبب اتفاقية كانب ديفيد.

  3. يقول محمد طاهات / عضو في رابطة الكتاب الأردنيين:

    بسم الله الرحمٌن الرحيم .
    ماأجمل ماقلت “أخونا في العراق ,أخونا في اليمن ………….أخونا في كل دار وطننا في خطر” حقا وصدقا وطننا العربي الكبير في خطر . ويطل السؤال المحير المربك لماذا وطننا من دون معظم الأوطان دائما في خطر ؟ هل العيب فينا أم في غيرنا ؟ أليس لنا عقول نفكر فيها وترشدنا إلى الصواب وإتقاء الخطر ؟ نحن الملومين مواطنين وحكام , كل الشعوب بل أكثرها استقرت ونهضت وارتقت وصار لها حكام ينتخبون بحرية وديمقراطية ويعملون بكل إخلاص من أجل أوطانهم وشعوبهم إلا الشعب العربي والوطن العربي مازال يعاني من حكام ينصبون أنفسهم عنوة واغتصابا أو يختارهم أعداء لنا , ويحكموننا بالحديد والنار وإلى الأبد, وندعي أننا شعب مثقف وواع ومستنير ولنا دين سماوي حنيف متسامح ومعتدل ويتلاءم مع فطرة الإنسان , ولكنا شوهناه وأدخلنا عليه الكثير الكثير مما ليس فيه , متى نخرج من عنق الزجاجة ونصل إلى ماوصلت إليه الشعوب الأخرى ؟ أليس ذلك بقريب ؟ نأمل ذلك .

  4. يقول Ahmed Adnan - UK:

    حوار مع من يا سيد سهيل؟؟
    من يحكم مصر الآن هو وكيل الذين نهبوها من ستين سنه وودوها في داهيه !!
    من يحكم مصر الآن هو من ضيع من قبل سيناء والقدس والجولان وكرامة وثروة وصحة ومستقبل المصريون بل والعرب جميعاً!
    كوارث الوطن العربي كلها في الخمسين سنه الماضيه سببها الفاشيه العسكريه والديكتاتوريه التي حولت الناس الي زومبي بلا عقل او ضمير كما وصفت في المقال !
    سوريا والعراق هيبقوا في كل اوطاننا قريباً واللي عملهم كده هو نفسه هايتكوي بنارهم ..
    الله غالب !!

  5. يقول الشربيني المهندس:

    مما لا شك فيه أن هناك أيدي تحيك في الظلام ثوب الخراب والدمار لمصر، بغض النظر عمن يحكمها، السيسي أو مرسي، ناصري أو شيوعي، رأسمالي أو اشتراكي أو إسلامي، فليس هذا هو المقياس الذي تقاس فيه مصر. كلام جميل ما اقدرش اقول حاجة عنه وتحية ليلي مراد والزمن الجميل .. أعجبني مقال فنشرته باسم صاحبه علي صفحتي بالفيس بوك بعنوان الحل في سورة الحجرات .. لن تصدق حتي تقرأ رد الفعل علي الصفحة .. لقد اخترق الشيطان صفوف المصريين وزين لهم اعمالهم وافكارهم من الاعتراض قبل الفهم وتلبيس الحق بالباطل ولا حول ولا قوة الا باللـه

  6. يقول منی:الجزائر.:

    سلامي لكل الإخوة المعلقين؛ وأتفق تماما مع حكيمنا الأستاذ كروي؛ هي الثورة ولا حل غير الثورة.

  7. يقول عاطف الصغير- مصر الكنانة:

    الانقلاب الدموي الذي قتل الآلاف وحرقهم هو بالاساس ارادة غربية واستعماربة بيد عملاؤهم في مصر ضد شعب تاق الي الحرية والكرامة والتقدم
    ومازال يدفع وسيدفع الكثير من الدماء في سبيل انتزاع حريته
    د.مرسي كان استثناءا من بين كل من حكموا مصر
    اراد الرجل ان تستقل مصر اقتصاديا وتسلحيا وصناعيا وزراعيا فانقلب ضده كل القوي المحلية والاقليمية والعالمية
    اخيرا . لا اعتقد من قتل وحرق مؤهلا لأن يقود خريطة تؤدي الي معاقبة المجرمين ببساطة لأنه سيدين نفسه

  8. يقول Samaher:

    كلماتك لها صدى الكاتب سهيل ….حقا ما ذكرته كلنا اخوة ..الشعوب كلها اخوة في الظلم وفي الاستبداد ضحايا حكم لا يصلح لحماية شعب ….كفى تنكيلا بالاجيال ..قتل ماضيهم وحاضرهم ..وهيهات ان ان يتركوهم لمستقبل يرونه كما يحلمون..الى مزبلة التاريخ حكام لا يطمعون بأكثر من كرسي يتشبثون بها ..امتلأت براميلهن ولا يدركون بان منفذ صفير كفيل بنفاذ ها ….لا لحكام عاجزين عن حماية مواطنيهمون..ونعم لحرية شعوب حرية يريدونها كما لا يريدونها حكامهم ان تكووون ..وبعون الله ستكوون

  9. يقول بولنوار قويدر-الجزائر:

    الانتصار الوهمي…
    شغف الشعوب على مختلف مشاربها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية تسعى للنصر وتحقيق الانتصارات حتى في الحروب التي لا ينجر عنها إلا الموت والدمار فنجدها تنتظر ساعة الصفر بشغف ولهفة شديدة … إنها طبيعهة الشعوب التي جبلوا عليها…
    ولكن الحقيقة التي أذهلتني كما أذهلت الكثير الذين عاشوا الحدث أننا نعطل المصانع المختلفة الانتاج ونوقف الدراسة في جميع المستوايات وتقفل المحلات وتخلى الشوارع من المارة وتمتلئ المقاهي على آخرها وتجتمع العائلات بعد شتات وتصرف أموال باهضة لاتصرف في غير ذلك في كثير من الاحيان بتبريرات مختلفة من أجل متابعة مقابلة في كرة القدم نتائجها مهما كانت لا تقدم ولاتؤخر: لا في الاقتصاد ولا في المدرسة ولا غيرها …
    وبعد النتيجة تعقد المؤتمرات الصحفية وتجرى حوارات بينية وجماعية وتعقد إجتماعات من أجل تحليل مبارة في كرة القدم وتصرف أموال من أجل ذلك. لاتحدث هذه الاحتفالية -لا قدر الله – حتى لو أنهينا حرب ….
    كل ذلك يحصل من أجل 90 دقيقة ننسى همومنا وتعتبر مسكن للألم لنفيق بعدها ونجد كل شيئ دبر في غمرة ذلك الانتصار الوهمي الذي يسمى مقابلة في كرة القدم الرابح فيها العدو وأصحاب المصالح على مختلف مصالحهم …وتزهق ارواح مقابل اجندة معينة…
    ولله في خلقه شؤون
    سبحان الله

  10. يقول طاهر الفلسطيني المانيا:

    بسم الله الرحمان الرحيم.
    هل تعلمون لماذا لم ولن ينجح الربيع العربي . انني سأعطيكم مثالآ بسيطآ, عندما يصاب ألأنسان بحادث شديد فغالبآ ما يوضع المريض في حاله غيبوبه اصطناعيه قد يمكث فيها لشهور عديدة وربما لسنوات , كي لا يتأثر المريض بالعوامل الخارجية التي تدور من حوله, حتى يتعافى الجسم نوعآ ما, ثم يُفَيق المريض من غيبوبته تدريجيآ بعد معالجته اثناء الغيبوبة وبعدها تكون قد رجعت له الصحة والعافية نوعا ما, واذا حاولنا تطبيق ذلك على الربيع العربي, كان لابد بعد نجاح الثورات العربية من اغلاق جميع السفارات المعروفة بغير الصديقة التي لاتكن لنا حُبآ عميقآ,وطرد كل سفرائهم ,الى أجل مسمى وملاحقة كل أعضاء الماسونية الصهيونية العربية والاجنبية التي تعيش دائما في الخفاء بين الشعوب او بين الجيوش كخلايا نائمه بانتظار الاوامر من اسيادهم للانقضاض على الدولة الوليدة واشاعة حالة من الفوضى والدمار وهؤلاء يجب القاء القبض عليهم في ليلة وضحاها وايداعهم في السجون , ثم اغلاق الحدود كليآ حتى يتبين الخيط الابيض من الاسود وتهدأ الاوضاع ,بعدها يُنظر في فتح السفارات وارجاع السفراء , بعد وضع كلِ منهم تحت المجهر, وفتح الحدود تدريجيآ لأن الشعب الذي يثور يكون حاله كحالة الجسم المريض. ولكن الذي نعلمه جميعآ , حيث عبثت ولعبت أميريكا وأسرائيل والصهيونية الماسونية وأذيالهم بتدمير الثوره من الداخل كما يفعل فيروس ألأيدس , لقد دمروا العراق اولا وبعدها سوريا وليبيا وغزة واليمن والان همهم الاكبر تدمير اخر واكبر الجيوش العربية التي قد تكون مصدر تهديد لهم , ثم تحقيق حلمهم الكبير, وهو اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات , حيث لا يوجد جيش يقاومهم , وسوف يهدمون المسجد الاقصى ويبنوا مكانه الهيكل المزعوم ,والتحضير لقدوم المسيح الدجال , وعلى راي المثل شو فرعنك يا فرعون قال لم اجد احدا يمنعني . والله يستر وشكرآ لكم .

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية