أوساط مارونية لـ «القدس العربي»: المسيحيون يعوّلون على دور الجيش وإجتازوا مراحل أقسى منذ 1600 سنة

حجم الخط
2

بيروت – «القدس العربي»: بعد الإشتباك الذي دار بين حزب الله من جهة و»جبهة النصرة» التي هاجمت موقعاً متقدماً للحزب في جرود بريتال من جهة أخرى، إنقسم البعض في لبنان حول دور حزب الله في الدفاع ليس عن البلدات الشيعية الحدودية في البقاع فحسب بل حتى عن البلدات المسيحية. ولفت أن بعض الأقلام التابعة لفريق 8 آذار عمدت الى تخويف المسيحيين عبر قولها إن «داعش» و»النصرة» لو تمكنا من اختراق بريتال البلدة الشيعية فيحتاجون لنصف ساعة كي يصلوا الى قرية حدث بعلبك المسيحية التي لا تبعد عن فاريا في أعالي كسروان أكثر من نصف ساعة أيضاً.
أعقب هذه التحليلات نسب صحيفة «السفير» الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كلاماً أمام حلقة ضيّقة في بكركي قبل سفره الى الفاتيكان يبدي فيه تأييد وامتنان المسيحيين لتدخل «حزب الله» في الحرب السورية باعتبار أنه «لولا الحزب لكان «داعش» أصبح في جونية». وقد حفلت مواقع التواصل الإجتماعي بتعليقات مستهجنة صدور مثل هذا الموقف عن بطريرك الموارنة، فما كان من المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض إلا أن نفى نفياً قاطعاً صحة ما تم نقله صحافياً عن لسان البطريرك الراعي حول حزب الله و»داعش». وأكد»أن كل كلام لا يصدر بشكل رسمي عن صاحب الغبطة شخصياً أو عن بكركي ومكتبها الإعلامي أو عن بيانات مجلس المطارنة الموارنة، هو مجرد كلام لا يمكن الركون إليه». وأضاف «أن البطريرك أكبر من أن يُنسب إليه كلام وتصريحات مزعومة، فهو يعرف أن يقول ما يريد قوله، وبكركي لم تتعوّد إيصال رسائلها على هذه الشاكلة بل هي تملك طرقاً محترمة أكثر لذلك»، وأضاف: «غبطة البطريرك يتحدث أسبوعياً فليأخذوا الحقيقة من كلامه لأنّ أحداً ليس مخوّلاً أن ينقل أي كلام عن لسانه».
والواقع أن مقولة «حماية المسيحيّين» تحوّلت الى سلعة يُتاجر بها البعض في لبنان، في وقت تتعالى أصواتٌ تُبرِّر قتالَ حزب الله في سوريا وتعتبره المنقذ الذي يقف سدّاً في وجه التكفيريّين. وعلى هذا الأمر يردّ مسيحيو 14 آذار بالتمسك بالجيش اللبناني الذي وحده يحمي الجميع.
وترفض أوساط مارونية التأويلات حول أن المسيحيين يطلبون حماية حزب الله من «داعش» و»النصرة» وتعتبر في حديث الى «القدس العربي» أن من يطلقون مثل هذه الأقاويل لا يعرفون على الأرجح تاريخ الموارنة في جبال لبنان منذ 1600 سنة، حيث مرّت عليهم أقسى الظروف وأقسى الهجمات وصمدوا في جبالهم ووديانهم، وبالتالي مهما اشتدّت الأعاصير وتكاثَر الظلّام، لن يسمح الموارنة في الدولة التي بنوها، بأن يأتي وقت يطلبون فيه حماية حزب مسلّح أو أيّ فصيل آخر».
وتعوّل الأوساط المارونية على دور الجيش في حماية المسيحيين وهو الذي قاوم في عرسال وبات يملك سلاحاً، وتبدي هذه الأوساط إطمئنانها الى وجود حزام أمني وقرار غربي بتحييد لبنان ومنع نقل الصراعات الدائرة في العراق وسوريا اليه.
وكان منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد أكد «أن ادعاء حزب الله بمسؤولية حماية الحدود اللبنانية يخدم مصلحة «النصرة» و»داعش» لأنه يستدعي انقساماً لبنانياً – لبنانياً ويلغي دور الجيش، كما أنه يلغي أيضاً الحدود بين لبنان وسوريا ويسهّل عملياً امتداد الحرب من سوريا إلى لبنان. وهذه هي الوضعية المثالية للإرهاب القائم الذي يسعى إلى إلغاء الحدود الدولية وسيادات الدول الوطنية». ورأى سعيد في «إصرار المجموعات الإرهابية على تنفيذ تهديداتها بنقل الحرب إلى الداخل اللبناني ما لم ينسحب حزب الله من القتال الدائر في سوريا، خطراً موصوفاً على لبنان يوازي خطر قتال الحزب داخل سوريا».

سعد الياس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول على نور الله:

    طيب خلص
    الرجاء من حزب الله حماية القرى الشيعية فقط ، و عدم حماية القرى المارونية و لا السنية ، و فخار يكسر بعضه و خليهم يذوقوا من الطيب نصيب و بعد ذلك يعرفون ان الله حق .

  2. يقول ثائر:

    يجب التذكير فقط ان الموارنه في لبنان أقدم من حزب الله

إشترك في قائمتنا البريدية