أين التقى ولي عهد السعودية بقائد المخابرات الإسرائيلية ولماذا؟

حجم الخط
33

 

قرّرت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، فجأة، كشف سرّ لقاء وليّ عهد السعودية محمد بن سلمان برئيس «مجلس الأمن القومي» في إسرائيل، مئير بن شبات، وجاء الإعلان على لسان قائد جيش الاحتلال غادي آيزنكوت شخصياً في مقابلات مع عدة صحف يومية إسرائيلية.
غير أن الحقيقة التي يجب أن تقال إن الأمر لا يشكل مفاجأة كبيرة، فكلا الطرفين، إسرائيل والسعودية، قاما بتجهيز الجمهور المعنيّ بهذا الموضوع، على دفعات تدريجية، وكان إعلان زيارة «مسؤول سعودي كبير» إلى إسرائيل، واحداً من حلقاتها، وقد راجت التكهنات وقتها بأن «المسؤول الكبير» ليس إلا الأمير محمد بن سلمان نفسه، والواضح أن الوقت لم ينضج بعد لكشف اسم ذلك المسؤول.
آخر حلقات هذه السلسلة كانت الموافقة على استخدام شركة طيران الهند «إير إنديا» للأجواء السعودية في طريقها إلى إسرائيل، وهو أمر اعتبره رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو «حدثا تاريخيا» مليئا «بالمعاني السياحية والاقتصادية والتكنولوجية والسياسية من الدرجة الأولى»، ما يعني أن الحدث ليس مهمّا بحد ذاته بل بما يعنيه وبما يحمله عمليّاً في قادم الأيام.
إعلان اللقاء هذه المرّة نقل لعبة المعاني المعقدة للعلاقات المستجدة بين السعودية، ممثلة بولي عهدها، وإسرائيل، إلى ذروة جديدة، لكنّه أبقى مكان اللقاء سرّاً، فما الذي يجعل الجغرافيا أكثر سرّية أو خطورة من الخبر نفسه؟
فلو كان اللقاء جرى في الولايات المتحدة الأمريكية، أي في أرض «محايدة»، لما كان صعباً على قائد جيش الاحتلال إضافة هذه المعلومة «المفيدة»، وهذا يترك خيار أن اللقاء جرى في واحد من مكانين: إما السعودية نفسها، وإما إسرائيل. ولو أن اللقاء حصل في إسرائيل نفسها، فهذا يعني طبعاً أن ولي العهد السعودي زار الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذه الزيارة، حتى لو كانت سراً، ستعتبر اعترافاً ضمنياً بإسرائيل، كما أنها تفترض، أن بن سلمان لم يلتق مئير بن شبات فقط بل التقى مسؤولين آخرين، وأن علينا أن ننتظر مزيداً من الإعلانات من قبل إسرائيل لنتأكد من الأمر.
الإمكانية الأخرى، والأكثر احتمالا، أن رئيس «مجلس الأمن القومي» الإسرائيلي زار السعودية بنفسه بقصد لقاء بن سلمان، وأن هذا اللقاء دشّن تعاونا أمنيا واستخباريا بين البلدين، وحضور بن شبات بشخصه يعني، على الأغلب، اتفاقات موقعة أو شفهية بين رجل السعودية القوي والاستخبارات الإسرائيلية.
اختار آيزنكوت إعلان الخبر المذكور في يوم الأرض الفلسطينية الذي شهد أمس إطلاق جنود جيشه النار على مئات من المشاركين الفلسطينيين في مسيرات «العودة الكبرى»، وهي نشاطات سلميّة خالصة.
التوقيت مقصود لأنه يضع مجابهة رمزيّة بين اجتماع ممثل المخابرات الإسرائيلية بحاكم بلد عربيّ شديد الأهميّة والتأثير إسلاميا وعربياً، من جهة، وقتل الفلسطينيين واستهداف نضالهم واقتلاع أرضهم واجتثاث هويتهم، من جهة أخرى.
أما كيف يكون قتل الفلسطينيين واستهداف قضيتهم المقدسة تعبيرا عن مصالح المملكة العربية السعودية، التي تمثّل جغرافيتها وتاريخها الرمز الأكبر للعروبة والإسلام، فهذا سؤال يصعب الإجابة عنه.

أين التقى ولي عهد السعودية بقائد المخابرات الإسرائيلية ولماذا؟
رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول روبله عمر حسين:

    عدم الثقة بالنفس وعدم الكفاءة هما السببان في التخبط للقرارات والمواقف كما قال الأخ dinars.

  2. يقول سامح //الأردن:

    *مع أنني لا أحب (التنظير ) ولكن المتابع
    للأحداث يلاحظ أن المراهق(سياسيا)
    محمد بن سلمان يركز على ملفين
    ويعتبرهما مسألة حياة أو موت;-
    ( الكرسي وإيران)..؟؟؟
    *لتأمين كرسي العرش وتحجيم إيران
    الرجل على إستعداد للتحالف مع
    (إبليس) نفسه .
    *عموما رشحت أخبار هنا وهناك
    عن مشروع تحالف بين
    ( أمريكا وإسرائيل والسعودية)
    ولا أستبعد انضمام (الإمارات ومصر )
    لهذا التحالف الشيطاني لو صحت التقارير.
    سلام

  3. يقول تونسي ابن الجمهورية:

    مشهد يومى مضحك من مشاهد مما يسميه البعض “الأمة العربية و الإسلامية” …تحيا تونس تحيا الجمهورية و لا ولاء إلا لها

  4. يقول احمد:

    الربيع العربي كما كشف للشعوب حقيقة حكامهم كشف ايضا للحكام ان اسرائيل هي السند القادر على حمايتهم من شعوبهم وبقائهم على كراسيهم وقد صرحت اسرائيل بوضوح ان عداوتهم مع الشعوب العربية وليس مع الحكام العرب .

  5. يقول الحرحشي:

    عندما تكون شرعية الانظمة خارجية هكذا يكون ما يكون…

  6. يقول عبدالاله الاهواز:

    لو فرضنا كان الاقأ في الولايات المتحده فهيه ليست دولة محايده بل منحازه الى ربيبتها اسرائيل.
    كما يبدوا اصبح حفظ النظام الملكي على الهاويه ف بلاحري انجبروا الى الانتمنى والاستمداد حتى بلعدوا الدود من اجل عرش الحكم ولامصالح الشعب.

  7. يقول محمد جبرؤوتي - ألمانيا:

    بسم الله الرحمن الرحيم. لعبة أمريكية قديمة جديدة هي تخويف الدول النفطية بغرض الابتزاز وهذا أمر غاية في السهولة لأن تلك الدول ما عندها غير ثلاث كافات الكاف الأولى الكبسة والثانية الكابريس والثالثة الكرة ليته لعب الكره إنما متابعتها على التلفاز هذا يؤدي لفشل صناعي بالتالي عسكري يجعل المملكة وغيرها بحاجة للغرب.. المملكة لاعتقال رجال الأعمال لديها قوات السيف الأجرب لكن عندما تهدد إيران وإسرائيل فلا حول لها ولا قوة هل يعقل دولة مر على خزينتها كل هذا المال لاتستطيع أن تبني جيشا قويا يوقف تهديدات إيران وأتباعها إذا بقي هذا النظام في السعودية سيتم التنازل عن قبر الرسول وعن الكعبة المشرفة كما تم التنازل عن الأقصى وتزامن لقاء بن سلمان مع الأعداء الذين ارتكبوا مجزرة غزة الأخيرة يؤكد سير بن سلمان ضمن فكر حكومات مبارك والسيسي لا أظن أنه يختلف عنهم بشيء البته.

  8. يقول فلان الفلاني:

    عصر وضع النقاط على الحروف والمخفي اعظم…

  9. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

    استغرب ، استغراب المستغربين !!
    .
    هل فكر أي أحد هنا ، كيفية الوصول شبه المستحيل لهذا الابن السابع لسلمان الذي كان وصولوه مفاجئ و غير متوقع بحد ذاته إلى أن يصبح ملك ومن ثم ابنه ” السابع” كولي لولي العهد في أول مرة يستحدث بها هكذا منصب ، و من ثم إقصاء ولي العهد الاول في ليلة ليلاء بطريقة شديدة السوريالية !
    .
    هذا بالضبط هو ثمن ايصال هذا الشخص إلى هذا المنصب و هذا هو الدور المطلوب منه أن يؤديه ، بعد أن استطلعوا من لديه الاستعداد لفعل كذلك ذلك ، كان بندر بن سلطان مرشحاً بشدة للعب هذا الدور ، و لكنه ترفع و تردد عن القيام ببعض هذه الأدوار ، لخبرته و كبر سنه ، لكن م.ب.س حسم الأمر معهم حين قدم لهم الكارت بلانش ( صك على بياض) بما هو مطلوب.
    .
    لذا ارجوكم لا تتعجبوا و لا تستغربوا !

  10. يقول شراق سعيد المغرب:

    ان الله يمهل ولا يهمل ….صدق الله العظيم

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية