بعد ليلة صعبة من الترقب والتكهنات، وفي ختام مفاوضات عصيبة، خرج وزير الخارجية الايراني مع وزراء خاجية الدول العظمى صباح امس مؤكدين التوصل الى اتفاق تاريخي يقضي برفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة على طهران مقابل موافقتها على فرض قيود طويلة المدى على برنامجها النووي، الى جانب استمرار العقوبات الخاصة باستيرادها الاسلحة والصواريخ البالستية لخمس وثماني سنوات على التوالي.
ومن اجل التوصل الى الاتفاق، وكما يحدث في اي اتفاق، كان على الجانبين ان يقدما تنازلات، وهذه كثيرة ومعقدة ولا يمكن الاشارة اليها في هذه المساحة، لكن الاتفاق يجبر ايران على التخلي عن معظم ما تملك من يوارنيوم مخصب، وفتح منشآتها النووية والعسكرية للتفتيش، لكنه يتيح لها بيع يورانيوم ومنتوجات مفاعل آراك النووي في الأسواق العالمية، كما يحافظ على المواقع النووية في إيران بأماكنها، ولن يتم إغلاق أي منها، على أن تستمر عملية الأبحاث وتطوير أجهزة الطرد المركزي، إلى جانب رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن طهران.
وقد وجد الجانبان فيه ما يكفي ليعتبروه انتصارا. ومن اجل هذا بالضبط ابتكر احدهم علم الدبلوماسية.
اما بالنسبة للعرب الغارقين في صراعاتهم، فلا شك انها كانت لحظة الحقيقة الصعبة، اذ تواجهوا فيها مع واقع جديد، ربما يتجه الى مزيد من التعقيد.
و ينبغي هنا التوقف عند علامات محددة في طريق وعر الى فهم مآلات هذا «الزلزال النووي» ان صح التعبير.
اولا: اذا كانت ايران حققت القدرة على الردع الاستراتيجي دون حاجة الى تصنيع قنبلة نووية او استيراد صواريخ بالستية خلال السنوات الماضية، فان القيود المؤقتة التي يفرضها الاتفاق على برنامجها النووي وتسليحها تبقى تحصيل حاصل، اما التحدي الحقيقي امام العرب فهو ان هذا «الزلزال» الايراني يضعنا امام معطيات استراتيجية جديدة اقليميا ودوليا، وبالتالي «يفتح صفحة جديدة في العلاقات الدولية» كما قالت مفوضة السياسة الخارجية الاوروبية في المؤتمر الصحافي امس. وكان ينبغي على الدول العربية الكبرى بشكل خاص ان تستعد لاستحقاقات هذه اللحظة التاريخية مسبقا، تفاديا لهذا المشهد العربي المرتبك غالبا والحزين دائما.
ثانيا: ان الولايات المتحدة، وكما كان واضحا في خطاب اوباما الاحتفالي بعد دقائق قليلة من اعلان الاتفاق، تخلت فعليا عن العرب كحليف استراتيجي، منذ قررت التوصل الى تحالف ضمني مع دولة مازالت تتهمها رسميا بدعم الارهاب، بدعوى ان ايران « كانت قادرة على مضاعفة قدراتها النووية، والمساعدة في انتشار الاسلحة النووية في الشرق الاوسط» حسب تعبيره. اما ما بين السطور فان اوباما اختار اخف الضررين، اي الاتفاق مع ايران ومنحها امتيازات اقليمية مقابل منع بلاد عربية من اللحاق بها، وبالتالي ابقائهم محتاجين للحماية الامريكية، وابعد ما يكون عن امكانية تحقيق توازن استراتيجي مع اسرائيل. وفي المقابل فان امريكا التي رفضت ان تحارب ايران نيابة عن اسرائيل لن تفعل ذلك اكراما للعرب. وهكذا كان الاتفاق حتميا.
وهذا درس قاس يجب ان يكون نقطة تحول باتجاه بناء قوة ردع ذاتية عربية في اطار رؤية استراتيجية حقيقية بغض النظرعن التحالفات الهشة، ومئات المليارات التي دفعت في صفقات اسلحة لم تكن كافية لانقاذ العرب من ورطتهم اليوم.
ثالثا: ان ايران التي تستعد لاستقبال كبار المسؤولين الاوروبيين سواء مهنئين او ساعين الى تفاهمات اقليمية او تجار يبحثون عن صفقات كبرى بعد الرفع الفوري عن العقوبات المالية، تبقى مطالبة باظهار قدر من المسؤولية السياسية يتناسب مع مكانتها الاقليمية الجديدة. وبدلا من ان تتباهى بعدد العواصم العربية التي اصبحت او كادت ان تحتلها، عليها ان تبادر الى مد يديها، كما مدتها للغرب، وجسر الهوة الهائلة مع عمقها العربي والاسلامي الذي يبقى المصدر الحقيقي لشرعيتها، والنطاق الطبيعي لنموها واستقرارها.
واذا كانت ايران تمكنت من التغلب على هواجسها تجاه «الشيطان الاكبر» الذي طالما دعت عليه بالموت والدمار، فلابد انها قادرة على احتواء ضغائن ومرارات والعثور على ارض مشتركة لبناء المستقبل مع شركاء العقيدة والتاريخ والجغرافيا، والمصير ايضا.
واخيرا، وامام هذا الاتفاق التاريخي، فان العرب يستطيعون ان يدفنوا رؤوسهم في الرمال، او يتمنوا ان تنتهك ايران الاتفاق ليعاود الغرب فرض العقوبات عليها، او ان ينفقوا مليارات جديدة على صفقات اسلحة مع فرنسا وروسيا نكاية في الولايات المتحدة، الا ان هذا لا يغير شيئا من واقع جديد يستوجب التوقف والتبصر امام خياراتهم الواقعية بدلا من الاصرار على الاندفاع نحو نهاية الطريق المسدود.
رأي القدس
عند الاختيار بين الاحتلال الاسرائيلي او الاحتلال الايراني .. افترض ان الكثير من العرب سيفضل الخيار الاول.. بلا شك .. كلمة اسلامية في اسم ايران لا تخدع احدا..
العجب یا للعجب. ” لازم” لازم تسکت.
من الإنصاف القول :على الآخرين ( ان يحتووا ضغائنهم ومراراتهم والعثور على أرض مشتركة لبناء مستقبل مع إيران ) وليس العكس.ومشكلة العرب لاتنحصر مع إيران،بل المشاكل بين العرب أنفسهم لاتكاد تحصى،والتي أغلبها يعود لأسباب تافهة ومزاجيةإيران سجلت تقدما مذهلا في ظل حصار خانق ،بينما العرب يتقاتلون .
العرب و خاصة دول الخليج ارتكبت خطأ استيراتيجيا في مشاركتها الولايات المتحدة تدمير بلد اسمه العراق . منذ 2003 أختل التوازن و أصبحت ايران البلد الأكثر قوة و نفوذا في المنطقة
نعم خطأ وياله من خطأ . أكيد أن النظام أخطأ في حق السعب العراقي، لكنه البلد العربي الوحيد الذي سخر كل طاقاته لاكتساب العلم والتكنولوجيا.
نقـول مـن واشـنطن ان العـرب لايمـلكـون اليـورانيـوم وليـس لـديهـم معـرفـة نـوويـة بكيفيـة تخصيبـه كأيـران !؟ ولكـن ايـران تمـلـك اليـورانيــوم وتسـتخـرجـه مـن أراضيهـا الشـاسـعة والغنيــة بمختـلـف أنـواع المعـادن والنفــط والغـاز !؟ فامـريـكا بصـراحـة قــد مـلــت مـن العـرب !؟ لأنهـم لا يـديـرون قضـايـاهــم بحنـكـة وذكـاء وبطـريقـة ايجـابيـة لنهضـة شـعوبهـم !؟ وكـل همهـم شــراء الأســلحـة وتمـويـل الحـروب الأقـليميـة أو المشـاركـة فيهـا ومحـاربــة بعضهـم البعـض !؟ فـلـم يبنـون فـى واشـنطن شـيئـا ذو قيمـة لهـم !؟ كـلـوبـى عــربـى قـوى كنـا ننـادى بـه وينقصـه التمـويـل المـالـى لأنـه يتـكلـف مـلاييـن الـدولارات سـنـويـا !؟ أو مـركـز ثقــافـى حضـارى لحـوار الحضـارات !؟ كمـركـز السـلام العـالمـى بـواشـنطن الـذى ننـادى بانشـائـه !؟ ويمكـن اطـلاق اسـم أى حـاكـم عــربـى عـلى هــذا المـركـز الـذى يتبـرع ببنـائـه !؟ والمثـل واضـح فـى المنطقـة العـربيـة وهـى اســرائيـل الـدولـة الصغيـرة مسـاحـة وسـكانـا !؟ والأقـوى عسـكريـا واقتصـاديـا عـلى 22 بـلــد عــربـى يمثـلـون 350 مـليـون عــربـى مـن المحيـط الـى الخـليـج !؟ ولكـن تـرهبهـم اسـرائيـل الـدولـة الصغيـرة !؟ وفـى المقـابـل الآن ظهـور ايـران الـدولـة الأقــليميـة القـويـة عـلى الســاحـة الـدوليـة بعـد تـوقيـع الأتفـاق النـووى ورفـع الحصـار الأقتصـادى عنهـا !؟ ودائمـا يـردد الـرئيـس الأيـرانـى حسـن روحـانـى وحتى قبـل تـوقيـع ايـران الأتفـاق النـووى بتـرحيـب ايـران بفتـح عـلاقـات دبـلـومـاسـيـة واقتصـادىـة بينهـا والـدول العـربيـة !؟ والأثنيـن مسـلميـن !؟ ولكـن الحـكام العـرب لا يـردوا بالمثـل أو يهـاجمـون ايـران بتصريحـات صبيـانيـة !؟ وليـس أمـام الحـكام العــرب الآن الا أن يـذهبـون الـى طهـران لتقـديـم التهـانـى !؟ واقـامـة عـلاقـات دبـلـومـاسـيـة واقتصـاديـة مـع ايـران !؟ وحـل كـل المشـكلات السـياسـيـة والعقــائـديـة بينهمـا بالحـوار والتفـاهـم !؟ وليـس بـلغـة التصـريحـات الأعــلاميــة المشـوهــة والمـواجهـات المسـلحـة والحـروب !؟ لأن هـذا مـا يمـلكـه الحـكام العــرب !؟ فأمـريـكا أعطتهـم فـى كامـب دافيــد وعــدا شــفهيـا بضمـانـة أنظمتهـم !؟ ويهمـهـا الآن التحـالـف الأسـتراتيجـى مـع الطـرف الـذكـى والقـوى فـى المنطقـة وهـى ايــران بعـدمـا جـربـت العـرب لـلأسـف !؟
دكتـور أسـامـة الشـرباصي
رئيـس مـنظمـة السـلام العـالمـى بأمـريـكا
http://www.internationalpeaceusa.org
“”كمـركـز السـلام العـالمـى بـواشـنطن الـذى ننـادى بانشـائـه !؟””
هل يحتاج سؤالك من اين من العرب انت ؟؟ واعتقد الجواب انك من فلسطين .
الصناعة هنا في الغرب اي ربما يشتري العرب طائرات فرنسية وقد تكون بها بعض التكنولوجيا المستوردة من الولايات المتحدة الامريكية وحتى اسرائيل ويستفيدون جميعا وتبقى الاموال العربية تنفق وتنفق بدون رقيب والله المستعان وهنيئا للدولة الامارات العربية المتحدة اللتي اتخذت القرار الصواب من الاتفاق مايغيض نتنياهو الان هو ان تتخذ كل الدول العربية والإسلامية تفس الموقف واضن ان هناك من لايريد اغضاب الاصدقاء
الجواب على سؤالك اخي الكروي العزيز
اننا لا ولن نستطيع عمل اي من الاثنتين لان الزمان تغير ونحن نقاتل ونقتل بَعضُنَا منذ ١٩٨٠.
عندما قاتل العرق ايران كان العرب يتآمرون لتدمير العراق ومنحوه هدية الى ابران ببركة امريكا ؟؟؟
حتى نستطيع ان نعود ولو عشر ما كنّا فعلينا اولا ان نتصالح مع أنفسنا :
فكيف تعود القادسية او ذي قار ؟
وشكرا للقدس
اللهم مزق ملكهم كل ممزق كما مزقوا صفوف العرب
اللهم وحد صفوف العرب كما وحدتهم بذي قار والقادسية
تحياتي وحبي واحترامي لك ياعزيزي دكتور حكمت وللجميع
ولا حول ولا قوة الا بالله
إيران ما فعلته بشعب سوريا هذه الدولة لا علاقة بها بالإسلام؟ماا لفرق بينها وبين السيسي؟ضغط إيران سيؤدي إلى زيادة ضعف السعودية وظهور توترات في المنطقة تؤدي إلى ظهور تيار إسلامي سني متشدد سيدمر مصالح الغرب في العالم الإسلامي وبالتالي سيربك الحسابات كلها.الشعوب لن تستكين لطغيان إيران وحلفائها الجدد في المنطقة.لم يبقى للسنة ما يخسرونه بعد اليوم .لأنه كل شيء خسرناه ذل وضعف وجبن ووووو.إذا لم تتحرك السعودية بجد فالتيار الإسلامي السني لن يركع لإيران أكثر من هذا.ولا أحد يذكر الله ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين.عندما اجتمعت الأحزاب على المدينة في عهد الرسول عليه السلام الأغلبية فقدت الثقة في نفسها وبلغت القلوب الحناجر ولكن الله غالب على أمره.
لأين العرب من السلاح النووي الإسرائيلي ؟ أم أن إسرائيل دولة شقيقة ؟
ما زلنا نغرق بأوهامنا ونسجن عقولنا وأفكارنا في ماض وتاريخ ثلاثة أرباعه مزيّف. …!!
إيران أمة واحدة تعيش في بلد موحد على أرض واحدة برغم كل الاختلافات العميقة بين مكوناتها البشرية بعكس حالة العرب التي ما إن يقو أحدهم حتى يبادر إلى احتلال بلد جاره أو التآمر عليه أو تدميره كما يحصل اليوم.
الأمريكان تعودوا أن يرسلوا وزيرة خارجيتهم بتنورتها القصيرة لكي تبلغ العرب بما يجب عليهم أن يفعلوه بدون اعتراض أو نقاش على مبدأ العسكر “نفّـذ ثم اعترض” ولكن هذه المرة وجدت أمريكا من يقف في وجهها نداً لند ولا يتهاون بحقوقه أو كرامته…
العرب كانوا نائمين في العسل الأمريكي صحيوا شوي على الإتفاق النووي،
ناويين يكملوا النوم لكن بالحضن ” الإسرائيلي”