محصلة جلسة واحدة لربع ساعة أمام نشرة أخبار «الجزيرة» مساء اليوم الأول لعيد الفطر السعيد تكرس قناعتنا بأننا جزء من أمة غادرت مبكرا كل مضامين السعادة.
تفجير يحصد 100 فقير بريء يتسوق في ديالا العراقية، فيما وزير الدفاع العراقي خالد زبيدي يرقص على شاشة فضائية العراق برفقة جنوده مع كتائب الحشد الشيعي واعدا بقرب الدخول إلى الأنبار.
ذبح جندي سوري وثلاثة تفجيرات لبوكو حرام النيجيرية والمقاومة تسيطر على عدن وتلفزيون النيل المصري يتحدث عن «إرهابيين» تصدت لهم صباحية العيد قوات الأمن فتبين أنهم متظاهرون سلميون ضد الإنقلاب.
إبرة مخدر أمريكية
دماء تفوح رائحتها من الأخبار والتقارير التلفزيونية كالعادة وللموسم الخامس على التوالي تكتب بالأشلاء، والبيت الأبيض يستقبل عادل الجبير ويمنحه «إبرة التخدير» اللازمة وفقا لـ «سي أن أن» بعنوان «واشنطن معنية بأمن دول الخليج» فيصدر أول تصريح سعودي معتدل حول الإتفاق النووي مع إيران.
في المسألة الإيرانية تحديدا رصدها قارىء ناشط بين السطور: إيران تسيطر تماما على الإيقاع الدموي في أربع دول عربية وهي محاصرة، فما الذي سيحصل عندما يرفع عنها الحصار وتتحول – كما يقول صديقي المخضرم طاهر المصري – إلى الشرطي الإقليمي المناوب الجديد.
وزير الخارجية السعودي بدا تماما كالرجل الحاصل على إلإبرة الأمريكية على شاشة القناة الثانية السعودية، وهو ينصح إيران باستعمال الإتفاق النووي لخدمة الوضع الإقتصادي للشعب الإيراني، متعهدا بإستمرار مراقبة «التدخلات الإيرانية» في دول المنطقة.
أنا شخصيا لا أصدق الإدارة الأمريكية ولا وزارة الخارجية السعودية وأتوقع – وأجري على الله- أن أستمع قريبا للقنوات الفضائية وهي تتحدث عن الرعاية الأمريكية لإطلاق مفاوضات «تقاسم النفوذ» بين إلإسرائيلي والإيراني، بحيث تتحول شعوب المنطقة إلى»فرق حساب».
رجال الصمت في الأردن
لا يظهر رجال الأمن والشرطة في الأردن إلا في كادر وهامش كاميرا التلفزيون الرسمي الذي يستغرق ويسترسل في إستضافة الوجوه المالحة التي تتراقص ما بين «التسحيج» والنفاق وهي تعبر التضليل، خصوصا عندما يتعلق الأمر بقضايا السياسة والإقتصاد.
وحدهم رجال الشرطة في الأمن العام وعناصر الأجهزة الأمنية في هذا البلد يعملون بصمت وبعيدا عن الأضواء ويديرون بصرف النظر عن موقفنا من الإتجاه السياسي العام للحكومة وللمؤسسات واجباتهم باقتدار في بلد أسست أجهزته الأمنية لمتابعة شؤون ستة ملايين بني آدم وهي نفسها تدير شؤون ضعف هذا العدد الآن.
لا أحد إلا من رحم ربي يعلم بأن رجل الأمن الأردني وفي العيد الأخير لم يمارس طقوس العيد وبقي في الميدان وكاميرات بعض الفضائيات مثل العربية التقطت رجال الأمن وهم يوزعون على الإشارات الضوئية الماء والطعام على المارة والعابرين في شهر رمضان.
شاهدت كأردني بعيني رجال الدوريات الخارجية والسير يفطرون على الأرصفة بما تيسر من طعام وأثناء العمل وشاهدت بعيني رجال الأمن يتوسلون الناس في الازدحام مع ابتسامه عدم إعاقة الطريق.
بعيدا عن السياسة وافلامها والكاميرات التلفزيونية المختصة برصد البؤس والسقم ثمة في بلادي ما هو جميل.. الله يحمي الأردن وأهله.
الإرهاب والجنسية
من حق «المصدر الرسمي» الأردني أن يبادر، ورغم عطلة العيد لإعلان أن منفذ عملية تينسي الأمريكية ليس كما وصفته محطة «سي أن أن» الأمريكية بأنه «إرهابي أردني»، فالرجل حسب التوضيحات الرسمية لا يحمل الجنسية الأردنية بل مجرد جواز سفر مؤقت.
على الأرجح تعرف «سي أن أن»، ذلك لكنها من باب العلمية المهنية تتوقع بأن من يحمل جواز سفر يحظى بجنسيتها، كما يحصل في كل دول العالم دون إدراك لخصوصية أردنية بامتياز غير موجودة في مكان آخر، حيث يمنح الأردن جوازات سفر مؤقتة لأغراض التسهيل على مهمة بعض الفلسطينيين.
طبعا ذلك لا يعني عدم وجود «إرهابيين أردنيين» يحملون الجنسية الأردنية فعلا في الماضي، فهؤلاء كثر وفي مفاصل قيادية، سواء في تنظيم «القاعدة» أو في تنظيم «الدولة».
لكن اللافت أن المحطة الأمريكية لا تريد القول إن الفتى الذي أطلق النار على رجال البحرية الأمريكية فقتل أربعة منهم هو أمريكي الجنسية في الواقع وربيب الحالة الأمريكية وهوعلى الأرجح مثله مثل المجرم العنصري الذي قتل طبيبا مسلما وزوجته بدم بارد ودون سبب.
هذه جريمة «كراهية» وهي صفة عابرة للجنسيات ولا يعيب الأردن او الكويت أو فلسطين وجود مجرم أو منحرف يحمل جنسيتها، والمعيب أن تساهم أجهزة الأمن الأمريكية والغربية في تربية وتنشئة وتسمين بعض الموتورين في الغرب ثم إرسالهم للجهاد في منطقتنا.
نعم نحن نعاني من الإرهابيين الأمريكيين والأوروبيين الذين يتسربون لتسميم حياتنا بسبب أجندات أمنية مخفية وسرية بمن فيهم اولئك الذين تعود أصولهم وجذورهم للإسلام والعالم العربي.
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان
بسام البدارين
كلنا على بعضنا في الأردن بضعة ملايين ، من أصل فلسطيني أو أردني ، انصهروا نسبآ بالزواج ، و شراكة في الأعمال الخاصة وفي المؤسسات العامة ، و تعليمآ في المدارس والجامعات ، وتبوأ السياسيون من أصل فلسطيني أعلى المناصب في الأردن كرئاسة الوزراء والعديد من المؤسسات الرسمية ، وبصدق ، أتاح النظام في الأردن للفلسطينيين من حقوق ما لم تتيحه لهم أنظمة أخرى ، كما في سوريا التي تشدق نظامها سنين طويلة بالقومية والعروبة والأمة الواحدة ، ليذيق الفلسطينيين أنواع الظلم والقتل ، مخيم اليرموك مثالآ لا حصرآ ..
Dear Akh Bassam,
May God bless you for your balanced and objective writings…
And let’s not forget the wisdom and heroic efforts and the great sacrifices of our late King Hussein to forge a bonding in our Jordanian/Palestinian society in defiance of petty Arab and foreign regimes who tried in vein to kill such unity…
للاسف ان التمييز بين المواطنين في الاردن يجري و ينمو و ينفذ برعاية رسمية و بتجاهل بل و معارضة للدستور و القوانين لان مصلحة النظام مقدمة على مصلحة الشعب. هذه هي المشكلة.
الناس افرادا و جماعات مغرمين بالتمييز على اساس العائلات او العشائر او القرى او الفلاحين و البدو و الحضر او الشمال و الجنوب او الحارة الفوقا و التحتا او حتى فريق كرة القدم. وهذا طبيعي و يحدث في كل انحاء العالم. الكارثة هي الرعاية و الممارسة الرسمية