القاهرة ـ «القدس العربي: قال مسؤولون في مصلحة السجون المصرية إن علاء وجمال ابني الرئيس الأسبق حسني مبارك أخلي سبيلهما، أمس، في خطوة يمكن أن تزيد التوترات، غداة الذكرى العنيفة للانتفاضة التي أطاحت بوالدهما من الحكم عام 2011.
وكانت محكمة مصرية أصدرت حكما الأسبوع الماضي بإخلاء سبيلهما على ذمة إعادة محاكمتهما في قضية اتهما فيها مع والدهما بتحويل أموال من اعتمادات القصور الرئاسية لبناء وصيانة قصور ومكاتب مملوكة لهم.
وقال مسؤولون أمنيون إن ابني مبارك أخلي سبيلهما في الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي، وكان في انتظارهما المحامي الموكل عنهما، وعدد من الحراس الشخصيين. وأضافوا أنهما توجها إلى منزلهما في حي مصر الجديدة في شمال شرق القاهرة.
وقال مسؤولون أمنيون وطبيون إن علاء وجمال زارا والدهما الذي لا يزال محتجزا في مستشفى عسكري في جنوب القاهرة. وتقول مصادر قضائية إن باستطاعة مبارك ترك المستشفى قريبا انتظارا لإعادة محاكمته في قضية فساد.
وحقق الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي، الذي جاء من الجيش أيضا، درجة من الاستقرار بعد نحو أربع سنوات من الاضطراب السياسي والاقتصادي أعقبت خلع مبارك.
لكن علامات استياء ومن بينها مظاهرات احتجاج نظمت في وسط القاهرة سبقت الذكرى الرابعة للانتفاضة التي وافقت أمس الأول الأحد. ويوم السبت قتلت العضو القيادي في حزب التحالف الشعبي الاشتراكي شيماء الصباغ خلال مظاهرة في وسط القاهرة.
وقالت ساره ليا ويتسون مديرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش «بعد أربع سنوات من الثورة المصرية لا تزال الشرطة تقتل المتظاهرين بانتظام.»
وأضافت «بينما كان الرئيس السيسي في دافوس «أمام المنتدى الاقتصادي العالمي» يلمع صورته الدولية كانت قواته الأمنية تستخدم العنف كالمعتاد ضد المصريين المشاركين في المظاهرات السلمية.»
وكانت مصر شهدت تظاهرات مناوئة للحكومة وأعمال عنف أخرى قتل خلالها 32 شخصا على الأقل في الذكرى الرابعة للانتفاضة أمس الأول.
ويقول شهود عيان إن قوات الأمن استخدمت طلقات المسدسات والبنادق ضد محتجين. ودعا البعض إلى انتفاضة جديدة.
وقال المسؤولون الأمنيون إن 19 شخصا قتلوا في حي المطرية في شمال شرق القاهرة، وهو معقل لجماعة الإخوان المسلمين التي أطاح بها السيسي من السلطة عندما كان قائدا للجيش عام 2013 بعد احتجاجات حاشدة ضد حكم الرئيس السابق المنتمي إليها محمد مرسي.
وقال وزير الداخلية محمد إبراهيم في مؤتمر صحافي أمس إن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أطلقوا النار على حشود في المطرية خلال الاحتجاج وقتلوا شرطيين.
وأضاف أن قوات الأمن ألقت القبض على 516 من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة والمدن الأخرى التي نظمت فيها احتجاجات. وأضاف أن مصر ملتزمة بمحاربة «الإرهاب».
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر قالت محكمة جنايات القاهرة بعد إعادة محاكمة لمبارك بتهم تتصل بقتل المتظاهرين خلال الانتفاضة إنه لا وجه لإقامة الدعوى عليه بمثل هذه التهم.
وألقي القبض على مبارك وابنيه في نيسان/ ابريل 2011 بعد نحو شهرين من الانتفاضة التي استمرت 18 يوما.
ويرى مصريون كثيرون أن حكم مبارك الذي استمر 30 عاما ضاعف ثروات الصفوة ومنها ابناه على حساب ملايين الفقراء.
ويقول محللون سياسيون إن ما أعتبر خططا من مبارك لتوريث الحكم لابنه جمال أثارت نفور الجيش، وإن ذلك جعل القادة العسكريين يغمضون عيونهم بشكل كبير عن الاحتجاجات التي ساعدت في إنهاء حكم القبضة الحديدية الذي انتهجه 30 عاما.
ويتهم منتقدون السيسي بإعادة الحكم الاستبدادي لكن الحكومة تنفي ذلك.