رام الله ـ «القدس العربي»: صحيح ان كثيرين يطالبون بوقف التنسيق الأمني بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لكن كثيرين من لا يعلمون بعمل الشق المدني منه، الذي يعمل على مساعدة المواطنين في استصدار تصاريح خاصة لمرضى السرطان على سبيل المثال للدخول إلى إسرائيل وتلقي العلاج، أو تصاريح التجار، والعمال الفلسطينيين العاملين في فلسطين المحتلة عام 1948.
«القدس العربي» تابعت ملف العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية في الجانب المدني منه، وعلمت من مصادر فلسطينية مطلعة، ان الجانب الإسرائيلي يتلذذ في معاقبة الفلسطينيين منذ العدوان على قطاع غزة، والحرب الدبلوماسية التي شنتها السلطة الفلسطينية ضدها في العالم، ونجحت فيها إلى حد بعيد، بينما فشلت إسرائيل.
وبحسب المصادر الفلسطينية، فان إسرائيل كانت تصدر التصاريح الخاصة بالمرضى فوراً ودون تأخير، لكنها الان تُبقي على تصاريح المرضى تحت بند «الفحص»، بينما يتجاوز هذا الفحص موعد مراجعة المرضى للأطباء الإسرائيليين، أو المستشفيات، أو حتى تلقي العلاج الكيميائي، دون ان ترد إسرائيل على طلب الجانب الفلسطيني بخصوص هذه التصاريح، رغم ان الجانب الفلسطيني يرفق مع كل طلب ملفاً كاملاً من المستشفيات والأطباء حول كل حالة، دون جدوى.
وتقدم الطلبات الفلسطينية، في الغالب عن طريق «الارتباط المدني» في كل محافظة فلسطينية على حدة، ما يعني عقد اجتماع بين الطرفين بين الفترة الأخرى التي لا تتجاوز عدة أيام لفحص الطلبات الفلسطينية الخاصة بالتصاريح على سبيل المثال، لكن الجانب الإسرائيلي في هذه الفترة، يُبقي الموظفين الفلسطينيين الذي يتوجهون إلى الارتباط الإسرائيلي لعدة ساعات في الانتظار دون الالتقاء بهم، وان فعل فيكون ذلك بعد ساعات طويلة، دون أسباب سوى معاقبتهم لانهم فلسطينيون.
وعلمت القدس العربي، من مصدر فلسطيني مطلع ان موظفين اثنين من الارتباط المدني الفلسطيني، يذهبان إلى الجانب الإسرائيلي بهدف الاجتماع ومناقشة بعض القضايا، أحدهما يجلس على كرسي، والثاني يبقى واقفاً على رجليه دون ان يجلب له الإسرائيليون كرسياً للجلوس طيلة ثلاث ساعات، وهو ما اعتبره الجانب الفلسطيني، محاولة لإذلالهم بسبب موقف السلطة الفلسطينية من العدوان على غزة والضفة الغربية من قبله.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ «القدس العربي» ان المشكلة «تكمن في تفكير الفلسطينيين، الذين يعتبرون ان التقصير من طرفنا في حال عدم استصدار تصريح معين للعلاج أو للعمل وغيره، لكنهم لا يعلمون اننا نُعامل مثلهم ونعاقب على الحواجز، وحتى في الاجتماعات الرسمية بين الطرفين».
ويتخوف الجانب الفلسطيني من إمكانية مواصلة إسرائيل لتصرفاتها هذه تجاهه، خاصة خلال مفاوضات القاهرة لاستكمال الاتفاق الخاص بوقف العدوان وإطلاق النار، ومؤتمر المانحين الدوليين لإعادة إعمار غزة، في حال بقيت العلاقات متوترة بين الجانبين، إلى وقت طويل.
فادي أبو سعدى
ان تمنع السلطات الإسرائيلية مرضى السرطان من الحق في العلاج فهو قمة النذالة والخسة ، وان يحارب الفلسطينيون عدوا يتسولون العلاج في مستشفياته فهو قمة التردي وفقدان الكبرياء .