رام الله – «القدس العربي»: ذكرت القناة السابعة الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني أمس، أن رئيس «الإدارة المدنية» التابعة للاحتلال زار المجلس الإقليمي في مستوطنات غور الأردن، يرافقه الطاقم المهني التابع له، لبحث مشاريع تطورية في المستوطنات في منطقة غور الأردن، ودراسة الاحتياجات لهذه المستوطنات.
ووفق المصدر نفسه، فقد ناقش اللقاء الذي حضره كل من رئيس مجلس مستوطنات منطقة الأغوار ديفيد الحياني، ورئيس المجلس الإقليمي عربوت هيردين، تطوير الاقتصاد بشكل عام في المستوطنات، وبشكل خاص قطاعات الزراعة والسياحة. وقال رئيس المجلس الإقليمي إنه «خلال سنة وصل حوالى مليون سائح لمنطقة الأغوار، نصفهم يأتون لزيارة موقع العبادة في المنطقة والذي تم تطويره من قبل الإدارة المدنية».
وتحدث رئيس «الإدارة المدنية» الإسرائيلية عن خطط حكومة الاحتلال لإقامة منطقة سياحية تشمل مواقف للمركبات ومطاعم.
وتأتي هذه الخطط استكمالا لسياسات الاحتلال أحادية الجانب على حساب أراضي دولة فلسطين، في تنكر واضح لاستحقاقات السلام، ولقرارات الشرعية الدولية.
وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة إن زيارة رئيس الإدارة المدنية الإسرائيلي جاءت لسبيين اثنين، الأول هو دراسة الواقع على الأرض لتنفيذ الوعد الحكومي ببناء مستوطنة جديدة لمستوطني بؤرة عمونة في منطقة شمال الضفة الغربية، والنقطة الثانية لتكريس إقامة مجمع استيطاني ضخم شمال الضفة الغربية يربط جميع المستوطنات هناك ببعضها البعض.
وأكد دغلس لـ «القدس العربي» أن «الفلسطيني سيشعر أنه سيدخل إلى المستوطنات للخروج إلى التجمعات السكانية الفلسطينية بدل العكس، وبالتالي تكريس فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها بشكل نهائي، كما سيتأثر كافة سكان مدن الشمال من طوباس وسلفيت وجنين وطولكرم ونابلس وقلقيلية بشكل رئيسي من هذا التجمع الاستيطاني الضخم».
وتمارس سلطات الاحتلال والمستوطنون الكثير من الإجراءات السيئة تجاه أهالي شمال الضفة الغربية، وخير مثال ما يجري حالياً من تدفق مياه مجاري مستعمرة شعار بتكفا إلى أراضي ووادي قريتي بيت أمين وعزون العتمة والقرى المجاورة في جنوب قلقيلية ما يسبب كارثة بيئية وصحية كبيرة يشتكي منها الأهالي. وكانت مستعمرة شعار بتكفا أقيمت على أراضي عزون العتمة عام 1981، وتوسعت فيما بعد على مئات الدونمات من أراضي القرية والقرى المجاورة لها.
أما فيما يتعلق بالأغوار الفلسطينية فالحجة الإسرائيلية الدائمة انها منطقة حدودية وبالتالي يجب السيطرة عليها، لكن الحقيقة أكبر من ذلك، فمساحة الأغوار الفلسطينية تشكل ما نسبته 34 في المئة من أراضي الضفة الغربية، وهي السلة الغذائية الوحيدة للضفة الغربية المحتلة وبالتالي هي منطقة استراتيجية من عدة نواح.
وللسيطرة على منطقة الأغوار تمارس سلطات الاحتلال الكثير من القهر بحق الفلسطينيين في تلك المنطقة سواء البدو الفلسطينيين في التجمعات الصغيرة والكبيرة أو سكان الأغوار في المناطق الفلسطينية ذات التجمعات الكبيرة، فتارة تتذرع بالتدريبات العسكرية لإجبار السكان على الرحيل، وتارة أخرى تهاجم رعاة الماشية والمزارعين وتعمد إلى تخريب المزروعات والأرض الفلسطينية.
كما أن سلطات الاحتلال تمنع كل شيء تقريباً في منطقة الأغوار، فتراخيص البناء ممنوعة وعمليات الهدم مستمرة بشكل يومي للمنشآت المبنية والمقامة حتى بدعم أوروبي مثلما يحدث في منطقة الخان الأحمر، وهي الامتداد الطبيعي لمنطقة الأغوار الفلسطينية.
فادي أبو سعدى
إسرائيل تستوطن بالمدر والمدر يفنى. أما الفلسطيني فبجوارحه هو لفلسطين وطن وموطن.