الناصرة ـ «القدس العربي»: انضم حزب «ميرتس» الصهيوني للفعاليات السياسية والأهلية الفلسطينية في إسرائيل لمطالبة حكومتها بحل مشكلة إضراب المدارس الأهلية المسيحية بوقف التمميز ضدها ومنحها الميزانيات المستحقة.
وبعث برسالة عاجلة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بطالبه بالتدخل الفوري من أجل إيجاد حل جذري لمشكلة المدارس الأهلية المسيحية وذلك بعد أن خفضت الحكومة الميزانيات المستحقة إلى 29% فقط من الكلفة الإجمالية لهذه المدارس، واشتراط التمويل الكامل بتحويل هذه المدارس إلى مدارس حكومية.
وتساءل «ميرتس» في المذكرة «هل كنتم تتخيلون وضعا كهذا في الوسط اليهودي وهو عدم ذهاب نصف مليون طالب يهودي لمدارسهم دون أن يحرك أحد ساكناً». وتكافلا مع المدارس الأهلية المسيحية عطل أمس 400 ألف طالب فلسطيني في إسرائيل يتعلمون بمدارسها الرسمية.
ولليوم الثامن على التوالي تواصل المدارس الأهلية المسيحية في إسرائيل إضرابها المفتوح احتجاجا على عدم منحها الميزانيات المستحقة من وزارة التعليم وتضييق الخناق عليها. ويجري الحديث عن 33 ألف طالب يدرسون في 47 مدرسة مسيحية يعمل فيها 3000 معلم داخل أراضي 48. وتظاهر آلاف من طلابها مقابل ديوان رئيس الحكومة أمس رافعين لافتات وشعارات تطالب بالمساواة.
وبدأت أزمة المدارس الأهلية داخل أراضي 48 قبل سنوات بعدما قلصّت وزارة التعليم الإسرائيلية ميزانياتها وحرمتها جباية الرسوم المدرسية من طلابها. كما رفعت لافتات في الوقفة الاحتجاجية التي شارك فيها أعضاء القائمة العربية المشتركة تتهم وزير التعليم بازدواجية المعايير وبإهمال الطلاب العرب وتوضح الأمانة العامة للمدارس الأهلية أنها رفضت مقترحا إسرائيليا بتحويلها لرسمية لأنها تملك رسالة روحية أخلاقية على أسس محبة الله والإنسان. وتصنّف هذه المؤسسات التعليمية منذ عدة عقود كمدارس» معترف بها غير رسمية « وتمول جزئيا من وزارة التعليم الإسرائيلية. لكن الوزارة اتّبعت في السنين الأخيرة سياسة تؤدي إلى تجفيف هذه المدارس التي تتهمها بشن حملة ممنهجة ضدها بتقليص المخصصات الرسمية الممنوحة لها من 75% إلى 29% من مجمل نفقاتها. ولذلك يتهم النائب باسل غطاس وزارة التعليم بإحكام القبضة وتشديد الخناق على المدارس الأهلية بتحديدها نسبة الجباية من الأهل، معتبرا ذلك «ضربة قاصمة» ستؤدي حتماً لمنع استمرار عملها». ويوضح أن الوزارة تابعت تعنتها وصعّدت من خطواتها فأصدرت رسائل تحذيرية ضد عدد من المدارس وصلت إلى حد إيقاف تجديد ترخيصها. ويحذر من بقاء آلاف الطلاب العرب في الشوارع والبيوت متهما الوزارة بعدم الاهتمام بهم وكأنهم ليسوا ضمن جمهور هدفها.
وردا على سؤال «القدس العربي» حول الدافع لتشديد الخناق على المدارس المسيحية وربما ارتباط ذلك بتشديد إسرائيل على طابعها اليهودي، أشار لسياسة المؤسسة الإسرائيلية العنصرية والتمييزية تجاه هذه المدارس الأهلية.
وتابع «جئنا أمس أمام مكتب رئيس الحكومة لنؤكد ان فكّ الإضراب مرهون بتحويل جميع الميزانيات المطلوبة لصروحنا التعليمية الوطنية الأهلية، وانّنا باتجاه التصعيد، ابتداء من إعلان الإضراب اليوم لكل مدارسنا العربية، ووصولا الى إعلان الإضراب المفتوح وإغلاق الشوارع».
وديع عواودة