غزة ـ «القدس العربي»: هدد وزير الجيش الإسرائيلي، موشيه يعلون، حركة حماس بـ»ضربة قاسمة» وذلك بعدما شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات في ساعات فجر أمس على عدة أهداف في قطاع غزة. وجاءت الغارات ردا على سقوط صواريخ على بلدة إسرائيلية الأمر الذي دفع مصر التي رعت اتفاق تهدئة سابق للدعوة لـ «ضبط النفس».
وقال يعلون في تصريحات صحافية: «لن نفوت أية عملية إطلاق نار كما حصل بالأمس (الثلاثاء) من قبل عناصر من الجهاد الإسلامي». وأكد ان إسرائيل «لن تتحمل أي تهديد موجه لسكان الجنوب». وهدد حماس مجددا بأنه ان لم يكن هناك هدوء في إسرائيل «فسوف يدفع قطاع غزة ثمنا باهظا» محملا الحركة المسؤولية عن كل ما يدور في القطاع. وقال «من الأفضل لها ان تمنع أية محاولة إطلاق باتجاه إسرائيل أو التحريض عليها وغير ذلك فسوف نضطر للعمل بقوة أكبر». وشدد على ضرورة عدم قيام حماس بـ «اختبار إسرائيل ولجم أي استفزازات أخرى».
جاء ذلك بعدما شنت طائرات حربية إسرائيلية مقاتلة سلسة غارات جوية فجر أمس على عدة أهداف بعضها يستخدمه نشطاء المقاومة في عمليات التدريب. وهاجمت إسرائيل أرضا زراعية تقع على مقربة من مطار غزة الدولي في مدينة رفح جنوب القطاع المدمر قبل ان تهاجم موقع آخر يعود لسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي. وهاجمت الطائرات الحربية بأربعة صواريخ أيضا موقعا للسرايا في مدينة خان يونس. كما شنت احدى الطائرات غارة على موقع عسكري لنشطاء المقاومة يقع في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
وأكد الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي ان الغارات التي شنتها المقتلات الحربية أصابت الأهداف في قطاع غزة بدقة. وتسببت الغارات في إحداث أضرار مادية كبيرة في المناطق المستهدفة بدون ان تسجل أي إصابات في صفوف السكان المدنيين.
وأحدثت تلك الغارات حالة من الخوف والهلع في صفوف السكان. وظلت حالة الخوف والهلع قائمة عند السكان بسبب تحليق الطيران الإسرائيلي على ارتفاعات منخفضة طول ساعات الليل وحتى ساعات الصباح.
كذلك فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة باتجاه مراكب الصيادين قبالة سواحل منطقة الواحة شمال غرب غزة. واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس أيضا مواطنة فلسطينية على حاجز بيت حانون «إيرز» شمال قطاع غزة خلال عودتها للقطاع. وقالت مصادر محلية ان الاحتلال اعتقل المواطنة سناء الحافي (43 عاما) أثناء عودتها للقطاع.
وحملت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية التصعيد على غزة. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة في تصريح صحافي: «حماس تحمل الاحتلال مسؤولية التصعيد الليلة الماضية (الثلاثاء) وعليه ألا يتمادى في مثل هذه الحماقات». وعلى الفور دعت مصر التي رعت اتفاق التهدئة الأخيرة في الصيف الماضي الجانب الإسرائيلي إلى «وقف الهجمات والالتزام بضبط النفس». وذكرت مصادر سيادية مصرية أنها خاطبت الجانب الإسرائيلي بعدما رصد الجيش المصري عدة غارات إسرائيلية من طائرات «اف 16» على مناطق مختلفة من قطاع غزة وان الجيش الإسرائيلي رد بأن تلك الغارات تأتي «ردا على إطلاق صواريخ فلسطينية على مناطق إسرائيلية».
وجاءت الغارات بعدما قالت إسرائيل ان نشطاء من قطاع غزة أطلقوا صواريخ سقط قرب منطقة «غان يفنيه» إلى الشرق من أسدود. وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال ان صافرات الإنذار انطلقت في المستوطنات المحاذية لشمال القطاع بعد سقوط قذيفة صاروخية في منطقة مفتوحة. وحمل الناطق باسم جيش الاحتلال حركة حماس المسؤولية عن إطلاق الصاروخ.
وذكرت تقارير صحافية إسرائيلية ان الجيش عثر على بقايا أحد الصواريخ قرب أسدود.
وعقب العملية شرع المستوى السياسي والأمني الإسرائيلي بدراسة طرق الرد على حادثة إطلاق هذا الصاروخ وتلاه شن المقاتلات الحربية سلسلة غارات ضد قطاع غزة.
ورغم تحميل حركة حماس المسؤولية، إلا ان تقارير إسرائيلية ذكرت ان نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي هم من أطلقوا الصواريخ ليل الثلاثاء على إسرائيل. ونقل عن مصدر أمني ترجيحه بوقوف عناصر من حركة الجهاد الإسلامي وراء إطلاق الصواريخ وذلك على خلفية نزاع داخلي في الحركة.
لكن في قطاع غزة لم يعلن أي تنظيم فلسطيني مسلح مسؤوليته عن هذا الهجوم. وزعمت الإذاعة الإسرائيلية نقلا عن مصادر خاصة ان حماس اعتقلت عددا من أفراد الخلية المسلحة التي أطلقت الصاواريخ وأنها نشرت أيضا قواتها في المنطقة بهدف ضمان استمرار التهدئة ومنع تصعيد الموقف.
وحسب المصادر فإن حماس أجرت اتصالات بهذا الشأن مع التنظيمات الفلسطينية الأخرى. ولفتت الانظار إلى ان رسائل تم تبادلها بين إسرائيل وحماس عبر «طرف ثالث فلسطيني» في مسعى لتهدئة الأوضاع. وأعرب عن اعتقاده بأنه تم احتواء التصعيد الأخير بعد الغارات التي شنتها الطائرات الإسرائيلية.
وكان وزير الطاقة، يوفال شتاينتس، قد حمل هو ايضا أيضا حركة حماس المسؤولية وطالبها بـ «كبح جماح التنظيمات الأخرى». وتوعد قائلا: «سيأتي يوم تضطر فيه إسرائيل إلى تقويض حكم حماس في غزة». وزعم ان إسرائيل امتنعت عن «دحر حماس» خلال حرب في الصيف الماضي واكتفت بردعها. وقال «لكن يجب إنعاش هذا الردع بين حين وآخر».
أشرف الهور