غزة ـ «القدس العربي»: عاد التوتر بعد حوإلى 6 أشهر من توقف الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة في آب أغسطس الماضي، بعمليات قصف نفذتها دبابات حربية إسرائيلية ضد أهداف تتبع كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ردا حسب زعم قوات الاحتلال، على سقوط صاروخ أطلق من القطاع على إحدى بلداتها الحدودية، في حادثة نادرة منذ انتهاء الحرب.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن الدبابات قصفت مناطق في شمال قطاع غزة ردا على إطلاق الصاروخ من داخل القطاع باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وأوضح أن الصاروخ سقط في منطقة المجلس الإقليمي «شاعر هنيغف» في النقب الغربي دون وقوع إصابات.
وحملت مصادر أمنية إسرائيلية حركة حماس مسؤولية ضمان الهدوء في القطاع، رغم الرسائل التي نقلتها الحركة حسب زعم هذه المصادر، ومفادها أنها لم تقف وراء إطلاق الهجوم.
وأوضحت المصادر الأمنية أن إسرائيل «لن تقبل بمواصلة القصف المتقطع بواسطة القذائف الصاروخية باتجاه أراضيها».
وذكرت تقارير إسرائيلية أن وزير الجيش موشيه يعلون عقد جلسة لتقييم الوضع الأمني بعد إطلاق الصاروخ من غزة، حضرها قائد هيئة الأركان ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» ومنسق شؤون المناطق.
ونقل عن يعلون عقب انتهاء الجلسة قوله إن الحديث يدور عن صاروخ واحد أطلق من منطقة بيت حانون من قبل منظمة لا تتبع لحركة حماس أو أي فصيل، ولفت أن حماس أوصلت رسالة بهذا الصدد تنفي صلتها بإطلاق الصاروخ.
وتفيد تقارير إسرائيلية أن قيادة جيش الاحتلال تعتقد أن الحديث يدون عن حدث فردي، وإطلاق الصاروخ تم من قبل نشطاء غير محسوبين على أي فصيل فلسطيني.
وقالت وسائل إعلام عبرية إن المؤشرات وبعد متابعة ودراسة مستفيضة، تفيد بأن سبب إطلاق الصاروخ خلافات بين حماس ومجموعات سلفية في القطاع. وحسب المصادر العبرية فإن حماس اعتقلت خلال الأسابيع القليلة الماضية مجموعة يصل عددها إلى 13 فلسطينيا يعتقد بأنهم ينتمون إلى جماعات سلفية جهادية.
وعقب سقوط الصاروخ طالب الجيش الإسرائيلي الإسرائيليين القاطنين في غلاف غزة بالنزول للملاجئ حال دوت صفارات الإنذار.
ودعا رئيس مجلس مستوطنات «شاعر هنيغيف» عقب سقوط الصاروخ الليلة قبل الماضية إلى «تغليب الحل الدبلوماسي على الحل العسكري في طريقة التعامل مع قطاع غزة». وقال «آمل من الجيش الحفاظ على أجواء الهدوء مع غزة»، مشيرا إلى أنه سيطالب الحكومة بالعمل بهذا الصدد، مضيفا «لا يجب أن يعتمدوا على سياسة الرد العسكري والرد المضاد كوسيلة وحيدة»، وذلك من أجل «تحسين الأمن لمستوطني غلاف غزة».
لكن عضو الكنيست حاييم يالاين من حزب يش عاتيد طالب بـ «الرد بيد من حديد» على سقوط الصاروخ. بينما طالب وزير الإسكان المتطرف من حزب البيت اليهودي، برد مؤلم، واصفا العملية بالخطيرة جدا.
وتوقف إطلاق الصواريخ والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مع انتهاء الحرب في مطلع آب/ أغسطس الماضي. وجاء توقف الهجمات بموجب اتفاق التهدئة الذي رعته مصر وأوقف الحرب بعد 51 يوما، وينص على وقف الهجمات المتبادلة، رغم أن قوات الاحتلال تقوم بين الحين والآخر بمهاجمة صيادين ومزارعين على الحدود.
وفي قطاع غزة قالت مصادر فلسطينية إن قذيفتي دبابة أطلقتهما إسرائيل سقطتا في مناطق تقع شمال قطاع غزة. وقالت مصادر طبية في قطاع غزة أن القصف الإسرائيلي خلف أضرارا مادية.
وحلقت في غضون ذلك طائرات حربية إسرائيلية في مناطق قريبة من الحدود الشمالية لقطاع غزة، تمهيدا لشن غارات جوية.
وفي أعقاب سقوط القذيفة، وعقب جلسة التقييم الأمني، قرر منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المانطق الفلسطينية يوآف مردخاي، إلغاء زيارة مواطنين من قطاع غزة التي كانت مقررة أمس الجمعة إلى المسجد الأقصى، وهي زيارة أسبوعية تسمح بها إسرائيل لمسنين من القطاع بشكل أسبوعي.
وقال مردخاي إن القرار جاء «رداً على سقوط أحد الصواريخ القادمة من القطاع بمحيط شاعر هنيغيف».
يشار إلى أن قطاع غزة يعيش في أجواء تهدئة، منذ ثمانية أشهر، بعد الحرب الشرسة الإسرائيلية الأخيرة التي شنت ضده الصيف الماضي، وأدت إلى استشهاد نحو 2200 فلسطيني جلهم من الأطفال والمدنيين العزل، وإصابة أكثر من 11 ألفا آخرين، وتدمير عشرات آلاف المنازل.
ولا يزال الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية شاهدا على حجم قوة تلك الحرب والغارات الإسرائيلية، وتعيش بسبب الدمار آلاف الأسر في «مراكز إيواء» وعلى أنقاض الدمار.
وفي سياق متصل ذكر تقرير نشره موقع «واللا» الإسرائيلي يتحدث بشكل تحليلي عن المخاطر القادمة من جبهة غزة، أن كتائب القسام تجري تدريبات مختلفة منذ انتهاء الحرب بعد دراسة الحرب الأخيرة بشكل معمّق. وأشار إلى أنه في هذا السياق يجري تدريبات على مختلف الصعد، من إطلاق الصواريخ التجريبية في عرض البحر أو تحليق الطائرات «دون طيار».
وتطرق لعمليات التدريب العلنية لناشطي حماس، ومشاهدة ذلك من قبل سكان منطقة «غلاف غزة» يوميا، ورأى التقرير أن ذلك يؤشر على المرحلة القادمة واحتمالية اندلاع الحرب.
وكثيرا ما أعلنت إسرائيل في الفترة الماضية أن ناشطي حماس يجرون تدريبات، ورمموا الأنفاق الهجومية، لكن ذلك يأتي أيضا في سياق الحديث عن وجود وساطات دولية نقلت رسائل إلى حركة حماس من إسرائيل، لإبرام اتفاق تهدئة طويل.
أشرف الهور