إسرائيل تقر «قانون القومية» العنصري: إدانات فلسطينية وإقليمية وقلق أوروبي

حجم الخط
0

الناصرة ـ «القدس العربي» من وديع عواودة: أثارت مصادقة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) فجر أمس الخميس على قانون القومية ردود فعل غاضبة لدى الفلسطينيين في الداخل والخارج، وكذلك إدانات دولية وإقليمية. ودعت أطراف إلى خروج النواب العرب من الكنيست تعبيرا عن رفضهم للقانون.
وجاءت المصادقة على القانون العنصري بغالبية 62 نائبا مقابل 55 معارضا وامتناع نائبين، بعد 8 ساعات من النقاش تخلله تراشق كلامي بين النواب العرب الذين أقدم أحدهم على تمزيق وثيقة القانون الذي وصفوه بالأبرتهايد والعنصري وقذفها نحو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل اقتيادهم إلى خارج القاعة. وينص هذا القانون على أن «أرض إسرائيل» هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وفيها قامت دولة إسرائيل التي يعتبرها الدولة القومية للشعب اليهودي، مؤكدا أن ممارسة حق تقرير المصير في دولة إسرائيل حصرية للشعب اليهودي وأن العبرية هي لغتها الرسمية.
وينص هذا القانون العنصري، حتى في نظر أوساط إسرائيلية تعتبر ذاتها ليبرالية، على أن الدولة تهتم بالمحافظة على سلامة أبناء الشعب اليهودي ومواطنيها، الذين تواجههم مشاكل بسبب كونهم يهودا أو مواطنين في الدولة. ويؤكد أن الدولة تعمل من أجل المحافظة على العلاقة بين الدولة وبين أبناء الشعب اليهودي في العالم. كما تعمل على المحافظة على الميراث الثقافي والتاريخي والديني اليهودي لدى يهود الشتات.
ويشير إلى أن تاريخ قيام الكيان الصهيوني هو العيد القومي الرسمي للدولة وأن يوم السبت وأعياد الشعب اليهودي هي أيام العطلة الثابتة في الدولة، لدى غير اليهود الحق في أيام عطلة في أعيادهم، وتفاصيل ذلك تحدد في القانون.
وقام النواب العرب في ختام التصويت على القانون بتمزيق المستندات التي كتب عليها مشروع القانون وقذفوها نحو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وصرخوا: «أبرتهايد».
ورفع رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، خلال كلمته، علما أسود ولوح به فوق مستندات القانون. كما رفع ناشطون من حركة «سلام الآن» علما أسود في جناح الضيوف، فهرع الحراس وانتزعوه منهم وأخرجوهم من الكنيست. وأدانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وحركة حماس تصويت الكنيست على «قانون القومية». وقالت عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة حنان عشراوي، في إن التشريع «يهدف من أجل القضاء على الوجود الفلسطيني».
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية صائب عريقات، في بيان منفصل إن إسرائيل نجحت في «قوننة الفصل العنصري وجعل نفسها نظام تمييز عنصري بالقانون». واعتبره « ترسيخاً وامتداداً للإرث الاستعماري العنصري. الذي يقوم على أساس التطهير العرقي وإلغاء الآخر، والتنكر المتعمد لحقوق السكان الأصليين على أرضهم التاريخية».
واعتبرته حركة حماس «شرعنة رسمية للعنصرية الإسرائيلية». وقال فوزي برهوم، المتحدث الرسمي باسم الحركة، إن القانون يشكل «استهدافاً خطيراً لوجود الفلسطينيين وحقهم التاريخي في أرضهم، وسرقة واضحة لممتلكاتهم ومقدراتهم».
وابدى الاتحاد الأوروبي «قلقه» بعد المصادقة معتبرا أنه يهدد بـ«تعقيد» حل الدولتين مع الفلسطينيين. وقالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني: «نحن قلقون وقد أعربنا عن قلقنا لسلطات إسرائيل». وأضافت: «نحترم سيادة إسرائيل، ولكن ينبغي احترام المبادئ الأساسية وبينها حق الأقليات».
وأدانت جامعة الدول العربية «قانون القومية» واعتبرته من «الممارسات العنصرية». ويتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني على أرضه التاريخية وهو امتداد للإرث الاستعماري وترسيخ لممارسات عنصرية».
وفي انقرة أدان متحدث الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، القانون. وقال في تصريح للأناضول: «ندين بأشد العبارات قانون الدولة القومية اليهودية». وشدّد أنه «لا يمكن القبول إطلاقًا بهذه الخطوة العنصرية التي تدفع باتجاه محو الشعب الفلسطيني من وطنه الأم بمسوغ قانوني». ودعا متحدث الرئاسة التركية المجتمع الدولي إلى أن «يبدي موقفا حيال هذا الظلم الواقع أمام أنظار العالم».
(تفاصيل ص 6)

إسرائيل تقر «قانون القومية» العنصري: إدانات فلسطينية وإقليمية وقلق أوروبي
دعوات للنواب العرب للخروج من الكنيست

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية