غزة ـ «القدس العربي» : في مؤشر خطير يدلل على مخططات إسرائيل العسكرية تجاه قطاع غزة، نفذت قوات الاحتلال سلسلة هجمات بالصواريخ آخرها قصف سيارة مدنية، بزعم مواجهة مطلقي «الطائرات الورقية الحارقة»، ما أدى إلى وقوع إصابات.
وقالت مصادر محلية إن طائرة استطلاع إسرائيلية، استهدفت فجر أمس سيارة مدنية خالية من الركاب، خلال وقوفها في منطقة تقع إلى الشرق من مدينة غزة.
وحسب المصادر فإن السيارة كانت متوقفة لحظة استهدافها بصاروخ من طائرة إسرائيلية، ولم يكن بداخلها أحد ، ولم يحدث القصف إصابات.
وقبل هذا القصف استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية بصاروخ مجموعة من الشبان، أثناء محاولتهم إطلاق «بالونات حارقة» تجاه المناطق الإسرائيلية الواقعة في محيط «غلاف غزة». وكان الشبان لحظة الاستهداف موجودين في منطقة حدودية تقع إلى شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة شابين.
وعقب جيش الاحتلال على الحوادث بالقول، إن طائرة من سلاح الجو أغارت على سيارة تابعة لأحد قياديي مطلقي «البالونات والطائرات الورقية الحارقة» الى الشرق من مخيم البريج في وسط قطاع غزة، مما أدى الى إصابة اثنين من ركابها. وأكد الناطق بلسان جيش الاحتلال أن السلطات العسكرية أصدرت خلال الأيام الاخيرة، عدة تحذيرات ونفذت عدة غارات استهدفت خلايا مسؤولة عن اضرام النار عمدا في الأراضي الإسرائيلية وإلحاق أضرار بها. وشدد على ان هذا يعد «إرهابا يعرض سكان جنوب البلاد للخطر». وأكد أن جيشه مصمم على مواصلة العمل بحزم ضد هذه الاعتداءات، كلما اقتضى الأمر وبجميع الوسائل.
وحمل الناطق بلسان جيش الاحتلال حركة حماس المسؤولية عما يجري في القطاع، زاعما أنه عثر في صباح أمس في محيط القطاع على أسطوانة صغيرة تحتوي على مادة قابلة للاشتعال. وقال إن قوات من الجيش أطلقت النار باتجاه موقع تابع لحركة حماس في منطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة.
وكانت قوات الاحتلال استبقت هذه الغارات بإطلاق صواريخ تحذيرية صوب عدد من الشبان، بزعم تحضيرهم لإطلاق «طائرات وبالونات حارقة»، دون أن يتسبب ذلك في وقوع إصابات. وتنذر الاعتداءات الإسرائيلية بإمكانية سقوط ضحايا خلال الأيام المقبلة، إذا ما واصلت إسرائيل استخدام سلاح الطيران في التعامل مع مطلقي الطائرات الورقية، خاصة وأن وزراء في حكومة تل أبيب، أنذروا سابقا بمعاملة مطلقي «الطائرات الحارقة» معاملة مطلقي الصواريخ، آخرهم وزير التعليم الاسرائيلي، نفتالي بينيت الذي قال إن «الطائرات والبالونات الحارقة التي تطلق من غزة، هي تماماً كصواريخ القسام، في تأثيرها المادي والمعنوي على الإسرائيليين».
ومنذ انطلاق شرارة «مسيرات العودة» على حدود غزة في 30 مارس/ آذار الماضي، لجأ الشبان المشاركون في تلك الفعاليات لاستخدام هذه الطائرات، في مقارعة الاحتلال، ما أدى إلى نشوب حرائق عدة في مناطق «غلاف غزة»، في أحراش ومزارع، عند سقوط هذه الطائرات والبالونات.
وأول أمس أعلنت إسرائيل أنه كان يوما صعبا للغاية، حيث نشب 20 حريقا، بفعل سقوط تلك الطائرات التي أتت على أراض وأحراش زراعية واسعة.
يشار إلى أن «الطائرات الورقية الحارقة» هي ذاتها الطائرات المخصصة للهو الأطفال، فيما يتم وضع كتلة من اللهب مثبتة في ذيلها، كما هو الحال مع البالونات المعبأة بغاز «الهيليوم»، ويحرص الشبان على إسقاطها داحل الأحراش الإسرائيلية القريبة من الحدود، وهو ما نجم عنه تكبد إسرائيل خسائر مالية كبيرة، تعهد نتنياهو باقتطاعها من عوائد الضرائب الفلسطينية.
في المقابل حذرت اللجنة القانونية والتواصل الدولي في «مسيرة العودة»، من عمليات الاستهداف الاسرائيلية، وتهويل «خطر الطائرات الورقية»، وقالت إنها تعد محاولة إسرائيلية لـ «جر المسيرات السلمية الى العسكرة وقتل الأبرياء العزل».
واعتبرت في بيان لها أن تكرار «جرائم استهداف المتظاهرين سلميا» ومستخدمي الطائرات الورقية بالطائرات الحربية بدون طيار «يؤكد عدم احترام الاحتلال للمبادئ القانونية الدولية». وجددت تحذيرها للاحتلال الإسرائيلي من سياسة استهداف مستخدمي الطائرات الورقية، وسياسة الإمعان في استهدافها للمدنيين والمتظاهرين سلمياً، وحملتها المسؤولية القانونية عن ذلك، محذرة المجتمع الدولي من مغبة استمرار الصمت على الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق المتظاهرين.
وطالبت اللجنة المجتمع الدولي بممارسة الضغوط السياسية والدبلوماسية والقانونية الكافية على الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف ارتكاب أي جريمة أو انتهاك أو مخالفة دولية تجاه المشاركين في «مسيرات العودة»، مؤكدة أن ادعاءات الاحتلال بأنه يمارس حقه في الدفاع عن النفس تعد ادعاءات باطلة وغير قانونية».
وطالبت قيادة السلطة بإحالة جرائم الاحتلال بحق المتظاهرين سلمياً في مسيرات العودة وكافة الملفات إلى المحكمة الجنائية الدولية الدائمة.
الى ذلك لا تزال تتواصل تحضيرات اللجنة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، من أجل تنظيم فعاليات جديدة في «مخيمات العودة الخمسة» في الأيام المقبلة، خاصة بعد انقضاء شهر رمضان وانتهاء إجازة العيد، حسب ما جرى الإعلان عنه سابقا.
وفي سياق متصل أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الرصاص تجاه رعاة أغنام، خلال عملهم في منطقة حدودية تقع إلى الشرق من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. ولم يسفر الاستهداف عن وقوع إصابات، غير أنه أجبر الرعاة على ترك المنطقة، خشية من تعرضهم وقطعانهم للخطر جراء النيران الإسرائيلية.وكثيرا ما تقوم قوات الاحتلال باستهداف المناطق الحدودية القريبة من القطاع، وكذلك الصيادين في عرض البحر، بشكل يخالف اتفاق التهدئة القائم بعد حرب صيف عام 2014 برعاية مصرية.