الناصرة ـ «القدس العربي»: يستعد 5.8 مليون صاحب حق اقتراع في إسرائيل لانتخاب برلمانها (الكنيست) العشرين، 14 % منهم عرب.
وأرسلت اللجنة 98 صندوق اقتراع لسفاراتها في العالم كي تتمكن طواقمها من التصويت.
وقبل يومين من الانتخابات بدأت وحدات الجيش بالتصويت كي يتسنى للجنود التفرغ لأي طارئ في يوم الاقتراع، اما الدبلوماسيون في الخارج فقد أدلوا بأصواتهم قبل أسبوع. وستفتح صناديق الاقتراع ابوابها عند الساعة السابعة صباحا وستغلق عند العاشرة ليلا. وعند إغلاق صناديق الاقتراع ستبث قنوات التلفزيون الثلاث، العينة الانتخابية وهي نتائج تصويت تمثيلي يتم خلال ساعات النهار في عدد من المواقع التي تحددها شركات استطلاعات الرأي تشرف على تحليل هذه العينات وعادة ما تتطابق مع نتائج الانتخابات الحقيقية. ومن المتوقع ان يتم الإعلان عن نتائج الانتخابات بعد يومين، أي يوم الخميس المقبل.
الحي اليهودي في الخليل
وكتبت صحيفة «يديعوت احرونوت» انه بالنسبة لسكان البؤر الإستيطانية في الخليل، سيكون يوم الانتخابات، غدا، وستكون بمثابة صراع ايديولوجي بين الجيران، حيث سيتنافس مرشحان على اصوات اليهود المتطرفين هناك. واذا اجتاز حزب «ياحد» نسبة الحسم، وحصل البيت اليهودي على 13 نائبا، فإن الحي اليهودي سيحظى بعضوين في الكنيست: باروخ مارزل من حزب «ياحد» بقيادة ايلي يشاي، وأوريت ستروك، من حزب «البيت اليهودي» بقيادة نفتالي بينت.
وقياسا بعدد الناخبين في الحي الذي لا يتجاوز 300 مصوت، سيكون الإنجاز من ناحية هؤلاء المتطرفين ضخما.
في عام 2013، فاز مارزل في الخيل، حيث جرف حزبه «القوة لإسرائيل» نسبة 52% من أصوات اليهود، مقابل 33% فقط للبيت اليهودي، ورغم ذلك فقد كانت ستروك هي الرابحة، لأنها دخلت الكنيست، بينما لم يتجاوز جارها نسبة الحسم. والان يأمل كلاهما في الالتقاء بعد الانتخابات في أروقة الكنيست، ايضا، وليس فقط في الشارع قرب البيت.
« ام ترتسو»
ونشرت جمعية «ام ترتسو» اليمينية عريضة على شبكة الانترنت، ضد ما تسميه «الاستغلال السياسي للجهاز الامني في إسرائيل». وتأتي هذه العريضة ضد المسؤولين الأمنيين السابقين الذين تتهمهم الحركة باستغلال مناصبهم السابقة للتأثير على مجريات المعركة الانتخابية. وتتضمن العريضة انتقادا شاملا لهؤلاء القادة الذين اعتبروا بنيامين نتنياهو رئيس اللكود والوزراء خطرا على إسرائيل، وجاء فيها «ان تقديرنا لعمل هؤلاء القادة في السابق هو الذي يحتم علينا الآن، الخروج ضد اعمالهم التي تلامس الفوضى». وتدعو العريضة هؤلاء القادة إلى «الحفاظ على كرامة الجيش والجهاز الامني».
وتعكس هذه العريضة سخونة المعركة التي تبلغ ذروتها اليوم بين «المعسكر الصهيوني» بقيادة يتسحاق هيرتسوغ وبين «الليكود». كما تتعاظم حالة الترقب في ظل تنبؤات استطلاعات الرأي باحتمال سقوط حزب «يسرائيل بيتنا» برئاسة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي تدهورت حالته الانتخابية نتيجة فضائح فساد. كذلك الحزب اليساري الصهيوني «ميرتس» من مخاطر السقوط الذي يفقد من قوته لصالح «المعسكر الصهيوني».
وقالت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها امس ان تخوف ليبرمان من البقاء على قيد الحياة السياسية وصل إلى قمته القبيحة، مشيرة إلى أن ليبرمان الذي يحاول بأظافره انقاذ حزبه الفاسد من الفناء، فقد كل ضبط للنفس أو الأخلاق، ويملأ الخطاب السياسي بالتحريض العنصري العنيف. واستذكرت ما قام به في إطار سلسلة لقاءات للقناة العاشرة مع قادة الاحزاب، عندما دخل ليبرمان إلى الأستوديو فور انتهاء اللقاء مع ايمن عودة، وأشار اليه وصرخ فيه «خائن» و»كاذب»، وذلك استمرارا لما قاله له خلال المناظرة التي اجرتها القناة الثانية بين قادة الأحزاب، إذ صرخ في وجه عودة: «انت طابور خامس، وانت ممثل تنظيم إرهابي في الكنيست، انت تهدد الأولاد في المدارس وتخيفهم من الخدمة المدنية، والمسألة الوحيدة التي توحدكم هي كراهية إسرائيل».
وقالت إنه ليس من المفاجىء ان ليبرمان يتصرف على هذا النحو. وأضافت انه برهن خلال سيرته السياسية ان قوة السلطة تهمه أكثر من الأيديولوجية، اذا كان اصلا يحمل ايديولوجية ما. وتزعم أن ليبرمان لا يمثل السياسة الإسرائيلية وتكتفي بالقول إن محاولات التخويف التي يقوم بها، واستغلاله الساخر والمتواصل للتحريض الجامح على العرب، والفساد المتفشي في كل مكان يصل اليه هو ورجاله، كل هذا يهين الديمقراطية الإسرائيلية. ليبرمان لا يستحق ان يكون الكفة الراجحة او المشاركة بشكل حاسم في بلورة أي معسكر سياسي. وفوق هذا فإنه في دولة متحضرة لا مكان له في بيت المشرعين.
ويحذر الكاتب رون شبيط، في «هآرتس» ايضا من سقوط «ميرتس» ويقول ربما سيفرح ذلك اليمين لكن الإسرائيليين لا بد أن يسألوا أنفسهم عندئذ كيف يفسرون انه بعد ان ثرثروا بلا نهاية حول السياسة والسياسيين، وبعد ان وصفهم بالفاسدين واللصوص والمخادعين والانتهازيين، أدرنا ظهورنا للنموذج المختلف؟.. لمن يتصرفون دون جبن، وبدون تزوير وبدون شائبة؟».
مثل هذا السيناريو في الواقع غير مفاجئ فالتطرف القومي والديني هو سيد الموقف في إسرائيل التي باتت تضيق ذرعا بالرأي المخالف أو الديمقراطي نسبيا. ولا شك أن سقوط «ميرتس» سيصعب مهمة «المعسكر الصهيــوني» بتشكيل حكومة جديدة فميرتس طالما كان حليفا طبيعيا له.
وديع عواودة