إعلاميو السيسي يهاجمونه… والقضاء يلاحق «المصري اليوم»

حجم الخط
16

لندن – «القدس العربي»: دخل الإعلام في مصر منعطفاً جديداً بعد أن ظهرت إنتقادات غير مسبوقة للرئيس عبد الفتاح السيسي على شاشات الفضائيات الخاصة دون سابق إنذار ودون معرفة السبب وراء هذه الإنتقادات، خاصة وأنها جاءت عبر مذيعين وإعلاميين معروفين بأنهم من المقربين لمكتب السيسي.
وبينما تتصاعد وتيرة الإنتقادات بحق السيسي على شاشات مصرية، فإن القضاء العسكري في مصر بدأ مؤخراً بملاحقة صحافيين من جريدة «المصري اليوم» بسبب تقارير ومقالات وملفات نشرتها الصحيفة مؤخراً، وذلك على الرغم من أن الصحيفة أيضاً ليست معارضة للنظام ولا لحكم الرئيس السيسي.

مفاجأة الحسيني وعكاشة

وجاءت المفاجأة لمتابعي الإعلام المصري وجمهور المصريين أن الإعلامي يوسف الحسيني الذي لطالما دافع عن السيسي على شاشة «أون تي في» تحول بصورة مفاجئة نحو إنتقاد الرئيس متهماً إياه بارتكاب الأخطاء التي كانت سبباً في معارضة الرئيس السابق محمد مرسي.
وكال الحسيني الإنتقادات للسيسي على شاشة الفضائية وعبر حسابه على «تويتر» الذي يتابعه أكثر من 1.8 مليون شخص، حيث قال إن الجميع كان يحمل مرسي مسؤولية أي إخفاق أو فشل، مضيفاً: «لماذا لا نعامل السيسي بالمثل؟».
وأكد الحسيني أن إختيار رئيس الحكومة وباقي أجهزة الدولة تابع للرئيس، لذا فهو يتحمل نتيجة إختياره، مضيفاً: «ما دام النظام رئاسياً وليس برلمانياً، فالسيسي يتحمل كل إخفاق وفشل نراه، سواء كان أمنيا أو اقتصاديا أو سياسيا». وجاء تعليق الإعلامي الحسيني في سياق إنتقاده لمقال كتبه الصحافي أكرم القصاص مدير تحرير جريدة «اليوم السابع» محاولاً فيه تبرئة السيسي من فشل الحكومة في مواجهة الإخفاقات، وهو الأمر الذي اعتبره الحسيني غير مقبول، داعياً إلى تحميل السيسي مسؤولية الإخفاقات والمشاكل التي تمر بها مصر.
واللافت أن الحسيني ورد اسمه في واحد من التسجيلات المسربة عن مكتب عبد الفتاح السيسي، حيث وصفه مدير مكتب السيسي عباس كامل بأنه «الواد الحسيني» وهو ما كشف عن حجم وطبيعة العلاقة التي تربط الحسيني باللواء كامل والسيسي، فضلاً عن أن التسريب كشف كيف أن الحسيني كان في فترة ما قبل الانتخابات الرئاسية في مصر يتلقى التوجيهات من مكتب السيسي.
أما الهجوم الآخر اللافت في الاعلام المصري على السيسي فكان على لسان الإعلامي الذي يمتلك قناة «الفراعين» توفيق عكاشة إذ قال على الملأ إن «الدولة فاشلة من رأسها لأسفلها بكل ما فيها» وأضاف: «إن من دمر الدولة وأجهزتها، يعيد تدميرها من جديد، وهذه الدولة لا تعرف حدوداً أخلاقية، ولا فرق فيها بين خسيس وأصيل، أو فدائي وعميل».
وانتهى عكاشة إلى القول: «فشلت الدولة وكل عام وأنتم بخير».
ومن المعروف أن عكاشة من أكثر المؤيدين المتحمسين للرئيس السيسي، كما أنه كان من أكبر مؤيدي عزل الرئيس مرسي بالقوة، وواحد من ألد خصوم جماعة الإخوان المسلمين التي فازت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي أعقبت ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير 2011.

ملاحقة «المصري اليوم»

وبينما يدور الحديث في مصر عن أزمة بين الرئيس السيسي ونظامه من جهة، وبين وسائل الإعلام والصحافيين الذين كانوا محسوبين عليه سابقاً، فان نيابة أمن الدولة المصرية بدأت ملاحقة عدد من صحافيي جريدة «المصري اليوم» المعروفة أصلاً بتأييدها للسيسي ونظامه. وذلك بسبب نشر الملف المثير للجدل الذي عنونت له الصحيفة مؤخراً «ثقوب في البدلة الميري» وكشفت فيه الكثير من التجاوزات التي يرتكبها رجال الشرطة ووزارة الداخلية.
وكانت وزارة الداخلية أصدرت بياناً أشارت فيه إلى أن الملف، الذي أشرف عليه رئيس قسم التحقيقات في صحيفة «المصري اليوم» يسري البدري صدر بدافع شخصي لتقدمها ببلاغ ضده، فيما رد البدري بتصريحات قال فيها إن «الملف جرس إنذار للداخلية كي لا تعود إلى ممارسات قبل ثورة 25 كانون الثاني/يناير».
وقال إن الداخلية تعلق فشلها على شماعة الإعلام بدلاً من مواجهة سلبياتها وأخطائها، واختارت الطريق الأسهل بمهاجمة الإعلام وتحديدا جريدة «المصري اليوم» ولم يبق أمامها سوى مهاجمة الشعب نفسه.
وأوضح أن الداخلية ترى ما ننشره غير مهني وكأنها تحولت إلى كلية للإعلام تقيم العمل الصحافي بدلاً من معالجة فشلها الأمني ومحاصرة تجاوزات بعض أفرادها.
وأدانت «التنسيقية المصرية للحقوق والحريات» ممارسات السلطات الأمنية ضد الصحافة المصرية في الفترة الأخيرة.
وأعربت في بيان لها عن قلقها البالغ إزاء الممارسات الشرطية المتكررة التي تمثل إنتهاكاً للحقوق والحريات، وقالت: «أصبح التعرض للشرطي بالنقد مخالفة تستحق العقوبات وتكال من أجلها الإتهامات».
وانتقدت التنسيقية الحقوقية المستقلة إحالة رئيس تحرير جريدة «المصري اليوم» وعدد من صحافييها للتحقيق بسبب ملف «ثقوب في البدلة الميري».
وحذرت التنسيقية من تصاعد الإعتداءات التي تمارسها وزارة الداخلية في حق الصحافيين والصحافة، مؤكدة أن حرية الرأي والتعبير مصونة، وحق مقرر في كافة الدساتير والأعراف القانونية الدولية والمحلية.
إلى ذلك قالت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» إن وزارة الداخلية «لم تتبع الخطوات الواجبة عليها والتي حددها القانون من حق الرد والتصحيح أو اللجوء إلى المجلس الأعلى للصحافة، ولم تكتف الوزارة بدور الرقيب، ولكنها لجأت إلى محاولة تخويف الصحافيين عبر إجراءات التقاضي».
وطالبت الشبكة بوقـــف التحقـــيق مع صحـــافيي جريدة «المصري اليوم» كما طالبت وزارة الداخلية بالتوقف الفوري عن التضييق على وسائل الإعلام وملاحقة الصحافيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول العدل اساس الملك:

    ماشاهدناه وما نشاهده من ظلم وقتل وفشل وفساد فهو يرجع للحاكم الذي يمثل علينا تمثيليات قديمه وعاد مبارك ورجاله بعد ان اخرجهم الشاخخ بعلم من الحاكم. وهو يستعمل البطش والظلم ويبتسم . هو يسخر ويظلم ويبطش وستكون نهايته قريبه وهو لا يعلم.

  2. يقول عاطف الصغير:

    بص للعصفورة ..
    هي مقولة او مثل مصري .. حينما يراد .. ابعاد اذهان واعين الناس عما هو اهم
    ما يحدث في الاعلام المصري الآن .. هو مجرد .. افتعال نقد .. للسلطة .. للايحاء بأن هناك معارضة وان هناك حرية ..
    الحقيقة انهم يعارضون ضمن دوائر حمراء سميكة لا يستطيعون تجاوزها قيد انملة
    الحسيني وعيسى والحديدي واديب وغيرهم من اعلاميوا الضلال هم أجبن من ان يقوموا بنقد حقيقي يكشف جرائم الانقلاب والدماء التي تسيل في الشارع كل يوم بفعل االنقلاب الدموي ..
    الثورة مستمرة .. والانقلاب الى زوال .. والشرعية ستعود .. متمثلة في عودة الرئيس الشرعي .. د.محمد مرسي .. رضي من رضي .. ورفض من رفض ..

  3. يقول gamaladel:

    اعتقد انه بعد التسريبات وضح بما لا يدع مجال للشك ان الاعلام فى مصر كله يدار من مكتب السيسى اما محاولتهم استجداء اى نوع من المصداقيه او اى نوع من ان يرغب المشاهد الذى ادرك فضيحتهم ان ينخدع بكلامهم مره تانيه فهى لا تؤدى الى الا مزيد من القرف ممن باعوا مشاهدهم واشتروا خط تليفون يتلقى التعليمات من مكتب الباشا وان الناس ليس عندهم استعدادا ان يتعرضوا لنفس الخديعه مرتين

  4. يقول خليل ابورزق:

    شدة اذن للسيسي
    فعلا فاننا نشهد هذه الايام حملة اعلامية ضد السيسي من اعلام الانقلاب الانقلاب نفسه فما تفسير ذلك؟. لكي نفهم، يجب التعرف على الهيكل السري لمنظومة الانقلاب. فالواضح للجميع هو الهيكل الرسمي العلني الذي يتشكل من الرئيس و قيادة الجيش و الامن و جهات ثانوية اخرى مثل القضاء و الحكومة و الازهر و الكنيسة..اما الهيكل السري فهو يتكون من غرفة العلميات الاسرائيلية السعودية الاماراتية مع اعوانها في الجيش و في الاحزاب السياسية و جماعات السلفية مثل حزب النور و رجال اعمال جمال مبارك و الاعلام.
    السيسي تضخم نفسيا كثيرا و خاصة بعد ان علت شعبيته في الاوساط المصرية و بدا كأنه نسي اصحاب الفضل عليه او بدأ بالتقليل من شأنهم. و ما يجري اليوم هو رد فعل الهيكل السري لتذكير الرجل بان العين لا تعلو على الحاجب.
    السيسي استهان بالشرطة و تردد في التجاوب مع السعودية في اليمن، و فشل في مكافحة الارهاب الذي هو مجرد مخلوق صغير تم تضخيمه لتبرير حصار حماس و مواجهة تيار الاخوان، كما انه بدأ يلعب على حبل القوى الكبرى فلزم شدة اذنه لاعادة التوجيه. و اكبر دليل على ذلك ان الحملة منسقة و اجمالية اي انها تتم من عدة جهات و بوقت واحد.

  5. يقول خالد:

    كله توزيع ادور. ……جائت التعليمات لهم هكذا

  6. يقول صفي الدين موريتانيا:

    قا الله تعالي في سورة البقرة ” اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا و رأوا العذاب و تقطعت بهم الاسباب و قال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم… ( هكذا تفعل الصحبة ان كانت بنيت علي الخيانات و الكذب و النفاق و الشر. و تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى ( فالذي بني علي باطل فهو باطل و لو نمّق بالياقوت و الزبرجد

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية