بدأت بـ «أسماء»، وختمت بـ «مصري»، وبين «أسماء» و«مصري»، كانت «وسام»، و»سلوى»، و«أمل»، أو «مدام أمل» من الجيزة!
الأسماء الواردة أعلاه، هي التي تقوم بمداخلات عبر ثلاثة برامج مختلفة ومن قناة «صدى البلد»، حيث أحمد موسى ومصطفى بكري، إلى قناة «العاصمة»، حيث برنامج عزمي مجاهد، وقد ضبطهم «جوتيوب» على «التلفزيون العربي»، الذي انتقل إليه، فمثل إضافة له، وكانت الحلقة التي كشف فيها أربع سيدات ورجلا وهم يتبادلون على هذه البرامج الثلاث، هي الأهم منذ أن بدأ العمل في التقديم التلفزيوني!
وإذا كانت ثورة يناير قدمت باسم يوسف، الذي انطلق من «اليوتيوب»، قبل انتقاله للشاشة الصغيرة، كألمع مقدمي البرامج الساخرة، فإن الانقلاب كان له الفضل في تقديم الجيل الثاني، من مقدمي البرامج من هذا النوع، وقد وظفوا مهاراتهم من أجل قضية يؤمنون بها، ولا تشغلهم السخرية من أجل السخرية، كما انتهى الحال بـ «باسم يوسف»، الذي بدأ مهمته في كشف وتعرية إعلام مبارك المناهض للثورة، ومن لميس الحديدي، إلى عماد أديب، وتحويله هذا الإعلام إلى مادة للسخرية، قبل أن يصبح جزءاً منه، وتدعى «لميس» لحضور تسجيل إحدى الحلقات، بما يعني أنه دخل منعطفاً جديداً، فهي زميلته في قناة أسست منذ اليوم الأول لتنال من الثورة، وفي تأسيس ضبابي عندما تخطى الرقابة محمد الأمين، الذي أسس قنوات «سي بي سي»، وجريدة «الوطن»، بعد أن هبط على المشهد الإعلامي بـ «الباراشوت» ودون سابق إنذار!
انتهت مهمة باسم يوسف في وقت انطلق فيه من عرفناهم بأسمائهم المستعارة «باكوس» و«جوتيوب»، و«عطوة كنانة»، والوحيد الذي لم يتخذ له اسماً مستعاراً هو عبد الله الشريف، وكل واحد من هؤلاء يختلف عن الآخرين، وهناك أعمال مشتركة جمعت بينهم، لعل أهمها برنامج «ما وراء الكواليس» الذي يقوم فيه «عطوة» بدور الضيف، على مقدم البرنامج «باكوس» الذي يحرص في كل حلقة على ترديد عبارة «اللقاء أسبوعي والتحليل مش موضوعي»، فـ «كنانة» الذي يقدم باسم «الدكتور عيد سعيد مبارك عليكم» رئيس حزب مصر العتيقة ورئيس مركز الدرميء لحقوق الإنسان، يتحدث بلسان النظام الانقلابي في مصر، ويدافع عنه بسخرية لإذاعة، في مواجهة أسئلة المذيع الذي يعبر عن الرأي العام!
لزوم الظهور
الصفة التي يقدم بها الضيف «عيد سعيد مبارك عليكم»، وهي أنه رئيس حزب ورئيس مركز الدرميء، تمثل سخرية من فكرة التعريف في الفضائيات، لا سيما إذا كان الضيف بلا موقع أو وظيفة مناسبة، فهناك دائماً مراكز الأبحاث التي هي على الورق فقط، والتي ربما لزوم الظهور التلفزيوني، وهناك ضيف حاصل على الدكتوراه في القانون التجاري، ومع ذلك يكون تعريفه حسب القضية موضوع الحلقة، فإن كانت عن غرق سفينة في البحر فهو أستاذ القانون البحري، وإذا كانت في قضية نشر بواسطة الصحف، فهو أستاذ التشريعات الإعلامية، وإذا كان موضوع الحلقة موسم جني القطن فهو أستاذ القانون الزراعي، وذات مرة حرص أن تقدمه قناة «الحرة» على أنه أستاذ القانون الدستوري، ويومها دشن لنظرية جديدة وهي شرعية الحناجر، التي تعلو على شرعية الصندوق، وقال إن لها أصلا في الفقه الدستوري، إذ كان يومها يبحث عن شرعية دستورية للانقلاب العسكري!
أحد الأشخاص يجري تقديمه تلفزيونياً بأنه نائب رئيس مركز الاتحادية لدراسات الرئاسة، دون أن نعرف من هو رئيس المركز، ومن الواضح أن هذا التقديم بـ «النائب» هو الدليل على تواضعه، ولا نعرف متى تأسس المركز، وما هي الدراسات المنهجية التي صدرت عنه؟ وقبل هذا كان يجري تقديم الضيف نفسه تلفزيونياً بأنه رئيس حملة الفريق أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية، ولم يكن هذا صحيحاً، وكلما تم تقديمه بالصفة الجديدة، رنت في أذني عبارة».. ورئيس مركز الدرميء لحقوق الإنسان» بصوت «باكوس»! وهو يقدم ضيفه «عطوة كنانة» الذي هو مبدع فاحش الموهبة، وقد قام في السابق بتقليد السيسي، وعندما تسمع له تعتقد أن السيسي هو من يقلد «عطوة كنانة» لإتقانه لعملية التقليد، وقد استضافه محمد ناصر على قناة «مكملين»، و»أكرم كساب» على قناة «الثورة»، بهذه الصفة، فأمتعا المشاهدين بهذا الكائن المدهش!
كانت «الجزيرة مباشر مصر» قد نجحت في التعاقد مع هذا الرباعي «عطوة كنانة»، و«باكوس»، و«عبد الله الشريف»، و«جوتيوب». وكثيرون لا يعرفون أن الأخير انتقل إلى «التلفزيون العربي»، ولهذا عندما شاهدوا عبر «السوشيال ميديا» حلقة برنامجه عن أصحاب المداخلات في برامج «موسى»، «»بكري»، و«عزمي مجاهد»، تمنوا لو احتفت إحدى القنوات التلفزيونية بهذه الحلقة، لضمان انتشارها، ولم يعلموا أنها أذيعت فعلا على هذه القناة.
وظيفة جديدة
ساخراً وجه «جوتيوب» التحية لفريق إعداده، وكان يقلد الأستاذ «مصري» أحد الذين تم ضبطهم متلبسين بتكرار المداخلات مع هذه البرامج، فهو في مداخلته مع أحمد موسى قال: «تحياتي لحضرتك ولفريق الإعداد»، ومع «مصطفى بكري» قال له أيضاً: «تحياتي لحضرتك ولفريق الإعداد»، وإن كان فريق إعداد برنامج «جوتيوب» يستحق التحية حقاً لأنه تمكن من رصد أصحاب المداخلات، فإذا هم «أسماء»، و«وسام»، و«سلوى» و«أمل موسى» من الجيزة، وأخيراً «الأستاذ مصري»!
وعندما تسمع لهم يستقر في وجدانك أن هناك وظيفة جديدة ابتدعها إعلام الانقلاب وهي «المتصل هاتفياً»، لكي تنضم لوظيفة المشاهدين، الذين يحضرون البرامج ويعطونها الشكل «الجماهيري»، وهناك مقاولون متخصصون في توريد الأنفار لهذه البرامج والحساب بالرأس، ويعمل الجمهور الحاضر في هذه البرامج كـ «كورال» لفرقة غنائية، تصدر لهم الأوامر بالتصفيق فيصفقوا، وبالضحك فيضحكوا، وبالصمت فيلوذوا به!
المداخلات المرتبة سلفاً، ولمهمة بعينها، معروفة، وقد استمعنا إليها في أيام ثورة يناير، مثل المداخلة التي أصبحت نكتة، والخاصة بهذا الشخص الذي اتصل بالتلفزيون المصري وهو يبكي على حال مصر، لأنه كان في ميدان التحرير وشاهد من بين المعتصمين فيه من يتكلمون «انجيلش»، لتصب في اتجاه مخطط رمي الثورة على مبارك بأنها مؤامرة خارجية تستهدف إسقاط مصر، لكن الجديد في المداخلات التي رصدها فريق عمل «جوتيوب» أنها وظيفة مستمرة!
فـ «أسماء» المتخصصة في الاتصال بموسى تعزف على نغمة واحدة تدور حول تمجيد سيادته، فمرة تصفه بالإعلامي الوحيد الذي لا يتلون، ومرة تصفه بالإعلامي العظيم، ومرة توجه له التحية باعتباره الرجل الوطني العظيم، ومرة تقول عنه إنه الوحيد الذي يقول كل حاجة على حقيقتها، لترتسم على وجه موسى ملامح تواضع العلماء!
«أسماء» تبدو مخلصة، فلا تتصل إلا بأحمد موسى، وإنما «وسام» تتصل بشكل متكرر به وبعزمي مجاهد، وإن بدا صوتها يشبه صوت «مدام أمل» التي تتصل بـ «بكري» و«عزمي» و«موسى»، أما «مدام سلوى» فهي تتصل بموسى وبكري كما «الأستاذ مصري»، وفي أحد المقاطع يُسمع صوت «مدام سلوى» وهي تقول إن «أخلاقها العالية هذه كلها من المخابرات»!
استعارة جملة
ويبدو أن «مدام سلوى» هي القدوة للمجموعة، فمدام أمل قالت لأحمد موسى: «أنا رايحه استلف جملة مدام سلوى دائما بتقولها»، ولا نعرف أين تقول «مدام سلوى» جملتها هذه «دائماً»: هل عبر مداخلاتها المتكررة؟ أم في جلساتهن الخاصة.. ومع من؟ وهل لهذا ارتباط بما ذكرته «مدام سلوى» من أن أخلاقها العالية هذه تعلمتها في المخابرات، وهل المخابرات بها مدارس لنشر الأخلاق العالية؟! ولماذا لم يجر تعليمهن أن الأفضل هنا هو كلمة «استعارة» فتقول إنها ستستعير جملة «مدام سلوى» بدلاً من قولها «استلف» ومعلوم أن السلف (بمعنى الاقتراض) تلف والرد خسارة كما يقول المثل الشعبي!
هذه المداخلات المتكررة من تشكيلة «المدامات» (لا توجد بينهن آنسة واحدة) ومعهن «الأستاذ مصري» لها أكثر من دلالة:
الأولى: أن هذه البرامج بلا جمهور متحمس للاتصال بها.
الثانية: أن هناك خوفا من فتح الاتصال بشكل طبيعي فتكون النتيجة نقد السلطة ونقد مقدمي هذه البرامج.
الثالثة: أن هناك جهة هي التي توظف من يقوم بهذه الاتصالات بهدف ترويج رسالة مفادها أن الانقلاب لا يزال له من يناصرونه، ولم ينتبهوا إلى أن فريق عمل «جوتيوب» يختبئ لهم في حقول الذرة، ليضبط هذه التكرار، وباعتبار أن الناس دائما لا تركز في أسماء أصحاب المداخلات وإنما التركيز في ما يقولون، ولهذا فلا ذكر للبيانات الكاملة لصاحب المداخلة، فهي «أسماء» و«مدام أمل» و«سلوى» أو مدام «سلوى»، و«وسام»، ثم «الأستاذ مصري»، وإذا كانت بعض الفضائيات تفعل هذا من باب حماية من يتصلون بها، لا سيما إذا كانوا من معارضي النظام، فلا معنى لهذا بالنسبة لمن يؤيدون السلطة ولأذرعها الإعلامية ومداخلاتهم في قنواتها التلفزيونية نفسها.
بالمناسبة لا نعرف إن كانت «أسماء»، «مدام» أم «مدموزيل» فأحمد موسى يخاطبها بـ «الأستاذة»، ربما أخذاً بالأحوط، فذات مرة خاطبت صحافية طاعنة في السن بـ «مدام»، ومع أنها لا تصلح إلا أن تكون «مدام»، إلا أن صوتها ارتفع وهي تقول: أنا لست «مدام» أنا «آنسة»!
يومها أحرجت حرجاً بالغاً، فهل يعقل أن يكن جميعاً «مدامات» ما عدا أسماء «آنسة»؟!
صحافي من مصر
سليم عزوز
الغبن
الغبن هو الخداع في البيع والشراء
الغبن هو ما تعرض له الشعب المصري الطيب في يوم 30-6-2013
والسؤال هو : هل ما زال بعض الشعب المصري متسامحاً مع من غبنه حقه حقداً بالإخوان ؟ ما الذي إستفاده ؟
لست من الإخوان لكنهم أشرف من حكم مصر والدليل هو أنه لا توجد قضية فساد واحدة بحقهم ولو قامت إنتخابات نزيهة فإنهم سيفوزون بنسبة 70%
ولا حول ولا قوة الا بالله
شر البلية ما يضحك
بلغ الغباء و السفه او ربما العجرفة الزائدة بهذا الإعلام البائس دركة أنه حتى لم يحاول أن يغير في أسماء المتصلين و المتصلات منعاً لهكذا رصد ، فلن ينتبه احد الى خامة الصوت اذا ما تكررت بعكس الأسماء لمن يريد أن يتابع !
دائما أنتظر مقالاتك الممتعة أستاذ سليم بفارغ الصبر, شكرا لك وأسأل الله أن يحفظك من كل مكروه.
تحية للكاتب المتميز
فعلا أبدع جوتيوب في فضح كذب إعلام السيسي وبين بالدليل أن الإعلام مسير من جهة واحدة تملي عليه ما يقول وهو ما يطابق تسريبات في هذا الخصوص .
المعظلة الكبرى هو أنه هناك شعب عريض يتلقى سموم الإعلام دون أن تتاح له الفرصة لتلقي المعلومة من جهة مخالفة مما أتاح للفرعون أن يشكل مصر على هواه وهو ما مكنه من إهدار ثرواث البلد وخرابها دون رد فعل من شعب مغيب .
إنه إعلام مخابرات العسكر حيث يراد به عكس الصورة وقلب الحقائق حتى يبقى عامة الشعب في غيبوبة عن الحقيقة المرة وهي فساد العسكر وعمالتهم للخارج وليس للداخل
الاستاذ المبدع وفقكم الله