برلين – «القدس العربي» تنطلق اليوم منافسات الموسم الجديد من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا -1 بسباق الجائزة الكبرى الأسترالي في ملبورن، وقد بدا بيرني إكليستون صاحب الحقوق التجارية لبطولة العالم واثقا من جديد من أن موسم 2015 سيمضي بسلاسة. وصرح المسؤول البريطاني (84 عاما) قائلا: «لا يساورني أي قلق حقا».
ولكن رغم المبالغ المالية الهائلة التي يتم تداولها في هذه الرياضة، ما زال العديد من الفرق الصغيرة تواجه مشاكل مالية مقلقة، فقد فشل فريقا كاترهام وماروسيا في إكمال منافسات الموسم الماضي بعد تعرضهما لصعوبات مالية. وهذا الموسم، لن يشارك منهما سوى الأخير تحت اسم مانور.
وعندما سئل إكليستون عما إذا كان واثقا من أن جميع الفرق ستتمكن من إكمال روزنامة سباقات موسم 2015 رد قائلا: «هذه أمور تجارية بحتة وقد تم التعامل معها جميعا… لذا لا يوجد ما يثير قلق أحد».
وربما لا يساور فرق أخرى مثل أبطال العالم مرسيدس وريد بول ومكلارين أي نوع من القلق بسبب الماديات، ولكن فريقا مثل فورس إنديا، الذي أنهى الموسم الماضي في المركز السادس، طالب علنا بالتغيير. إلا أن إكليستون يرفض الاعتراف بضرورة التغيير ولا يرى سببا يدعو الفرق الكبيرة لوضع أيديهم في جيوبهم لمساعدة الفرق الأصغر ولضمان بقائهم في المنافسة.
وقال إكليستون: «كل من يشارك في بطولة العالم يعرف اللوائح والشروط وهم يشاركون في البطولة لأنهم يعتقدون أنهم قادرون على الالتزام بهذه الشروط، ما يعني أن الأمر في النهاية يرجع إليهم وليس إلى الفرق الأخرى لمساعدتهم». وأضاف: «إننا نلتزم بما اتفقنا عليه تحديدا. إننا ندفع ما يفوق 900 مليون دولار لهذه الفرق كي تؤدي. وهذا هو أقصى ما نستطيعه».
ورغم تقدمه في العمر، لا يبدي إكليستون أي علامات تدل على إرخاء قبضته على هذه الرياضة التي يعرفها جيدا. ورغم أنه لا يوجد شخص يعيش إلى الأبد، فلا يرى إكليستون حاليا أي وريث لعرشه. وقال: «لا أرى أي شيء طبيعي في ذلك (أن يكون له خليفة). سيحدث الأمر عاجلا أو آجلا، لكنني لا أرى أنه من الطبيعي أن تحدد هوية هذا الشخص». وأضاف: «إذا كنت أؤدي عملا ما الآن، فربما يؤديه لاحقا شخصان أو ثلاثة. وربما يؤدون هذا العمل بطريقة مختلفة. وسواء كان عملهم أفضل من عملي أو أسوأ منه، فهذا لن نعرفه الآن». واعترف إكليستون أن الموقف في ألمانيا، حيث تظل الصورة مشوشة في ما يتعلق بإقامة سباق الجائزة الكبرى الألماني لهذا الموسم بحلبة «نوربرغرينغ» في تموز/ يوليو المقبل، ليس مثاليا. لكنه أكد أنه سواء هو أو غيره فلا يمكن حقا تحديد أسباب عدم إقبال الجماهير على رياضة فورمولا -1 هناك. وقال: «لا أعرف لماذا تحجم الجماهير في ألمانيا، حتى خلال السنتين أو الثلاث الماضية، عن تشجيع فورمولا -1. ربما يكون بسبب افتقاد الجميع لمايكل شوماخر، ربما يكون هذا هو السبب».
وما يزيد الوضع غرابة أن السائق الألماني سيباستيان فيتيل أحرز لقب بطولة العالم لأربعة أعوام متتالية في ما بين عامي 2010 و2013. كما أن الألماني الآخر نيكو روزبيرغ سائق فريق مرسيدس الألماني الفائز بلقب بطولة العالم على مستوى الصانعين (الفرق) ظل ينافس زميله البريطاني بالفريق لويس هاميلتون على لقب السائقين حتى آخر سباق في العام الماضي.
ويأمل إكليستون في ظهور منافسين جدد لسائقي مرسيدس في موسم 2015، لكنه لم يبد قلقه في حال عدم تحقق ذلك. وقال: «خلال سنوات فورمولا -1 ظهر العديد من الفرق التي فرضت سيطرتها. فمايكل (شوماخر) مثلا فاز بجميع ألقابه الواحد تلو الآخر… أعتقد أن التسابق في العام الماضي كان جيدا للغاية». وأضاف: «لا شك في أنه إذا تقدم فيراري وفريقان أو ثلاثة فرق أخرى لمنافسة مرسيدس سيكون الأمر رائعا. لكن إذا انحصرت المنافسة من جديد على سائقي مرسيدس فهذا الوضع لا بأس به».
وترددت أنباء عن تفاوض فريق مرسيدس حاليا مع سائقه هاميلتون لتجديد عقده وهو ما يمكن أن يكون آخر عقد للسائق البريطاني في مشواره ببطولة فورمولا -1. وعلق إكليستون على القيمة المتوقعة لهذا العقد قائلا: «ستكون القيمة بقدر ما يريد الفريق أن يدفع وبقدر ما سيكون السائق مستعدا لقبول ما يدفع له. فهكذا تتم الصفقات بين الناس». وأضاف: «ما هي قيمة أي شيء في النهاية؟ لطالما اعتقدت أن الناس لا تدرك قيمة أي شيء في هذا العالم».