إلغاء زيارة وزير الخارجية المغربي إلى باريس وسط انقسام كبير في الحكومة الفرنسية

حجم الخط
5

الرباط – «القدس العربي» من محمود معروف: لم تسفر الاتصالات التي جرت خلال أيام بين المغرب وفرنسا، عن تبديد التوتر الذي يطبع العلاقات بينهما منذ عام تقريبا، بل ذهبت باتجاه مزيد من هذا التوتر بعد إلغاء وزير الخارجية المغربي زيارة لباريس كانت مقررة خلال هذا الأسبوع.
وأكدت مصادر مغربية مسؤولة إلغاء وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار للزيارة التي كان من المتوقع أن يقوم بها إلى فرنسا خلال هذا الأسبوع لتذويب ما تم وصفها بالعوائق التي يمكن أن تعرقل التعاون التام بين البلدين، وذلك بشكل نهائي ودائم، يلتقي خلالها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.
وقالت مصادر صحافية مغربية إن سبب إلغاء الزيارة راجع إلى عدم إحراز أي تقدم في المشاورات السابقة للزيارة تشير إلى إمكانية تجاوز الخلافات القائمة بين البلدين، خاصة ما يتعلق منها بـ «قضية استدعاء مسؤولين أمنيين مغاربة من قبل القضاء الفرنسي». وكان المغرب اشترط تقديم حصانة من فرنسا للمسؤولين المغاربة من أجل طي صفحة الخلافات، واستئناف التعاون الأمني والقضائي إلا أن الجانب الفرنسي لم يبد أي استعداد للقاء وفق شروط المغرب قصد استئناف التعاون المذكور، وأن باريس تعنتت في مواقفها.
وذكر موقع اليوم 24 أن «هناك انقساما كبيرا داخل الحكومة الفرنسية بشأن طريقة تدبير الأزمة مع المغرب، بين تيار يدعو إلى اعتماد اللين، وتيار آخر يرفض تقديم أي تنازلات للمغرب، خاصة بعد موقفه من المشاركة في مسيرة مناهضة الإرهاب التي نظمت الأحد ما قبل الماضي» وقد انتصر التيار الأخير واستطاع فرض تصوره الذي تمت ترجمته إلى إشارات وجهت للرباط مفادها انه لا تنازل، وهو ما دفع المغرب إلى الرد بإلغاء زيارة مزوار بعد يومين من موعدها المحدد.
ويعد إلغاء زيارة مزوار إلى باريس نكسة إضافية من شأنها ان تزيد في تأزيم العلاقات المغربية الفرنسية المتوترة منذ أكثر من سنة، خاصة بعد استضافة قناة فرانس 24 في هذه الأثناء الملاكم المغربي زكريا مومني، صاحب الشكاية ضد عبد اللطيف الحموشي مدير جهاز حماية التراب الوطني (المخابرات الداخلية المغربية DST) ، وأسفرت عن استدعائه، أثناء زيارة لفرنسا، للمثول أمام القاضي مما خلق أزمة بين الرباط وباريس لا تزال مستمرة.
وقال صلاح الدين مزوار وزير الخارجية المغربي يوم الاثنين الماضي انه سيقوم بزيارة لفرنسا، وإن هذه «الزيارة لباريس تعكس الإرادة الراسخة والصادقة للمملكة المغربية لتجاوز العوائق كافة والتي يمكن أن تعرقل التعاون التام بين البلدين، وذلك بشكل نهائي ودائم».
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس نهاية الاسبوع الماضي حول التعاون الأمني المغربي الفرنسي والأزمة في العلاقات بين البلدين، إن المغرب صديق لفرنسا وكل شيء على ما يرام، وإنه سيقوم بزيارة إلى المغرب قريبا في إشارة إلى زيارة كانت مقررة، إلا أنه لم يعرف مصيرها بعد إلغاء نظيره المغربي زيارته لباريس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد:

    الم تخبرونا ان الوزير الفرنسي سوف يقوم بزياره الى المغرب…
    او ربما فرنسا لم ترد استقباله…

  2. يقول طاهر العربي:

    يجب على فرنسا ان تتوقف عن اعتبار المغرب العربي محمية فرنسية!!!
    يجب ان تتكفل فرنسا بمشاكلها التي لا تعد ولا تحصى، اما في ما يخص الملاكم المغربي فهو مجرم معروف لدى أباطرة الأجرام والمخدرات حكم علبه بعشر سنوات سجن نافذة في المغرب وخمس سنوات نافذة أيضاً في اسبانيا.
    لا دخل لفرنسا في الشؤون الداخلية للمغرب. والله الانتهاكات المتطرفة العنصرية والاجرامية التي تواجهها الأقليات في فرنسا تفوق بكثير الانتهاكات التي تحصل في المغرب.

  3. يقول محمد:

    ستحاسبون يا حكام المغرب محكمة حقيقية يوم القيامة امام قادر مقتدر وليس في فرنساء التدعمكم وتنصركم على افعالكم حسبنا الله ونعمى والوكيل فيكم كم من صحراوي مشرد ومقهور وفقير في ارض الله وانتم السبب من اجل عيون فرنساء وجيوبكم اننا نتالم من ظلمكن لاكن نطمئان حين ناذكر اننا سنقف امام الاحد الصمد يوم القبامة ولن ينفعكم لاعرشكن ولافرنساء

  4. يقول مواطن متابع:

    انا اساند المغرب في وقفته و خصوصا لما رفض المشاركة في المسيرة مع مشاركة قادة عرب رغم رفع رسوم مسيئة للنبي محمد مع الاسف,المغرب ضمير للعرب و المسلمين

  5. يقول ابو سعد فرنسا:

    يا اخي محمد كلنا سنحاسب .اما قولك ان ابناء الصحراء المغربية مقهوريين فانت تعرف الحقيقة انها عكس ما تقول وما تدعيه .فانتم كباقي المغاربة لكم حقوق كما لديكم واجبات…

إشترك في قائمتنا البريدية