عمان ـ «القدس العربي»: دفع إنتخاب المبادرة البرلمانية الأردنية لأحد أعضائها مرشحا لموقع رئاسة مجلس النواب حدة التنافس وخلط بعض الأوراق في إنتخابات رئاسة ولجان البرلمان التي ستبدأ في الثالث من الشهر المقبل في إطار الإستعداد «لتركيبة» جديدة في مؤسسات الدولة.
المبادرة أعلنت أنها ترشح العضو فيها حديثه الخريشا لموقع الرئيس وهي خطوة تكتيكية برامجية لا علاقة لها بحسابات الربح والخسارة بقدر ما لها علاقة بإعلان مجموعة المبادرة عن نفسها ككتلة مسجلة تتقدم بقوة نحو مواقع الإدارة البرامجية.
قد لا ينافس الخريشا كثيرا من المرشحين الأوفر حظا لكنه يخلط بعض أوراق الإصطفاف مع وجود خمسة مرشحين لا زال أوفرهم حظا وأكثرهم فرصا هو الرئيس الحالي عاطف طراونة الذي يتقدم للمنافسة منفردا بموجب برنامج متكامل للإصلاح الهيكلي يحافظ على «هيبة» مجلس النواب.
طراونة كان قد أبلغ «القدس العربي» بأنه لم يتمكن من قول ما لديه بعد في فترته الرئاسية الأولى التي شهدت حسب مراقبين إنجازات هيكيلية من غير المقدر تجاهلها على صعيد العمل على «مأسسة» المجلس.
أربعة مرشحين آخرين ينافسون الطراونة حتى الآن لكن فرصهم أميل للمناكفة من كونها حقيقية وأبرز هؤلاء المرشح الخبير جدا مفلح الرحيمي وهو لاعب تشريعي قديم في مؤسسة البرلمان.
بين المرشحين ايضا رئيس حزب الجبهة الأردنية الموحدة أمجد المجالي المدعوم من كتلته فيما لم يحدد غالبية النواب على المستوى الفردي بعد موقفهم من ترشيح المنافسين الآخرين مثل الدكتور حازم قشوع الذي يسعى لصفقة سياسية تدفع به إلى قمة مواقع النفوذ السياسي.
الرئيس الأسبق المخضرم سعد هايل السرور حسم الأمر وابتعد عن المعركة حاليا وأبلغ بأنه ليس مرشحا فيما يبدو ان جملة المناكفة تحكم تلويح المشرع البارز عبد الكريم الدغمي بترشيح نفسه في حال عدم التوافق على رئيس محدد.
بعض الأطراف التي تحاول إعاقة مرشح من وزن الطراونة تقترح حاليا توافقا بين المنافسين الأربعة على أحدهم لكن فرصة الإلتزام الفعلي بإتفاق من هذا النوع تبدو ضعيفة جدا في ظل هلامية التكتلات والحسابات الفردية وطابع الشخصنة الذي يحكم إتجاهات وقرارات الكثير من نواب البرلمان.
في كل الأحوال تبدو المعركة حاليا مؤسسية ومفيدة لمجلس النواب كمؤسسة أساسية في المعادلة خصوصا مع عدم وجود حسم من خارج البرلمان لمواقع الصدارة ومع صدور إشارات توحي بأن الدولة ستعمل على عدم التدخل في فرص جميع المرشحين.
و يبرز أن الترشيح البرامجي يظهر لأول مرة في إنتخابات كانت تحسم بالعادة خلف الستارة وفي الكواليس وفي جلسات المزارع وبموجب تعليمات عابرة للجميع فالطراونة يترشح هذه المرة على اساس برامجي وبغطاء يمثل جميع الكتل والإئتلافات ومجموعة المبادرة تعلن عن ولادتها الكتلوية عبر ترشيح الخريشا مع بيان يتحدث عن الترشيح البرامجي في سابقة مؤثرة.
التحالفات خصوصا في اللحظات الأخيرة ستحسم المواجهة بكل الأحوال وستتمأسس عمليا على توزيع بقية المواقع القيادية في الصف الأول البرلماني خصوصا هوية المكتب الدائم «حكومة المجلس» ومواقع نواب الرئيس ورؤساء اللجان الأساسية.
بعض الترشيحات للرئاسة عينها في الواقع على موقع نائب الرئيس أو عضوية المكتب الدائم مما يجعل عبور الصفقات خيارا متاحا ولجميع الكتل والأطراف خصوصا مع غياب كتلة أو إئتلاف يستطيع حسم كل المعركة والسيطرة على جميع المواقع.
العنصر المؤثر خلف الستارة وبدون إعلان في المشهد أيضا هو العين التي تراقب عن بعد خيار «الحكومة البرلمانية» فالجميع يتحرك تحت انطباع بأن الحكومة المقبلة ستعبر بمحطة الوزارة البرلمانية مما يعني بأن بعض أركان ومشايخ البرلمان يحتفظون لأنفسهم بمواقع الصدارة الوزارية إذا ما اكتملت التجربة فعلا.
بسام البدارين
الاخ بسام انت توزع الالقاب على بعض النواب هدا نائب خبير جدا وهدا مشرع قدير وكأننا امام اعضاء قي الكنجرس الامريكي او مجلس العموم الانكليزي