لندن – «القدس العربي»: في تقرير أعدته مالوري مونيتش عن المفارقة اليمنية التي منع فيها الرئيس دونالد ترامب اليمنيين من دخول الولايات المتحدة بسبب التهديد الإرهابي لكي يجدوا أنفسهم عرضة له.
وفي تقريرها الذي نشره موقع «إنترسيبت» قالت إن خلدون غالب كان في تشرين الثاني (نوفمبر) يجلس على عتبة بيته عندما قام متطرفان على دراجة نارية بإطلاق النار عليه مرتين في رأسه. كان خلدون، 37 عاماً الذي يعمل حارساً في سجن ينظر إلى هاتفه ليجد إن كان راتبه قد وصل أم لا. واشتكى لشقيقه أنه لم يعد يملك المال الكافي لشراء القات. وذهب مأمون إلى داخل البيت ليحضر بعض المال ويقرضه له. وعندما عاد وجده ملقى على العتبة، والدم ينزف من رأسه. وكانت صورة سينشرها فرع تنظيم الدولة اليمني على وسائله الإعلامية وتنشرها مواقع يمنية لاحقاً.
ونقل مأمون شقيقه إلى المستشفى إلا أنه كان متأخراً حيث أكد الأطباء وفاته. وفي مدينة نيويورك، بعيداً 7.000 ميل عن عدن حيث قتل خلدون لم يصدق والده محمد البالغ من العمر 73 عاما الخبر. وكان محمد قد هاجر إلى هناك عام 2008 وذلك عندما تزوجت ابنته يمنياً – أمريكياً وانتقلا إلى ميتشغان. وقدم محمد غالب في عام 2009 طلباً كي يضم ابنه خلدون إليه. واختاره محمد من بين أبنائه الخمسة لأنه الوحيد من بين أبنائه الذي كان بحاجة للعمل. كان الأب يعرف صعوبة الإجراءات لإحضار ابن واحد من أبنائه إلى الولايات المتحدة. ويقول: «لقد انتظرته سنوات طويلة حتى يوم مقتله». وكان الأب محمد يتحدث في شقته الأرضية في حي بروكلين حيث شاهدت صور خلدون وهو يحمل ابنه الصغير خزنها الأب على هاتفه النقال. وخنقته العبرات وهو يتذكر ابنه ويقبل شاشة الهاتف وهو يقول «ابني، من الصعب أن أتحدث عنه، وأشعر بالأذى الكبير». وتقول إن تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة للرجال المتزوجين قد تأخذ عقداً من الزمان للموافقة عليها. فبعد أن أجرى محمد غالب فحصاً للحمض النووي وأجرى مقابلتين مع دائرة الهجرة وانتظر ثمانية أعوام للتأشيرة، قرر الرئيس ترامب في كانون الثاني (يناير) منع دخول المسلمين للولايات المتحدة ومنها اليمن. وسمحت المحكمة العليا لنسخة معدلة ثالثة من أمره الرئاسي قابلة للتنفيذ في كانون الأول (ديسمبر) ومنعت منح المهاجرين اليمنيين.
وترك حظر السفر عائلات مثل غالب عالقة في الحرب التي قتلت الألاف وخلقت كارثة إنسانية بعد النزاع الذي اندلع بين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة من السعوديين منذ عام 2015. وأدى النزاع لتقوية الجماعات المتطرفة، فتنظيم القاعدة الناشط في البلاد منذ عام 2009 وسع من مناطق تأثيره. وانتهز تنظيم الدولة الناشط في سوريا والعراق الفرصة وحاول بناء خلايا له منذ عام 2015. وتقول: «كان التهديد الإرهابي هو المبرر الذي استند عليه ترامب لمنع دخول المسلمين ولكنه ترك اليمنيين من أصحاب المواقف الليبرالية والداعمين للحكومة في وضع خطر أمام المتطرفين». ويقول زيد ناجي، الناشط ونائب رئيس جمعية التجار الأمريكيين – اليمنيين في مدينة نيويورك: «جزء من عدم السماح بدخول الولايات المتحدة هو أننا مرتبطون بالإرهابيين ولكننا نقتل على أيديهم». وتضيف أن اليمنيين المؤهلين للتوطين في أمريكا كلاجئين وجدوا أنفسهم يعانون من آثار قرار ترامب. ففي أمره الرئاسي الأول منع ترامب دخول اللاجئين لمدة 120 يوماً. وعندما انتهت المدة في تشرين الأول (اكتوبر) قرر تمديده لمدة 90 يوماً وشمل 11 دولة منها اليمن. وحسب تحقيق لوكالة رويترز فعندما تم رفع الحظر قلت نسبة القادمين إلى الولايات المتحدة.
وتشير الكاتبة إلى أن عدد اليمنيين الذين جرت إعادة توطنيهم في الولايات المتحدة في العام المالي عام 2015 لم يزد عن 16 يمنياً و26 في عام 2016 و 21 عام 2017. وتقول إن محمد غالب سعيد إن اليمنيين عاشوا في ظل الإرهاب لأكثر من عقد «فالإرهابيون في كل مكان» و «يريدون إخافة الناس وقتلهم، وهؤلاء من يعتقدون أنهم مسلمون، إلا أن الله لم يطلب منهم قتل أبناء شعبهم» مضيفاً «لا نعرف ماذا يريدون» ولا يعرف أيضاً لماذا استهدفوا ابنه. وتبع مقتل خلدون سلسلة من الهجمات التي استهدفت قوات الأمن الموالية للحكومة في عدن. وأعلن الفرع المحلي لتنظيم الدولة مسؤوليته عن هذه الهجمات التي جرت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017. وتقول إليزابيث كيندال، الزميلة الباحثة في جامعة أوكسفورد والتي تقوم برصد المتطرفين في اليمن إن الهجمات التي تصنف كإرهابية ربما كانت بدوافع سياسية أو إجرامية، وفي فوضى الحرب من الصعب التأكد من الجاني ولماذا؟
تغيير الولاءات
ومما يزيد في تعقيد الأزمة هو تحول الولاءات المستمر. فمع اقتراب نذر الحرب في نهاية عام 2014 انضم خلدون لقوات الحكومة التي كانت تقاتل الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وتعتبر عائلة غالب من الداعمين لإنفصال الجنوب عن اليمن الذي ظل مستقلا حتى عام 1990. ويحلم محمد غالب الذي رحب بالدعم السعودي والأمريكي باستقلال الجنوب. واحتفل عندما قام إنفصاليون بدعم من الإمارات العربية بـ «إنقلاب» على الحكومة في عدن، الشهر الماضي. وفي هذا الوضع من الفوضى تزدهر الجماعات المتطرفة، وحسب جيرالد فيرستين، السفير الأمريكي السابق في اليمن ما بين عام 2010 -2013 فانهيار الحكومة اليمنية أثر على جهود مكافحة الإرهاب: «استطاعوا توسيع حضورهم في أماكن تأثرت بالحرب الأهلية حيث تضعف سيطرة الحكومة». وأشار قائلاً: «وبسبب انهيار برنامج قوي لمكافحة الإرهاب قمنا به مع أطراف استطاعوا المناطق التي خسروها». ففي مرحلة ما بعد 9/11 استهدفت الولايات المتحدة الإرهاربيين من خلال غارات جوية وعمليات برية. وقتلت الغارات منذ عام 2002 حوالي 1.000 متشدد.
وازدادت العمليات في عهد ترامب. وبعد اسبوع من توليه السلطة أمر بعملية برية لقوات الفقمة الخاصة قتل فيها أحد أفراد المجموعة و 16 مدنياً يمنياً. وتضاعفت الغارات في الفترة ما بين 2016 – 2017.
وفي كانون الثاني (يناير) 2018 قامت الولايات المتحدة بعشر غارات استهدفت القاعدة في اليمن وتنظيم الدولة. وهناك إشارات إلى أن هذه الغارات كانت فعالة من ناحية إضعاف هذه الجماعات. وتعلق كيندال التي تراقب الجماعات الإرهابية من خلال الصحف والتقارير الإعلامية: «في الوقت الحالي يتعرض التنظيمان لضغوط كبيرة». وتابعت كيندال تقارير عن استبدال قيادات قتلتهم الغارات الجوية بقيادات شابة. وحسب دراساتها فقد حرف تنظيم القاعدة اهتمامه عن مواجهة الحوثيين إلى مواجهة الجماعات المسلحة التي تدعمها الإمارات والتي تمثل تهديداً عليه.
أما تنظيم الدولة فقد تحول عن العمليات الانتحارية وسط المدنيين إلى محاربة الحوثيين. ومع ذلك يقول الخبراء مثل كيندال وفيرستين إن الجماعات الإرهابية وبعد 15 عاماً من بدء الحملات الأمريكية على اليمن تواصل التطور والتكيف مع الأوضاع. مشيرين إلى أن حملة مكافحة الإرهاب فشلت حتى الآن في معالجة أسباب التطرف النابعة من الفوضى السياسية والأزمة الإنسانية الحالية.
ويقول فيريستين «لو أردت تحقيق نجاح على المدى البعيد ومحو المناخ العملياتي لهذه الجماعات فيجب أن تقوم بأمور أخرى مثل بناء المؤسسات وتحقيق النظام والقانون وتقديم الخدمات وإقناع الناس بأن مصالحهم تتحقق من خلال دعم الحكومة والتعاون معها».
«ناشونال إنترست»: هل سيكون فرع تنظيم «الدولة» المقبل في ميانمار؟
كتب كولين كلارك، الباحث السياسي في مؤسسة راند غير الربحية واللاحزبية مقالاً في موقع «ناشونال إنترست» حول تنظيم الدولة وإن كان شعاره الذي ظل يروج في حملاته الدعائية «باقية وتتمدد» يحمل أي معنى اليوم في ظل انهيار مشروع «الخلافة» في كل من سوريا والعراق واختفاء مؤسسه، أبو بكر البغدادي. ويقول كلارك إن التنظيم لا يزال يحتفظ بعشرة آلاف من الموالين في سوريا ويحاول التوسع في مناطق أخرى وبناء فروع ناشطة لماركته في شبه صحراء سيناء، ليبيا، اليمن، أفغانستان، نيجيريا، السعودية وروسيا. ويبدو تنظيم الدولة قد حقق وجوداً له في جنوب وجنوب شرقي آسيا، خاصة الفيليبين.
ومع تأرجح تنظيم الدولة صعوداً أو هبوطاً تقوم الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها في الحرب ضده بعملية استكشاف حول العالم بحثاً عن إشارات تهديج مستقبلية يمكن أن تتطور. وتعتمد الولايات المتحدة على قراءة لتاريخ الحركات السابقة وكيفية توسعها في الماضي والدروس التي يمكن استخلاصها من محاولات الجماعات المتشددة توسيع مجال تأثيرها وإنشاء فروع لها.
ويعلق الباحث أن «نموذج «الماركة» هو أمر نادر في الحركات الإرهابية وهو ملمح مهم في حركات الجهاد العالمي. ويعتقد الكاتب أنه من الضروري قراءة مسار القاعدة والأشكال التوسعية التي مضت عليها في أثناء العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. فقد حاول تنظيم القاعدة توسيع وجوده إلى مناطق جغرافية جديدة بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان نهاية عام 2001. وتبعت عملية احتلال أفغانستان مرحلة من الهجمات باستخدام طائرات بدون طيار وقوات العمليات الخاصة. وكان أول فرع للقاعدة يظهر هو فرع السعودية في عام 2003 وتبعه فرع العراق، 2004 والجزائر، 2006 واليمن، 2007 والصومال، 2010 وأخيراً سوريا عام 2012. وحسب الباحث في تنظيم القاعدة، باراك ماندلسون، فقد توسعت القاعدة عبر طريقين – بناء فروع معتمدة على عناصرها في داخل البلد كما فعلت في السعودية واليمن أو اندمجت مع جماعات إرهابية موجودة أصلا كما في الجزائر والصومال والعراق. ويعتقد الكاتب أن الجماعات الإرهابية تبحث عن فروع جديدة لها لعدة أسباب بما فيها توسيع مدى وحجم تأثيرها، الإستفادة من الخبرات المحلية وحثها، وتقوية أو تفكيك أساليب جديدة وتقنيات وأدوات وأخيراً من أجل زيادة شرعية الجماعة وإبعاد شبه الجماعة الغريبة عنها. كما أن التوسع في مجالات ومناطق أخرى يعطي صورة عن التنظيم بأنه أقوى مما يبدو في الحقيقة. وبهذه الطريقة يستطيع التنظيم ادعاء أي هجوم ضد قوات أمنية في أماكن بعيدة سواء في شمال أفريقيا أو جنوب آسيا.
خبرات محلية
ففي الوقت الذي حاول مركز القاعدة شن هجمات ضد القوات الأمريكية في أفغانستان قامت فروعه في السعودية والجزائر بعمليات ضد المصالح الغربية وهو ما أعطى صورة أن القاعدة تستطيع شن هجمات في كل أنحاء المعمورة. ويقدم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مثالاً واضحاً عن هذا حيث لم يعبر عن استعداد أو قدرة لتبني استراتيجية محلية.
ويسمح التوسع وبناء فروع للمركز الحصول على خبرات محلية. فمن خلال الإندماج مع حركة الشباب الإسلامي فقد انتقلت القاعدة إلى منطقة كان من الصعب بل والمستحيل عليها بناء قاعدة لها فيها. خاصة أن المقاتلين العرب سيجدون صعوبة في التحرك بين شبكة من العلاقات القبلية والتوسط في الخلافات العشائرية. وعليه سمح العمل مع الشباب للقاعدة لتجاوز هذه التحديات والتوسع عبر القرن الإفريقي. كما وسمح توسع القاعدة في اليمن لمركزة الخبرات المحلية والاستفادة منها. فقد استثمرت من خبرات إبراهيم حسن العسيري، صانع المتفجرات الذي وصفه مدير المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) السابق ديفيد بترايوس بأنه «أخطر رجل في العالم». فعندما لم تستطع القاعدة تنظيم هجمات كبيرة كتلك التي نفذتها في أيلول (سبتمبر) 2001 استعانت بالعسيري حيث حاولت تنظيم عمليات ضد أمريكا انتهت كلها بالفشل مثل «مفجر السروال» على متن طائرة أمريكية. ويمنح التوسع للتنظيمات الإرهابية أخيراً، الشرعية كما حدث في سوريا حيث استطاع فرعها هناك بناء قاعدة دعم له من خلال توفير الخدمات للسكان المحليين، مثل الماء والكهرباء ودعم المخابز المحلية وتسعير المواد الأساسية في محاولة لإظهار اهتمامه بالسكان المحليين.
ويقول كلارك إن الاندماج لا يؤدي في الكثير من الأحيان لنتائج إيجابية، فتوسيع عمليات الجماعة الإرهابية يحمل معه الكثير من المخاطر وينطوي على مظاهر قصور غير متوقعة. ففي بعض الأحيان قد لا يكون لدى المنظمة الإرهابية القدرة أو الاستعداد لتنفيذ أجندة الجماعة الأم. وقد تنشأ في بعض الحالات مشاكل تتعلق بالقيادة والسيطرة، خاصة عندما تحاول الجماعة الإرهابية نقل الأوامر والتعليمات عبر مساحات جغرافية واسعة بدون أن يتم اعتراضها أو التنصت عليها. ولعل من أهم المشاكل التي تواجه عمليات التوسع وبناء الفروع هي طريقة إدارة الحركة الجديدة والحفاظ على صورة الحركة الأم من خلال ضبط الفروع وجعلهم يلتزمون بالتعليمات، خاصة أن الفروع تستطيع مواصلة أهدافها وعملياتها بدون العودة للتنظيم الأم. وكان تنظيم القاعدة في العراق مثالاً واضحاً عن هذه النزعة. فقد شن زعيم الفرع العراقي أبو مصعب الزرقاوي حرباً طائفية. وفي أكثر من حالة حاول الفرع الأم تذكيره بضرورة التوسط، لكنه تجاهل دعوات زعيم التنظيم، أسامة بن لادن ونائبه في ذلك الوقت أيمن الظواهري. ولأن تنظيم الدولة يقوم على الفكرة نفسها التي بناها الزرقاوي فلا حاجة لأن تقلق فروعه من ارتكاب أفعال متجاوزة.
وعلى التنظيم القلق من «التنصل» من أفعال الفروع خاصة أن بعض الجماعات تستفيد من اسمه دون أن تقدم شيئًا مقابلًا له. وبالنسبة لتنظيم القاعدة فقد كان هناك توتر بين الأجندات المحلية والعالمية أو ما بين «العدو القريب» و «العدو البعيد». وبدأ تنظيم الدولة بتحويل الكثير من مصادره للخارج في محاولة لتقوية الفروع القائمة والتي تقلد أساليبه في العراق وسوريا من خلال زيادة العمليات الانتحارية في أفغانستان وعمليات إضرب واهرب في سيناء. وستزيد هذه الموجة عندما تتبنى هذه الفروع الآيديولوجية والحكم كما حدث في ليبيا. ومنذ ظهوره، قام التنظيم وبشكل مستمر بتوسيع وزيادة تعهداته لتحقيق أهدافه. فالفروع الحالية تعتبر خطيرة وأثبتت أنها قاتلة وقوى تعمل على زعزعة الاستقرار في المناطق التي تعمل فيها. ويتساءل الكاتب عن الفرع المقبل للتنظيم وأين سيظهر؟ وهذا مرتبط، وفي جزء منه بقرار القيادة التي تبقت للتوسع في المكان الذي ترى أنه سيظل مهمًا.
وظهر وضع مماثل مع القاعدة عام 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق. وشعر المنظرون فيه أن التنظيم سيهمش ضمن الحركة الجهادية العالمية إن لم يقيموا فرعاً لهم في بلد مسلم «تحت الحصار» من بلد غير مسلم. وفي وضع مشابه، فإن أزمة الروهينغا التي تعاني من اضطهاد البوذيين قد تكون بمثابة المحفز لكي يوسع تنظيم الدولة عملياته في جنوب وجنوب شرقي آسيا. ففي كانون الثاني (يناير) اعتقلت السلطات الماليزية إندونيسيين مرتبطَين بتنظيم الدولة وكانا يخططان لقتل راهبين بوذيين انتقاماً للمسلمين الروهينغا. كما أن المهاجر البنغلاديشي عقائد الله الذي حاول تفجير قنبلة في مدينة نيويورك بشهر كانون الأول (ديسمبر) يقال إنه زار معسكرات اللاجئين للروهينغا قبل عودته للولايات المتحدة.
وفي الوقت الذي يواصل تنظيم الدولة والقاعدة على جذب المجندين يجب أن يكون المجتمع الدولي قلقاً من ظهور فرع له في منطقة جديدة. ولكن المناطق المرشحة لنموه تظل تلك التي تعاني من حروب أهلية وتوترات طائفية. وربما كانت ميانمار واحدة منها رغم أن تنظيم القاعدة بدأ ينشط في جنوب الهند. ولو ظهر فرع جديد لتنظيم الدولة في ميانمار فإنه سيستفيد منه عبر توسيع مداه الدولي ويستفيد من الخبرات المحلية ويزيد من شرعيته في منطقة من العالم لا يستمتع بوجود فيها. ومع ذلك يظل مشروعه في ميانمار يواجه عقبات من ناحية عدم توفر الملاجئ الآمنة وأماكن لتخزين السلاح وتسهيل التنقل إلا أن الدينامية قد تتغير في العام المقبل أو بعده.
إبراهيم درويش