بيروت ـ «القدس العربي»: أنجزت أمس المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية وما ميّزها هو الانتخابات النيابية الفرعية في دائرة جزين لملء المقعد الماروني الشاغر بوفاة النائب ميشال الحلو وبنتيجة هذه الانتخابات سيفوز أول نائب غير ممدد له حيث الأرجحية لمرشح التيار الوطني الحر أمل ابو زيد المدعوم من القوات اللبنانية وحزب الله في مواجهة ثلاثة مرشحين اولهم المرشح ابراهيم عازار نجل النائب السابق سمير عازار المدعوم تاريخياً من الرئيس نبيه بري ومن مناصرين لحزب الكتائب وثانيهم العميد المتقاعد صلاح جبران وثالثهم باتريك رزق الله المؤيدين سابقاً للتيار العوني.
ويبلغ عدد الناخبين في قضاء جزين 58349 ناخباً يتوزعون على 122 قلماً اغلبيتها اقلام مسيحية ثم شيعية فأقلية سنية.
ولوحظ في جزين انتشار قميص لمناصري المرشح أمل أبو زيد وماكينته الانتخابية، تجمع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية دعماً لأمل، في وقت بُثّت أناشيد حماسية للقوات والعماد عون، وهذه المرة الأولى التي يخوض فيها التيار والقوات انتخابات مشتركة منذ تفاهم معراب. وقد إقترع المرشح ابو زيد في بلدته مليخ.
وقال لـ «القدس العربي» إثر الاقتراع «المعركة النيابية سياسية بامتياز وتحمل العنوان السياسي نفسه لمعركة جونية ولمعركة زحلة»، وأكد «أن منطقة جزين كانت وفية دائماً للعماد ميشال عون وكان هناك نوع من الانتماء لهذا النهج السياسي»، متمنياً «أن تتكامل نتيجة الانتخابات في جزين مع العشاء لدى السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري الذي جمع كل القيادات في لبنان وأن يكونا فاتحة خير لتحقيق حلم معظم اللبنانبين بأن يصبح العماد عون رئيساً للجمهورية الذي لديه القدرة على جمع اللبنانيين مع بعضهم البعض حول طاولة مستديرة لحل مشاكلهم خارج العصبيات الطائفية والمذهبية والانانيات والمحسوبيات السياسية».
وعن علاقته المستقبلية بالرئيس نبيه بري قال أبو زيد «بحكم انتمائي لجبل الريحان الذي يضم اخواننا الشيعة فهم يعتبرون ان هذا الشخص المرشح هو ابن البيئة الخاصة بهم بدون النظر لخطه السياسي، وهم يعتبرون ان هذا الشخص هو ممثلهم، هذا على مستوى الناس. اما على المستوى الشيعية السياسية فأخذت تأييد حزب الله كوني مرشح التيار الوطني الحر، وحتى هذه اللحظة لا استبعد ان أنال اصواتاً من حركة أمل، وقد سمعت ان رئيس مجلس النواب نبيه بري أرسل موفدين لآل عازار لعدم خوض المنافسة، لان الفترة المتبقية لولاية المجلس هي عام واحد ولا حاجة لتوتير الاجواء، وآمل ان أكون جسر تواصل بين الجميع لتحقيق كل ما تحتاجه جزين».
وكان رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون دعا «المواطنين إلى التوجه لصناديق الاقتراع لإبداء رأيهم»، في الانتخابات النيابية الفرعية في جزين والانتخابات البلدية في محافظتي الجنوب والنبطية.
وشدد على «ضرورة أن تكون الكثافة قوية خصوصاً في جزين»، داعياً «أبناء القضاء القاطنين خارجه في بيروت والمناطق الأخرى، إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع، إذ لا يجوز أن نترك هذه المناسبات التي تمرّ في حياتنا، وتنطوي على إمكان إحداث تغيير، أو انتقاء السلطة التي نريدها، سواء كانت بلدية أم نيابية».
وأضاف «لذلك نكرر عليهم ان يتوجهوا للقيام بواجبهم الانتخابي»، آملاً في أن «تكون المنافسة رياضية، ونموذجاً تحتذي به المناطق التي تشهد أعمال شغب ومشاكل. وأن تكون انتخابات نظيفة من الناحية المالية».
وكذلك دعا عون «أهالي مغدوشة وقضاء الزهراني القاطنين خارجهما، إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع والقيام بواجبهم الانتخابي».
ووجّه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع نداءً إلى أهالي جزين دعاهم فيه إلى الإقتراع الكثيف وبالأخص في بلدة جزين، آملاً في أن تسفر هذه الإنتخابات عن مجالس بلدية منسجمة، فعّالة، متطوّرة، تستطيع تحقيق الإنماء والإعمار.
وشدد في ندائه على محازبي «القوات» المشاركة بكثافة لأن الإنماء من سلّم أولويات حزب «القوات اللبنانية»، متوجّهاً لهم بالقول «لا تنسوا صحيح نحنا وقت الخطر قوات لكننا في وقت السلم الإيد لـ بتعمّر نحنا».
اما حزب الكتائب اللبنانية وفيما أوضح «أن أخلاقياته السياسية لا تسمح له بخوض انتخابات خاصة في حال وفاة»، وبعدما تردّد أن الكتائب تتجه لتأييد الوفاق حول شخص المرشح امل ابو زيد فقد لوحظ أن مناصري الكتائب في جزين كانوا يوزعون أوراقاً مؤيدة للمرشح المنافس ابراهيم عازار.
وعلى الخط الساحلي، جرت انتخابات حامية بين لائحتين إحداها مدعومة من النائبة بهية الحريري والرئيس فؤاد السنيورة والدكتور نزيه البزري وأخرى مدعومة من التنظيم الشعبي الناصري.
وتعتبر معركة صيدا من أقوى المعارك قياساً بما جرى في بيروت وبهدف سد الثغرات التي رافقت العملية الانتخابية في العاصمة حيث ذهبت نسبة لا بأس بها من الاصوات للائحة المنافسة للائحة البيارتة المدعومة من الرئيس سعد الحريري.
وأكدت أوساط لائحة محمد السعودي المدعومة من السنيورة والحريري أن المعركة في عاصمة الجنوب هي معركة أرقام ولتأكيد تأييد المدينة لمسيرة الانماء وقصة النجاح.
واضافت أن صيدا ستسجل بالدرجة الأولى فارقاً من حيث الهدوء والاستقرار الأمني الذي يواكب هذا الاستحقاق، والذي رافق الأسابيع القليلة التي سبقت يوم الانتخابات، وهو أمر يُسجل للقوى الأمنية والعسكرية في المدينة التي نجحت في توفير الأجواء الأمنية الملائمة ليدلي المواطنون بأصواتهم بحرية واطمئنان وثقة، كما يُسجل للقوى السياسية التي نجحت في عدم الانجرار لأي سجال أو احتقان من شأنه أن ينفس في الشارع توترات أمنية تؤثر على العملية الانتخابية بأي شكل من الأشكال.
وفي حارة صيدا ذات الأغلبية الشيعية حصل تلاسن وتشابك بالأيدي بين مسؤول «حركة أمل» ومرافقيه أمام مركز بلدية حارة صيدا ورئيس البلدية الحالي ومناصريه ما استدعى تدخل من الجيش لحل الاشكال.
وكالعادة كانت جولة لوزير الداخلية نهاد المشنوق على كل اقضية الجنوب والنبطية وهو أعلن من جزين تعليقاً على الاتهامات بدفع الأموال والرشاوى «نتابع موضوع الرشاوى وهو محدود جداً ويُعالج فوراً والشكاوى التي تأتي إلى غرفة العمليات في وزارة الداخلية تتمّ معالجتها فوراً».
وقد أكد المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية والبلديات في بيان ان نسبة الإقتراع في محافظة لبنان الجنوبي والنبطية وصلت إلى إلى 22,37 في المئة حتى الأولى من بعد ظهر أمس الاحد وتوزعت على الشكل التالي: قضاء صيدا : 19 %. قضاء قرى صيدا: 28 %. قضاء جزين: 33 %. قضاء بنت جبيل: 20 %. قضاء صور: 14.5 %. قضاء مرجعيون: 17.5 %. قضاء حاصبيا: 26.5 %. وأخيراً قضاء النبطية: 20.5 %.