إيران تبعث رسالة للرئيس عباس والسلطة ترفض كشف محتواها… وعريقات يهدد: لن نصمت على هجوم طهران وسنتخذ موقفا دبلوماسيا

حجم الخط
2

غزة ـ «القدس العربي» : كشف دبلوماسي فلسطيني عن تلقي الرئيس محمود عباس رسالة من القيادة الإيرانية، وذلك في خضم حملة الانتقادات والاتهامات التي وصلت لحد القذف والذم، التي سارع إليها مسؤولون كبار في طهران، عقب لقاء الرئيس زعيمة المعارضة الإيرانية في باريس مريم رجوي، وذلك عقب تهديد القيادة الفلسطينية باتخاذ «موقف دبلوماسي» حال لم تتلقَ اعتذاراً دبلوماسياً من الحكومة الإيرانية.
وكشف السفير الفلسطيني في باريس سلمان الهرفي في تصريحات لوكالة «معا» المحلية، أن القيادة الإيرانية بعثت رسالة إلى الرئيس محمود عباس من خلاله.
وقال إنه تلقى الرسالة من السفير الإيراني لدى باريس والذي بدوره طلب نقلها للرئيس عباس.
وأوضح السفير الفلسطيني لدى فرنسا أن الرسالة وصلت الرئيس، وأنه سيتم الرد عليها قريبا، لكنه رفض الكشف عما احتوت من مضمون.
وجاءت الرسالة بعد هجوم حاد شنه مسؤولون إيرانيون كبار على الرئيس عباس، عقب لقائه زعيمة المعارضة مريم رجوي.
وانتقد بحدة محسن رضائي أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، الرئيس عباس، وقال في تعقيبه على اللقاء بين الرئيس ورجوي إنه «التقى عنصرا فاشلا آخر، ويحاول دعم زمرة المنافقين ضد الجمهورية الإيرانية».
ونقل عنه القول «سنكسر قدم كل من يتخذ أدنى خطوة ضد الشعب الإيراني».
فيما قال مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام، في هجومه على الرئيس عباس بعد اللقاء «هناك خط نفاق يعادي الثورة الإسلامية منذ انطلاقتها، وهو ما نراه مستمراً إلى اليوم».
وأضاف حسب ما نقل عنه «هذا «الخط النفاقي يجمع كل العناصر المدعومة من أمريكا والكيان الصهيوني».
وهاجم الرئيس عباس شخصيا واتهمه بالعمالة لصالح جهاز المخابرات الأمريكية، وقال «تصرفاته على مدى العقود اللاحقة أثبتت ذلك».
وعقب هذه الانتقادات الحادة هدد الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أنه في حال لم تتلقَ القيادة الفلسطينية اعتذاراً دبلوماسياً من الحكومة الإيرانية، فإنها بصدد اتخاذ «موقف دبلوماسي من شأنه تعكير الأجواء بين الجانبين».
ولم يحدد خلال تصريحاته الصحافية الموقف الذي ستتخذه القيادة الفلسطينية، في ظل توقعات بسحب منظمة التحرير ممثلها من طهران.
وأكد عريقات في تصريحات صحافية أن القيادة الفلسطينية «تتابع بقلق» الهجوم الحاد الذي شنه مسؤولون إيرانيون على الرئيس عباس، مؤكدا أن الرئاسة الفلسطينية ومنظمة التحرير «ترفضان مثل هذا التطاول على قيادة الشعب الفلسطيني».
وشدد على أن القيادة الفلسطينية «لن تصمت طويلاً على مثل هذه التصريحات»، مطالباً الحكومة الإيرانية بتقديم الاعتذار.
وأشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتطاول فيها مسؤولون إيرانيون على شخصيات من السلطة الفلسطينية، بيد أنها الأولى في توجيه اتهامات شديدة اللهجة للقيادة.
وأضاف «منظمة التحرير والرئاسة لن تقف متفرجة أمام تلك التصريحات».
ودافع عن لقاء الرئيس برجوي، وقال إنه لا علاقة له بالشأن الإيراني الداخلي، وإنه لم يتطرق لبحث أي من القضايا الإيرانية خلال اللقاء.
وقال إن القيادة الفلسطينية تسعى دوماً إلى نسج علاقات جيدة مع كافة القوى الإقليمية والعالمية وحركات التحرر في كافة أنحاء العالم.
وكانت حركة فتح ردت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس بشدة على الهجوم الإيراني، وقالت إن الهجوم «يثبت فظاعة دور القائمين على خدمة المشروع الصهيوني بحملاتهم المنظمة على رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية، وعلى القضية الفلسطينية».
واتهم هؤلاء بأنهم «لعبوا وسعوا وما زالوا لتدمير وتخريب الصف الفلسطيني، و تعميق الانقسام، وشجعوا طرفا على آخر من أجل اكتساب مواقع متقدمة لمصالحهم».
ورفض تبريرات إيران بالقول إنها تعمل لصالح فلسطين، وقال إن أهدافها «لا علاقة لها بالقدس». وحذرت حركة فتح في سياق هجومها على إيران من المساس بالرئيس عباس الذي قالت إنه يمثل «ضمير الشعب الفلسطيني»، وأكدت أن الرئيس «خط أحمر لن يسمح لأحد الاقتراب منه بالإساءة أو التشكيك بإخلاصه للشعب الفلسطيني الذي انتخبه».
واتهمت فتح القيادة الإيرانية بأنها «عملت وما زالت تعمل على إحلال الدمار والموت والحروب الأهلية الداخلية والفتنة المذهبية في كل بلد عربي استطاعت الوصول إليه».
يشار إلى أن الرئيس عباس استقبل قيل مساء السبت، في مقر إقامته في العاصمة الفرنسية باريس، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الخارج مريم رجوي.
وأطلعها على تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا ما يخص القضية الفلسطينية، إضافة إلى المبادرة الفرنسية.
واستمع خلال اللقاء من رجوي إلى شرح حول مؤتمر المعارضة الإيرانية السنوي الذي عقد مؤخرا في العاصمة الفرنسية باريس.
وبالأصل لا تتمتع القيادة الفلسطينية بعلاقات طيبة مع النظام الإيراني، وكثيرا ما اتهم مسؤولون فلسطينيون في أوقات سابقة إيران بتقديم الدعم لحركة حماس، من أجل إطالة عمر الانقسام الفلسطيني الحاصل على الساحة الفلسطينية.
ورغم الخلافات القائمة زار الرئيس عباس طهران في عام 2012، لحضور اجتماعات دول عدم الانحياز، حيث استضافت وقتها إيران هذه الاجتماعات.
وكان وفي الأصل أوفد العام الماضي أحد مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية إلى طهران، لبحث أزمة اللاجئين الفلسطينيين المحاصرين في مخيم اليرموك في سوريا، لما لطهران من علاقة قوية مع النظام السوري.
وبعد الزيارة قال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية إن الرئيس عباس سيزور العاصمة الإيرانية طهران لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، غير أن هذه الزيارة لم تتم. وقال وقتها إن زيارته تركز على بحث فتح الآفاق، وإعادة تصحيح وتصويب العلاقات الفلسطينية مع إيران وتطوير العلاقات الثنائية.

إيران تبعث رسالة للرئيس عباس والسلطة ترفض كشف محتواها… وعريقات يهدد: لن نصمت على هجوم طهران وسنتخذ موقفا دبلوماسيا

أشرف الهور

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مراقب.المانيا:

    يعني كما يقال بالعامية .الرئيس عباس ((شو بدو بالشغلة هيدي.ناقصو وجع رأس ))…من خلال المؤتمر الأخير للمعارضة الإيرانية.كان واضحا أن هناك سياسة واستراتيجيا.جديدة يقوم بها العرب تجاه إيران .أي الدعم القوي للمعارضة ضد طهران.في فلسطين الوضع يختلف عن باقي الدول العربية .لأنها قضية وطنية اسلامية بامتياز .نحن طبعا نرفض رفضا باتا أن يكون هناك نقد ضد السلطة الفلسطينية بطريقة غير ديبلوماسية. الزعيم الراحل عرفات كان يطبق سياسة .الكثير من الأصدقاء والقليل من الأعداء .رحمه الله.

  2. يقول ماهر:

    نعم أخي المراقب من ألمانيا. لكن المشكلة أن هذا النظام وما يدعى بالجمهورية تصرفاتها كالأطفال وكما كنا عنما كنا طلاب في الصفوف المتوسطة وليس حتى الثانوية. نظام فوضوي لا احترام لذاته ولا علاقاته الدبلوماسية ولا تقدير ولا وزن للأفعال ورد الأفعال، تماما كالأطفال. مسكين الشعب الإيراني.

إشترك في قائمتنا البريدية