لم يترك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خيارا للرئيس الإيراني حسن روحاني إلا الانخراط في حملة التعبئة التي قادها بنفسه الولي الفقيه سيد علي خامنئي وهو يرد على تهديدات ترامب وهو يقول إن الرد على هذه التهديدات سيكون في مظاهرات الذكرى 38 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران.
فقد عبر روحاني بوضوح عن موقف لا يمكن لرئيس غيره أن يتخذه إزاء السياسة الأمريكية التصعيدية، خصوصاً هذه الأيام حيث تحتفل إيران بذكرى انتهاء حكم الشاه الذي كان متهماً بالتبعية الكاملة لواشنطن، وذلك بثورة الحشود البشرية، وهو الطابع الذي ميز استراتيجية الجمهورية الإسلامية في الدفاع خلال فترة الحرب المفروضة عليها من قبل رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين والذي قال عنه الإمام الخميني حينها إن يده امتدت لإيران ليشن الحرب عليها، من أكمام أمريكا.
وقال «الإيرانيون سيجعلون الولايات المتحدة تندم لاستخدامها لغة التهديد» مشيراً إلى أن «مشاركة الإيرانيين الواسعة بمسيرات إحياء ذكرى انتصار الثورة الإسلامية تشكل رداً على التصريحات الخاطئة لزعماء البيت الأبيض».
وجاءت تصريحات روحاني بعد يومين من غمز قوي من خامنئي لسياسة روحاني «المعتدلة» تجاه الغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً بقوله إن «العقلانية في ظل الاعتماد على الشيطان الأكبر والقوى المادية ستؤدي إلى السراب فقط».
لكنه عرف كيف يستثمر الجو العام في البلاد لصالحه في ضوء تعثر قرار ترامب بشأن منع الإيرانيين من الدخول إلى الولايات المتحدة، وترك الباب موارباً لفتح قناة اتصال غير مباشرة مع ترامب وإدارته الجديدة، من خلال الايعاز قبل ذلك إلى وزارة الخارجية لتطلق تصريحاً أشبه برسالة إلى ترامب بقول المتحدث باسمها بهرام قاسم يوم الاثنين الماضي إن «الحكومة الأمريكية لا تزال في مرحلة عدم استقرار، وإن تصريحات ترامب متضاربة»، وأضاف: «ننتظر لنرى كيف ستتصرف الحكومة الأمريكية في عدد من القضايا المختلفة على الساحة الدولية كي نقيّم توجهها».
وفي خطوة تهدئة واضحة بشأن تجربة الصواريخ الباليستية التي تكررت مرتين منذ تسلم ترامب الرئاسية قال بهرامي «إن التجربة الصاروخية ليست رسالة موجهة إلى الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أو لجس نبضه، لأن المسؤولين الإيرانيين باتوا يعرفونه جيدًا بعد سلسلة من التصريحات» مضيفًا: «لا توجد حاجة إلى اختبار السيد ترامب؛ لأننا سمعنا آراءه بشأن قضايا مختلفة في الأيام الأخيرة… نعرفه جيداً».
وبدا واضحاً أيضاً أن المزاج الشعبي الإيراني ينسجم تماماً مع ما يريده روحاني رغم شكوك المرشد، بشأن الاستمرار في ممارسة سياسة عقلانية تجاه الولايات المتحدة عندما رفع المتظاهرون في مسيرات ذكرى الثورة شعار الموت لأمريكا إلى جانب شعار «نرحب بالشعب الأمريكي في إيران» ليمنحوا الرئيس ترامب فرصة مراجعة سياسة إدارته مع بلادهم خصوصاً وأن المتضررين من قراره بشأن دخول الإيرانيين إلى الولايات المتحدة هم الإيرانيون في الولايات المتحدة نفسها ومعظمهم موال للغرب، ومن غير الموالين بالضرورة لنظام الجمهورية الإسلامية.
ضغوط على روحاني
وخلال الأيام الماضية منذ تسلم ترامب الرئاسة، يتعرض روحاني، والاصلاحيون الذين أيدوه، إلى هجمة شرسة من قبل التيار الأصولي المتشدد والذي يصف الرئيس وأنصاره بالمنبهرين بالغرب، ويطالبونه بالتالي بالتخلي عن نهج حكومته المعتدل، وأن يتخذ سياسات متشددة تجاه واشنطن، والعودة كما يقولون إلى النهج «الثوري» لمواجهة الولايات المتحدة وحلفائها.
والملاحظ أن الصحف الإيرانية حذرت حكومة روحاني من الانجراف خلف من وصفتهم بالمحرضين من التيار الأصولي وتجنب إعطاء أي ذريعة للإدارة الأمريكية.
وفي هذا السياق كتب السفير الإيراني السابق في الصين حسين ملائك في صحيفة «اتفاقية» أن على الحكومة الإيرانية أن تركز على علاقاتها مع روسيا فيما هي تواجه الحكومة الأمريكية الجديدة، هذا في الوقت الذي نشهد فيه بوادر حول مساعي ترامب من اجل إعادة النظر في علاقة بلاده بروسيا، وتعيينه وزير خارجية لديه علاقات جيدة مع روسيا، الأمر الذي دفع الروس في إعادة التفكير في علاقاتهم مع الولايات المتحدة واتخاذ نهج أكثر عقلانية مع أمريكا بحسب وصف الكاتب.
ويشير الكاتب أيضا إلى أن كلاً من إيران وروسيا اتخذا لهما شركاء استراتيجيين لكن بأولويات مختلفة، وهما ترغبان في إعادة النظر في تلك الأولويات والطريقة المثلى حسب رؤية كل جانب. ويعتقد الكاتب أن إدارة تلك العلاقات بشكلها الجديد خصوصا بعد مؤتمر «أستانة» الذي مهد الطريق كما يبدو لحضور أكثر نشاطاَ للولايات المتحدة في الأزمة السورية.
وتوقع ملائك أن السياسات الجديدة لحكومة ترامب على الصعيد الداخلي والخارجي على حد سواء قد تدفع المجتمع الأمريكي للدخول في صراعات داخلية، وفي مجال السياسة الخارجية قد يشجع الدول الحليفة للتقوقع خلف ستار سياسات أكثر تشددا، والدفع بتلك الحكومات لردود فعل غير مدروسة.
وتلتقي مسارات الصراع الإيراني الأمريكي عند عدة محاور، «أول تلك المواجهات تتلخص في البرنامج الصاروخي الإيراني والتي قد تسلك مسارات غير متوازنة. كما أن الأزمة اليمنية وعلاقات الجانبين بالمملكة العربية السعودية قد تدفع بالأمور نحو الاسوأ. وحول الأزمة السورية سنجد أن الأمور تسير نحو انفراج محتمل».
ويختم الكاتب مقاله قائلاً:»ان الملف الإيراني هو ما يقرب الجمهوريين والديمقراطيين ويجمعهم على رأي واحد، وعلينا ان لا نسمح لأي مصالحة داخلية في عهد ترامب أن تتم على حساب مصالح إيران القومية، والأهم أن تمنع إيران حدوث أي تقارب روسي أمريكي على حسابها».
سد الذرائع
ولأن في إيران من يعتقد أن خطر ترامب على البلاد جدي، وأن من يحكم حاليا البيت الأبيض أطلق رصاصة الرحمة على أحلام الرجل الكبير في تاريخ أمريكا مارتين لوثر كينج، الذي قال: أنا أحلم بيوم ينهض به هذا البلد وأن تحيي معتقداته بشكل حقيقي. وأن تُظهر حقيقة أن البشر خلقوا بحقوق متساوية وأن تكون هذه حقيقة، فقد كتب محمد تقي فاضل ميبدي في صحيفة «شرق» أن الساسة الحاليين في أمريكا الذين وصلوا للسلطة بأقل من 30 في المئة من أصوات الشعب الأمريكي، يعتبرون أن الشعارات العنصرية باتت من شعاراتهم الرئيسية في القرن الحادي والعشرين.
ويرى الكاتب وهو يمثل طيفاً واسعاً من مناصري الرئيس روحاني، أن الساسة الجدد في أمريكا لديهم فكر مشابه للزعيم الألماني النازي هتلر لهذا بات الكثير من المثقفين والنخب والسياسيين غير الحكوميين في أمريكا وأوروبا وباقي دول العالم يشعرون بخطر ما بات يسمى بـ»ترامبيسم»، كما أن على دول الشرق الأوسط، بالأخص الدول الإسلامية ترك خلافاتها والتفكير بمصالح المسلمين أولا ومواجهة السياسات الأمريكية بحكمة واحترام على حرمة الأديان والمعتقدات الأخرى ونبذ العنف، لأن العنف سيجلب العنف وأن لا يسمحوا للبعض بأن يضعوا الإسلام في مواجهة المسيحية ما يمكن الصهيونية من تطبيق حيلهم.
وفي هذا الإطار دعا المناصرون لروحاني إلى «سد الذرائع» وعدم إغضاب رئيس مغرور سلب قدرة توقع المستقبل من الجميع، مشيرين كما نشرت صحيفة «ابتكار» إلى أن مخاوف الشارع الأمريكي والمجتمع الدولي خاصة المجتمع الأوروبي تكمن في ظهور رجل على رأس السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة، لا يمكن التنبؤ بتصرفاته ويرغب في إحداث تغيير ثوري في إطار البنية الأمريكية.
وتضيف الصحيفة «أن الولايات المتحدة تحتاج لذريعة جديدة من أجل تبرير عدائها لإيران. ولهذا السبب فإن على إيران أخذ الحيطة والحذر، وعدم ترك الباب مفتوحا لذرائع شخصية مغرورة كترامب الذي يستند في قوته إلى البحث عن حلفاء شرعيين».
خيارات
أخيراً… ليس لدى طهران سوى خيارين إثنين، أولهما اتخاذ النهج الانتقامي، أي الرد بالمثل وتكرار تصرف ترامب المرفوض، وأن تتعامل من منطلق أن كل مواطن أمريكي هو بمثابة عدو يجب اعتقاله إذا وصل الأراضي الإيرانية.
أما الخيار الثاني فيتمثل في الرد على سياسات ترامب العدوانية والمتطرفة، بضبط النفس والتفكير والتصرف بعقلانية. ويقول الكثير من الخبراء بينهم رئيس مجلس تنسيق السياسات الخارجية ووزير الخارجية الأسبق كمال خرازي أن على الحكومة التحرك على الرأي العام الأوروبي المناهض أو المنزعج من سياسات ترامب، وتفعيل دبلوماسية تقطيع أوصال السياسة الأمريكية العدائية عبر تحريض الخارج عليه.
ويستنتج عقلاء إيران «أن أكبر هدية يمكن تقديمها لترامب هي في أن يرد خصومه في طهران بتصرف غير عقلاني وانفعالي. وهذا ما ينتظره فريق ترامب، ألا وهو سلب الهدوء والعقلانية من متخذي القرار من بين خصومهم».
ويكفي هنا فقط الرجوع إلى تصريحات مستشاريه وبعض أعضاء فريق ترامب، فالكثير من أعضاء الكونغرس والجنرالات غير راضين عن تحسن صورة إيران في المجتمع الدولي، ويعتبرون أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد اقترف خطأ لا يغتفر له عندما شطب اسم إيران من لائحة محور الشر الذي أعده بوش من قبل وأخرجها من القائمة السوداء التي أعدها الكونغرس الأمريكي من قبل.
في وضع كهذا لم يعد لإيران أي خيار سوى أن تحافظ على صورتها كبلد مسالم ومعتدل. ولهذا فإن حفظ صورة إيران متعلقة بالقرارات أو التصريحات التي صدرت من قبل بعض المسؤولين حيال الرد بالمثل ومنع دخول المواطنين الإيرانيين وما يترتب عليه من انطباعات سيئة من الرأي العام العالمي حيال أي قرار يصدر من المسؤولين الإيرانيين.
وإذا ما نظرنا للتطورات الأخيرة، فقد ينظر الإيرانيون إلى ترامب كفرصة ذهبية وأن يحولوه من خطر محدق بنظامهم إلى فرصة ذهبية؛ فهذه الفرصة التي قد تنقذ النظام أمام طبول الحرب التي يقرعها ترامب وفريقه الذي يبني الأسوار بين الأمم، لذا فإن على إيران أن تدعوا للسلام والحوار بدلا من إغلاق الأبواب وحظر سفر الأمريكيين إلى إيران، وإن عليها أن توفر التسهيلات اللازمة واغتنام الفرص الجديدة من أجل التفاعل والتقارب بين الشعبين.
نجاح محمد علي
إيران حلابة البقرة الأمريكية . أمريكا (زرعت) في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن ولبنان ، ومنحت لإيرانها امتيازا حصريا (للحصاد) . أمريكا لا تزرع إلا الشوك ، وإيران لن تحصد العنب ، بل الدموع والجراح والثارات والآهات ودعوات المظلومين عليها !
اي سلام و اي سد ذرائع !! الرئيس الامريكي موقفة واضح اتجاه ايران منذ اعلان ترشحة للرئاسة الامريكية و بعد فوزه ايضا .
لن تكون حرب لأن ترامب مكبل بالقوانيين ولن يعيد تكرار تجربته تجاه المهاجرين
لقد انتهي دورالملالي التخريبي في المنطقه ستففك ايران في عهد ترامب كما تفككت يوغسلافيا
الرءيس الامريكي قوي على الفقراء والمظلومين ويخاف من روسياوالصين اما ايران لا توجد معلومات دقيقه هل هي دوله عظمى نوويه اودوله تقليديه الموقف الامريكي حيران ،هناك مصالح عالميه تلتقي مع ايران حاليا لكن مصالح كل الدنيا في الانهايه سحق ونهايت ايران ،التدخلات الايرانيه خارج ايران سيكون سبب ازالت ايران من خريطت العالم الطريق مسدود وتقارب امريكا روسيا يهدف التسريع في الحرب الااهليه في ايران امس كانت التجربه في المنطقه الخضراء في بغداد ،احترام التام وعدم التدخل في النزاعات الدوليه تضمن فقط سلامت وامن واذدهار الاحبه في ايران .
*مع أني ضد سياسة إيران العدوانية
ف المنطقة العربية ومع ذلك (أمريكا)
ممثلة بالاهوج الأرعن (ترامب ) لن
يشن اي حرب ضدها.
* كلام ترامب كله تهريج ودعاية رخيصة
واضعف من شن حرب أو الدخول
في حرب..
سلام