إيلي الطرابلسي: تجريم التطبيع يخدم إسرائيل ويهود تونس موجودون منذ 2500 عام

حجم الخط
6

تونس – «القدس العربي»: قال إيلي الطرابلسي رجل الأعمال والناشط اليهودي التونسي إن تجريم التطبيع يخدم إسرائيل ولا يخدم القضية الفلسطينية، كما أشار إلى أن علاقة اليهود بإسرائيل «دينية وليست سياسية»، واعتبر أن كره البعض لليهود تحت غطاء معاداة الصهيونية هو «استراتيجية الفكر القومي» الذي قال إنه مات مع رحيل عبد الناصر، مشيراً إلى أن حل القضية الفلسطينية يتلخص في إيجاد آلية للعيش المشترك بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال الطرابلسي (نجل رئيس الطائفة اليهودية في جربة) في حوار خاص مع «القدس العربي»: «تجريم التطبيع يخدم إسرائيل ولا يخدم القضية الفلسطينية، بالعكس سيعطي إنطباعا سيئا أن العرب لا يريدون السلام وستظهر الدولة العبرية كضحية للعنصرية والفكر الفاشي. وفي تونس، هذا القانون هو شعبوي بحت لبعض الأحزاب القومية لتجييش شريحة من المجتمع ضد النظام الحالي».
وأضاف «القضية الفلسطينية ستُحل عندما يتركها العرب جانبا، ويجد الشعبان الإسرائيلي والفلسطيني الآليات للعيش جنبا إلى جنب في إطار الاحترام المتبادل وتكريس ثقافة السلام في الأجيال القادمة. فماذا قدم العرب للفلسطينيين منذ أكثر من 60 سنة إلا المتاجرة بقضيتهم؟».
وكان الإعلامي زياد الهاني تعرض لانتقادات عدة بعدما دعا إلى عودة اليهود التونسيين في إسرائيل إلى بلدهم الأصلي، مشيرا إلى أن تجريم التطبيع مع إسرائيل يضر بمصالح تونس في العالم.
وعلّق الطرابلسي على ذلك بقوله «زياد الهاني مشكور على هذه المبادرة ولكنها جاءت متأخرة، لأن غالبية المهاجرين اليهود تركوا مكانهم لأجيال لا تنوي الهجرة مرة أخرى إلى أنظمة سياسية تتآكل من الداخل وتدمر نفسها بنفسها وتبيع ذمتها للأجنبي. تونس اليوم تعيش أزمة سياسة نتيجة النظام البرلماني الذي يؤسس لأمبراطورية الفساد».
وكان حزب تونسي يُدعى «حركة الربيع العربي» حذّر قبل مدة من تحول جزيرة جربة إلى «فلسطين جديدة» بسبب ما تشهده من موجة كبيرة في شراء الأراضي من قبل اليهود والأجانب، وهو ما عرّضه لموج من الانتقادات.
وقال الطرابلسي «حركة الربيع العربي لا تعرف أن اليهود التونسيين موجودون في جربة منذ أكثر من 2500 عام. وهم مواطنون يحق لهم شراء قطعة أرض متى أرادوا. بالعكس، إذا فعلو ذلك فهي إشارة إيجابية لعدم تفكيرهم في النزوح إلى إسرائيل أو لدولة أوروبية».
وأضاف «الكره لليهود تحت غطاء معاداة الصهيونية هو استراتيجية الفكر القومي الذي مات مع رحيل عبد الناصر، ونحن نعيش اليوم في عالم مواقع التواصل الإجتماعي والتكنولوجيا المتطورة، والتطبيع (موجود الآن) في كل المجالات حتى مع أعداء العرب الإفتراضيين. وعلاقة اليهود بإسرائيل هي علاقة دينية وليست سياسية والقدس ذكرت العديد من المرات في التورات، فهل ننكر ذلك لكي يرضوا علينا؟».
وحول دعوة سيمون سلامة، المرشح للانتخابات البلدية، اليهود التونسيين في العالم إلى العودة لبلادهم والاستثمار فيها، قال الطرابلسي «سيمون سلامة هو مرشح حزب سياسي ترأس قائمة في الإنتخابات البلدية القادمة، وبالتالي من واجبه أن يبعث رسائل إيجابية للعالم وخاصة للوبي اليهودي بالاستثمار في تونس لتحريك الاقتصاد المتعثر. وهذا يخدم كثيراً التقارب بين الأديان وتكريس ثقافة التسامح في تونس والعالم».
وكان بعض رجال الدين المعارضين مبدأ المساواة في الميراث كبشير بن حسن ومنير الكمنتر، دعوا السلطات التونسية لتطبيق هذا المبدأ على المواطنين اليهود، قبل محاولة تطبيقه عى المسلمين، على اعتبار أن المرأة اليهودية لا ترث.
وعلّق الطرابلسي على ذلك بقوله «الديانة اليهودية والإسلام متقاربان كثيرا في مسألة الميراث، ولكننا – في الوقت نفسه- نعيش في دولة مدنية يحكمها دستور وقوانين، بحيث أن الالتجاء للنصوص الدينية هو شخصي ولا يمكن فرضه على المجتمع، فإنسان هذا القرن مختلف عن إنسان زمن موسى ومحمد، والديانات السماوية تعتبر أن الرجل هو الذي يعمل والمرأة تعيش تحت غطاء الزواج وبالتالي لا يمكن لها أن ترث».
وأضاف «غالبية اليهود وجدوا الثغرة في النص الديني وهي أن الأب يُهدي للأنثى حصة من الإرث قبل الوفاة، سواء في شكل مال أو أرض أو مشروع، وهذا حلال وفي معظم الحالات نتفادى المشاكل الي يمكن أن تحصل بعد وفاة الأب. فما دخل رجال الدين المسلمين في نظام الإرث عند اليهود؟ وهل هو موضوع مفتعل للإنتخابات البلدية القادمة؟».
وكان بعض السياسيين ورجال الدين اقترحوا وضع قانون خاص للميراث يتيح للرجل اتباع الأسلوب الذي يفضله في موضوع الإرث (المساواة في القسمة أو اتباع أحكام الشرع).

إيلي الطرابلسي: تجريم التطبيع يخدم إسرائيل ويهود تونس موجودون منذ 2500 عام
قال لـ«القدس العربي»: إن كره اليهود تحت غطاء معاداة الصهيونية استراتيجية قومية اختفت برحيل عبد الناصر
حسن سلمان:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فلسطين:

    اليهود منذ ٢٥٠٠ سنة. يعني لهم حق تاريخي في تونس و على دولة يهود ان تمتد الى تونس و تضمها، و أيضا مصر و الاردن و سوريا و العراق و باقي المغرب العربي.
    وجود اليهود في اي بلد لا يعني ان من ينكر وجود دولة اسرائل ينكر وحود اليهود تاريخيا في مكان ما و انما ينكر وجود دولة اسرائل فحسب. لأن دولة اسرائل مشروع استعماري يستخدم اليهود و اليهودية لخدمة قوى الشر حتى ابت اليهود جزءا من هذا المشروع الاستعماري البغيض.
    فاليهود لم يهنئوا في بلد كما كما عاشوا في ظل دولة الاسلام. و التاريخ يشهد.

  2. يقول بالمرصاد:

    تبقى الصهيونيه العدو الاول للفلسطينيين و خطرا على المنطقه العربيه. كل صهيوني اذا كان يهوديا ام لم يكن هو نفس العدو. كل يهودي ينكر الصهيونيه علنا و يتنصل من جريمتها ضد فلسطين و بذلك لا يدعم المسماه اسرائيل اغتصابا لفلسطين يعامل كأي شخص عادي. ليس لاساميا من يشجب الصهيونيه فهي مشروع سياسي استعماري عنصري غرضه طرد الفلسطينيين و اقامة دوله يهوديه و يثابر على التوسع و الاغتصاب و اختراق الاشخاص و المؤسسات و الدول تحت ستار الديانه اليهوديه و قد يكون السيد الطرابلسي نفسه هو ضحية هذا الخداع سهوا او حتى عمدا ! اليهود الشرقيون عاشوا مع العرب كمواطنين مثلهم مثل غيرهم على مر العصور و لم نسمع او نقرأ انهم كانوا يريدون انشاء دوله و طرد شعب من ارضه. الشعب الاسرائيلي الذي يتحدث عنه يسكن اغتصابا ارض العرب و محى ٦٠٠ قريه و بلده فلسطينيه من الوجود و يغتصب القدس و الحبل على الجرار و يقتل يوميا الفلسطينيين و في نفس الوقت يخنقهم بالتطبيع. كن يهوديا يا سيد طرابلسي كما شئت و لكن لا تطلب مني السلام اذا كنت صهيونيا. فهمت ؟

  3. يقول تونسي ابن الجمهورية:

    مواطنى العزيز ايلى طرابلسي اتفق معك تماما فى ما يخص مشاريع القوانين الشعبوية و التى لن تمر لانها تضر بمصالح تونس و التونسيين و لا تضيف شئ للفلسطينيين …..نحن ساعدنا الفبسطنيين بامكانيتنا المحدودة يوم وقع طردهم من بيروت و خرجوا من تونس مرفوعى الرأس و بإرادتهم و علر راسهم الزعيم الراحل عرفات و الساعر الكبير محمود درويش …..خلافا لبعض دول الشعبوية القومجية التى عانى و مازال يعانى فيها و منها الفلسطينيين ..يعنى نحن لا نقبل دروس من أحد فى هذا المجال …
    بخصوص المساواة فى الميراث انت قلت ذالك جيدا نحن فى دولة علمانية مدنية و الكل مهما كان معتقدهم يكونون تحت سقف القانون و المساواة يجب أن تفرض على الجميع مسلمين يهود او هندوس…..الدين مسألة شخصية و يجب أن تبقى فى المنزل ….و بالطبع كل واحد حر ان يهدى ماله قبل مماته إلى من يريد ….
    اليهود التونسيين لا يحتاجون لإثبات تونسيتهم هم من أصل هذه البلاد مثلهم مثل غيرهم منذ اكثر من 3000 سنة و هم ملاك هنا و ليسوا من الكراء …. ووطنيتكم لا تحتاج الى اثبات …..و اقول دائما تونس من غير يهودها ليست تونس ….و اتمنى ان كل اليهود الذين هاجروا لسبب او لآخر ان يعرفوا ان الجنسية التونسية لا تسقط بالتقادم و تونس اليوم دولة ديمقراطية مفتوحة لجميع أبنائها مهما كان معتقدهم أو لونهم ….تحيا تونس تحيا الجمهورية

  4. يقول المغربي-المغرب:

    عجيب ان يقول الحق رجل ينتمي لديانة اخرى…في الوقت الذي تجد اصحاب الدين نفسه ومنهم معممون يلوون لسانهم باشباه الجمل…حرصا على عواطف المستغربين الذين يؤمنون بان الشمس تشرق من باريس وتغرب في بوردو…لقد قالها الرجل واضحة بان اللجوء الى النص والحكم الديني مسالة مرتبطة بقناعة الشخص….وايمانه…وان غالبية اليهود وجدوا ثغرة داخل شريعتهم ..اي القياس والاجتهاد… تسمح لهم بمنح الانثى جزءا من الميراث في حياة المورث…، جميل جدا…واجمل منه ان تقسيم الارث في الشريعة الاسلامية يتضمن جوانب متعددة… احداها فقط تتعلق بتقسيم التركة بعد الوفاة…بينما تشمل الاخرى الوصايا بانواعها ..والهبات والتبرعات وهي كثيرة ..والتمليك وهو مجال متسع جدا…..اي ان هناك الف طريقة للتوفيق بين المقتضيات الدينية وانصاف الانثى التي تتطلب وضعيتها ذلك…بل وحتى التحكم في مصير الارث من طرف صاحب التركة واعتبار ارادته بعد موته….ولكن الاشكال الحقيقي يكمن في ان بعض الناس وهم قلة القلة يريدون محو النص الديني والتحجير بقوانين الاقلية على قناعات الناس واعتقادهم ..تحت مسمى شعارات يستعملونها للاستهلاك…، احيي المواطن التونسي ايلي الطرابلسي على صراحته وثبات موقفه من مرجعيته الايمانية…رغم اختلافي معه في مسالة الصهيونية واليهودية…واشير الى ان التنظيم القضاءي في بلدي المغرب الذي يعطي فيه اليهود مكانة كبيرة لمؤسسة امارة المؤمنين..يمنح لليهود المغاربة الحق المطلق في تحكيم الشريعة الموسوية في مجال الاحوال الشخصية ومنها قضايا الميراث الذي يتشبت اليهود عندنا بالرجوع الى دينهم فيها…وتسند مسالة النظر فيها وجوبا الى قاضي يهودي يتمتع بكل الاعتبارات القانونية والمادية والوظيفية التي تنطبق على كافة القضاة المغاربة…وشكرا.

    1. يقول تونسي ابن الجمهورية:

      انا اتصور انه فى إمارة المؤمنين تطبق الشريعة كل الشريعة و الثوابت كل الثوابت و المسلمات كل المسلمات ….و لا يقع النظر بالمرة إلى شروق باريس و غروب بوردو …..الله المستعان واصلوا ….تحيا تونس تحيا الجمهورية

  5. يقول محمد العربى طرابلس:

    اما اليهود اللى فى تونس جلبتهم فرنسا معها الى تونس ولاتنطلى هذه القصص والتحايل حتى امريكا يقولون ان الهنود الحمر يهود
    مع ان الهنود الحمر اصلهم من اسيا وهاجرو الى القطب الشمالى وعبرو الى كندا وامريكا لكن اليهود مصرين على اداعائهم
    ما هو الفرق بين يهودى وعبرى
    الاصل هم العبرانيون واللغه العبريه واليهوديه هى ديانه وليس كل العبرانين دخلو اليهوديه لان كثير منهم لم يسلم لاى نبى
    وقاتلو الانبياء
    مثل العرب ليس كل العرب مسلمين
    الخلاصه الان فلسطين تم اغتصابها وهاجر اليها من كل الدول العربيه اليهود الذين كانو يعيشون جنب الى جنب مع العرب المسلمين
    ولم يلحق بهم اى مكروه لمئات السنين
    والذى هاجرو نسو حسن المعامله وكرم المسلمين العرب وشاركو المهاجرين من اوربا فى قتل الفلسطينين وسرقة اراضيهم وتهجيرهم
    الى خارج فلسطين
    ومؤرخين اليهود يعترفون بذلك ويقولون كنا نستفيد من كرم العرب فى النهار نزورهم ونعرف كل المعلومات عنهم وفى المساء نغدر بهم
    ونهجرهم من قراهم والذى يرفض يقتل
    على اخواننا فى تونس اخذ الحيطه والحذر وتونس الان مضطربه وفرنسا لها اطماع فى تونس ولديها عملاء تمولهم للفوز بالانتخابات
    حتى تكسب مفتاح القرار فى الدوله التونسيه
    ندعو الله ان يحمى تونسى من طمع اليهود وغيرهم

إشترك في قائمتنا البريدية