ابنة القدس رندة الخالدي: امرأة لا تنضب!

حجم الخط
25

حين أهدتني رندة الخالدي روايتها الصادرة مؤخراً عن «دار بيسان» ـ 304 صفحات ـ تحت عنوان جذاب: «سيرة غير بطولية» خفت ألا تعجبني، وقررت انني لن اسمح لأي (لغم محبة) ان يطيح بموضوعيتي الأدبية. فقد كانت رندة الخالدي استاذتي في الجامعة. وكم كنت سعيدة حين أنجزت قراءة الرواية ووجدتني امام عمل ادبي مميز.

أهي «سيرة غير بطولية» حقاً؟

عنوان الرواية «سيرة غير بطولية» لا ينطبق على سيرة رندة التي أبدعت في حقل التدريس الجامعية، وفي الدفاع عن القضية الفلسطينية كابنة للقدس من أم لبنانية ـ وخريجة جامعة (أوكسفورد) إلى جانب (الزمالة) من جامعة (هارفرد) ومديرة مكتب الجامعة العربية في نيويورك لفترة وعضو في الاتحاد النسائي الفلسطيني وفي وفد فلسطين إلى دورة الجامعة العامة للأمم المتحدة…

أعادت نزار قباني طالباً!

تعارفت معها كأستاذة لي في (الجامعة السورية) ـ أي جامعة دمشق اليوم ـ ولعلها كانت اول أستاذة امرأة في تلك الجامعة، فوجئت حين دخلتُ إلى الصف ووجدت الأستاذ الواقف على المنبر شابة جميلة تكاد تقارب تلاميذها سناً… وانها والأهم من ذلك تقوم بالتدريس بطريقة جذابة عميقة آسرة وجمالية تدريسها شاع خبره وانتسب إلى الجامعة يومئذ حتى بعض الخريجين الذين حضروا صيفها بعدما ضجت دمشق بذلك (الحدث) الجديد… وصار من تلاميذها مثلاً الشاعر نزار قباني.
وعملت رندة دائماً في حقل خدمة القضية الفلسطينية وفي روايتها نجد بطلتها في العاشرة من العمر حين اضطرت واسرتها لمغادرة القدس تحت وطأة هجوم المحتل الإسرائيلي عام 1948، وربما في نبذة لها صلة بسيرتها الذاتية؟
عاشت رندة الفلسطينية في الغرب فترات لكنها ظلت فلسطينية/سورية/لبنانية (حيث أقامت ايضاً في دمشق) ثم في بيروت ـ فأمها هي الأديبة اللبنانية الرائدة عنبرة سلام شقيقة رئيس الوزراء السابق صائب سلام (والد الرئيس ايضاً تمام سلام).
وذلك كله ليس خارج الموضوع لأن تجارب رندة الشخصية ومسيرتها صبت في روايتها وأغنتها بالمناخات والاحداث ولكن في بوتقة الإبداع في الحقل الأدبي الذي تتمتع به رندة الخالدي.

ريادة تعرية «السيرك» أم «السلك الدبلوماسي»؟

تتمرد رندة على الكثير من (كلاسيكيات) الكتابة الأدبية العربية، فبطلتها ليست (لوليتا) شابة بل امرأة مسنة (79 سنة) تقطن مع كلبتها ميلا في شقة صغيرة في دمشق، تقرر قبل ان تفقد ذاكرتها ان تسجل حياتها الزوجية المريرة كزوجة دبلوماسي خاضع (العفاريت الخارجية) رافقته إلى عواصم متفرقة من العالم؛ حيث يتدهور الزواج ويزداد نفورها ورفضها للحياة الدبلوماسية المصطنعة بالمقارنة مع تخليها عن خدمة القضية الفلسطينية التي كانت تؤثر ان تهب حياتها بأكملها لها.
بلغة حية تكتب رندة روايتها ثم انها قد تكون الرواية الأولى عربياً التي تعري «السيرك الدبلوماسي» العربي؛ حيث تقول بطلتها المتزوجة من سفير ـ يعشق مهنته ـ انه سيكون عليها تكريس نشاطها وحيويتها «في خدمة الزوار الرسميين وزوجاتهم وأتباعهم الذين يصلون افواجاً متعطشين لشراء اغلى الساعات واقبحها… والشوكولاتة، فأكره الاثنين معا..» ونفهم من ذلك ان زوج بطلة الرواية كان سفيراً في عاصمة الساعات والشوكولاتة أي برن/سويسرا، وفرعها السياحي الجميل ايضاً؛ جنيف.

الاحتضار الأليم لموت الحب

لا يتسع المجال لإيراد الشواهد على الجمالية الفنية للشخصيات الجانبية فيها: (مشهور الصغير صبي البقال الذي كانت بأمومة وطيبة، تسقيه الشاي الأسود كما يحبه) والذي عاد إليها شاباً مستعداً لخدمتها بقامته الفارعة وشبابه النضر كما لو كانت خالته وثمة صاحب الدكان الذي ضبطته متلبساً بجرم التحرش جنسياً بطفلة في حضنه، وسواهما، كما لا يتسع لإيراد امثلة على صلتها الجميلة مع إبنتها سلمى وابنها سعد على عكس برود حسان (والديهما). الأجمل من كل ما تقدم الوصف التدريجي لاحتضار الحب بين بطلة الرواية وزوجها السفير حسان.
ان تكتشف زوجة ما ان زوجها يخونها قد يكون امراً عادياً، ما ليس عادياً هو ردة فعل بطلة الرواية على ذلك. اكتشفت خيانته من رسالة تهدده فيها عشيقته بفضح أمره لزوجته إذا لم يمتثل لرغباتها. بطلة الرواية هل تلقت الأمر بهدوء خوفاً من الفضيحة؟ أم لأنها تحبه كيفما كان وترفض الاعتراف بذلك حتى لنفسها؟ حسان وجد الدعم لدى زوجته ضد عشيقته (عدوة) مكانته الدبلوماسية كسفير (كان هذا همه الأوحد)، ورافقته للقاء مع العشيقة مما سبب لسيدة التهديد صدمة مفاجئة كما صُدمت بطلة الرواية بأن العشيقة حامل… حسان كان كحبة البندق منغلقاً على مشاعره ولكن ألم تشبهه بطلة الرواية حين استضافت مثلاً صديقة العمر مها لتشكو لها حالها وحين حضرت لم تقل لها كلمة غير الرجاء بنفي الإشاعات في دمشق وبيروت عن تردي علاقتها وزوجها؟
الخاتمة ذكرتني بمسرح اللامعقول؛ حيث أبطال بيكيت ويونسكو.. ها هما غريبان كل منهما يحاور نفسه بذريعة حوار الآخر.. وحتى موت حسان نعلم به للمرة الأولى في جملة مختزلة ص 127.
ختمت رندة روايتها ببراعة استثنائية، أترك للقارئ اكتشافها.

«لفت نظر» الناقد الجاد!

إنها رواية ثرية بالتجارب وبالواقع التاريخي المرحلي المرير. وحين التقيت قبل حوالي عامين بالأستاذة رندة الخالدي في دعوة للغداء في بيروت من ابنة عم زوجي المثقفة السيدة حنيفة الداعوق سلام وجدت رندة كما عرفتها منذ ألف عام، جميلة منتصبة القامة والهمة.
إنها «أيوّبة» فلسطينية أخرى توقظ فينا الشعور بالذنب نحو .. القضية الفلسطينية التي انشغلنا عنها بأمور كثيرة!
ثم انها رواية.. الحب الخائب، وهل بيننا من لم يعش ذلك ولو لمرة؟..

ابنة القدس رندة الخالدي: امرأة لا تنضب!

غادة السمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    رواية فيها زوج خائن مع عشيقته الحامل منه تلقى رواجاً أدبياً ومدحاً من الأدباء
    ولكن
    لو كانت الرواية عن المثنى وثلاث ورباع لكان الحكم القاسي عليها من الأدباء والنقاد معاً !
    مع تحياتي ومحبتي وإحترامي لجميع رواد صالون ملكة الياسمين المتربعة على عرش الأدب العربي بلا منازع
    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      معك حق بالفعل أخي الكروي داود, وربما أن الخيانة سائدة أكثر, لكنها أيضاً ألأكثر إثارة!

  2. يقول نجم الدراجي-العراق:

    أدب الوفاء
    صباح الخير سيدة الادب العربي معطراً بشذى الياسمين
    صباح السعادة والمودة أصدقائي رواد الصالون الادبي
    عودتنا السيدة النبيلة على تقديم اعمال ابداعية لمفكرين وادباء بطريقة شفافة وبطابع أدب الوفاء الذي نادراً ما يصدر بهكذا أخراج لاننا كثيرا ما نرى النقد السلبي والطعن في ابداء الاراء ، وللاسبوع الثاني تتفاعل كتابات الايقونة مع القضية الفلسطينة برموزها الشاخصة وهي خير عرابه بأستحضار الادب في لحظة تجلي ومقاومة ، سأحاول الحصول على هذه الرواية عسى ان استكشف البراعة الاستثنائية ، مع أطلاله هذا الصباح أحيي اصحاب المقامات الكريمة ابي العزيز واستاذي رؤوف بدران اديب الكرمل والاب الطيب بلنوار قويدر واستاذتنا التشكيلية البغدادية أفانين كبة والكبير الدكتور اثير الشيخلي والاستاذة المبدعة منى مقراني والاستاذين رياض واسامة وشيخنا الكروي والاعلامي الكبير سوري والاستاذ حسين لندن وكل النبلاء في هذا الصالون
    تحياتي
    نجم الدراجي . بغداد

  3. يقول أفانين كبة - مونتريال - كندا:

    على ما أعتقد أن الكل يغبط حياة الدبلوماسيين التي لها بريقها وجاذبيتها ، والملابس الأنيقة الخاصة لحفلات الاستقبال والبروتوكول مثل حياة ممثلي هوليوود . وأكيد أن لهم حصانة ومزايا كثيرة منها الانفتاح على ثقافات الشعوب الأخرى وحضاراتهم ، هذا ما نسمعه من خلال تجارب العاملين في السلك الدبلوماسي . لكن يبدو من أحداث هذه الرواية أن هذا البريق والجاذبية كان مجرد غلاف وقشرة ، وكان على حساب العائلة والزوجة التي هي من لعبت دور الحصانة الدبلوماسية لزوجها ، وتركت أسئلة لا أجوبة لها !
    شكرا للسيدة غادة السمان على تعريفنا بالأستاذة رندة الخالدي من خلال هذه الرواية «سيرة غير بطولية» والتي سأحاول الحصول عليها .
    أفانين كبة. كندا

    1. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      أختي أفانين شكرا لك على التعليق الجميل, لدي طلب بسيط منك. أنا أجد صعوبة في الحصول على كتب عربية (هنا في ألمانيا) هل يمكن أن تقولي لي (لنا) كيف تحصلين, أو يمكن الحصول عليها (بسهولة). مع خالص تحياتي.

    2. يقول أفانين كبة - مونتريال - كندا:

      الأخ أسامة كليَّة ، بالرغم أن بالإمكان شراء الكتب العربية مباشرة من دور النشر بواسطة البريد ، لكنني أتعامل مع مكتبة الشرق الأوسط في مونتريال التي هي في خدمة الجالية العربية منذ سبع وعشرون سنة . بأمكانك الأطلاع على موقعهم الالكتروني وموقع التواصل الاجتماعي من خلال الانترنيت .

    3. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      شكراً جزيلاً لك أختي أفانين, وجدت صفحة الانترنت وأملي أن تساعدني في ذلك.

  4. يقول عمرو-سلطنة عمان:

    ربما تاه مني الإسم لكنني شاهدتها لمرات ومرات من خلال كلماتك عنها في أكثر من كتاب وكان لدي الفضول لأعرف أكثر من تكون وقصتها ومواجهتها للمجتمع حينها
    وسعيد بأنني أصبحت قادر على رؤية فكرها من خلال الرواية التي اعجبت بفكرتها وهي تدور حول امرأة مسنة لأن الحياة لا تنتهي مع تقدم السن وللأسف تعودنا في شرقنا أن نتجاهل قصصهم.

    * شاهدت النسخة الإنكليزية لرواية يا دمشق وداعا ولفتتني تلك اللوحة على الغلاف غرقت في تفاصيلها ذلك البيت العربي الدمشقي القديم والنمل والورد والياسمين
    والنافورة التي تتوسط البيت أو كما يسميها أهل الشام ” البحرة ” التي تتوسط أرض الديار والفتاة التي تركض هاربة خلف هذا البيت العتيق.. في البداية شعرت بالغيرة أن هذه اللوحة بتفاصيلها الدقيقة للأجانب الذين قد لا يدركون مثلنا قيمة هذه التفاصيل لكن في الأخير فضلت لوحة النسخة الأصلية العربية والصبية تحتضن مدينتها وتحملها معها أينما ذهبت وأنا بدوري أحتضنت الرواية.

    * منذ أيأم رحلت غادة مردم بيك ابنة العائلة الدمشقية العريقة التي ينتمي لها مؤلف النشيد العربي السوري الشاعر خليل مردم بيك
    عملت في بدايات التلفزيون العربي السوري على تقديم فقرة مطبخ اليوم ثم أعطاها الثقة والفرصة الدكتور صباح قباني أحد أهم مؤسسي التلفزيون السوري ( شقيق الشاعر نزار قباني ) لتصبح أول امرأة مخرجة في التلفزيون العربي السوري. كنت محظوظ بتلك الصداقة ” الافتراضية ” والتي أسميها روحية فكتبت لي مرة ” أنت بتحب الشام والشام بتحب كل يلي بيحبوها ” واضافتني إلى مجموعة الكنوز السورية صفحة خصصت للحديث عن تاريخ وأثار ومعالم مدن وقرى سوريا بعيدا عن اي حديث سياسي او طائفي يتبادلون فيها صورها وقصص عظمائها وكانت غادة تشارك بأرشيف نادر تمتلكه من الصور الفوتوغرافية لأستوديوهات ومذيعي التلفزيون في الستينيات من القرن الماضي
    سألتها ذات مرة اذا كانت قد قابلت الأديبة السورية غادة السمان في تلك الفترة فكان جوابها نعم قابلتها لكن ليس بيننا علاقة.
    كانوا رواد تلك المجموعة يجتمعون في كل شهر تقريبا في إحدى المطاعم و الأماكن العامة في دمشق ثم ينشرون صور ذلك اللقاء كنت اتابعهم بصمت كان أغلبهم قد ترك الزمن آثاره على وجوههم وربما وجع السنوات السبع الأخيرة ترك العلامات الأكبر فكانت وجوههم تروي حكايا وفي كل شهر كنت أجد مقعد فارغ في الصور ثم أعلم أن صاحبه رحل بهدوء أو هكذا أظن !
    أكثر ما افتقده اليوم أنه لن يصلني أشعار عن قيام غادة مردم بيك بإضافة صورة جديدة للمجموعة كانت شبه يوميا تصور بنفسها وتنشر صور لحظة شروق الشمس في دمشق
    سأفتقد صباحك غادة
    وداعا..

  5. يقول سوري:

    صباح السبت صباحك يا ابنة دمشق العراقة
    اكتب وفي قلبي دمعة من دم يغلي، فقبل أن أقرأ مقالك عن الاستاذة رندة الخالدي، تمعنت في صورة الطفل السوري الذي ينام على رصيف في اسطنبول يعانقه كلب اسود. بعد قراءة المقال توقف الزمن في ساعتي، وجدتني بين زمنين، زمنك في جامعة دمشق تستمعين إلى رندة الخالدي وإلى جانبك نزار قباني، ذاك الزمن الذي كانت فيه سورية موئلا لكل المبدعين، وأرضا معطاء، ومتسعا رحبا للحب والوفاء والشهامة والوطنية المعششة في عمق النفوس التي رضعتها مع حليب الأمهات. وهذا الزمن الذي تحولت فيه إلى خراب، ويباب، وخيانة، وطائفية، وضحالة بعد أن جلب الأسد كل شذاذ الآفاق إلى مخدعها لاغتصابها. تحت صورة الطفل السوري كتبت تعليقا:” بات الكلب أرأف من الأسد” مقارنة أخرى بدون تعليق
    اعذريني سيدتي لأني لم أعلق على المقال.. فدمعي لا يكفكف يا دمشق
    مودتي لكل الأصدقاء الرائعين في بيتك الدافيء

  6. يقول بولنوار قويدر-الجزائر-:

    تحية عطرة بروائح الجنّة لسيدة الادب وايقونته كما أزفها لإبني البار (نجم الدراجي-العراق-وكذا شيخ المعلقين الكروي داود-وشحرورة فلسطين غادة الشاويش دون أن ننسى منى المقراني ود.أثير الشيخلي والأستاذ بدران والأخ سوري وكل عمالقة معلقي القدس العربي ورواد صالون الأدب الإفتراضي لسيدة الأدب ونجزل الشكر لطاقم الجريدة الغراء “قدسنا العربي”
    أمّا بعد..
    من خلال قراءتي لمقال سيدة الأدب وجدت أمرا لا يصدر إلاّ من عظيم لعظيم فكانت (تحية جبل لجبل)وإعتراف قامة لقامة في الإنتاج الأدبي …لم يكن هذا صدفة ولا تعاطفا بل كان من صميم الموضوعية التي تتحلى بها السيدة “غادة السمّان”
    أنا لا أريد الخوض فيما نسجت السيدة “رندة الخالدي” بكل بساطة ليس لي قامتها حتى أخوض فيم ليس لي به علم …ولكن أردتن أن أبين أمرا قد بدا لي يحتاج إلى وقفة والمتمثل في : السيدة غادة السمّان لمّا تتعاطى مع أيذ موضوع أومع أي شخصية أوحدث مهما كان نوعه ليس ذلك من فراغ بل من منطلق قيمة الموضوع الإنسانية ثمّ نظرا لقيمته العلمية من جوانبه المختلفة …وكل ذلك التفاعل يكون بموضوعية صرفة بحيث تجزل الشكر والتقدير والتوجيه للمعني وتقوّم وتقيّم في غير اذيّة حتى يحس المعني أنّه شكر متبادل.. هذا النوع من النقاد والأدباء الذي نحتاج لهم في أيّامنا العصيبة هذه التي بدا الأدب الإنساني في تدحرج وتدني وخاصة لمّا ركب الموجة أهلون غير أهل الصنعة الأدبية…من ذلك كانت “غادة السمّان : امرأة لا تنضب!
    ولله في خلقه شؤون
    وسبحان الله

  7. يقول محمد حاج:

    يوجد بيننا الالاف من رندة الخالدي الذين ذاقوا ويلات الاحتلال وقاوموه سياسيا وادبيا في كل بقاع العالم ، يوما ما سيجتمع كل المناضلون في فلسطين المحررة باذن الله .

    1. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      تماما يا أخيمحمد حاج وماحدث في القدس قبل أيام خطوة واحدة لكنها حجرة أساس تنير طريق تجمعنا واجتماعنا على درب واحدة, لنسير معاً بكل صدق وإيمان و إن شاء الله.

  8. يقول حسين/لندن:

    صباح الجمال والأبداع سيده الأبداع أيقونة الأدب
    صباح الورد لجميع رواد هذا الخان الأفاضل
    سألت نفسي وانا اقرأ هذه التقديم لروايه المبدعه رنده الخالدي، ومن أجدر بهكذا تقديم من المبدعه الكبيره غاده السمان.
    السرد الجميل لبعض الأحداث والشخصيات نقلتنا إلى داخل الروايه وكأننا نراها رؤي العين،،بل ونعيش مع أبطالها ونتأثر بمشاعرهم ونربط هذه الأحداث والأبطال بشخصيات تعيش معنا وبيننا، ولعلي أبوح بسر هنا وهو أني عملت في سفاره عربيه في أكثر من عاصمه غربيه وكنت بحكم عملي مطلع على نزوات بعض السفراء وكم كنت أشفق وأتعاطف مع زوجه السفير في كل مره تقع فيها (جريمه ) الخيانه الزوجيه والتي أظن أنها كانت تعلم بما يدور في الخفاء ولكن ظروفها ومكانتها وكرامتها كانت تمنعها من المواجهه، وقد تكون هناك أسباب أخرى لا نعلمها الله يعلمها.
    جميل أنك لم تسترسلي سيدتي في سرد الأحداث حتى لا تفسد علينا متعه قرأتها ، وجميل أيضا سرد بعض الأحداث غير المكتمله حتى نتشوق أكثر لقرأتها وكما تفضل بعض الأخوه هنا بأننا سنحرص على اقتناء هذه الروايه والإستمتاع بقراتها رغم أنها (كما أعتقد) ستوقظ فينا عقده الذنب بخصوص القضيه الفلسطينيه والهم الفلسطيني لاننا فعلا انشغلنا عنها بأمور كثيره أولا،،ثم لأثاره موضوع (الحب الخائب) على المستوى الشخصي، ثم أخيرا على موضوع الخيانه الزوجيه عند أصحاب السعاده والمعالي والسمو وجميع أصحاب الألقاب والمناصب.
    وكما هو الحال كل يوم سبت نجدها فرصه لبث أجمل التحيات لنجوم هذا الملتقى الجميل جميعا.
    تحياتي

  9. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

    صباح الخير أختي غادة السمان لك وللجميع. انتظر اليوم السبت بشوق كبير لكني اكتشف مرة أخرى عجزي وقلة معرفتي بكنوز الأدب العربي (وهنا رواية المبدعة وابنة القدس رندة الخالدي) وقلما أشعر بالقدرة على إضافة كلمات مليئة بالمعاني, وكما قال استاذنا بلنوار بكل بساطة ليس لي (لنا) قامات من هذا المقاس لنخوض في ذلك. في الجزء الأول من المقال تذكرت تماما ماكتبته في القدس العربي المرأة التي يشع وجهها بالذكاء رنا قباني (منذ فتره وللأسف لم أستطيع أن أجد المقال أثناء بحثي رغم أني أتذكره جيداً!) وزوجة (قبل طلاقهما) الشاعر محمود درويش وابنة أخ الشاعر نزار قباني, حيث تحدث عن الواقع الذي عايشته أو تحملت مشقاته! عندما كان محمود درويش سفيراً للمنظمة في العاصمة التشيكوسلوفاكية براغ. القصة شبيهه تماما, قصة المرأة (بطلة القصة) التي قررت قبل أن تفقد ذاكرتها أن تسجل حياتها الزوجية المريرة كزوجة دبلوماسي (أي الشاعر المرحوم محمود درويش كسفير), وجزء مهم هنا (التطابق في المقارنة), هو خدمة القضية الفلسطينية!. الجزء الثاني الزوجية والخيانة وكيف تعاملت الزوجة مع الموقف, لاشك أنه موقف جدير, وهو يشبه تماما ماحصل مع زوجة المستشار الألماني السابق هلموت شمدت (Helmut Schmidt) , الذي خان زوجته عندما كان مستشاراً! (والقصة معروفة حيث تحدث عنها كلا الزوجين قبل وفاتهما أي قبل فقدان الذاكرة! لكن في النهاية, بقي الزواج وبقيت الزوجة لأنها كانت سامية (وهي المعروفة بابنة هامبورغ) في شخصيتها بالفعل!. الجزء الثالث وهنا بيت القصيد يا أخني غادة السمان, ليس فقط توقظ فينا الشعور بالذنب نحو القضية الفلسطينية بل ضميرنا ينهض ويصيح فينا ليل نهار ماذا نفعل من أجل فلشطيين, وماذا نفعل من أجل سوريا, وماذا نفعل من أجل أهلنا ووطنا. وأتذكر بالفعل دائماً قول الشاعر الأندلسي (أسف لم أعد أتذكر اسمه بدون ريبة), يكاد يقصي علينا لولا تأسينا. وأخيراً أتمنى أن أقرأ قريباً خاتمة الرواية البارعة والاستثنائية فلربما نجد قليلاً من الضوء الذي ينير دربنا في هذه الظلمة. وأخيراَ مع أن الأمثلة بلا نهاية, ولكن وبالطبع للحب الخائب دروساً الحب الناجح دروساً والمهم هل نتعلم منها!.

    1. يقول الكروي داود:

      حياك الله عزيزي أسامة وحيا الله جميع الزملاء الأفاضل والقُراء الأكارم
      أما بعد : فكأنك تقصد الشاعر الأندلسي ابن زيدون :
      أضْحَى التّنائي بَديلاً منْ تَدانِينَا، وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
      ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
      مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ، حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
      أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا
      غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدهر آمينَا
      فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛ وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
      وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا، فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
      يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم، هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
      لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
      ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
      كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه، وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
      بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
      نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا، يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
      ولا حول ولا قوة الا بالله

    2. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      ولك جزيل الشكر أخي الكروي.

  10. يقول محمد حاج:

    تحياتنا للأخ أسامة كلية من سوريا الحبيبة ، سوريا الثقافة ومنارة العقول ، وإن شاء الله ترجع كما كانت .

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية