اختبارات مانشستر سيتي الثلاثة كي ينهي الموسم بدون هزيمة

حجم الخط
0

ما يحققه مانشستر سيتي هذا الموسم من نتائج وعروض، أقل ما يقال عنها، انه مذهل، بل أصبح في أقل من أربعة شهور أبرز المرشحين لكل الألقاب الأربعة المتاحة له هذا الموسم، بينها دوري أبطال أوروبا.
كثيرون اعتبروا ان السيتي قتل المنافسة في الدوري الانكليزي بعدما ابتعد بفارق 11 نقطة بعد مرور 18 مباراة، والاهم انه لم يخسر أي مباراة، بل لم يتعادل سوى مرة واحدة، ليحطم في طريقه العديد من الأرقام القياسية، بينها سلسلة عدم الخسارة، وكمية الأهداف المسجلة، ليتساءل كثيرون عن السر، بعدما خرج خالي الوفاض الموسم الماضي، وبات اليوم مرشحاً لاحراز الرباعية.
السر باختصار هو بيب غوارديولا، الذي أصر، رغم اخفاق الموسم الماضي، على الاستمرار في تطبيق فلسفته القائمة على الاستحواذ العالي واللعب بتمريرات دقيقة من الخلف وبضغط هجومي عال، مع استعادة الكرة من المنافس بأسرع وقت ممكن، الى درجة ان غوارديولا اعتبر انه كان يتعين عليه اقناع الجميع من جديد بهذه الفلسفة بعد الموسم المخيب، بدءا باللاعبين مرورا بادارة النادي وجهازه الفني. لكن في أرض الملعب هناك سر آخر في هذا التفوق، ولن تدركه الا اذا شاهدت السيتي يلعب من داخل الملعب، لان السر يكمن في تحركات اللاعبين وتمركزهم من دون كرة، وهو العامل المؤثر الرئيسي على اللعبة التالية وتأثيرها على المنافس.
هل ينهي السيتي الموسم بدون هزيمة؟ في الواقع تكمن الاجابة في قدرته على تخطي الاختبارات الثلاثة التي يمر بها هذا الموسم، فالاختبار الاول في الثلث الاول من الموسم، كان على اللاعبين تطبيق فكر غوارديولا وفلسفته بحذافيرها مع تأقلم اللاعبين الجدد مع الأجواء الجديدة بسرعة كبيرة، وهو نجح في هذا الاختبار بامتياز بتحقيقه 17 انتصارا من 18 في الدوري، بينها انتصارات على كل منافسيه من الستة الكبار، والوصول الى الدور قبل النهائي لكأس المحترفين، وأيضاً تصدره مجموعته في دوري الابطال بسهولة بالغة، بينها الانتصار الكاسح على نابولي ذهابا وايابا، وجاءت الخسارة أمام شاختار في الجولة الاخيرة ضمن تحصيل حاصل فضلها بيب لتكون فرصة لاراحة نجومه.
الاختبار الثاني (الثلث الثاني) هو الذي بدأ قبل أسابيع قليلة، وهو الاختبار الجسدي والقدرة على التحمل، والذي يتعلق بقدرة اللاعبين على تحمل مشقة اللعب مباريات كثيرة متلاحقة، وهي 15 مباراة في 5 اسابيع، والقيام بذلك في ظروف جوية قارسة البرد، وهو ما يعد اختبارا جديا للياقة اللاعبين البدنية، وايضأ لعمق الفريق، مع توقع غيابات للاصابة أو الايقاف، علما انه خاض اختبارات صعبة في الاسابيع الاخيرة امام مانشستر يونايتد وتوتنهام بدون القائد كومباني وصانع الألعاب سيلفا والظهير الايسر ميندي وقلب الدفاع ستونز، ولكنه استمر في تحقيق نتائجه الايجابية.
أما الاختبار الثالث والاهم، فهو الاختبار الذهني الذي سيكون في الثلث الاخير من الموسم، مع استئناف مباريات دوري الأبطال، وفترة حسم الألقاب، وقد يخوض نهائي كأس المحترفين، وسيحسم لقب الدوري المحلي، وربما كأس انكلترا، بالاضافة الى الحروب الطاحنة مع الكبار والعمالقة في دوري الأبطال، وهو الوقت الذي نرى فيه معدن الفريق الحقيقي وصلابته الذهنية والنفسية وقدرته على مواجهة الضغوط.
طبعا الخسارة واردة خلال هذا المشوار الصعب، واذا تحدثنا فقط عن الدوري الانكليزي، فاننا سنجد أن أرسنال كان آخر فريق ينهي الموسم بدون خسارة (2004)، والسيتي قادر على تكرار هذا الانجاز، لكن لدي شعور، انه سيتعرض لهزيمة في الدوري وستكون من فريق مكافح خارج الستة الكبار، والسبب بسيط، انه عندما يلاقي السيتي الكبار فانه يهزمهم بسهولة لان أسلوبهم الذي يكون عادة هجوميا يناسب أسلوب السيتي الهجومي الساحق، ويتطلب الامر الكثير من الجهد لتغيير هذا الأسلوب لمقاومة أسلوب السيتي، في حين تكون الفرق المكافحة جاهزة لتطبيق أسلوبها المعتاد مع بعض الاصرار، وفي الواقع فان أصعب مباريات السيتي هذا الموسم في الدوري كانت أمام وستهام وهدرسفيلد ووست بروميتش وساوثهامبتون، عدا عن التعادل مع ايفرتون، الوحيد الذي أهدر أمامه نقاطا.

twitter: @khaldounElcheik

اختبارات مانشستر سيتي الثلاثة كي ينهي الموسم بدون هزيمة

خلدون الشيخ

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية