دمشق – «القدس العربي» : يقترب النظام السوري من تأمين محيط دمشق، وضرب حزام كامل حول العاصمة، بتغيير النسيج السكاني وإجلاء أهالي ريف دمشق المعارضين، إلى المناطق الحدودية شمالي سوريا، وسط انباء عن مفاوضات مع الجانب الايراني لاجلاء أهالي بلدتي «كفريا والفوعة» الشيعيتين في ريف ادلب شمالاً، إلى مناطق أخرى تحت سيطرة النظام.
فبعد طي ملف الغوطة الشرقية معقل المعارضة السورية، ودخول قوات النظام إليها عقب تهجير الأهالي والمقاتلين، وإجلاء مقاتلي القلمون في ريف دمشق، يتجهز النظام السوري لبسط سيطرته على مناطق جديدة في محيط العاصمة، حيث يجري الأخير تجهيزات لتسلم بلدات «ببيلا – بيت سحم – يلدا» في ريف دمشق الجنوبي.
وأمام هذا الاتفاق، ادخل النظام السوري امس الأربعاء، آليات وجرافات لازلة الركام وفتح الحواجز على الطريق الرئيسي في بلدة بيت سحم من نقطة «دوار الجمل» وصولاً إلى أوتوستراد مطار دمشق الدولي، وذلك لفتح المعبر الرئيسي المؤدي إلى البلدات، تمهيداً لتطبيق الاتفاق المبرم مع قيادات «جيش الإسلام واحرار الشام وجيش الابابيل» والذي يقضي بإجلاء الأهالي الرافضين للتسوية، والمقاتلين مع عائلاتهم من جنوب دمشق إلى ثلاث وجهات «ادلب – جرابلس – درعا» مقابل تسليم البلدات للنظام السوري، بضمانة روسية.
ومن المقرر انطلاق أول قافلة من أهالي ريف دمشق ومقاتليه إلى الشمال السوري، صباح اليوم الخميس، وسط ترجيحات ان يكون العدد الإجمالي للمهجرين نحو 17 الف شخص، في إحصائية أولية، حسب مصادر أهلية لـ»القدس العربي»، فيما ذكرت مصادر إعلامية موالية ان اللجنة المفاوضة الممثلة لبلدات ريف دمشق الجنوبي تقوم «بإعداد قوائم باسماء المقاتلين الذين سيغادرون بلدات ببيلا يلدا وبيت سحم جنوبي دمشق».
وكانت فصائل المعارضة المسلحة العاملة في ريف دمشق الجنوبي، قد أعلنت الاحد الماضي، عن توصلها لاتفاق مع الجانب الروسي يقضي بخروجهم إلى الشمال السوري بسلاحهم الفردي، وبضمانة روسية، وأوضح وفد الفصائل العسكرية المفاوض عن منطقة جنوب دمشق، في بيان له، إنه توصل مع النظام بوساطة مركز المصالحة الروسي إلى اتفاق، لبداية التحضير لإخراج رافضي إتمام المصالحة مع عائلاتهم من المنطقة إلى الشمال، بعد تسليم كامل الجبهات مع تنظيم الدولة لقوات النظام.
مخيم اليرموك
وكان رفض أهالي بلدتي «كفريا والفوعة» الشيعيتين في ريف ادلب، تطبيق اتفاق «مخيم اليرموك – كفريا والفوعة» الذي ينص على خروج نحو 100 مقاتل من هيئة تحرير الشام وعائلاتهم من المخيم إلى الشمال السوري مقابل خروج نحو 1500 شخص من مقاتلي الميليشيات الشيعية وعائلاتهم إلى مناطق سيطرة النظام. وذكرت صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري أمس ان، أهالي القريتين المذكورتين يرفضون الخروج على دفعتين، واضافت نقلاً عن مصاردها «فإما أن يتم إخراج المحاصرين دفعة واحدة أو لا للاتفاق المبرم مع المسلحين.
وخرجت تظاهرات في كفريا والفوعة تنديدا واحتجاجاً على القرارات والاتفاقات التي وصفوها بـ«الهشة» والتي تتخذ بحقهم بشكل عشوائي ودون الرجوع إليهم، وجاب المتظاهرون شوارع بلدة الفوعة وهتفوا بشعارات تطالب بالعمل الجاد على كسر حصارهم. وحسب مصدر فقد «أكد المتظاهرون موقفهم الثابت والمعلن والرافض لتنفيذ بنود الاتفاق الأخير، كما شددوا على أن يشمل الاتفاق السماح لهم بإخراج سياراتهم وآلياتهم وجميع أمتعتهم وأملاكهم المادية للتخفيف من الأعباء المعيشية».
ميدانياً
وانتشرت قوات النظام السوري في ساحة الريجة غربي مخيم اليرموك، ورفعت علم النظام السوري فوق مبنى المحكمة في اليرموك، وذلك في اعقاب استكمال اجلاء مقاتلي هيئة تحرير الشام التي تشكل النصرة مكونها الرئيسي، وإعلان وصولهم إلى ادلب شمالي سوريا.
مصادر إعلامية موالية قالت ان قوات النظام انتشرت في كامل المنطقة التي كان يسيطر عليها سابقاً مسلحو «جبهة النصرة « في مخيم اليرموك جنوبي دمشق، وتعمل القوات على جلب تعزيزات مؤللة لفتح محور هجومي جديد ضد تنظيم الدولة في المنطقة.
اليرموك
من جهة أخرى، يواصل النظام السوري قصفه لاحياء مخيم اليرموك والتضامن والقدم، كما استهدف بلدة الحجر الاسود بأكثر من 20صاروخ ارض ارض من طراز فيل دفعة واحدة، تزامناً مع قصف بصواريخ موجهة على حي التضامن ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وأوضح الناشط الإعلامي عبد الله فياض من أهالي مخيم اليرموك، ان الطيران الحربي الروسي والسوري استهدف الاحياء المحاصرة بأكثر من 45 غارة جوية خلال يوم الأربعاء، وسط غياب فرق الدفاع المدني وعجز الأهالي عن انتشال جثث العالقين تحت الأنقاض منذ أيام جراء الهجمة الشرسة التي تستهدف الاحياء السكنية. مشيراً إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين قوات النظام والميليشيات الفلسطينية الموالية له، وبين تنظيم الدولة، على جميع محاول القتال في حي التضامن ومخيم اليرموك والحجر الأسود.
في الطرف المقابل، ذكر الإعلام الحربي المقرب من النظام السوري، ان قوات النظام أحرزت تقدماً جديداً على حساب التنظيم في حي القدم و»خلال تمشيط منطقة المآذنية في حي القدم جنوب دمشق تم العثور على نفق للمسلحين ومستودع للمواد الطبية والأغذية».
استناداً إلى صفحات إعلامية موالية، وثقت جهات معارضة مقتل أكثر من 100 مقاتل من قوات النظام السوري وميليشياته الرديفة خلال الحملة العسكرية الأخيرة على ريف دمشق الجنوبي، معظمهم من مرتبات الحرس الجمهوري والميليشيات الفلسطينية الموالية للنظام «فتح الإنتفاضة – القيادة العامة – قوات العاصفة»، ومن بين القتلى اللواء الركن حسن يوسف محمد، و5 ضباط برتبة ملازم اول، و9 برتبة ملازم.