استقالة رئيسة «ميرتس» من الكنيست تثير جدلاً واسعاً

حجم الخط
0

الناصرة – «القدس العربي»: قدمت أمس رئيسة حزب «ميرتس» النائبة زهافا غلؤون، استقالتها من البرلمان الإسرائيلي(الكنيست)، معللة ذلك برغبتها بالتفرغ لبناء حزبها وتمكينه. وسيحل محلها أمين عام حزب «ميرتس» موسي راز. وحاولت غالؤون في الأشهر الأخيرة تغيير طريقة الانتخابات الداخلية في الحزب، خلافا للطريقة القائمة، التي تحدد أنه يحق لأعضاء مؤتمر الحزب فقط انتخاب المرشحين للكنيست. وقد صوت مؤتمر الحزب مرتين ضد اقتراح غالؤون في هذا الموضوع. وفي الشهر الماضي خسرت غالؤون في تصويت آخر أجراه المؤتمر، بعد ان قرر 54% تقليص ولايتها وإجراء انتخابات جديدة لرئاسة الحزب، لكن القرار لم يمر لأن الغالبية المطلوبة لتنفيذه هي 60 % على الأقل.
وستجري في 26 اكتوبر/ تشرين الأول الحالي انتخابات جديدة لمؤتمر «ميرتس» وهو حزب صهيوني يساري يؤمن بتسوية الدولتين وبمساواة فلسطينيي الداخل بالحقوق المدنية. وتستثمر غالؤون الكثير من الجهود لإقناع اعضاء حزبها بدعم طريقة الانتخابات التي تقترحها. وجاء قرار استقالتها من الكنيست لإثبات جدية نواياها.
وكانت غالؤون قد أعلنت انها إذا فشلت في تغيير الطريقة، فإنها ستستقيل من رئاسة الحزب. وهي تحظى بدعم من النائب العربي في حزبها عيساوي فريج، بينما يعارض النائب ايلان غيلؤون، الذي ينافسها على رئاسة الحزب، طريقة الانتخابات الداخلية المفتوحة ويحظى موقفه بشعبية في صفوف شبيبة الحركة.
ونشرت بيان الاستقالة على صفحتها في الفيسبوك، وكتبت: «أنا أؤمن بأنه يجب علي استثمار كل جهودي في النضال من أجل زيادة قوتنا كحزب وككتلة سياسية، من خلال فتح الصفوف أمام جمهور جديد. لا يمكن لميرتس البقاء كناد مغلق يتجاهلكم ـ المصوتون والمؤيدون لنا ـ ويسد إمكانية مشاركة قوى أخرى في نضالنا وضخ دماء جديدة في اليسار».
وفاجأ قرار غالؤون رفاقها في الحزب، ووصف مسؤولون فيه استقالتها بأنها «لعبة سياسية» هدفها مساعدتها على الخروج من وضعها السياسي المعقد داخل الحزب، على حساب قيمها. وقال مسؤول رفيع في الحزب للإذاعة أمس: «ما هو الأكثر أهمية انتخابات داخلية مفتوحة او وضع الدولة، في الوقت الذي يدوس فيه (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو الديمقراطية. وتابع في نقده حاجبا هويته «زهافا غالؤون تعرف كيف تدير الصراعات في الكنيست ووسائل الاعلام والحلبة السياسية. لديها تجربة وقدرات. انها تتخلى عن المعركة من أجل تجريم رواد الزنا، والدفاع عن حركة «يكسرون الصمت» وغيرها من النضالات ضد الاحتلال. ومن أجل ماذا؟.. من أجل عقد لقاءات منزلية حول الانتخابات الداخلية المفتوحة، ثلاثة أيام في الأسبوع»؟.
وقال مسؤول آخر في الحزب إن هذا القرار هو «لعبة سياسية وإنها ركضت الى المؤتمر وقالت إن اجراء الانتخابات المبكرة في الحزب يعني إقالتها. وتساءل كيف تستقيل من الكنيست وقد التزمت بدورة كاملة؟، هذه الخطوة مهووسة وليست واضحة وسترتد الى نحرها».
وقال زميلها غيلؤون، معقبا على استقالتها: «زهافا غلؤون كانت عضو كنيست ممتازة، من المؤسف انها قررت الاستقالة، وآسف لهذه الخطوة المستهجنة. لقد قدمت مساهمة كبيرة في النضال من أجل اجتثاث المتاجرة بالبشر، ومن أجل حقوق الإنسان والمواطن، وستخلف فراغا في كتلة ميرتس في الكنيست. عملها هناك أهم بكثير من طريقة الانتخابات الداخلية في الحزب». مع ذلك قال المقربون من غيلؤون ان «زهافا فهمت بأنها ستخسر في انتخابات المؤتمر، والآن تحاول حث المؤيدين لها والبث لهم بأنها تنوي بجدية ترك الحزب».
وكرر النائب فريج دعمه لإجراء انتخابات مفتوحة في الحزب، وقال إن «زهافا غالؤون هي شريكة، هكذا كانت وهكذا ستبقى. مهمة فتح صفوف ميرتس أمام جمهور جديد، لا تهم ميرتس فقط، وإنما قدرة اليسار الاسرائيلي كله على فتح أبوابه لجمهور جديد وعدم التحول الى ناد مقلص سيؤول الى الإغلاق. هذا هو التحدي الذي طرحته زهافا، وهذا هو التحدي الذي سننجح فيه معها».
ودعت النائبة تمار زاندبرغ غالؤون الى التراجع عن قرارها، وقالت إن «زهافا هي رمز في اليسار ومساهمتها كبيرة في النضال ضد الاحتلال ومن أجل الديمقراطية الاسرائيلية. وتابعت «هذه أيام نضال مصيري أمام اليمين حول مستقبل الدولة والديمقراطية، والكنيست هي حلبته المركزية. أدعو زهافا الى افتتاح الدورة الشتوية معنا، التي يتوقع ان تكون عاصفة مقابل حكومة اليمين التي فقدت الكوابح، ومواصلة قيادة كتلة ميرتس في هذه المعركة المهمة».
وقالت النائبة شيلي يحيموفيتش (من المعسكر الصهيوني): «إن استقالة زهافا غالؤون تحزنها شخصيا، ولكن استقالتها هي في المقام الأول خسارة كبيرة للكنيست والجمهور، متمنية أن يكون خروجها من الكنيست مؤقتا، مؤكدة على كونها عضو كنيست رائعة وقائدة شجاعة». وقال النائب اسحاق هرتسوغ (من المعسكر الصهيوني): «إن زهافا غالؤون هي إحدى أفضل البرلمانيات اللواتي عرفهن الكنيست الإسرائيلي، وسنفتقد صوتها الحاد والخارق في الكنيست. صحيح أننا لا نتفق دائما، ولكنني اكن التقدير الكبير لعملها من أجل اليسار الإسرائيلي. أتمنى لها نجاحا كبيرا في نشاطها العام».

استقالة رئيسة «ميرتس» من الكنيست تثير جدلاً واسعاً

وديع عواودة:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية