استكمالاً لتطهير طوق العاصمة.. النظام السوري يجهّز لتهجير أهالي حي القدم الدمشقي إلى إدلب

حجم الخط
0

دمشق «القدس العربي»: ما بين خفض للتصعيد، وملف التهجير والتطهير، يكمل بشار الأسد اليوم بمساعدة روسية إيرانية هندسة خريطة سوريا، وتحديد درجة التجانس المرادة في كل محافظة او مدينة وقرية، حيث يعود ملف جنوب دمشق إلى الطاولة من جديد، وبين تطبيل النظام وترحيب إيران، يتجهز حي القدم الواقع جنوب العاصمة دمشق والذي يتاخم المنطقة التي تسميها طهران بـ «حرم المقام» لقربها من مقام السيدة زينب، إلى تهجير أصحاب الأرض وفق بنود غير معلنة وآلية تنفيذ مجهولة حتى الآن.
وفي هذا الصدد أكد المجلس المحلي في حي «القدم» المشرف على العاصمة السورية دمشق من الجهة الجنوبية، عن توصله لاتفاق مبدئي مع النظام السوري، يقضي بخروج الراغبين من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة نحو الشمال السوري «إدلب»، أو إلى منطقة خاضعة لسيطرة درع الفرات في ريف حلب.
ونوه المجلس المحلي في بيان رسمي نشره أمس إلى مفاوضات مع النظام السوري استمرت قرابة الشهر، وشملت المفاوضات كلاً من أحياء «المادنية، بورسعيد، المجمع الصناعي»، وعلل المجلس المحلي في حي القدم قبوله بالجلوس على طاولة المفاوضات مع النظام السوري إلى ما وصفه بـ «الضغوط التي يتعرض لها أهالي الحي والثوار».
الاتفاق بين المعارضة والنظام السوري، أفضى حسب المجلس إلى نقاط مهمة، أبرزها «خروج من يرغب من ثوار وأهالي الحي إلى الشمال السوري إدلب – جرابلس خلال الأسبوع الحالي، أي بين يومي الثلاثاء والأربعاء».
وأفاد البيان ان حماية المنطقة سوف تقع على مسؤولية من سيبقى من المقاتلين والأهالي، وتحديداً في محيط منطقة العسالي التي تعتبر جبهة على خطوط التماس مع تنظيم الدولة، كما نوه المجلس إلى أن هذا الاتفاق يعتبر مبدئياً لحين التنفيذ، وذكر انه توجد «عوائق تشكل خطراً على أهالي الحي أهمها وجود تنظيم الدولة على أطرافه والقصف على مدينة إدلب، وعدم وضوح تفاصيل الاتفاق وضمانات الطريق، حتى الساعة» حسب المصدر.
الناشط الإعلامي «فؤاد شباط» من اهالي حي القدم قال لـ «القدس العربي» ان ما يجري في حي القدم وسط ضعف يخترق الهيئات المعارضة وضعف موقف المعارضة الرسمي وخاصة الائتلاف السوري والمنصات التي تدعي معارضتها لمشاريع النظام وأجندات إيران وروسيا، من ملف التهجير وانعدام حراكها لتثبيت قادتها في محيط العاصمة دمشق، سيكون السبب الرئيسي في ترحيل ثوار الشام من دون امل بالرجعة».
من جهة ثانية سارع تنظيم الدولة بعيد انتشار خبر الاتفاق بين النظام السوري والمعارضة لإخراج مقاتلي الفصائل المعارضة نحو الشمال السوري، سارع إلى إعلان حالة الاستنفار بين قواته المتواجدة جنوبي العاصمة دمشق، حيث قامت مجموعات تابعة لتنظيم الدولة بإغلاق الطريق الرئيسي في حي «العسالي» والذي يوصل إلى العاصمة دمشق، ليستمر إغلاق الطريق لساعات، ويعاد فتحه لاحقاً، وسط تشديد امني كبير، وتفتيش دقيق للأهالي، فيما قالت المصادر، بأن التنظيم لديه مخاوف من هروب مقاتليه نحو المناطق التي شملها الاتفاق ومن ثم مغادرة دمشق نحو الشمال السوري.
وكانت فصائل المعارضة العاملة في منطقة جنوب دمشق، قد اعلنت في بيان مشترك الاسبوع الفائت، عن رفضها الاتفاقيات كافة التي تنص على تهجير أهالي وقاطني بلدات وأحياء «بيت سحم وببيلا ويلدا والقدم» جنوبي دمشق، وجاء في بيانهم، «نحن الفصائل العسكرية العاملة في منطقة جنوب دمشق المحرر (بيت سحم، وببيلا، ويلدا، والقدم) الواقع تحت سيطرة الجيش السوري الحر، نعلن رفضنا لكافة الاتفاقيات التي من شأنها التهجير القسري لقاطني منطقة جنوب دمشق، ووقع على البيان كل من «جيش الإسلام، وجيش الأبابيل، وحركة أحرار الشام، ولواء شام الرسول، وفرقة دمشق، ولواء أكناف بيت المقدس».
وقال الناشط الإعلامي «ضياء محمد» من جنوب دمشق في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: «الاتفاق الذي يقضي بأن تكون إدلب مقابل جنوب دمشق» من شأنه تهجير كامل أهالي جنوب دمشق وجعل المنطقة كضاحية جنوبية لدمشق على غرار ضاحية بيروت الجنوبية.
وتحاول إيران عبر تهجير أصحاب الأرض الاصليين وتوطين غيرهم من عائلات الميليشيات المقاتلة ضمن صفوفها، زرع حاضنة شعبية لها في محيط العاصمة السياسية دمشق، وتربية شيعة المنطقة على ان يكونوا جنوداً وبيادق أوفياء لها، تغرز فيهم الحقد الطائفي ليكونوا مؤتمرين بإمرتها متى تريد، حيث قال «رائد الدمشقي» وهو ناشط اعلامي من ريف دمشق الجنوبي: ان جنوب دمشق هي المنطقة القريبة للسيدة زينب والتي تسعى الميليشيات الإيرانية للسيطرة عليها مثل ما سيطرت من قبل على الذيابية وحجيرة والسبينة والبويضة، وذلك من خلال عمليات عسكرية او صفقات تبادل كما حصل في الزبداني وكفريا والفوعة، حيث تريد طهران دعم الميلشيات الإيرانية في السيدة زينب من خلال نقل باقي اهالي كفريا والفوعة إلى هذه المناطق لتصبح مناطق شيعية بالكامل، وحاضنة إيران الخاصة. وأكد المتحدث الإعلامي وجود خلافات بين الميليشات الإيرانية وبين قوات النظام السوري في منطقة السيدة زينب.
واتفاق المدن الاربع وحسب مجموعة تسريبات، كان من شأنه ترحيل مدنيين ومسلحين من مضايا والزبداني في ضواحي دمشق، إلى الشمال المحرر، مقابل اخراج من يرغب من مدنيين ومسلحين بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، إلى مناطق سيطرة النظام بدمشق، حيث كان من المتفق ان يتم التنفيذ على مرحلتين، في المرحلة الأولى يتم إجلاء 8 آلاف مدني من الفوعة وكفريا، في مقابل تهجير عدد مماثل من المدنيين والمسلحين وعائلاتهم من مضايا والزبداني، على أن يتم في المرحلة الثانية إجلاء عدد مماثل من المدنيين من الفوعة وكفريا، في مقابل العدد ذاته من المقاتلين وأسرهم من جنوب دمشق.

استكمالاً لتطهير طوق العاصمة.. النظام السوري يجهّز لتهجير أهالي حي القدم الدمشقي إلى إدلب
إيران تستحدث «ضاحية جنوبية» في دمشق
هبة محمد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية