الأكراد يناشدون النظام السوري للتدخل… وأنقرة تحذّر واشنطن من الاصطدام بالقوات التركية

حجم الخط
3

فيينا ـ إسطنبول ـ دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد وإسماعيل جمال ووكالات: ناشدت الإدارة الذاتية في منطقة عفرين شمال حلب، النظام السوري للتدخل وحماية حدودها من هجمات الجيش التركي والسوري الحر خلال عملية «غصن الزيتون».
وقالت الإدارة الذاتية في بيان لها أمس الخميس « ندعو الدولة السورية للقيام بواجباتها السيادية تجاه عفرين، وحماية حدودها مع تركيا من هجمات الجيش التركي».
وكشف البيان أن النظام السوري قام بنشر قواته في المناطق الحدودية لعفرين لمنع أي هجوم قد تتعرض له المنطقة، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يقم بأي عمليات حماية قائلا: «لم يقم النظام السوري بواجبه حتى الآن على الرغم من الإعلان عنه بشكل رسمي، ونشر قواته المسلحة السورية لتأمين حدود منطقة عفرين».
وأضافت الإدارة الذاتية «نؤكد مرة أخرى أن منطقة عفرين هي جزء لا يتجزأ من سوريا، وأنها تقوم بواجبها الوطني منذ ست سنوات بحماية المنطقة ضد هجمات تنظيم داعش الإرهابي وغيره من المجموعات الإرهابية من القاعدة وغيرها الموجودة على الأرض السورية».
وتزامناً مع عمليات عسكرية واسعة في عدد من المناطق في سوريا وصدور أقوى موقف لأنقرة تجاه واشنطن حول عفرين، ومع شن تركيا هجوماً على المدينة التي يسيطر عليها الأكراد، بينما تشن القوات الحكومية هجوماً في محافظة إدلب (شمال غربي سوريا)، والغوطة الشرقية المتاخمة للعاصمة، التقى المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا أمس وفدي النظام السوري برئاسة بشار الجعفري، وهيئة التفاوض المعارضة برئاسة نصر الحريري، كل على حدة، في إطار جولة جديدة من مفاوضات تستمر يومين في فيينا برعاية الأمم المتحدة، وذلك قبل أيام من انعقاد محادثات أخرى في روسيا.
وتأتي هذه الجولة التاسعة من المحادثات «في مرحلة حرجة»، بعد نحو شهر من فشل جولة محادثات سابقة في جنيف في إحراز أي تقدم لحل للنزاع المستمر في البلاد منذ نحو سبع سنوات. وكان دي ميستورا أعلن الأربعاء أن المحادثات تأتي في «مرحلة حرجة جدا»، مضيفاً «بالطبع أنا متفائل لأنه لا يسعني أن أكون غير ذلك في مثل هذه اللحظات»، مضيفاً «أنها مرحلة حرجة جدا جدا».
وأكد المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض، يحيى العريضي، لدى وصوله مقر الأمم المتحدة، تمسك المعارضة بالقرار 2254 ، واصفاً هذه الجولة بأنها «امتحان حقيقي لالتزام جميع الأطراف بتطبيق القرار الدولي». وأوضح «هناك شيء أساسي بالنسبة لنا لأننا نريد سوريا ديمقراطية حرة لكل أهلها وأن يعودوا إليها آمنين». بينما قال مصدر خاص من وفد الهيئة العليا في اتصال مع «القدس العربي» إنه لا أمل من إحراز أي تقدم في الجولة التاسعة من مسار جنيف، ومن المرجح أن تكون الجولة «فاشلة» كالجولات السابقة.
واكد المصدر الذي فضل حجب هويته، أن الجلسة أمس الخميس «فارغة ولن تعبر بالمسار السياسي إلى الأمام، وهي مجرد مراوحة في المكان»، مشيراً إلى أن اليوم الأول من النسخة التاسعة لمحادثات السلام انتهى دون أي تقدم، ومن المتوقع أن لا يحمل اليوم الجمعة شيئاً أفضل». ورجح المصدر خلو جدول أعمال المحادثات في فيينا من أي جلسة مفاوضات مباشرة مع وفد النظام خلال اليوم الجمعة.
وعلى صعيد عملية عفرين، وفي أقوى تصريح لها، حثت تركيا الولايات المتحدة أمس الخميس على وقف دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية أو المخاطرة بمواجهة القوات التركية الموجودة في سوريا، وذلك في أقوى تصريحات لأنقرة حول احتمال حدوث مواجهة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي. وتسلط التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم حكومة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الضوء على التوتر المتزايد بين البلدين بعد سبعة أيام من إطلاق تركيا عملية جوية وبرية باسم «غصن الزيتون» في منطقة عفرين في شمال غربي سوريا.
وسيعقب المحادثات التي تجري في فيينا، مؤتمر سلام يعقد في منتجع سوتشي البحري الروسي في 29 و30 كانون الثاني/ يناير بمبادرة من روسيا وإيران حليفتي النظام السوري وتركيا التي تدعم المعارضة. من جهتها قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «لقد تم توجيه دعوات ويجري توزيعها لمشاركين سوريين وسيتلقى 1600 شخص دعوات». وسيشارك مراقبون دوليون بينهم من الأمم المتحدة في المؤتمر إلى جانب الأطراف السورية، كما أوضحت زاخاروفا في تعليقات أوردتها وكالات أنباء روسية.
وقال مسؤول كردي كبير أمس إن الجماعات الكردية الرئيسية السورية لن تشارك في مؤتمر السلام المزمع عقده في روسيا الأسبوع المقبل، في ظل استمرار الهجوم التركي على منطقة عفرين. من جهتها طلبت المعارضة السورية الإثنين من روسيا إيضاحات تتعلق بمؤتمر سوتشي لاتخاذ قرار حول المشاركة فيه. من جهته أعلن السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين، أن بلاده وجّهت دعوة إلى لبنان للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني – السوري الذي سينعقد نهاية الشهر الجاري في مدينة سوتشي الروسية.

الأكراد يناشدون النظام السوري للتدخل… وأنقرة تحذّر واشنطن من الاصطدام بالقوات التركية
 «الهيئة العليا» لـ«القدس العربي»: جنيف 9 سيفشل كسابقه… وموسكو تدعو 1600 شخص لـ«سوتشي»

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    ” وأضافت الإدارة الذاتية «نؤكد مرة أخرى أن منطقة عفرين هي جزء لا يتجزأ من سوريا، ” إهـ
    عجيب !
    آ الآن أصبحت عفرين جزء لا يتجزأ من سوريا ؟
    لماذا رفضتم طلب روسيا لكم بتسليم عفرين للنظام الأسدي قبل إسبوع حتى تتجنبوا الهجوم التركي ؟
    ألم تتعظوا بما جرى لإقليم كردستان العراق بعد إعلانهم الإستقلال من خلال إستفتاء لم تؤيده أي دولة في العالم عدا دولة الكيان الصهيوني ؟
    ملاحظة :
    الكروي داود مع إنشاء دولة كردستانية مستقلة ولكن ليس على حساب القوميات الأخرى كما جرى للمناطق المتنازع عليها بالعراق وسوريا !!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول يوسف بن علي:

    ( الكردي ليس له صديقا ) مثلا قديما عند اخوتنا الاكراد . انا اعتقد ان مرد هذا المثل المذكور يرجع الى ضعف الرؤية السياسية للقيادات الكردية التاريخية او حتى ثقة النفس الزاءدة التي يعطيها احفاد صلاح الدين للاخرين …من هنا تأتي النكسات المستمرة .لهذا الشعب النبيل ..

  3. يقول مروان الفاروق:

    مصير كل إرهابي هو التدمير والسحق واستئصال شفأته من جذورها والرمي به في مزبلة الجغرافيا، فلا مكان للإرهاب في التاريخ حتى في مزبلته …. وعلى صناع الإرهاب وفي مقدمتهم أمريكا أن يعوا درس تركيا أردوغان جيدا وأن يقوموا بجوابهم المنزلي قبل أن يحل بها عقاب الأستاذ.

إشترك في قائمتنا البريدية