تتعثّر حياة المرأة العربية عدّة مرات، وتحدث فيها شروخ، وتقلبات، وانقطاعات مع المراحل السّابقة بشكل يشبه البتر المؤلم، بين الطفولة والبلوغ، ثم بين البلوغ والزواج، ثم بين الزواج ومراحل غير متوقعة، كالطلاق أو التّرمّل، ثم بين أن تكون أما وحماة وجدّة. يتخلّل هذا المسار الحياتي حصار عائلي واجتماعي يمارس على الأنثى بكل الوسائل، حتّى أن حياتها تبدو ملكا للآخرين وليست ملكا لها.
بين المراحل تكتشف المرأة في الغالب أن حياتها يجب أن تُعدّل وفق معطيات جديدة، كأن تتخلّى عن أصدقائها الذكور، بمجرّد دخولها عمر البلوغ، ليس فقط لأن العائلة ستضع حدًّا لتلك العلاقات البريئة، بل لأن أصدقاءها أنفسهم سيحوّلهم المجتمع إلى كائنات متوحشة، تقلل من احترامها، تبدأ تلك التحولات «المستذئبة» تظهر عليهم لتتسع المسافات بشكل أوتوماتيكي بينهما، قد يستلزم الأمر أيضا التخلّي عن صديقات حسب المعطيات نفسها، إذ تصنف الفتاة حسب لباسها، وسلوك بعض أهلها، الذي قد لن يعجب العامّة.
قد يحدث أيضا أن تُكوِّن صداقات جديدة في الوسط الجامعي، لكنّها صداقات قد لا تدوم طويلا، فبعد الزواج تقطع المرأة في الغالب كلّ صلاتها بماضيها الجامعي، لتبدأ حياة جديدة، تنغمس خلالها في علاقات زوجها ومحيطه، يحدث للمرأة ما يحدث للسمكة حين تخرج من ميـــاه مالحة، وترمى في حوض ماء حلو أو العكس، وهنا على معجزات الله كلها أن تجتمع لتجعل هذه المرأة تتعايش مع الوسط الجديد، بكل طقوسه المختلفة عمّا عاشته سابقا.
كتبت المرأة عن حالاتها هذه، ولكن سرعان ما صُنِّف أدبها على أنّه نسوي، أو نسائي، وكلاهما يمثل «تهمة» ما، وكأنّ الكتابة عن المرأة وللمرأة جريمة أدبية يحاسب النقد ممارسها. بعض الكاتبات يتنصّلن من هذه «التّهمة» بتصريحات غريبة، ينفين عن أنفسهن صفة «النّسوية»، ويكدن ينفين صفة الأنوثة عنهن أيضا، يتملّصن من الأسئلة الملغّمة بتلك الإيحاءات التي تضيّق عليهن الخناق، كونهن كتبن مآسي بنات جنسهن. تنفي الأغلبية أن يكون الأدب ذكوريا، أو نسويا، فيما نحن نعيش في منظومة ذكورية ضخمة، بما فيها الأدب، ألم يلجأ ناشر ج. ك. رولينغ إلى وضع الأحرف الأولى من اسم الكاتبة خوفا من تأثير اسمها سلبا على المبيعات؟ أليست حيلة التخفّي خلف حرفين لا هوية لهما ولا جنس، هروبا صريحا من «المؤنث» الذي قد يُسقِط القارئ في بلبلة عاطفية تحيل إلى رفض الرواية؟ حدث ذلك في أواخر القرن العشرين، إذن لا عتب على جورج صاند مثلا، التي تقمّصت شخصية رجل حتى في لباسها قبلها بقرن ونيف، هي المولودة باسم «أمنتين أورور لوسيل دوبان»!
الحرب على النّصوص النسائية أخذت أشكالا مختلفة، ويبدو أنّها بدأت من النّقد نفسه، حين قُرِئ على أنّه أدب جنس، وقد بالغ بعض الأكاديميين العرب في اعتبار ما كتبته النساء أدبا «بورنوغرافيا»، ما أبرز جهلهم الكبير بين ما يكتب في الأدب، وما تقدمه المواقع والأفلام الإباحية.
القارئ بدوره يقرأ نص المرأة باحثا عمّا يدينها – بعد الرّدة الدينية الغريبة التي أصابت المجتمعات العربية – وقد يقلب الصفحات بدون قراءتها تماما، إن لم يجد فيها فقرات إيروتيكية، ثم ينتهي مصير الكتاب، إمّا منسيا بين الرفوف، أو موضع شبهة وثرثرة وتهجم وتشويه سمعة، وغيرها من الأمور السيئة التي يخترعها قارئ «نصف متعلّم، ونصف متديّن».
ومع أن «الإيروتيكا» أو «الإيروسية» جنس قديم في تاريخ الأدب العربي، والمكتبة العربية تزخر به، من امرؤ القيس إلى الجاحظ، إلى الأصفهاني، إلى التوحيدي وابن حزم، والتيجاني والسيوطي والنفزاوي وغيرهم… إلا أن تقزيم عمل المرأة مهمة سهلة على من يتخذ «المشاهد الجنسية» ذريعة لذلك، ما جعل المرأة تختلط عليها المفاهيم، فالنص الذكوري الذي يبالغ أحيانا في توصيف الجنس، لا يلحق صاحبه ما يلحق المرأة التي تشبهه، من أذى. مع ملاحظة أن الرجل يعيش ويكتب متحررا من كل القيود الاجتماعية، فيما تعيش المرأة مكبّلة في الغالب، بل إنها تكبّل شخصياتها في نصوصها، ولا تسمح لهن بالتمرّد خوفا من الإسقاطات التي قد تضعها موضع شخصياتها، ولهذا السبب ربما نجد عددا لا بأس به من الكاتبات العربيات اللواتي يكتبن بأسماء مستعارة، وبعضهن حققن شهرة كبيرة، إلا أنهن بعيدات تماما عن الأضواء، ما يوفّر لهن حماية شخصية في أوساطهن الضيقة.
الذائقة الذكورية تحاملت كثيرا على نص المرأة، تماما كما على حياتها الخاصّة، ما يجعلها كائنا تابعا، حتى نحن نرى الأعاجيب في الجهة الأخرى من الكرة الأرضية، حيث تجاوزت النساء السخرية القاتلة، التي يوجهها الرجال لهن، كما تجاوزن التهميش المقصود لغايات عديدة، منها ما هو غير أخلاقي تماما كطريقة للضغط عليهن.
يقف ذكورنا أيضا في صف الحياد حين تتعلّق المسألة بحق من حقوق المرأة، فلا تُسَجَّل المواقف بوضوح بشأنهن، وإنه لأسهل على كاتب أو مثقف أن يعارض بشراسة كل الأنظمة العربية مجتمعة، على أن يقف في صف نص نسائي يدين جريمة الاغتصاب مثلا. كما يمكنهم الدفاع عن حرية المرأة مادامت ليست أختا أو ابنة أو زوجة لهم، وهذا جزء من ازدواج الشخصية العجيب الذي يعانون منه، والصراحة أن ذلك راجع لنقطة مهمة، وهي انعدام الثقة تماما داخل منظومة الذكور، رغم سيطرتها على مفاصل الحياة الرئيسية في مجتمعاتنا.
تلي هذه الذائقة الباسطة لجناحيها على النّعيم الذي نعيش فيه، نصوص تنتقد الذكورة بشدة، إذ لا تخلو قصصنا ورواياتنا وأشعارنا من الخيانة والطعنات المباغتة، والمعاناة التي لا تنتهي، بسبب انكسار العلاقات بين الرجل والمرأة، هناك هوّة عميقة جدا بينهما، حتى أنه من النّادر أن نجد علاقة ناجحة إنسانيا في الواقع بين مثقف ومثقفة عربيين.. لا أدري أين أجد النّماذج، لهذا أنتظرها من قرائي الأحباء، بدون تحامل إضافي عليّ، كوني أكتب من باب البحث عن معادلة تحدث التوازن بين الذكورة والأنوثة في عالمنا العربي الأعرج.
إذن إذا ظلّ الخطاب يرفل بأثوابه القديمة «المجندرة»، هل سنفكّر في نصوص عميقة تحفر في الذات الإنسانية وتخرج أثقالها وكنوزها؟ هل سنبلغ مرحلة النُّضج الفكري التي تحرّرنا من الصفات الدنيئة، التي جعلت نصوصنا أدلّة على مشاعر الخوف والكراهية والتخوين؟ إن تلك الساعة المرتقبة لن تحين ونحن عالقون بين عقارب ساعة متوقفة منذ أمد طويل، مع أنه من الممكن جدا أن نتصالح مع ماضينا المتحرر، ونبني حاضرا خاليا من التوترات والقيود، لتسهيل حياتنا، كونها قصيرة جدا، ولا تحتمل هذا التكرار الممل لغلبة الذكور وانكسار الإناث.
يا إلهي ماذا يضيف انكسار أنثى لانتصار ذكر؟
أي قاعدة بائسة نعيش وفقها طيلة قرون؟ وهذا المنتصر الشهم يجرُّ أنثاه المنكسرة، يجرّها ويمشي، يجرها ويزداد انحناءً، يجرُّها ويتعثَّر، يجرها حتى تخونه قدماه فيقع.
٭ شاعرة وإعلامية من البحرين
بروين حبيب
أستأذن الدكتورة العزيزة بروين حبيب ؛ وأنا في غربة الآن رغم متاع الحضارة ؛ لكن شاهدت الحجيج الكرام في بيت الله الحرام عبرشاشات
الفضائيات ( فطارت روحي ) دموعًا إلى مقام الحبيب المصطفى النبيّ الخاتم صلّى الله عليه وسلّم ؛ وجاشت مشاعري بهذا النظم ؛ أرجو أنْ لا أكون متطفلًا على المقال ؛ فبيننا حبل سري من الودّ والوئام يادكتورة :
{ الحبّ أقلق راحتي…والشوق أسكب عبرتي }
{ القلــــب مني نابـض…لكـــــن فقـــــــــــدت فكرتــي }
{ صــدّ وهجــــرقائــــــم …مالــي نسيت خلتـــــي ؟ }
{ إنّي وقعت بغربة…منْ ذا يكشّف غربتـي؟ }
{ ياسيــدي يامصطفى…يامنيتـــي يابغيتــــــــــي }
{ عبد محـــبّ عاشــق…هـلّا تزيلـوا علتـي ؟ }
{ عبــد تولّـــــه سيــدي…إنّـي محــبّ وآلهفتـي }
{ حاشاك تحرم صبّـكم…ياسنـدي ياذخرتي }
{ صلى عليك ربّنـا…والصحب ثمّ العُتــــرةِ }.
الرجل هو الخاسر الاكبر.. فقط اذ ا تعامل مع أنثاه كشريكة يحصل على قلبها وحبها.. اذا كانت ذليلة.. لا يمكن ان تحبه.كتبت مرة ما معناه ان الرجل الشرقي النمطي ما هو الا ارمل ابدي. حتى لو كان متزوجا. مقال رائع وشامل
حبيبة البعد بروين
انتهيت موخرا من قراءة رواية تشرفت برحيلك للكاتبة الجزائرية و الدكتورة الجامعية فيروز الشام
برغم بساطة الطرح و غياب الذكاء الفني الا ان الموضوع يستدعي الانتباه
تتحدث في هذه الرواية عن موت المرأة تدريجيا على يد الرجل الأخ أو الزوج
و كيف تغتال الأحلام في عنفوانها
و كيف تصبح الحياة سجنا لا خروج منه
السؤال الذي يطرح نفسه هو كم إمرأة الْيَوْمَ هي بطلة الروائية ؟؟
و الى متى سيستمر هذا الوضع ؟؟؟
ومن يساهم في تلقيم تربته ؟؟؟
و ماذا فعل المثقف لاستأصال هذا الورم الخبيث ؟؟؟
المشكلة رقم واحد في البلدان العربية هي المرأة
و هي ركيزة الثالوث المحرم
انكسار الأنثى أو بالأحرى المرأة التي تقبل بالانكسار تزيد الرجل رجولة مزيفة
و يزداد سمك عضلاته الهشة
و تمتلئ رئتيه بهواء المستنقعات
و ما يشجع الرجل على افتراسنا باستمرار هو خيانة المرأة للمرأة
فعدواة النساء فيما بينهن هي هدية للرجل
لكن المرأة التي تقرر حق حياتها بنفسها تدفع الثمن باهضا
ربما ستلوح خيوط مستقبل وردي اللون في حق المرأة لان
العالم بيمناهن و الشرق لهن و نبض الحياة ينبع منا !!!!!
نعم دكتورة بروين.. المرأة هي مخلوق يُشتهى !! وهذه الشهوة في صالحها؟! اهل رأيتِ انسانًا يشتهي قبحًا؟!
الا توافقيني د. بروين بأن كل ممنوع مرغوب ؟! كيف يمكن ان نتجاهل ما جاء في قرآننا ان المرأة عورة وعليهاالتستر( فالعورة معنى عام وليست بدنية تحصر بموصوف الاعضاءعلى كل جسمها!!
المراة خُلقت تابعة للرجل وليست متبوعة كما تنشدين ؟!!
في العهد القديم ذُكر ان حواءخُلقت من ضلع آدم وتزوجت به , وعندما وسوس الشيطان لهما بأكل ثمار اشجار الجنة , طردهم الله من الجنة وعاقب الله حواء بثلاثة اصناف من العقاب ( في الدنيا وهي الولادة بالوجع واشتياقها للرجل وسيادة الرجل عليها؟؟ .ولهذا على المرأة المؤمنة الراضية المسترضية ان تقبل الاحكام كما هي وكما جاءت بالكتب السماوية !!
لا يمكن اختاه ان نرضى نحن المؤمنين ان تكون علاقتنا كعلاقة سيمون دي بوفوار بسارتر ؟؟!! او ان نتخذ المثلية كمثال ونموذج للتحرر من الانصياع والتبعية ؟؟!
واخيرًا لا اوافق ما كتبته الاديبة هيام ابو الزلف ابنة قريتي عسفيا ان”الرجل الشرقي النمطي ما هو الا ارمل ابدي. حتى لو كان متزوجا.!!
واقول ان معظم الرجال الشرقيين هم متزوجون وان كانوا ارامل , فالرجل الشرقي مخلص لزوجته بعد الرحيل الابدي حتى وان كان متزوجاً من غيرها؟!! اليس كذلك اختنا هيام؟!
وفي النهاية لا بد من التذكير بمقولة الحكيم احمد لطفي السيد(الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية) والسلام.
اخي رؤوف،
.
جملتك “المرأة مخلوق يشتهى” هي مثل جملة “المرأة هدية للمجتمع” او ” … مدرسة ان اعددتها … ”
سميائية هكذا جمل ملغومة يا اخي. هل المرأة لا تشتهي الرجل؟ هل الرجل ليس هذية للمجتمع؟
و ما هو هذا المجتمع الدي تاتيه المرأة كهذية؟
و من سيقوم باعداد المدرسة(المراة) كانه يقوم باعداد طاجين بالجزر و لحم الخروف.
.
جمل كهذه في رايي، ظاهرها قد يكون جميلا، اما باطنها فميز صرف، لا يرى المرأة الا كمكمل لشيئ اساسي (الرجل).
،
المرأة فعلا تحب ان يعجب بها، و لذلك ترى عندهن الجمال و الهندام .. مسالة محورية. لكن هذا شيئ طبيعي في الطبيعة.
حيث نرى هذا حتى في باقي المخلوقات كالنباتاث مثلا. ترى الوردة تتفتح و تنادي بالوانها الزهية و عطرها النحل .. كي
تتم عملية التلقيح، حفاظا على استمرار الحياة.
.
لا ارى بصراحة ان السيدة بروين تريد شيئا من ما عاشته سيمون ديبوفوار، و اراها كانت جد حريصة في اختيار
كلماتها بعناية كبيرة، ربما كانت كتابة هذا المقال جد مرهقة لها … مقالها و كانها تمشي بحذر فوق قطعة ارض ملغومة …
الى درجة انني شعرت بحزن نوعا ما لهذه الوضعية التي وصلنا اليها بصراحة .. رقابة داتية في الكتابة فالمجتمع لا يرحم.
و تراها اقحمت فقرة في الاخير تدافع فيها عن الرجل لاتباث ان المسالة ليست كديبوفوار …
و انا اعاتب الكاتبة ههنا، ما كان عليها ان تشعر بالحاجة للدفاع عن الرجل حتى بطريقة غير مباشرة، لان لها الحق و كل
الحق ان تكتب عن موضوع هام جدا جدا بكل حرية. او كان عليها ان تنتزع هذا الحق.
.
الست بروين تحط اصبعها تماما على مشكلة راية المرأة كمكمل لشيئ آخر … المشكلة الكبيرة في مجتمعاتنا.
و ان استطعنا ان نتخلص من هذه النظرة الدونية للمرأة، سنعتبر دورها في المجتمع اساسي. و قد يكون اموموة و
تربية الاطفال و ادارة البيت عند الكثيرات منهن، مثل الآن، لكن بفرق كبير و كبير جدا. المرأة ستجد نفسها في المجتمع.
متساوية في نظرة المجتمع لها كالرجال من حيث الاعتراف و التقدير. و هذا هو اساس تحقيق الذات.
.
اكاذ اجزم، ان استطعنا ان نصل الى هذا النوع من المساوات الاساسية، لن يكون هناك مشكل تماما. الطبيعة ستتكلف بنا.
أعجبني تعليق السيّد رؤوف بدران المحترم : وأضيف له أنّ المعنى العام للعورة القبح ؛ إنما للعورة معانٍ أخرى مقبولة ؛ وهاك من بعضها :
# عور؛ العور: مشرق الشمس ومغربها.ويسمّى عورتيها ؛ قال الشاعر: { تجاوب بومها في عورتيها…إذا الحرباء أوفى للتناجي }.فجمال المرأة لروعته فهوكالشمس في الشروق وعند الغروب.فتُسستر كي لا يطمع فيه مستهتر.لهذا حينما ينظر( غريب بصاص ) إلى امرأة تقوم بتغطية المكشوف كردّ فعل دفاعي عفوي.
# عور؛ المعوار: الثغرة المكشوفة كما في وصيّة سيدي عليّ ابن أبي طالب : { لا تجهزوا على جريح ؛ ولا تصيبوا معورًا }.والمعورالفارس المكشوف الدرع.
# لما أعترض أبولهب على النبيّ الكريم وغالبه على الدعوة ؛ قال له أبو طالب : ( يا أعور؛ ما أنت وذاك؟).لم يكن أبولهب أعورَ؛ ولكن العرب تقول للذي ليس له أخ من أمه وأبيه كأبي لهب ( عبد العزى ) : أعور.ونحن اليوم نسمّيه ( المدللل لأمه ولأبيه ).
# عور؛ الأعور: العين الواحدة ؛ كناية للزوجة الواحدة ألم تسمع لقول القائل : ( أبتليت بأعورفأزداد هميّ…فكيف إذا أبتليت بأعورين ؟ }.
أي بزوجتين.وعيد أضحى سعيد.
العورة ايه الاساتذة الكرام، هي ما يستحي و ما لا يرغب المرأ في إظهاره. هذا مفهوم عام نجده في كل المفاهيم المشتقة.
.
يعني، ان كان هناك مثلا رجل اصلع، و يتضايق من صلعته، و استعمل بيروك لاخفائها، فهو يعتبر صلعته عورة.
.
و الحديث النبوي الشريق الدي يقول ان كل المرأة عورة ما عدا وجهها و كفيها، مفهوه جد جد صائب. و صدق رسول الله.
.
لانه من المفهوم اعلاه، ان العورة هي ما يستحي المرأ من اظهاره، نفهم الحديث النبوي، انه يحق للمراة ان تستحي من اظهار
اي جزأ من جسدها، الا وجهها و كفيها. الوجه للهوية، و الكفين للعمل، فلا يجب على المراة ان تستحي في اظهارهما.
.
و نجد كالعادة، من يقلب المفاهيم بادعائه انه يفهم و يتقن اللغة العربية، و يلوي عنق نص الحديث الشريف، ليخرج منه
انه يلزم و يجب على المرأة … الا وجهها و كفيها. فبالله عليكم، ما المعنى الفطري ههنا. الاول او الثاني. اليس الدين دين فطرة.
.
المفهوم الفطري ياكذه التنزيل الحكيم بآيات عديدة. مثلا “ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ .. الاية” و هنا
يقول الله ان للمرأ تلاث عورات لا يحب المرأ ان يظهر فيها، تلاث مواقيت، بعد صلاة العشاء، و قبل الفجر، و عندما يكون المرأ
عاريا. ان استعملنا المغهوم الثاني للعورة، فكيف نفسر الآية ههنا، علما ان في التنزيل الحظيم لا يوجد تراتدف و لا حشو.
.
مثال آخر من الآية “بيوتنا عورة … الآية” و بما انه لا يوجد ترادف، فمعنى كلمة عورة في الآيتين الكريمتين هو نفس معنى العورة عند المرأة. و هذا لا يستقيم الا بالمفهوم الاول، اي المعنى الفطري .. اي يحق للمرأة ان تستحي من اظهار اي جزأ من
جسدها ما عدى الوجه للهوية و الكفين للعمل، هنا لا يحق لها ان تستحي.
.
زيادة على هذا، فالله تعالى ان اراد توضيح شيئ يذكره بمعية وصف معين. وردت كلمة فتنة ستون مرة في التنزيل الحكيم،
و لا مرة واحدة … و اعيد و لا مرة واحدة وردة بمعية كلمة امرأة او ما شابه ذلك. فمن اين لسلفنا فهم ان جسد المرأة فتنة.
و الفتنة اشد من القتل، و ان كان هذا صحيحا، فلماذا لم يذكره الله تعالى مباشرة في التنزيل الحكيم، اي ان المرأة فتنة، اليس
هذا من باب توضيح السراط المستقيم … ام ان احد السلف فتنه جسد المرأة عن دينه فقال فيها ما قال؟
.
تعليقي هذا مقتبس من فكر المفكر المؤسس محمد شحرور. للتأمل من فضلكم
أختي بروين حبيب. أكاد أجزم أن المقطع الأخير وكذلك السؤالين الأخيرين في النهاية, هما من البراعة حتى أني أستطيع القول أن هذا من أجمل ماقرأته في هذه الصحيفة. وأكثر مايحيرني هو لماذا لايستطيع الرجل عموماً التفريق بين بيولوجيا المرأة الأنثوية وعقلها؟ وكانما أبصارنا عمياء لاترى المرأة إلا جسدا منكسرا, وبالأخص لماذا حتى يومنا هذا؟ أما عن علاقة ناجحة إنسانيا في الواقع بين مثقف ومثقفة عربيين, فهي موجوده لكن تشكل الاستثناء وليست القاعدة للأسف, إلى متى!.
السّيد ابن الوليد من أين جئت بستين مرّة ذكرللفظ الفتنة في القرآن؟ بل جاءت (30 ) مرّة { فتنة }.و(16) مرّة : { فتنّا / فتناك / فتناه / فتنتك / فتنتكم / فتتنتم / فتنته / فتنتهم / فتنوا / فتونا }.راجع المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم وفق نزول الكلمة : للسيد محمد سعيد اللحمام ؛ دارالمعرفة ببيروت ؛ ص 714.أما عبارتك : ( وردت كلمة فتنة ستون مرة في التنزيل الحكيم، و لا مرة واحدة … و اعيد و لا مرة واحدة وردة بمعية كلمة امرأة او ما شابه ذلك. فمن اين لسلفنا فهم ان جسد المرأة فتنة ).ألم تقرأ قول الله في سورة البروج : { إنّ الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ؛ ثمّ لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق }( 10).وهل تعلم أنّ البروج من التبرج وليست هي بروج السّماء ؟ لتقرأ حضرتك بتمعن وسترى الجواب الأكيد ؛ وكي أقرّب لحضرتك ستبدأ السورة المباركة بقوله { والسّماء ذات البروج }.الواوتفيد القسم للتحذيرمن : السّماء وهي المرأة الكاشفة الظهر؛ مأخوذة من ظهرالفرس لعلوه ؛ وقد ورد المعنى في قول الشاعرطفيل الغنويّ واصفًا فرسه الحمراء اللون بقوله : { وأحمركالديباج ؛ أما سماؤه فريّا…وأما أرضه فمحولُ }.وسماؤه : ظهره ؛ كان عريضًا ؛ وأرضه : قوائمه كانت قويّة.فما علا سماء وما واجه أديم الأرض : أرض.ينظر: لسان العرب : ابن منظور؛ مادة : ( سما ).مع المودة.
تتمة للسيد البدري،
.
حضرتك خبير باللغة العربية ولا شك انك تعلم ان مسألة احصاء كلمات في القرآن ليست مقننة بطريقة واحدة. ساعطيك مثال
حي. ان ذهبت الى موقع “المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم” و قمت ببحث عن كلمة الفتنة، ستجد 34 و ليس 30 كما
تفضلت بكتابته. ان احصينا مثلا صيغة المفعول به و حتى كلمات ذات معنى متقارب و صبغ الفعل و المفعول به و المصدر و مشتقاته، قد نصل الى عدد مغاير. و هذا ليس بيت القصيد. بل عدم ورود جملة تحتوي على كلمة فتنة و كلمة امرأة او ما شابه،
بحيث تكون المرأة هي فاعل للفتنة. و الفتنة اشد من القتل، يعني انها امر جلل. فكيف نفسر هذا؟
.
انا بصراحة لا احب ان نستطرد عن الموضوع و ننقاش اشياء جزئية. اضطراريا فعلت هذه المرة. و شكرا.
ضحى سعيد عليك حبيبتي دكتورة بروين ولجميع القراء الاعزاء وكل عام والجميع بخير.