«الأونروا»: غزة لن تبنى أبدا بوتيرة الإعمار الحالية وأهلها يعانون كثيرا بسبب خلاف السياسيين

حجم الخط
0

غزة ـ «القدس العربي»: كعادته لم يكن روبرت تيرنر، مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، متفائلا حيال الأوضاع السائدة في القطاع، بعد انتهاء حرب الصيف الماضي، وقال إنه يشاطر السكان شعورهم بالغضب، جراء عدم التقدم في الملف السياسي وعملية الإعمار، التي أعلن أنها لن تتم في ظل سيرها على الوتيرة الحالية.
وقال تيرنر خلال لقائه بعدد من الصحافيين في غزة، حضرته «القدس العربي» وهو يتحدث عن وضع السكان العام، إن هناك «شعورا بالغضب تجاه عملية الإعمار، التي تسير ببطء»، مشيرا إلى أن ذات الأمر ينطبق على عملية السلام.
وقال تيرنر في بداية اللقاء، إنه يشاطر أهل غزة شعورهم بذلك، مؤكدا أن التغييرات التي أدخلت من أجل تخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة «غير مناسبة وغير كافية». وأضاف «لا نتوقع حدوث أي تغيير إيجابي، على الوضع خلال الأشهر المقبلة، إلا إذا قام اللاعبون السياسيون بتغيير محتوى الأمور».
وسألت «القدس العربي» تيرنر إن كانت «الأونروا» قد أعدت خطة، خشية من انفجار الأوضاع في غزة، خاصة أنه حذر في وقت سابق من ذلك، إذا لم يتغير، فقال «هناك صراع يمكن أن يكون بشكل أبدي»، مشيرا إلى حديث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، خلال الحرب الأخيرة، التي أكدوا خلالها أنه في حال لم تحل المشاكل من جذورها، فإنه لا يمكن حل الأشياء التي على السطح الخارجي، مستطردا أنه لا يتوقع أن ينفجر صراع قريب، مشيرا إلى أن «الأونروا» تأخذ في هذا السياق احتياطاتها.
وقال «لدينا خطة، وقد أنهينا حلقة نقاش عن الدروس المستفادة من الحروب الأخيرة»، وأضاف «طورنا خططنا في حالات الطوارئ سواء وقت الحرب أو وقت الكوارث»، مشيرا إلى أن تلك الخطط تستطيع مواجهة أي ظرف صعب.
وفي سياق حديثه عن عملية الإعمار، قال تيرنر إنه في حال لم تزداد وتيرة إدخال مواد البناء ووصول الأموال اللازمة إلى قطاع غزة «لن تكون هناك عملية إعمار».
وتابع «لن تبنى غزة إن بقينا على نفس الوتيرة»، مطالبا الدول المانحة التي تعهدت بتقديم الأموال في مؤتمر القاهرة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي الإيفاء بالتزاماتها، موضحا أن «الأونروا» لا تزال تطالب المانحين بالإيفاء بما عليهم من تعهدات.
لكنه في الوقت ذاته كشف أن جزءا من الأموال التي جرى الحديث في وسائل الإعلام عن تعهد الدول المانحة بدفعها في مؤتمر القاهرة، وبلغت 5.4 مليار دولار، كان قد وصل في أوقات سابقة، لتنفيذ مشاريع.
ورفض تيرنر أيضا إبراز الملف السياسي عند المانحين في عملية إيصال أموال الدعم لسكان قطاع غزة، من خلال اشتراط وجود حكومة التوافق، أو وجود حل سياسي عام، وقال «بغض النظر عن وجهة نظر الدول المانحة، لا يجب عقاب أهل غزة»، مضيفا «نحن نتحدث عن جهد إنساني لمساعدة الناس، والسكان يجب ألا يعانوا بسبب وجود خلاف بين السياسيين».
وأكد رغم ذلك عدم وجود أي تقدم ملموس على صعيد المصالحة، واستمرار الفجوة الوزارية في غزة، مشيرا إلى أن ذلك خلف إحباطا كبيرا لدى السكان.
وأشاد في الوقت ذاته بجهود ألمانيا، في عملية دعم مشاريع إعمار غزة، وقال إنها تبرعت مؤخرا بـ 41 مليون يورو، وإنها أكثر الدول التي تعهدت بتقديم مساعدات للسكان منذ مؤتمر الإعمار.
وأوضح أن المهندسين التابعين لـ«الأونروا» أعلنوا قبل أيام أن هناك ضررا أصاب أكثر من 137 ألف مسكن من مساكن اللاجئين في غزة جراء الحرب الأخيرة، وأن ستين ألف أسرة لاجئة تمكنت من إصلاح الضرر الذي لحق بمنازلها، وأنه بعد تسعة أشهر على انقضاء الحرب لم يبن أي مسكن دمر بشكل كلي في قطاع غزة، وأن «الأونروا» تلقت تمويلا لبناء 200 مسكن، من أصل تسعة آلاف.
وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة في الصيف الماضي وسمتها «الجرف الصامد»، تم تدمير عشرات آلاف الوحدات السكنية بشكل كامل، ولا يزال العديد من سكانها يقطنون في «مراكز إيواء»، وآخرون في منازل مستأجرة، علاوة عن التدمير الجزئي الذي طال منازل كثيرة.
ووضعت الأمم المتحدة خطة للإعمار لم تنفذ بعد، وتواجه بانتقادات شعبية وفصائلية كبيرة، خاصة وأن هذه الخطة وضعت قيودا مشددة على عملية إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة.
ويخضع قطاع غزة لحصار إسرائيلي محكم منذ ثماني سنوات، يحول دون دخول المزيد من الكميات اللازمة من مواد البناء للسكان.
وأشار مدير عمليات «الأونروا» وهو يستعرض الأرقام أن منظمته الدولية صرفت أكثر من 96 مليون دولار، للأسر الفقيرة اللاجئة.
وفي سياق متصل أشار تيرنر إلى أنه سيتم نهاية الشهر الجاري البدء في تقييم الفقر في قطاع غزة، من خلال نظام خاص لجمع البيانات، سيبدأ بحصر 20 ألف أسرة جديدة. وتوقع أن تتم زيادة عدد المستفيدين من الخدمات الإغاثية الغذائية التي تقدمها «الأونروا» في غزة، مشيرا إلى أنه حتى اللحظة يستفيد 869 ألف لاجئ في القطاع من البرنامج.

أشرف الهور

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية